من الماضي
اعتدنا في صفحة من الماضي ولما لها من بعد تاريخي يوثق أحداث حقبة عقد هي غرة النهضة الحديثة من خلال رجالها وعناصرها والقيادات التي حملت ألوية التقدم والنمو، فأتينا بهم في لقاءات عدة منفردين لنسجل ملامح هذه الفترة من واقع ما قاموا به وقدموه الى الوطن من اعمال ومسيرات تعد في مجملها دعامات تجمعت حول نواة كويت الحداثة والرقي.
لكننا في هذه المرة ومن منظور آخر نود ان ننقل صورة غير فردية لماضينا كونها مجموعة من أعلامه مجتمعين لنشهد العديد من الأعمال الفردية المتزامنة والتي تثبت صحة القول ان مسؤولية التنمية جماعية تقع على كاهل الجميع، فلولا تواجد هؤلاء الرجال في فترة واحدة لما ازدهرت بلادنا على هذا النحو ولما وصلنا الى ما نحن عليه، وعلى هذا جرت الطبيعة، فإن شرعت الشجرة في أن تثمر أطلقت العديد من البراعم ليخرج كل منها ثمرته لتزين كامل أفرعها، وهكذا رزق الله سبحانه الكويت رجالها وقياداتها التنموية في هذه الفترة.
وقد اخترنا لهذا العدد مزيجا من الشخصيات التربوية والتنموية والنواخذة، خليطا من فئات الشعب في مرحلة أثرت في مسيرة هذا الشعب، ثلاث شخصيات تربوية كويتية أردنا منها ان يطلع المواطن الكريم على حياة ابناء وطنه الأسبقين منذ طفولتهم حتى وفاتهم، وما قدموا لوطنهم من خدمات جليلة، نهضوا بالتعليم بعد تخرجهم وتعيينهم بداية حياتهم كمدرسين.
وانتهت حياتهم ما بين سفراء ووزراء ومناصب قيادية، وأما الشخصية الرابعة فهو صاحب دور هام في الحياة العملية، حيث انه رجل عصامي كوّن نفسه بنفسه، وقد التحق بالتعليم المسائي منذ الابتدائي حتى حصل على الدكتوراه، وأصبح مديرا عاما للموانئ، وأستاذا محاضرا بالجامعات.. ومنه الى رجل من رجالات البحر لما للبحر من اهمية كبرى في حياة الكويتيين، ولد بجزيرة فيلكا وتعلم بمدارسها حتى اصبح مرشدا بحريا بعد ان كان بحارا وصيادا للسمك، ونصل الى آخر شخصية في هذا البحث وهو عبدالله ابراهيم اسماعيل، واحد من نواخذة سفن النقل الشراعي الكويتي، فإلى هؤلاء الرجال..
صفحات من الماضي في ملف ( pdf )