آلاء خليفة
«خلال الفترة بين عامي 1979 و1988 وقعت احداث في منطقة الخليج العربي بدأت وانتهت بالصراع العراقي الإيراني وشهدت هذه السنوات حوادث كثيرة اثرت على الكويت ودول الخليج العربي، هذا الفترة شكلت حقبة زمنية بدأت مع نهاية حكم الشاه محمد رضا بهلوي لإيران، وعودة الخميني من الخارج ليصبح المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية»،
هذا ما استعرضه اللواء المتقاعد حمد السريع في كتابه «الصراع العراقي الإيراني وتأثيره على الكويت.. أحداث تاريخية» عبر 112 صفحة من القطع المتوسط، سلط الضوء خلالها على الصراع السياسي والعسكري حتى اندلاع الحرب العراقية الإيرانية التي استمرت 8 أعوام وراح ضحيتها اكثر من مليون شخص من الجانبين.
وتناول السريع في كتابه ذي الأربعة فصول الحوادث والتفجيرات التي وقعت بالكويت بسبب تلك الحرب وفي اطار الصراع بين الطرفين والذي أدى الى تعرض العديد من المصالح الكويتية لأعمال إرهابية والسفن التجارية الكويتية لاعتداءات متكررة من بحرية النظام الإيراني ما دعا حكومة الكويت للاستعانة بالقوات البحرية الاميركية لحماية البواخر الكويتية الى ان توقفت الحرب في اغسطس 1988.
وركز الفصل الأول على بداية المواجهة بين العراق وايران والثاني على التجمعات والمظاهرات في الكويت، فيما لفت في الفصل الثالث إلى الاستخبارات العراقية وجرائمها داخل الكويت من خلال 6 مشاهد متمثلة في الاعتداء على موكب وزير الخارجية الإيراني والهجوم على السفارة الإيرانية بالكويت واختطاف الطائرة الكويتية وتفجير الشركة الكويتية الإيرانية بالإضافة الى مشهد خاص بالقنصلية العراقية والمشهد الأخير الخاص بالانفجارات الخمسة بالكويت، اما في الرابع فركز على الاستخبارات الإيرانية وجرائمها داخل الكويت ومن ضمنها اعمال تخريبية وتفجيرات عام 1983 وخطف الطائرة كاظمة والمخابرات السورية ومحاولة اغتيال الجار الله، والمخابرات الإيرانية وتفجير موكب الأمير وتفجير المقاهي الشعبية. وذكر المؤلف في كتابه المميز ان الصراع العراقي الإيراني على ارض الكويت تسبب في حالة من الاختلاف في وجهات النظر لدى المسؤولين مما أدى الى استقالة مسؤولين عسكريين في ذلك الوقت مركزا على الجانب الأمني الذي عايشه بنفسه.
السياسة الخارجية
وبين الكاتب ان سياسة الكويت الخارجية اعتمدت على المهادنة في بعض الأوقات وشابها التردد، مما شجع بعض الدول والعصابات الإرهابية على الابتزاز المالي او السياسي والأمني سواء في تجيير مواقف سياسية لصالحهم او بالسماح بدخول عناصر متطرفة او وقف تنفيذ أي احكام صادرة ضد إرهابيين ارتكبوا جرائم بحق هذا البلد، وشجعت العناصر الإرهابية على ارتكاب مزيد من الاعمال الإرهابية ضد المصالح الكويتية في الداخل والخارج، حتى ان بعض الإرهابيين ارتكبوا افعالا إجرامية داخل الكويت لاطلاق سراح زملاء لهم تم ضبطهم من قبل السلطات اليابانية عندما اقتحموا واسروا ديبلوماسيين يابانيين داخل السفارة اليابانية في الكويت وهددوا بقتلهم اذا لم يتم اطلاق سراح زملاء لهم خطفوا باخرة يابانية في اندونيسيا.
فلسطين والصهاينة
ويقول السريع ان الحكومة الكويتية كانت تنظر الى الفلسطينيين على انهم شعب سرقت حقوقه من قبل الصهاينة ويجب مساعدتهم قدر المستطاع حتى ولو كان ذلك على حساب مصلحة الكويت بما في ذلك قبول رواية الإرهابيين الذين ارتكبوا جرائم بالكويت بان الاستخبارات الصهيونية اذا اكتشفت انهم ينتمون لمنظمات إرهابية فلسطينية فستقوم بملاحقتهم وتصفيتهم وهذا ما دفع الحكومة الكويتية الى التعاطف معهم رغم ما ارتكبوه من جرائم.
ولفت الى انه لم يكن للكويت وقفات حازمة وصارمة تجاه الإرهابيين سوى في موقفين الأول رفض الحكومة الكويتية الرضوخ للمطالب المالية للفلسطيني خاطف الطائرة الكويتية عام 1980 حتى استسلم، والثاني رفض اطلاق سراح الإرهابيين الذين قاموا بتفجير مواقع عدة داخل الكويت وخطفوا الطائرة كاظمة وبعدها الجابرية وقتلوا عدة اشخاص كان من بينهم كويتيون، وبرغم تلك المواقف المتشددة برفض مطالب اطلاق سراح الإرهابيين فانه لم تنفذ أية احكام بالاعدام بحق أي إرهابي ارتكب جريمة إرهابية وتسبب بقتل مواطنين او مقيمين وبرغم كل تلك الاعمال الإرهابية فان المتهمين الإرهابيين اما اطلق سراحهم وخاصة من الفلسطينيين تعاطفا مع قضيتهم قبل ان يكملوا الاحكام.