- نمرّ حالياً بأزمة حادة في العراق يتعين على المجتمع الدولي مساعدتنا والوقوف إلى جانبنا حتى نتمكن من تجاوزها
- المهري: تفجير كنيسة سيدة النجاة ببغداد عملية إرهابية جبانة تأتي خلاف ما نصت عليه أحكام الشريعة الإسلامية التي حرّمت التعرض لأهل الكتاب وحفظت لهم حقوقهم وواجباتهم
- الأنبا بيجول: أقباط مصر وإخوانهم المسلمون يعيشون كأسرة واحدة متماسكـة ومتجانسة بفضـل الحكـم الراسـخ الأمين وبفضل الحكماء أمثـال شيـخ الأزهـر الشريف وقداسـة البابا
أسامة أبو السعود
شدد السفير العراقي لدى الكويت محمد بحر العلوم على ان الارهاب لا يفرق بين اتباع الديانات سواء كانوا مسلمين او مسيحين لرفضه مبدأ التعددية داخل المجتمع الواحد، داعيا دول العالم اجمع للوقوف وقفة صامدة امام هذا المرض السرطاني الذي يتفشى بشكل متنام داخل مجتمعاته كافة.
ووصف بحر العلوم خلال حضوره مساء اول من أمس هو وعدد من المهتمين بتنمية وتوطيد العلاقات الاسلامية ـ المسيحية تنظيم اول ديوانية شهرية لمجلس العلاقات الاسلامية ـ المسيحية التي اقيمت في ديوان النقي في منطقة المنصورية المواطن المسيحي العراقي بأنه وردة في حديقة المجتمع العراقي، مؤكدا ان المسيحيين العراقيين جزء لا يتجزأ من منظومة مجتمعنا.
واضاف ان العلاقات الاسلامية ـ المسيحية التي يزخر بها العالم على مر التاريخ هي علاقة مجتمعية متأصلة بين ديانتين كبيرتين لا يمكن التفريق بينهما، لافتا الى ان عنصر الارهاب الرافض للتعددية يحاول هدم هذه العلاقة الوطيدة التي تزخر بها مجتمعاتنا العربية واستئصالها من الجذور، متابعا «ليس المسيحيون هم الوحيدون الذين يعانون من هذه الحالة الارهابية، فهذه الحالة يعاني منها ايضا المسلمون العراقيون لان الارهاب لا يرغب في ان يكون هناك تعدد وتنوع في المجتمع، وانما يريد حالة احادية تتوافق مع مبادئه وادبياته.
وزاد «لا يخفى على الجميع ما يمر به المسلمون حول انحاء العالم من مضايقات مثل الدعوة الى حرق القرآن الكريم والاساءة الى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في الدنمارك وازمة الحجاب في فرنسا، ومنع المآذن في سويسرا، قائلا ان كل هذه العوامل تصب في نفس الحال، وعلى هذا يجب ان تكون هناك دعوة عامة لاتباع الديانات والطوائف والمذاهب المختلفة للتعايش داخل المجتمع الواحد حتى لا يطغى دين على دين او مذهب على مذهب.
واشار الى وجود أزمة يمر بها حاليا المجتمع العراقي تتطلب تتضافر جهود دول العالم. وقال «نحن في العراق نمر حاليا بأزمة حادة يتعين على المجتمع الدولي مساعدتنا والوقوف الى جانبنا حتى نتمكن من تجاوز هذه الازمة، مطالبا بأهمية نشر دعوة لحماية الاقليات المسيحية في الدول الاسلامية وكذلك حماية الاقليات الاسلامية في الدول المسيحية.
من جانبه، قال رئيس مجلس العلاقات الاسلامية ـ المسيحية محمد المهري «ان الهدف من تشكيل مجلس العلاقات الاسلامية ـ المسيحية في الكويت يأتي انطلاقا من مبدأ التعددية واحترام الديانات الاخرى الذي تؤمن به القيادة السياسية العليا في الكويت، مؤكدا ان الاسلام الذي وصل الينا من مدرسة آل البيت هو اسلام المحبة والتسامح».
وندد المهري بعملية تفجير كنيسة سيدة النجاة في بغداد، قائلا «ان هذه العملية عملية ارهابية جبانة تأتي خلاف ما نصت عليه احكام الشريعة الاسلامية التي حرمت التعرض لأهل الكتاب وحفظت لهم حقوقهم وواجباتهم». من جهته، اكد راعي الكنيسة القبطية في الكويت الأنبا بيجول متانة العلاقات التي تربط الديانتين الاسلامية والمسيحية. وقال «لن تستطيع اى اصابع خفية ان تهدم هذه العلاقة وتفرق بين الاخ وأخيه، فالمسلم والمسيحي اخوان وسيظلان كذلك طيلة العمر».
وعن وضع الاقباط في مصر وان كانت هناك مضايقات يتعرضون لها قال «يعيش اقباط مصر واخوانهم المسلمون كأسرة واحدة متماسكة ومتجانسة بفضل الحكم الراسخ الآمين وبفضل الحكماء امثال فضيلة شيخ الازهر الشريف وقداسة البابا اللذين يعملان كأخوين وبمنتهى الحكمة، مشيرا الى قدرتهما على الوقوف ضد اى تيار مدمر لا يراعي دين او دولة.
وبدوره، قال امين سر مجلس العلاقات الاسلامية ـ المسيحية زهير المحميد ان تنظيم هذه الديوانية الشهرية يأتي في إطار نشر ثقافة التسامح بين اتباع الديانات الابراهيمية، مبينا ان الديوانية تأتي استكمالا لوضع الاسس والمشتركات التي تم تأسيسها مع إنشاء مجلس العلاقات الاسلامية ـ المسيحية.