ألقى د.وليد العلي خطبة العيد على منبر المسجد الكبير وجاء فيها:
الخطبة الأولى:
الله اكبر، الله اكبر، الله اكبر، الله اكبر، الله اكبر، الله اكبر، الله اكبر، الله اكبر، الله اكبر.
الله اكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، وصلى الله وسلم على من ارسله ربه شاهدا ومبشرا ونذيرا، وداعيا الى الله بإذنه وسراجا منيرا.
الله اكبر، ما صام مسلم نهارا وافطر، الله اكبر، ما تهجد مؤمن ليلا وتسحر، الله اكبر، ما اقبل شهر رمضان وادبر، الله اكبر، ما تنفس صبح العيد واسفر.
الله اكبر، الله اكبر، الله اكبر، لا اله الا الله، الله اكبر، الله اكبر، ولله الحمد.
اما بعد:
فكبروا الله واشكروه على اكمال عدة رمضان ايها المؤمنون، واتقوا الله ربكم (حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون).
ثم اعلموا معشر السادة الكرام:
ان المسلم انما يفرح في يوم العيد الذي هو شامة الايام، لاستشعاره بانه سيوفى في يوم العيد اجر الصيام والقيام.
وتأملوا هذا المعنى العظيم، فيما اثر عن رسولنا الكريم عليه افضل الصلاة والتسليم «للصائم فرحتان يفرحهما: اذا افطر فرح بفطره، واذا لقي ربه فرح بصومه».
لذا سمي يوم الفطر بيوم الجائزة، فالنفس الصائمة لاجرها حائزة، قال سليل بيت النبوة الطاهر ابوجعفر محمد بن علي الباقر عليه وعلى آبائه الصلاة والسلام، وهو يحكي جائزة الصيام والقيام «اذا اكمل الصائمون صيام رمضان وقيامه: فقد وفوا ما عليهم من العمل، وبقي ما لهم من الاجر وهو المغفرة، فاذا خرجوا يوم عيد الفطر الى الصلاة: قسمت عليهم اجورهم، فرجعوا الى منازلهم وقد استوفوا الاجر واستكملوه».
الله اكبر، الله اكبر، الله اكبر، لا اله الا الله، الله اكبر، الله اكبر، ولله الحمد.
ثم اعلموا رعاكم الله تعالى ان استيفاء الاجر انما هو علامة القبول، لذا خرج الناس من بيوتهم صبيحة هذا اليوم رجاء ادراك المأمول، وكان الامام العادل، والخليفة العامل، عمر بن عبدالعزيز رحمه الله تعالى يقول في خطبة عيد الفطر «ايها الناس، انكم صمتم لله ثلاثين يوما، وقمتم ثلاثين ليلة، وخرجتم اليوم تطلبون من الله ان يتقبل منكم».
فالصائم قد حاز في نهاره الرضوان، والقائم قد جاز في ليله الى الجنان، والمقبول قد فاز بالعتق من النيران.
فبشرى، لمن حاز مع من حازوا، وطوبى، لمن جاز مع من جازوا، وهنيئا، لمن فاز مع من فازوا.
الله اكبر، الله اكبر، الله اكبر، لا اله الا الله، الله اكبر، الله اكبر، ولله الحمد.
معشر السادة الكرام:
لقد ترحلت عنا ايام الغر من شهر الصيام، وقد استلهمنا منه دروس الخير وعبر الاكرام.
فقد انصرمت ايام شهر رمضان، والصائم قد جدد العهد مع القرآن، واستشعر وجوب الاقبال على كلام الله تعالى: تلاوة وتدبرا وعملا واستشفاء وتحاكما، وان القرآن الكريم هو خلق المسلم في شؤون حياته مسالما ومحاربا، مصافيا ومخاصما.
ودرس ثان: ان اتمام عدة رمضان من اجل النعم التي تستوجب شكر المنعم الجواد، وقد تأذن الرب تبارك وتعالى بالزيادة والفضل لمن قام بشكره من العباد.
وعبرة ثالثة: ان اجتناب الصائم للمباحات التي تخدش صومه من شراب وطعام فيه ترويض لنفسه للاستقامة على شرع الله والحذر من غشيان الحرام.
وحكمة رابعة: ان حصائد الالسن وعواقبها لها اعظم الاثر في نقض عرى الصيام، فالكلمة تبلغ مبلغا لا يبلغه الفعل فهل تعي هذا وسائل الاعلام؟
وموعظة خامسة: ان صيامنا جميعا عند رؤية هلال رمضان وفطرنا عند رؤية هلال العيد يرشد الى وجوب الاعتصام بالوحدة ونبذ التفرقة وهذا هو الامر الرشيد.
فهذه بعض حكم واحكام الله التي يبصرها الموقنون (ومن احسن من الله حكما لقوم يوقنون).
سلام من الرحمن كل أوان
على خير شهر قد مضى وزمان
سلام على الصيام فإنه
امان من الرحمن كل امان
لئن فنيت ايامك الغر بغتة
فما الحزن من قلبي عليك بفان
اقول ما سمعتم من الوعظ والذكر الحكيم، واستغفر لي ولكم الله ربكم الغفور الحليم، فاستغفروه وتوبوا اليه انه هو التواب الرحيم.
الخطبة الثانية:
الله اكبر، الله اكبر الله اكبر، الله اكبر، الله اكبر، الله اكبر، الله اكبر.
ان التكبير هو شعار المؤمنين في ليلة ويوم العيد، فتكبير الله تعالى مع التقوى هو القول السديد (يا ايها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا، يصلح لكم اعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما).
