-
تشجيـع أميركا لمظاهرات مصر وإنكارها البارد لجرائم القذافي في الشعب الليبي أمر يثير الاستغراب
-
التهليـل بالثـورات الحالية التـي لـم تهدأ نارها بعد فيه تغرير بالعوام والبسطاء من الناس ولا يليق بأهل العلم وطلابه
-
يجب الاحتكام إلـى الشريعـة وليس الدستور ولم أكن يوماً مدافعاً عن الحكام والحكومات ولا من المهيجين والمشهرين بهم
-
هل من الوفاء بالعهد والعقد مخالفة أمر الحاكم وسب رموزه والطعن فيهم على الملأ؟
-
هل هناك حاكم يسمح بالمظاهرات والطعن في نظامه إلا نتيجة ضغوط إعلامية ودولية ومحلية؟
أعرب د.سليمان معرفي عن رفضه لاسلوب المظاهرات، مؤكدا انه اسلوب مبتدع لا صلة له بالاسلام، ولا يوجد له دليل في الكتاب ولا السنة النبوية الشريفة.
جاء ذلك في مقال كتبه د.معرفي ردا على ما كتبه د. عادل الدمخي ود.عجيل النشمي حول هذا الامر، وقال د.معرفي: قرأت ما كتبه أخي وزميلي د.عادل الدمخي، ومن قبله ما كتبه أخي وزميلي د. عجيل النشمي، لقد عرفت فيهما من دماثة الخلق وسعة الصدر والتواضع التي هي من أخلاق الدعاة إلى الله تعالى وأهل العلم، وهذا الرد الذي بين أيديكم سأتناول فيه بعض ما جاء في مقالة د.عادل الدمخي «اعدلوا هو أقرب للتقوى» المنشورة في الزميلة «الوطن»، ود.عادل صاحب منهج طيب وعقيدة صافية، وهو يرأس جمعية مقومات حقوق الإنسان، فأقول وبالله التوفيق:
إنني لم أكن يوما مدافعا عن الحكام والحكومات، ولم أكن يوما من المهيجين المشهرين بهم ولله الحمد والمنة، أما د.عادل فقد وصف بعض من لا يرى المظاهرات بالمتعالمين وهذا أمر عجيب منه وهو يرأس جمعية لحقوق الإنسان، ويرى حرية التعبير، والرأي والرأي الآخر، خاصة أن تحريم المظاهرات هو قول الأكابر من علماء هذا العصر مثل الشيخ الإمام عبدالعزيز بن باز والألباني وابن عثيمين رحمهم الله تعالى، ونحن عندما نتكلم عن المظاهرات وغيرها من الحوادث، إنما نتكلم عنها من منظور شرعي من حيث الجواز من عدمه، من حيث الحلال والحرام، وهذا هو أبسط مبادئ الاحتكام إلى شرع الله، أن نرد الأمور عند الاختلاف إلى الله ورسوله.
الدستور لا يبيح المعصية
واضاف د.معرفي في رده: استدل د.عادل بالدستور وهو يعلم أنه من وضع البشر وليس قرآنا، وسبق أن أشرنا إلى ذلك في ردنا على د. عجيل النشمي، وقلنا إن طاعة الحاكم لا تكون إلا بالمعروف، فإذا أمر بمعصية فلا يطاع، والدستور إن أباح المظاهرات فإنه يبيح معصية لله تعالى فلا طاعة له، فضلا عن الاستدلال به، وقولك إن وسائل التعبير ليست خروجا على ولي الأمر، بل هي من الوفاء بالعقد بين الحاكم والمحكوم، فالرد عليه بما سبق، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، ووسائل التعبير لابد أن تضبط بميزان الشرع وإلا كانت فوضى.
