التغيير كان العلامة الفارقة الأكبر في تاريخ العراق الحديث وان كانت كلمة تغيير في حد ذاتها لا تمثل الصورة الحقيقية لما مرت به البلاد وربما تكون كلمة انقلاب جذري هي الأكثر تجسيدا للحالة التي مر بها العراق خلال السنوات الثماني الأخيرة.
التغيير في العراق لم يتوقف عند تغيير النظام البائد وما لحقه من تغير جذري في الحالة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتنموية والثقافية بل تعداه ليطال الايقونة الأهم في البلاد وهي تغيير الحالة الثقافية والادراكية لطلبة المدارس في العراق. ويبدو ان العراق الذي القى خلف ظهره تاريخ القمع والقهر والكبت والدكتاتورية بدأ ينظر الى مستقبل أكثر إشراقا من خلال تغيير المناهج الدراسية لطلبته لتواكب المناهج الدراسية في دول العالم المتطور ولتبتعد عن التنظير الاقصائي والفكر الاحادي المتخلف. وقال المشرف التربوي عزيز سمير لـ «كونا» ان تغيير المناهج الدراسية جاء بمحورين موضحا ان المحور الأول يبتعد بالمناهج الدراسية عما كان النظام البائد يرسخه من افكار تعبوية خاطئة جرت على البلاد ما جرت من خراب وويلات. وأضاف ان المحور الثاني يتركز حول مغادرة أساليب التعليم القديمة والتحول بها نحو مناهج دراسية حديثة ومتطورة مواكبة لما تنتهجه احدث المؤسسات التربوية في العالم.