اما بعد:
فهذه الدروس والحكم والعبر المباركة الخمس التي استلهمتها النفس في صومها بالامس، قد دعينا جميعا الى استلهامها من شهر رمضان المبارك المتضمخ بعطر الشرف الزاخر، وذلك بطيات الكلمات الابوية التي خاطبنا بها سمو والدنا حفظه الله بالعشر الاواخر.
فقد اسس بنيان خطابه المبارك ومبانيه، على مضامين هذه الدروس ومعانيها، لذا فقد تشنفت من جميل كلماته الاسماع، كما ترققت ايضا من جليل عباراته الطباع.
فالله الله يا من توجه اليكم الخطاب الابوي في حفظ هذه الوصايا الخمس، فإن بالقرآن الكريم والشكر والاستقامة والامانة والاجتماع سعادة النفس.
فواجب مؤسسات الدولة بقطاعيها الحكومي والخاص الحرص على ترجمة معاني هذا الخطاب، فإن الله سبحانه وتعالى وصف الذين يستمعون القول فيتبعون احسنه بأنهم هم اولو الالباب.
وان من اعلام الترجمة المنشورة، لدرر الكلمات الابوية المنثورة، ما تبذله وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية من الجهود المبرورة، وما تقدمه من العمل بمثاني هذا الخطاب من المساعي المشكورة.
فقد حرصت - وفق الله تعالى القائمين عليها وزيرا ووكلاء ومديرين ـ على تكريس هذه المعاني، لاسيما الاصل الاصيل، وهو بيان ان مجتمعنا المتراحم المتلاحم انما يتوارث الوحدة الوطنية والتواصل الاجتماعي خلفا عن سلف وجيلا بعد جيل.
ويشهد لك ما ذاع وشاع، وطرق ليلا ونهارا الاسماع، حيث غرست منابر مساجدها التي تجاوزت الالف ذلك في الطباع، وقررته مراكزها القرآنية التي تجاوزت المائة فحصل بحمد الله الانتفاع.
واعظم عبرة يعتبر بها مجتمعنا على وجوب التراحم وضرورة التلاحم، الاستشعار بانها اعظم نعم الله التي تحررنا بها من غزو المعتدي الغاشم، فرجع المعتدي ببصره هل يرى في مجتمعنا من افتراق، ثم ارجع البصر كرتين هل يرى بين افراده من شقاق، فانقلب اليه البصر خاسئا وهو حسير، فاندحر مهزوما وولى الادبار وهو حقير.
فرحم الله آباء لنا واجدادا، كانوا لوطنهم عدة وعتادا، قطعهم الموت وما انقطع منهم الجد والعمل، ولم تفرقهم الخصومات ولا شغلهم الجدل.
فمتى يدرك الابناء قيمة هذا الموروث الذي خلفه لهم الآباء ليكونوا يدا واحدة تذب عن حياض الوطن وتدحر الاعداء؟
اللهم اجعل هذا البلد آمنا مطمئنا واسبغ عليه نعمك الباطنة والظاهرة، وادفع عنه برحمتك يا ارحم الراحمين كل الفتن المدلهمة والمحن القاهرة.
اللهم احفظ اميرنا ووالدنا وانت خير الحافظين، واعنه يا معين بفضلك على مصالح الدنيا والدين.
اللهم بارك له في ولي عهده الامين، وايده اللهم برئيس حكومته المكين، والبسهم جميعا ثوب العافية وامنن عليهم بوافر المنن، وهبهم طول عمر تصحبه قوة بدن ويقارنه عمل حسن.
اللهم وأيد جميع وزرائهم بالامر الرشيد، وسدد اخوانهم واعوانهم بالقول السديد.
اللهم جنب افراد مجتمعنا اسباب التفرق والشقاق، وحبب اليهم مكارم العادات وفضائل الاخلاق.
واعصم اللهم شباب مجتمعنا من فكر التطرف الذميم والغلو الضال، وألهمهم وارشدهم واهدهم سلوك سبيل الوسطية وطريق الاعتدال.
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات، واعظم اجور الصائمين والصائمات.
اللهم اشف مرضانا، وعاف اللهم مبتلانا، وارحم اللهم موتانا.
اللهم كن برحمتك ولطفك لاخواننا المستضعفين في كل مكان، واكشف اللهم الغم وفرج الهم عن اخواننا المتضررين في باكستان.
(ربنا تقبل منا انك انت السميع العليم)، (وتب علينا انك انت التواب الرحيم).
وليكن مسك الختام، معشر السادة الكرام، ترطيب ألسنتكم بالصلاة والسلام على سيدنا محمد خير الانام، امتثالا لامر الملك القدوس السلام، حيث قال في اصدق قيل واحسن حديث وخير كلام (ان الله وملائكته يصلون على النبي يا ايها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما).
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم، في العالمين انك حميد مجيد.
وهذا عيد مبارك ان شاء الله تعالى على بلادنا واميرنا وحكومتنا وشعبنا وعلى جميع المسلمين، ولتصحبكم السلامة مغفورا لكم وطبتم وطاب ممشاكم وجعلكم الله اينما كنتم مباركين، وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين.
واقرأ ايضاً:
الأمير أدى صلاة العيد في المسجد الكبير وتبادل التهاني مع عدد من الزعماء العرب
نائب الأمير شكر المهنئين: نسأل الله أن يسدد الخطى لما فيه خير وازدهار وطننا
الوحدة بين المسلمين عنوان خطبتي العيد والجمعة في أغلب الساحات و المساجد
العفاسي عايد نزلاء دور الرعاية: الأزمة الرياضية بدأت في الحلحلة وننتظر حكم القضاء في «الهيئة» وبعض الأندية.. والملف يحسم في أقرب وقت
العيد على الطريقة الفرعونية في مصر... وعيد «الصفح» في ماليزيا
زيارة المقابر وتذكر الأحباب سمة سائدة أول أيام العيد