أنت تعلم جيدا أن الخروج على الحاكم قد يكون بالكلمة مع العلم أنني لا أصف ما حدث في (الصليبخات) خروجا، بل هو معصية، وإنني أستنكر ما قام به رجال الداخلية من ضرب وسحل واهانة للحاضرين، فهذا أمر مرفوض، والعجيب أننا لم نسمع كلمة واحدة ممن يبيح المظاهرات ويسيطر على الإعلام الديني منذ عقود لم نسمع منهم كلمة واحدة في تلك الأحداث الخطيرة وإلى اليوم ومع ذلك فهم يهبون للكتابة ويتوسعون في جعل المظاهرات وسيلة من وسائل الدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
الأمانة العلمية
وزاد معرفي: يؤسفني جدا أن يقوم د.عادل بخلط الأمور «وذلك عندما تكلم عن الإمام عبدالعزيز بن باز والعلامة محمد بن عثيمين رحمهما الله في مسألة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عن طريق مجلس الأمة، والخلط هنا هو إيهام القارئ بأن ابن باز وابن عثيمين رحمه الله تعالى يرى كل واحد منهما شرعية المظاهرات، لأن إقحام مسألة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (وهو موضوع عام وكبير وواسع) في مسألة المظاهرات قد يوهم القارئ بأن الإمامين يريان أن المظاهرات تندرج تحت مسألة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، في حين د.عادل لم يذكر كلام الشيخين في حرمة المظاهرات، وأنها أسلوب فوضوي مستورد من دول الكفر (فوضى خلاقة) فهل يصف د.عادل الشيخين بالتعالم؟
أنا على يقين أنه لا يقصد ذلك أبدا، ولكن الأمانة العلمية تقتضي إيراد كلام الشيخين في حكم المظاهرات، ألا وهو التحريم والتحذير من هذه الوسيلة المنكرة.
فإذا كان العلامتان ابن باز وابن عثيمين يريان جواز دخول المجلس لإنكار المنكر على حد قولك، فلماذا يخرج أعضاء المجلس على الأرصفة وفي الديوانيات لإنكار المنكر؟ بل وفي المحطات الفضائية، أليس هذا من التشهير المحرم؟ أليس هذا نقض للعقد (كما تقول) بين الحاكم والنواب، بأن مناقشة الأمور تتم تحت سقف البرلمان؟
وهل من الوفاء بالعهد والعقد مخالفة أمر الحاكم، وسب رموزه، والطعن فيهم على الملأ؟ أي وفاء هذا الذي تتحدث عنه وأي عقد؟ هل هناك حاكم يسمح للناس بالتظاهر عليه والطعن فيه وفي نظامه وفي رموزه؟ إلا مضطرا نتيجة ضغوط إعلامية ودولية ومحلية.
ولفت الى انه من العجيب أن د.عادل لم يستدل بمقالته الطويلة إلا بحديث واحد أخرجه الشيخان وهو بعيد عن موضوع المظاهرات والتجمعات والاحتجاجات والتجريحات والشتائم، ونص الحديث: أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم «يتقاضاه فأغلظ له، فهم به أصحابه»، فقال: «دعوه فإن لصاحب الحق مقالا» إلى آخر الحديث، فهل لهذا الحديث صلة في إباحة المظاهرات، واستخدام القوة، وإراقة الدماء، واستباحة الأعراض، والتعدي على الأموال؟ هل يبيح ظلم الحكام للناس كل هذه المنكرات التي ترتكب في حق الناس مع ذهاب الأمن وإشاعة الخوف؟ أي منطق هذا؟
ثم جاء بأثر عن أمير المؤمنين علي رضي الله عنه، والذي يظهر أنه لا يصح ففيه رجل لم يسم، ود.عادل متخصص في الحديث وعلومه ما كان ينبغي أن يعتمد على تصحيح ابن حجر لسنده وفيه رجل لم يسم حتى يبين درجته.
واضاف ان د.الدمخي ختم مقالته بالأحداث الجارية اليوم في البلاد العربية والثورات على الظلم في الدين والدنيا.
ولي عليه التعقيبات التالية
قوله «هل يعقل أن نحذر من انتحار إنسان ونترك من ينحر البشر والإنسانية ونختلف في حكم المظاهرات ونتناسى جور الطغاة»، والجواب: ما علاقة بيان حرمة الانتحار وهو من الكبائر العظيمة وتحذير الناس من الوقوع فيها تحت أي مبرر؟ لابد من بيان حكم الله في ذلك والتحذير منه حتى لا يتجرأ كل مظلوم على ذلك المنكر فقتل النفس جريمة في حق الله وفي حق النفس وسنة سيئة لا ينبغي السكوت عليها، وأنت تعلم الأحاديث الكثيرة والتي لم تتطرق إليها في مقالك وهي تحث على الصبر على جور الأئمة الذين لم يصل جورهم إلى حد الكفر، وعند القدرة.
