- نحن أول من أدان الغزو العراقي الغاشم على الكويت
- خضع المسلمون على مدى 60 عاماً للاضطهاد والتنكيل من النظام الشيوعي
- خلال 20 عاماً والتعاون جار مع الجمعيات الخيرية الكويتية
- موائد إفطار الصائمين تملأ أنحاء منغوليا مقدمة من إحياء التراث وبيت الزكاة والإصلاح الاجتماعي وغيرها
- المرأة المنغولية المسلمة تتمسك بحجابها وبتأدية شعائر الإسلام في حرية تامة وتعمل في جميع المجالات
ليلى الشافعي
اكد سفير منغوليا لدى البلاد سايران قادر ان العلاقات الرسمية بين منغوليا والكويت قائمة منذ 36 عاما وتطورت هذه العلاقات بعد ادانة منغوليا للاحتلال العراقي الغاشم على الكويت، وان هناك الكثير من المشاريع الخيرية التي تقدمها الكويت الى منغوليا وان المسلمين هناك يسمون الكويت بلد الخير، ولفت الى زيارة سمو الامير الراحل الشيخ جابر الاحمد الى منغوليا واهتمامه بتمويل المشاريع الانمائية هناك، خصوصا بناء المساجد، وايضا زيارة صاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد 4 مرات وزيارة سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد، وتناول في حواره مع «الأنباء» كثيرا من القضايا التي تهم البلدين.
واشار الى الاضطهاد والظلم الذي كان يعيشه المسلمون خلال الحكم الشيوعي وكيف ان منغوليا الآن تتمتع بكامل حريتها في الدين وفي السياسة وفي المشاركة السياسية والنيابية للمسلمين، مشيرا الى مساعدات الدول العربية لمنغوليا، وفيما يلي نص الحوار:
أول سفارة
منذ متى التحقت بالسفارة المنغولية لدى الكويت؟
٭ منذ سنتين ونحن نعتبر اول سفارة منغولية لدى دول مجلس التعاون الخليجي، ولدينا من قبل سفارة فقط في القاهرة، ونحن في الكويت نشكر المسؤولين بوزارة الخارجية الكويتية على كل ما تقدمه الوزارة لنا من تسهيلات وتعاون.
منذ القدم
متى بدأت العلاقات الديبلوماسية بين الكويت ومنغوليا؟
٭ منذ 36 عاما والعلاقات الرسمية بين البلدين الصديقين، وكنا اول من ادان الاحتلال العراقي الغاشم على الكويت وصدر تصريح يندد بهذا العدوان، ومنذ ذلك الوقت بدأت العلاقات تتطور بين البلدين، وقد زار رئيس وزراء منغوليا الكويت عام 1998 وهي تعتبر اول زيارة يقوم بها لدولة عربية، ثم زارها عام 2007، حيث تمت مناقشة كثير من القضايا، ثم قام بزيارة اخرى للكويت عام 2010 بناء على دعوة من سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد.
تعاون مشترك
ما النتائج التي وصلتم اليها بعد لقاء رئيس وزراء منغوليا بالمسؤولين في الكويت؟
٭ كان الاتفاق حول تطوير التعاون في التجارة والاقتصاد وفي دعم البنية التحتية وبناء الطرق والتعدين والزراعة والطاقة والعلوم والتكنولوجيا والاقتصاد وغيرها، كما اقرت الكويت زيادة عدد المنح الدراسية المخصصة للطلبة المنغوليين وايضا عرضا لتصدير لحوم المواشي المنغولية التي نمتلك منها الكثير في منغوليا الى الكويت، بالاضافة الى تمويل الكويت لا انشاء مستشفى حديث لعلاج الاطفال.
وبالنسبة للتعاون الاقتصادي بيننا وبين الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية، يقوم الصندوق بتمويل المشاريع الانمائية في منغوليا منذ ان قام سمو الامير الراحل الشيخ جابر الاحمد بزيارة الى منغوليا عام 1995 لتمويل مشاريع البنية التحتية وتوليد الطاقة الكهربائية
كم عدد سكان منغوليا وعدد المسلمين فيها؟
٭ يصل عدد السكان إلى 150 ألف نسمة ونسبة المسلمين 6% فقط.
