مسعد حسني
حينما نتحدث عن السجاد في الكويت نتذكر سريعا عاشقة السجاد الاولى او «هاوية السجاد» كما تحب عايدة ميرزا ان يطلق عليها، والتي تبحث دائما عن اسرار صناعة السجاد وتغوص في الوقوف على تاريخه وفنياته ولا تتوانى في السفر الى اي مكان في العالم اذا علمت بإقامة معرض كبير للسجاد فيه، فالسجاد يأخذ مساحة كبيرة من اهتماماتها، من تفكيرها من بحثها عن الاصالة والجمال والفن الراقي.
وعندما تستمع الى حديث عايدة ميرزا عن السجاد لا يساورك الشك في انها تتكلم عن تحف فنية نادرة الوجود، ثمينة القيمة، ذات تاريخ عريق، فهي لا تقف فقط على معرفة نوع السجادة، بل تتعمق في تاريخ تصنيعها، وفنون صناعتها وتناسق ألوانها وكذلك اشهر التجار الذين تبادلوها، فتجلس منصتا منتظرا المزيد من المعلومات وتجد نفسك متلهفا للاستماع الى المزيد من معلومات ميرزا ونوادرها مع السجاد واشهر تجار السجاد والمعارض العالمية له.
وفي اطار بحثها المستمر عن الجديد في هذا المجال تغادر ميرزا مساء اليوم متوجهة الى ألمانيا لحضور أكبر معرض للسجاد في العالم والذي يقام في مدينة هانوڤر.
وتقول ميرزا عن سر حبها وتميزها في مجال السجاد: ان اجادتها للغة الفارسية ووجود الوقت المتاح لها للتنقل وحبها لهذا الفن الراقي وحرصها على زيارة المعارض خاصة للسجاد الايراني كلها عوامل ساعدتها على الالمام الجيد بأمور السجاد، وأضافت انها خلال سفرها الى ايران في شهر نوفمبر الماضي توافق ذلك مع افتتاح معرض السجاد الايراني في مدينة اصفهان بايران 12 نوفمبر الماضي فحرصت على وجودي بالمدينة ذاتها في تلك الفترة.
ولا يخفى على القارئ ان مدينة اصفهان تحتل مكانة بارزة في تاريخ ايران، فقد كانت عاصمتها لفترة طويلة وهي تتميز بآثارها العمرانية، وتنوع الحرف الفنية فيه دليل رئيسي على العمق الحضاري لتلك المدينة، وأول شاهد على ذلك صناعتها من السجاد الايراني الفاخر الذي يحتل المرتبة الأولى في ايران.
واضافت ميرزا غمرتني الدهشة حيثن أمعنت النظر في محتويات ذلك المعرض الضخم من السجاد المعروض من مختلف مناطق ايران وبمساحة خمسة آلاف متر مربع في قاعتين تضمان مائة وأربعين غرفة للعرض، امتلأت بأجمل النفائس الفنية من السجاد الذي حاكته أياد فنية ماهرة في صناعة السجاد المتميز الفاخر، واذا استمعنا الى شرحهم لأصول تلك الزخارف والرسومات عرفنا عمق هذا الفن في الحضارة الفارسية.
وزادت: سرتني مشاهدة زوار المعرض من جنسيات مختلفة ويكثر منهم على الخصوص اليابانيون والألمان فهما من اكثر الشعوب ولعا بالسجاد الايراني.
وقد حظيت بصداقة احد ابرز واشهر شخصيات مدينة اصفهان في صناعة وتجارة السجاد الايراني وهو الاخ باقر محمد صيرفيان، والذي اكرمني بدعوتي الى منزله وشرفني بمعرفة عائلته وبعض من اعيان اصفهان، واسعدني بالتقاط الصور التذكارية معهم.
وقد زودني بشهادة مرفقة مع كل سجادة اشتريتها منه موثقة بصورة من السجادة والمعلومات الكاملة والدقيقة عنها تطمئن المقتني للسجادة الى قيمتيها المادية والمعنوية.
كما أهداني صيرفيان مشكورا كتابا يخص عائلة صيرفيان بدءا من الجد الاكبر للعائلة رضا صيرفيان الذي بدأ حياته في مهنة الصرافة في اصفهان ومنها الى صناعة وتجارة السجاد في اصفهان.
ثم كانت بعد ذلك زيارتي الى مدينة قم المشهورة بصناعة سجاد الحرير الاقرب الى ذوقي،
وكان المعرض عبارة عن صالة واحدة تبدأ بغرفة السيد جمشيدي المعروف بسجاده الثمين والاغلى سعرا في قم وتعامله مباشرة مع اليابان.
وقالت ميرزا لم استطع ان اقاوم ولعي بسجاد قم، فكانت بداية اختياري للسجاد الذي اود اقتناءه من رئيس اتحاد سجاد مدينة قم محمد بيكي وكانت اكبر وأثمن سجادة اشتريتها في هذه الرحلة، كما ترونها في الصور وبصحبة السادة لاجوردي، صادق زاده، شيرازي، محرري وإرمي وهم الاشهر في صناعة السجاد الحرير في منطقة قم بإيران.
وكان ختام زيارتي الى طهران حيث السوق الاهم والبازار الاكبر للسجاد كما يصفه الايرانيون.
وأضافت في طهران تجد ما تريد من السجاد القديم (الأنتيك) أو الجديد سواء كان ذلك لتزيين الحائط او الارضيات.
وعن تمنياتها قالت عايدة ميرزا أتمنى وجود صالة مزاد عالمي في الكويت على مستوى sotheby's للمقتنيات الفنية الثمينة.
واشارت الى اهمية ان يحرص مشتري السجاد على ان ترفق مع السجادة شهادة موثقة بالمعلومات الكاملة حيث تساعد هذه الشهادة على حفظ قيمة السجادة سواء المادية او المعنوية مهما مر عليها من الزمن، وشبهتها في ذلك بالمجوهرات التي تحتفظ بقيمتها في حال وجود شهادة موثقة بها.
وعن السجاد الذي تمتلكه عايدة ميرزا قالت ان لديها مجموعة كبيرة من السجاد القيم الذي تختاره بعناية ومن ذلك المجموعة التي عرضتها علينا ومنها هذه المجموعة المنشورة.
وفي النهاية تمنت ميرزا ان تسكن معلوماتها البسيطة عن السجاد قلوب الجميع وان يشاركوها الحب لهذا الفن الرفيع، ويسمحوا لها بان تنوب عنهم في زيارة معارض السجاد أينما كانت.
الصفحة في ملف ( pdf )