العبرة بالخواتيم والأعمال بثمراتها
وقال د.معرفي: هذه الثورات المشتعلة اليوم في البلاد العربية مازالت في اشتعالها لم تهدأ بعد، فالعجلة في إصدار الأحكام عليها أمر غير محمود، والتهليل لها ونارها لم تهدأ بعد أمر غير مقبول لأن فيه تغريرا بالعوام والبسطاء من الناس وهو أمر محرم لا يليق بأهل العلم وطلابه أن يسلكوه، فالمسألة ليست تغيير وجوه، بل لابد من رؤية تغيير للواقع العملي. وأنا أعلم جيدا أن ما يحدث اليوم في تلك البلاد إنما هو ثمرة لسياسات وممارسات خاطئة ومظالم عظيمة نتج عنها هذا الانفجار بعد أن بلغ القهر في الناس مبلغا لا يحتمل وذهبوا فيه مذهبا لا رجعة فيه، وقد استغل هذا الانفجار الذي بدأ سلميا أصحاب الأغراض الخبيثة من مجرمين ولصوص أثاروا الرعب وزعزعوا الأمن في البلاد وأشاعوا الخوف، ومن سياسيين طامعين في الحكم، فاندسوا بين الصفوف، كما اندس فيه المنتفعون من الوضع السابق، من أجل أن تستمر الأمور وتبقى على ما كانت عليه فعاثوا في الأرض فسادا، وهذا هو شأن المظاهرات دائما وأبدا، يختلط فيها الحابل بالنابل والطيب بالخبيث فوضى ما بعدها فوضى، فكل وسيلة يتوقع أن تكون ذريعة لمحرم ينبغي أن يسد بابها، والمظاهرات من هذا الباب لما يترتب عليها من مفاسد في الغالب، تبدأ سليمة ثم تنتهي أو تتحول إلى فساد وأضرار، ثم إلى دموية.
ضوابط المظاهرات
أما عن وضع ضوابط للمظاهرات كما يزعم البعض، فهذا الكلام تماما كالضوابط التي وضعها د.القرضاوي للمرأة التي تريد التمثيل، ضوابط تعجيزية لا يمكن تطبيقها، ولا يمكن ضبطها، فمن يستطيع أن يتحكم في هذه الجموع المختلطة المتفاوتة في توجهاتها وأهدافها وأهوائها؟ فالمظاهرات وسيلة وذريعة إلى المفاسد المحرمة لا تنضبط.
الفوضى الخلاقة: (العماية الخلاقة)
في سنة 2003م عندما احتلت أميركـــا العراق، أعلنت وزيرة الخارجية الأميركيـــة عن «الفوضـــى الخلاقة»، لقـــد حاولت أميركــا وتمنـــت أن يسقـــط نظام الطاغيــة صدام من العراقيـــين أنفسهـــم، فلما تيقنت أن هذا أمر صعب المنال تدخلـــت بنفسهــا وبجيوشهــا في الـــعراق لتحقق أهدافها، تمامـــا كما فعلــت في أفغانستان.