الديانة
ما ديانة الغالبية في منغوليا؟
٭الديانة البوذية هي السائدة في منغوليا والدستور المنغولي لا ينص على ديانة رسمية للدولة.
الإسلام
متى بدأ انتشار الإسلام في منغوليا؟
٭ أصل الإسلام كان في القرنين 12 و13، ووصل منغوليا عن طريق دروب التجارة القديمة وعن طريق عناصر القزاف والايغور منذ عدة قرون وساعد على نشر الاسلام جوارها لمنطقة تركستان الشرقية، ثم عاد الاسلام في القرنين 18 و19 وقد تعرض المسلمون للاضطهاد منذ ان سيطرت العناصر الشيوعية على منغوليا وأعدم عدد كبير من أئمة المساجد والمشايخ وأحرقت جميع الكتب الدينية وهدمت المساجد وخضع المسلمون لهذا الاضطهاد على مدار 70 عاما، ولكن نتيجة لسياسات الانفتاح التي سادت الكتلة الشرقية في الفترة الأخيرة سمحت السلطات بدخول الكتب الدينية وارسال البعثات للخارج لتعلم الدين الاسلامي والسماح باستخدام اللغة القومية للمنغوليين المسلمين.
تحديات
ما المشاكل التي تواجه المسلمين في منغوليا؟
٭ كانت من قبل مشاكل متعددة ايام الشيوعية، حيث حارب الحزب الشيوعي جميع الأديان في منغوليا لمدة 60 عاما ففي اول الحكم الشيوعي كان يوجد 15 مسجدا حتى عام 1930 وقد حج 7 أشخاص عام 1926 ثم توقف بعد ذلك الى ان انهار النظام الشيوعي، فكان في بداية الحكم الشيوعي يوجد 1276 اماما، لم يبق منهم الا اقليل وأعدم الباقون فأخفى المسلمون ايمانهم خوفا من الموت، وفي عام 1928 حاولت مجموعة ان تحج ولكن لم يسمح لها وتوقف الذهاب الى الحج حتى سنة 1990.
وبعد زوال الحكم الشيوعي بدأ المسلمون منذ عام 1994 يستعيدون نشاطهم حيث ذهبت بعثات الطلاب الى مصر وباكستان وتركيا والسعودية لدراسة العلوم الشرعية، كما بدأ الحجاج المسلمون يفدون بأعداد قليلة الى الأراضي المقدسة سنويا.
رابطة العالم الإسلامي
هل هناك مساعدات من الدول الاسلامية للعمل على نشر الاسلام في منغوليا؟
٭ نعم ساعدت كثير من الهيئات الاسلامية منها رابطة العالم الاسلامي التي يدعم النشاط الاسلامي ومن ذلك بناء المساجد، حيث أنشأت في منغوليا 20 مسجدا، كما أنشأت مسجدا رئيسيا في (أولان باتور) عاصمة منغوليا، حيث كان لا يوجد فيها مسجد، ومن ضمن مشاريع رابطة العالم الاسلامي بناء مسجد في كل عاصمة وأيضا مشاريع خيرية متعددة مقدمة من الكويت والسعودية والإمارات.
بلد الخير
ما المشاريع الأخرى التي قدمتها دول الخليج؟
٭ خلال 20 عاما والتعاون جار مع الجمعيات الخيرية العربية خاصة الكويت، حيث تم بناء 40 مسجدا وقد زارنا صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد نحو 4 مرات وكان مهتما جدا بتقديم كل ما يحتاجه المسلمون في منغوليا، كما زار منغوليا الشيخ ناصر صباح الأحمد وكثير من رؤساء الجمعيات الخيرية لتقديم كل ما نحتاجه في منغوليا، بالاضافة الى ما يقدمه سنويا بيت الزكاة وجمعية احياء التراث الاسلامي وجمعية الاصلاح وغيرها ولا تنسانا في المناسبات الدينية وفي الأعياد ويقدم افطار الصائم وتمتلئ الموائد في جميع الأحياء المسلمة فالكويت بلد الخير كما يسمونها في منغوليا من كثرة ما تقدمه من مشاريع خيرية تخدم المسلمين هناك.
