- أصحاب محلات لـ «الأنباء»: الانتقال إلى الموقع الجديد كبّدنا الكثير من الخسائر
- القرار جاء من دون إعلان مسبق والأوضاع في الموقع الجديد غير صحية أو ملائمة
- حمود الراجحي: القرار جاء بصورة مفاجئة وغير مدروسة ولا فائدة حقيقية يمكن جنيها منه
- أبو عوض: كان الأجدر الالتفات إلى أمور أهم كالتنظيم وإيجاد الحلول السريعة لمشكلة التلاعب بالأسعار
- أبو عباس: الموسم الحالي بدا خالياً من الفقع المحلي والسعودي وانتشر المستورد من بلاد المغرب
- الراجحي: يجب وضع وسائل رقابية وكشفية متخصصة للفقع المستورد من الخارج والكشف عليه بدقة
- الحاتم: السوق الجديد يفتقر للتنظيم والمحلات صغيرة ومتداخلة والجانب الرقابي غير موجود
- الباوي: فقدنا أغلب زبائننا القدامى فزادت خسائرنا المتراكمة وأطالب بإلغاء قرار النقل
حمد العنزي
أحوال سوق الفقع المحلي هذا العام لا تسر فمؤشرها العام السعري يشير الى اللون الأحمر بجدارة ومن غير منازع حالها حال مؤشر بورصة سوق الكويت للأوراق المالية الذي يلامس الحد الأدنى من النزول الى القاع يوميا، الأمر الذي جعل الغالبية من الناس لا ترغب في الشراء.. هذا ما أدلت به مجموعة كبيرة من مرتادي السوق سواء من التجار او الدلالين او المواطنين فالجميع متفق على ان الأوضاع العامة غير صحية وليست مناسبة سواء للبائعين او المشترين. «الأنباء» تجولت داخل سوق الفقع بمكانه الجديد المقابل للسوق الإيراني وهو المكان الذي حددته بلدية الكويت بدلا من الموقع القديم الذي كان خلف سوق الجمعة بجانب مضخة الماء الرئيسية. وأكد جميع من التقيناهم من أصحاب السوق ومرتاديه ان السبب الرئيسي في عزوف المواطنين عن الشراء يعود الى القرار المفاجئ الذي اتخذته البلدية بنقلهم من مكانهم القديم الذي يعرفه الجميع من دون استثناء خلافا للموقع الجديد الحالي الذي يجهله عموم المواطنين ولا يعرفون له طريقا، محملين في الوقت نفسه الجهات المسؤولة في الدولة ممثلة ببلدية الكويت مسؤولية هذا الأمر لعدم وضعهم حتى هذه اللحظة الإرشادات الإعلانية التي تدل على موقع السوق الجديد بدلا من الوضع الحالي المغيب عن الجميع، اضافة الى عدم وجود طرق تنظيمية حديثة داخل السوق تسير العمل الجماعي من ناحية ايجاد الدلالين المتخصصين في بيع الفقع حتى لا يكون هناك تلاعب في الأسعار، الى جانب غياب وسائل التنظيف التي تكاد تكون غير متوافرة يوميا مما يسبب مزيدا من المعاناة لمرتادي السوق وانتشار الأمراض المعدية.
في البداية قال احد أصحاب البسطات داخل سوق الفقع حمود الراجحي إن الأمور ساءت علينا وزبائننا من المواطنين بدأت أعدادهم تقل هذا الموسم وتكاد تكون لا تذكر وذلك يعود الى القرار المفاجئ والسريع الذي اتخذته بلدية الكويت بنقل السوق القديم الخاص بالفقع القريب من مضخة الماء خلف سوق الجمعة الذي يعرفه كل الناس من دون أي سابق انذار واستبداله بموقع جديد مقابل السوق الايراني الذي لا يعرفه الجميع، محملا في الوقت ذاته الجهات المعنية ممثلة في بلدية الكويت المسؤولية الكاملة لعدم وضعها الإعلانات المناسبة الدالة على مكان السوق الجديد حتى يعرف عموم المواطنين موقع السوق الحالي من اجل ألا تكون هناك فجوة أو فراغ داخلي للسوق من الزبائن.
وأوضح الراجحي انه يمارس عمله في بيع الفقع وتجارته منذ اكثر من 40 عاما وهو يتوارث تلك المهنة ابا عن جد الى يومنا هذا، مبينا انه طيلة الأعوام السابقة لم تعترضه ولله الحمد أي مشكلة تذكر فالأمور تسير في وضعها السليم الى ان جاءت ساعة التغيير التي امرت بها البلدية في استبدال موقعنا السابق لسوق الفقع ونقلنا للمكان الجديد من غير أي أسباب تذكر ولكن من اجل التغير فقط؟! الأمر الذي جعلنا نتكبد مزيدا من الخسائر التي لم تكن بالحسبان نتيجة تراجع مبيعاتنا وذلك يعود الى ان اغلب المواطنين لم يستدلوا على المكان الحالي المقابل للسوق الايراني بدلا من السوق القديم القريب من مضخة المياه خلف سوق الجمعة وهذه الأمور جميعها جاءت بطريقة سريعة ودون أي دراسة تذكر.