يثير الاستغراب
وتطرق د.معرفي الى ما حدث في مصر قائلا: ولما قامت المظاهرات في مصر (حرسها الله وصانها) شجعت أميركا هذه المظاهرات بكل قوة، وتابعت الأمر بشكل دائم وأصدرت البيانات بذلك، البيان تلو البيان من البيت الأبيض، ودعت إلى حماية المتظاهرين والثائرين، ووجوب التغيير الآن فما هو سر هذا الاهتمام؟ وما سر هذا الإنكار البارد لما يفعله القذافي من فظائع في حق الشعب الليبي؟ أليس هذا أمرا يثير الاستغراب وعلامات الاستفهام؟
الفوضى الخلاقة ليست أسلوبا جديدا لدول الغرب بزعامة أميركا بل هو أسلوب قديم بدأ منذ بدأت عمليات التحرر من الاستعمار الغربي العسكري، حين حمل الناس الحكام على أكتافهم وهتفوا بحياتهم وحياة الثورة التي أسقطت الأنظمة السابقة، منذ أكثر من نصف قرن. وها هي اليوم تلك الشعوب وبعد 50 سنة تلعن تلك الأنظمة وتخرج عليها، وتتظاهر لإسقاطها، وما أظنها إلا امتدادا لتلك الفوضى الخلاقة، يراد استثمارها لمصالح الغرب، وأعني بذلك أن هؤلاء الثائرين على القهر والخوف والجوع والظلم والقمع سوف تستثمر ثورتهم (دون قصد منهم) والسبب هو أن القوة بيد الغرب، فالقوي هو الذي يحكم وهو الذي يفرض أسلوبه ويملي ما يريد، وما على الضعيف إلا أن يستجيب وإلا لن يسمح من بيده القوة أن تخرج تلك البلاد عن طوعه، وأن تسير خلاف سياساته، مع تغييرات طفيفة لا تتناسب مع أماني الثائرين. واضاف ان الفوضى الخلاقة أسلوب ينتج واقعا جديدا، يستثمره الغرب لمصالحه، وقد يحقق شيئا من المصالح لتلك الدول الثائرة دون ما تؤمله بكثير، فلننتظر لنرى ثمرة هذه الثورات، كما رأينا وعايشنا ثمرات الثورات القديمة التي أنتجت هذه الأنظمة التي حملت على أكتاف الناس، ثم هي اليوم بحت أصوات الشعوب بلعنها.
وطالب د.معرفي بأن ينتظـــــر د.الدمخــــي قبل أن تحكم، قائلا: انتظر ما تسفــــــر عنــــه، وما تثمره هذه الثورات من واقع ونتائــــــج، فالفرح بسقوط أشخاص وتبدل وجوه لا يكفـــي.
واضاف: ما زلت أقول كما قال الأكابر من أهل العلم إن المظاهرات أسلوب مبتدع لا صلة له بالإسلام، وليس وسيلة شرعية للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وليس هناك دليل واحد من الكتاب ولا من السنة ولا من فعل الصحابة عليه.
أسلوب خطير
وزاد معرفي: لك أن تتصور أخي القارئ لو أن كل مظلوم وصاحب حق دعا إلى التظاهر والتجمهر والاضراب عن العمل، وسد الطرقات، والتكسير والتخريب والتحريق والإتلاف للممتلكات الخاصة والعامة، لو أن كل من له مطالب فعل مثل ذلك، متذرعا بأنه مظلوم، وأنه يطلب حقا من حقوقه، فماذا سوف يحدث في البلد، أليس في هذا الأسلوب وبهذا التعميم والإطلاق إثارة للفتن وتعطيلا للحياة خاصة ونحن في بلد تعددت أطيافه وأعراقه، وأن الوافدين فيه يفوقون أهله عددا، فماذا سيحدث؟!
عاقبة الظلم والقهر
ووجه سؤالا الى د.الدمخي قائلا: «ماذا تقول في مظاهرات البحرين اليوم؟ أناس يدعون أن مظاهراتهم احتجاجية سلمية، ويطالبون بحقوق وحريات فماذا تقول؟ أجاب قائلا:
هذه الثورات العارمة والتي وصلت إلى حد إحراق النفس والمال إنما هي نتيجة لسياسات جائرة لهذه الحكومات، هذه هي ثمار هذه السياسات المستبدة الخاطئة، سياسة الإرهاب والتعذيب والتجويع والقمع والاحتقار ونهب المال العام، وإفقار الشعوب وقد استمرت قرابة نصف قرن، ها هي تلك الحكومات تجني ثمار ما زرعت. وقال د.معرفي: أيها الحكام أرأيتم كيف تجني بطانة السوء على الواثقين بها؟ فأين هي الثقة العمياء بسراق المال العام، وخونة الأمانة؟ أرأيتم جناية إبعاد المخلصين وتأمين الخائنين؟ أرأيتم كيف تتخلى دول الغرب عن المخلصين لها، واستثمار مصائبهم لمصلحتها هي أرأيتم المنح والعطايا من المال العام للمقربين، أو لشراء ذمم المرتشين ماذا تفعل بأصحابها؟ أرأيتم وأرأيتم.. أمور كثيرة لا حصر لها ونهايتها إلى النفق المظلم وضياع الملك، وفوق هذا كله تعمد الظلم، وحرمان الناس من أبسط حقوقها، والأعظم منه أخذ حقوق الناس وإعطاؤها لغير أصحابها، أتذكر قول يحيى البرمكي لابنه بعد أن أودعهم الرشيد السجن، عندما قال له ابنه: «يا أبت أبعد الأمر والنهي صرنا إلى الحديد ولبس الصوف؟ فقال الوالد: يا بني دعوة مظلوم سرت بليل، غفلنا عنها ولم يغفل الله عنها». هذه هي الحقيقة، ظلمتم وقربتم الظالمين، ومكنتموهم من رقاب الناس، ووثقتم بهم (الثقة العمياء) حتى نهبوا المال العام، واحتكروا كل شيء، وما زلتم تقربونهم حتى يأتي أمر الله تعالى في الظالمين، «ولات حين مناص»، «والسعيد من اتعظ بغيره، لا من اتعظ به»، فعلى الحكام أن ينتبهوا لأنفسهم، وعلى الشعوب أيضا أن تنتبه لغفلتها، وأن تتعظ وتعتبر بما يدور من حولها، قال تعالى: (وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا وجعلنا لمهلكهم موعدا)، والدولة المسلمة تزول مع الظلم، والدولة الكافرة تدوم مع العدل، وما يحدث اليوم هو ثمرات سياسات الظلم بأنواعه، يجنيها الظالمون، والله تعالى يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته.
الفيس بوك وتويتر
إلى شباب الفيس بوك، وتويتر وجوجل وغيرها: يقول الرسول صلى الله عليه وسلم «من سن في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها لا ينقص ذلك من أوزارهم شيئا»، وقال صلى الله عليه وسلم :«ما من جريمة قتل تقع في الأرض إلا على ابن آدم الأول كفل منها، ذلك بأنه أول من سن القتل» معنى الحديث، فمن سن سنة التهييج للشعوب، والحث على المظاهرات والاحتجاجات فإن عليه إثم كل جريمة ترتكب في هذه المظاهرات، ذلك أنه سن هذه السنة السيئة، سواء وقعت هذه الجريمة بفعل رجال الأمن، أم بفعل المندسين فيها ممن يستغلون التجمهر والتجمعات لتنفيذ أغراضهم الدنيئة، والغاية لا تبرر الوسيلة كما هو معلوم، فمهما كانت الغاية نبيلة فإنها لا تبيح استخدام وسيلة فوضوية «فوضى خلاقة» أو بمعنى آخر «عماية خلاقة» فكونوا على حذر من استخدام هذه الوسائل الحديثة، وزنوا الأمور بميزان الشرع، والمصالح والمفاسد قبل الاقدام على استخدامها فإنها سلاح ذو حدين.
رسالة عرفان
وقال د.معرفي إن الكويت حكومة وشعبا لا تنسى ولن تنسى وقفة الرئيس السابق حسني مبارك معهم في محنتهم القاسية عندما احتل المقبور صدام حسين «لا رحمه الله» الكويت، وفعل فيها ما فعل بجيوشه الجرارة تحت شعار البعث ومبادئه الكافرة، ولك منا التقدير والاحترام والشكر سواء كنت رئيسا، أم كنت خارج الرئاسة، فليس من طبع الكرام التنكر لأهل المعروف وأنت من أهل هذا المعروف مع الكويت. وأضاف: كما أثني بالشكر والتقدير والاحترام لشعب مصر أرض الكنانة وبيضة الإسلام، على مواقفهم الكريمة مع الشعب الكويتي في محنته وأسأل الله عز وجل أن يكتب لمصر ولشعبها أمر رشد وخير، وأن يسبغ عليهم نعمه ظاهرة وباطنة، فحمى الله مصر وشعبها من كل مكروه، وفرج كربتهم، وسائر بلاد المسلمين من دون استثناء، خاصة تونس وليبيا والجزائر واليمن والبحرين والعراق، وحفظ الله هذا البلد وحكومته وأهله، وجنبه الفتن، ورد كيد أعدائه في نحورهم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.