وكم وصلت قيمة ما قدمه الصندوق الكويتي لهذه المشاريع؟
٭ في حدود 90 مليون دولار.
وما مجال الاستثمار في منغوليا؟
٭ تتوافر في منغوليا إمكانيات الاستثمار، حيث يبلغ عدد سكانها نحو مليونين و700 ألف نسمة، بينما مساحة الأرض تبلغ في حدود مليون ونصف المليون كيلومتر مربع، بالاضافة الى تمتع منغوليا بالثروات الطبيعية كالفحم والنحاس واليورانيوم والفضة، كما يوجد بترول، لذلك نتطلع الى استثمارات الكويت ودول الخليج ونعمل على ان يكون هناك خط جوي مباشر بين منغوليا والكويت.
تمتع كامل
هل هناك مشاركة من المسلمين في الحكومة؟
٭ نعم فالمسلمون يتمتعون بالمشاركة السياسية في البرلمان وفي الحكومة وفي المؤسسات العلمية، لاسيما في ولاية بابان أولغي التي يشكل المسلمون أغلبية سكانها ولهم مدارس وصحف خاصة ولا يوجد تمييز بين المسلمين وغيرهم في اي شيء ولا ضغط من الحكومة في تقلد الوظائف المهمة للمسلمين والكل سواسية والكفاءة هي التي تحكم.
جميع المجالات
وماذا عن المرأة المنغولية المسلمة، وهل تمارس الشعائر الدينية بحرية؟
٭ المرأة المسلمة عندنا لها كامل الحرية في أداء شعائرها الدينية وفي التعليم وفي تقلد المناصب في الحكومة وهي تتمسك بحجابها الإسلامي وتعمل في جميع المجالات.
منغوليا
منغوليا دولة تقع في شرق وسط آسيا بين الصين وروسيا، عاصمتها أولان باتور. ليس لديها منفذ على البحر. تعرف احيانا بمنغوليا الخارجية، لتمييزها عن منغوليا الداخلية، منطقة الحكم الذاتي في الصين.
خضعت منغوليا لحكم الصين منذ سنة 1691 وحتى سنة 1911، ثم خضعت لحكم السوفييت بين سنتي 1919 ـ 1921 واستقلت عام 1921، وظلت مرتبطة بالسوفييت حتى عام 1990 سنة قيام الثورة الإمبريالية عام 1990، يتحدث المنغوليون لغتهم المعروفة بالهالها التي تكتب بحروف سلافية، مع وجود العديد من اللهجات المحلية الأخرى. اللغة الروسية هي اللغة الأجنبية الأكثر استعمالا في منغوليا. منغوليا هي أكبر دولة في العالم لا تطل على أي بحار او محيطات.
الأرض والسكان
تبلغ مساحة منغوليا حوالي 1.565.000 كيلومتر مربع، ورغم كل هذا فالسكان لا يتجاوزون الـ 3 ملايين نسمة، ذلك لأن أغلب المنغوليين هاجروا الى روسيا والصين والولايات المتحدة الأميركية نظرا لضعف الاقتصاد المنغولي في العقود الماضية. منغوليا هي الدولة الوحيدة في العالم التي يزيد فيها عدد الخيول على عدد السكان، حيث تنتشر الخيول في كل مكان في البلاد.
معلومات
منغوليا ماض تليد وحاضر غريب، شعوب تعشق الخيول وتغني للطبيعة تجد راحتها في خيمة جلدية. نساؤهم وزعن أوقاتهن بين جمع الحطب وتحضير الألبان وعند الزواج هديتهن قرن ماعز مرصع بالفضة والمرجان ولعل أغرب ما في هذا البلد هو التناقض الصارخ بين ماضيها وحاضرها، ففي وقت من الأوقات كانت منغوليا مسقط رأس جنكيز خان التتري الذي كاد يسيطر على أقطاب العالم أجمع نقطة انطلاق الإمبراطورية «الدموية» التي تسلم رايتها هولاكو بعد جده جنكيز خان ورفعها على أنقاض حضارات ودول أخرى.