وتساءل الراجحي عن الفائدة المجنية من القرار الذي طبقته بلدية الكويت بنقل السوق من موقعه السابق الى الموقع الجديد المقابل للسوق الايراني، وما إذا كان سيجلب مزيدا من التطور للسوق وازدهاره؟! مؤكدا انه لا توجد هناك أي فائدة تذكر وعلى العكس فإن القرار جاء بصورة مفاجئة وغير مدروسة فالمنطقة البديلة مساحتها غير كافية وغير منظمة من الداخل لأغلب المحلات والبسطات الموجودة داخل السوق، الى جانب غياب النظافة الشاملة وعدم وجود عمال التنظيف مع العلم ان اغلب المحلات المتواجدة جميعها التزمت بجميع الشروط الموضوعة ومنها دفع رسوم مقررة قيمتها 30 دينارا نظير النظافة، مستغربا من التناقض الذي تمارسه البلدية بوضع تلك الشروط وتجدها لا تعمل بها ولا تطبقها الأمر الذي جعل السوق من الداخل عرضة لأكوام من الزبالة المرمية في جميع الاتجاهات، مطالبا في الوقت ذاته الجهات المسؤولة بالدولة بإيجاد حلول اخرى غير المتوافرة حاليا والتراجع عن القرار الأخير الخاص بنقل السوق من موقعه القديم وإرجاعه لمكانه المعتاد خصوصا إذا ما عرفنا ان السوق الحالي لا يعرف مكانه احد وغير منظم وتوجد به سلبيات كبيرة تستلزم الوقوف عندها ومعالجتها بشكل سريع.
حل مشكلة الدلالين
من جانبه قال محمد جاسم ولغبة ابوعوض وهو احد الدلالين المشهورين المعتمدين داخل سوق الفقع انه يمارس عمل الدلالة منذ اكثر من 25 عاما داخل السوق القديم، مشيرا الى ان القرار الأخير بنقل السوق جاء بطريقة عشوائية دون اخذ رأي اصحاب المهنة، قائلا: انه كان الأجدر من ذلك القرار قبل إصداره الالتفات الى امور اهم من تغير موقع السوق كالتنظيم وإيجاد الحلول السريعة لمشكلة الدلالين المختصين بالدلالة بدلا مما نشاهده في بعض الأحيان من دخول اطراف ثانية غير مخولة بالدلالة الأمر الذي يجعل أسعار الفقع في تزايد نتيجة التلاعب بأسعارها من قبل غير المختصين الامر الذي سينعكس بالاتجاه السلبي على المستهلك البسيط محدود الدخل، مؤكدا ان تلك الأعمال المخالفة تحدث أمام مرأى ومسمع من المسؤولين في بلدية الكويت ووزارة التجارة والصناعة الذين لم يحركوا ساكنا في القضاء على تلك المعضلة التي بدأت تنتشر دون أي مراقبة او محاسبة.
اختفاء الفقع المحلي
بدوره قال احد الباعة القدامى بالسوق السيد ابوعباس ان الموسم الحالي للفقع في الكويت بدا خاليا من الفقع المحلي والسعودي اللذان يعدان الأشهر والألذ من ناحية الطعم والجودة من بين انواع الفقع الاخرى، مبينا ان السوق المحلي شهد وبشكل كبير تدفق ووفرة الفقع المستورد جوا من دول المغرب العربي في تونس والجزائر والمغرب بأنواعه المختلفة الزبيدي ولونه يميل الى البياض وحجمه كبير والنوع الآخر الاخلاص ولونه احمر وهو اصغر من الزبيدي، والجبي ولونه اسود الى احمر وهو صغير جدا، والهوبر ولونه اسود وداخله ابيض وهذا النوع يظهر قبل ظهور الفقعة الاصلية وهو يدل على ان الفقعة ستظهر قريبا، مؤكدا انه مع توافر الاستيراد من كل تلك الدول فإن الأسعار مازالت في التزايد فتجد ان اسعار كيلو الفقع تتراوح بين 15 و25 دينارا وسط إقبال معقول الى حد ما من قبل المواطنين.
مراقبة المستورد
من ناحيته ذكر يوسف الراجحي ان بيع الفقع وشراءه من قبل المواطنين يعد موسميا وهذه من العادات والتقاليد التي جبلنا عليها في موروثنا القديم المليء بالأصالة وعبق الماضي الذي سنظل نحتفظ ونستمر فيه الى الأبد، مؤكدا سلامة الفقع المستورد من الخارج الذي يعد خاليا من أي شوائب او احتوائه على أي مواد مسرطنة، مبينا انه يجب عدم أكل الفقع نيئة وعدم شرب البارد عليها اذا اكلت بعد الطبخ لما في ذلك من ضرر على المعدة ويجب تنظيف الفقع من التراب الموجود في التشققات الموجودة بها.
وطالب الراجحي القائمين في بلدية الكويت بالالتفات لأمور اهم من نقل سوق الفقع المعمول بها حاليا والمتمثلة بوضع وسائل رقابية وكشفية متخصصة للفقع المستورد من الخارج والكشف عليه بكل دقة قبل بيعه داخل السوق المحلي.
صالح الحاتم أبدى امتعاضه من الموقع الحالي للسوق الذي يمثل عقبة في طريق حركة السوق وتطويره، وذلك يعود لافتقاره الى العديد من المزايا من ناحية التنظيم وتداخل المحلات وصغرها وغياب الجانب الرقابي والكشفي للسوق الذي يجعل اغلب التجار تهجر محلاتها بصورة مؤقتة لحين اكتمال السوق الجديد المقابل للسوق الايراني.
ابراهيم الباوي قال فقدنا اغلب زبائننا القدامى الذين تعودوا ان يأتوا إلينا في السوق القديم للفقع، مما سبب لنا مزيدا من الخسائر المادية المتراكمة، مطالبا المسؤولين في بلدية الكويت بالالتفات اليهم وحل مشكلتهم العالقة من ناحية موقع السوق الحالي المقابل للسوق الايراني وإلغاء القرار واعتباره كأن لم يكن.