أعرب رئيس مركز الكويت للدراسات التنموية د.علي النقي عن ثقته الكاملة في عبور حكومة سمو الشيخ ناصر المحمد جلسة الغد للتصويت على كتاب عدم التعاون بنجاح، مشيرا في الوقت ذاته الى الطرح الراقي لسموه في تفنيد محور الاستجواب، فضلا عن قوة وتماسك وتضامن الفريق الحكومي. وقال النقي ان «المؤزمين» في هذا الاستجواب ذهبوا بالفعل الى «أبعد مدى» فهم تحدوا الرغبة السامية وتوجيهات صاحب السمو بالتهدئة، وقدموا استجوابا غير جائز وواقع دستوريا، لافتا الى ان الاغلبية البرلمانية تسعى للاستقرار والنمو بالبلد الذي يأتي وفق التعاون بعيدا عن التصعيد والتأزيم. وأكد النقي ان سمو الشيخ ناصر المحمد لايزال الرجل الافضل والأنسب للانطلاق بالكويت نحو مستقبل مشرق ومتقدم، مبينا ان مسيرة سموه على الرغم من العقبات والتحديات كانت صامدة، مطالبا السلطة التشريعية بالتعاون مع الحكومة لتحقيق ما فات من أجل مصلحة البلاد، ولدفع عجلة التنمية بتنفيذ الخطة التنموية الشاملة التي قدمتها الحكومة لأول مرة منذ إقرار قانون بشأنها عام 1986، مشددا على ان المواطن الكويتي يتعطش للاستقرار والتنمية. واستهجن النقي المطالبات برئيس وزراء شعبي، مشددا على ان الحق المطلق لاختيار رئيس الحكومة هو لصاحب السمو الأمير، فهو من الاختصاصات المطلقة لسموه وعلينا احترامها، ولا نرضى بأي تشكيك فيها ولا تعني مراقبة النواب ومحاسبتهم التدخل لاختيار رئيس الوزراء أو وزير معين نتيجة لأمور شخصية، مبينا ان التدخل في تسمية رئيس الوزراء والمطالبة برئيس وزراء شعبي تدخل في اختصاصات صاحب السمو الأمير، وعلى الشعب الكويتي تفهم هذه الامور. ولفت الى انه لا يوجد مواطن غيور مخلص يقبل برئيس وزراء شعبي، فالحكم مرتبط بالاسرة، وكذلك الشعب الكويتي يرتبط بهم ويعتبرهم صمام أمان للبلد.
وأوضح النقي ان مرحلة ما بعد تجديد التعاون مع الحكومة تحتاج الى عمل دؤوب لتحقيق التنمية، اذ من المتوقع أن تبدأ مرحلة جديدة أكثر استقرارا يتحتم فيها تضافر الجهود والتعاون بين السلطتين وطرح العمل وفق أجندات المصالح العليا لبناء وطن مستقر يخطو خطواته ليكون في مصاف الدول المتقدمة. وشدد النقي على أن التنمية لا تتحقق الا بالتنسيق والتعاون بين جميع القطاعات والعمل المستمر الدؤوب والترفع عن الكيد والشخصانية، لافتا الى ان الاستجوابات لربما لن تنتهي وقد تكون هناك استجوابات مماثلة في المرحلة المقبلة، الا ان مفعولها قد يكون انتهى نظرا لدعم جموع الشعب الكويتي لحكومة الشيخ ناصر امتثالا لتوجيهات صاحب السمو الأمير. وأشار النقي الى التأكيد المستمر من صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد على رغبته في تحويل الكويت الى مركز مالي وتجاري، مبينا ان سموه هو الاجدر بمعرفة أهمية التنمية لنهضة البلاد وما تدره تلك النهضة من مصالح للوطن والمواطن. مطالبا السلطتين بالسعي قدما لتحقيق الرغبة السامية من خلال العمل على تنفيذ خطة التنمية والسعي نحو تنفيذ العديد من المشروعات التي تعمل على إنعاش الاقتصاد الكويتي وجذب المستثمر الاجنبي.
وثمن النقي حنكة صاحب السمو الأمير التي قادت الكويت بعيدا عن النعرات والأزمات، خاصة الطائفية منها، لافتا الى ان سموه ساهم لمدة أربعين عاما في تعزيز وتقوية العلاقات الخارجية التي أصبحت لها مكانة كبيرة في الكويت والعالم أجمع، واستطاع من خلال خبرته الواسعة وحنكته السياسية أن يحتوي الأزمات المتعددة، واليوم يتصدى سموه لما يحدث على الساحة بحنكة معهودة مقترنة بالرحمة.
وختم النقي داعيا الجميع للامتثال لتوجيهات «حكيم البلاد» بالسعي للقضاء على كل أسباب الخلاف والفتنة ومظاهر التفرقة، والهمز واللمز، ليكون هذا منطلقا لما نأمل أن نحققه من «الثبات» وإلا سنبقى نئن من وطأة ذلك.