كانت منغوليا في حال وصارت في حال،كانت قلب الرعب الذي استشرى في جنبات العالم من هذا المقاتل المغولي الذي لا يعرف سوى الدم شرابا ولغة ورائحة وصارت واحدة من أفقر وأضعف دول العالم وأقلها شأنا صارت دولة منكفئة على نفسها لا حول لها ولا قوة.
حياتهم
يقولون عنهم انهم شعب يعيش حياته بشيء من الخجل والحياء الفطري، فدائما ما يخفون الغضب والارتباك والتوتر وراء بسمة لا تخلو من الطيبة. وإلى جانب الخجل يكثر فيهم الصمت لا يثرثرون ويكرهون الضوضاء، لكن من يطلع على تاريخهم عن كثب قد يرى انهم شعب عاشق للدم ويستهين بحرمة «الحياة» بصورة تدعو للدهشة ويقولون ان هذا العشق لم يعرفه سوى المغوليين القدماء، اما الأجيال الحالية فإنها تكتفي بمجرد الغضب الشديد والتعبير عنه بأي وسيلة ولأتفه الأسباب. وللمغول عادات غريبة بعض الشيء في الضيافة واستقبال الزوار مثل الضيف لا يحق له دخول الدار بطرق الباب ولكن بإطلاق صرخة تعني بلغتهم «امسكوا كلب الحراسة» لشهرة ما يربي المغول من كلاب الرعي والصيد الشرسة ومن عادات الضيافة ايضا تقديم الشاي بالحليب مع إضافة الملح فإذا قبله الشخص أدخل إبهامه فيه ورش بعضه في الهواء وإذا لم يقبل الضيافة يضع نفس الاصبع على جبينه. ومحظور الحديث في مجالس المغوليين عن الطلاق او الموت فهذه الأمور تزعجهم للغاية.
حقائق عن المنغوليين
من أغرب الحقائق التي تتعلق بعادات الغذاء لدى المنغوليين انه يتوقف على عاملين في غاية الأهمية: الزمان والمكان، ففي المناطق الجنوبية يقبل الناس على تناول لحم الإبل ومنتجاتها من الألبان وفي المناطق الجبلية وتحديدا في منطقة جبال خانجاي يكثر تناول لحوم البقر وفي العاصمة أولان بتار تتنوع المأكولات وتختلف، خاصة ان هذه المدينة تشهد تعايشا بين المنغوليين من أهل البلاد والأجانب ممن يزورونها للسياحة ولشدة البرودة التي يتعرضون لها في فصل الشتاء يقبل السكان على تناول المأكولات ذات السعرات الحرارية العالية. ولذلك ليس من الغريب ان يتناول الرعاة والفلاحون الدهون الخالصة بعد غليها!
جغرافيا البلاد
من أهم المعالم الجغرافية في منغوليا صحراء جوبي التي تمثل ثاني اكبر صحراء على مستوى العالم تغطي صحراء جوبي ثلث المنطقة الجنوبية من منغوليا وتعد موطنا للعديد من الحيوانات التي قاربت على الانقراض بصورة نهائية مثل «دب جوبي» لم يتبق منه سوى 40 حيوانا فقط والجمل البري والحمار البري ورغم قسوة البيئة واختفاء مظاهر الحياة في تلك الصحراء المترامية الأطراف كان رعاة الإبل والماشية من المغول يسكنون فيها لعدة قرون وإلى جانب هذه البيئة الصحراوية القاحلة تغطي الغابات الجبلية بأشجارها ومراعيها الخضراء حوالي 25% من مساحة البلاد ومن أشهر تلك المناطق غابة ألتاي نيورو التي توجد في أقصى الجزء الغربي من منغوليا وهي منطقة تغطيها الثلوج في معظم أيام السنة وتبلغ أعلى قمة في الجبال المنتشرة في منغوليا وهي قمة جبل كيوتن 4374 مترا.