معا جلسنا نقلب أوراق العمر ونفتش في دفتر الحياة لنضع الخطوط تحت تلك السطور المضيئة ونقتبس من تلك الجمل المثيرة ونستعين بتلك الكلمات الرقيقة ولعلنا لا نستطيع الاختصار، فهل يعقل ان نختصر حياة عمرها 59 عاما في ساعة من الزمن؟ وهل يمكن ان نسطر رحلة من النجاح والتميز في صفحة واحدة؟
إني لا أعرف لذلك سبيلا، ولكنني سأجتهد قدر المستطاع لتقريب المسافة وتوضيح الصورة الحقيقية لضيفنا العزيز الذي طالما شاهدناه وسمعناه من خلال «لجنة قضايا وردود» وكذلك من خلال البرنامج الاسبوعي 6/6، هذا البرنامج الذي طار ذكره بالآفاق ووصل صيته الى كل مكان.
يوسف عبدالحميد الجاسم تخرج من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، فأضاف الى هذين التخصصين تخصصا ثالثا وهو الإعلام، وأخذه من خلال الحب والممارسة فتفوق في التخصصات الثلاثة وجعلها في مسار واحد ليكتب قصته بنفسه ويصنع لنفسه مساحة للإبداع والتميز.
لم تكن رحلته الى النجاح مفروشة بالورد وأكاليل الزهور مثلما يظن البعض، كما انها لم تكن صعبة للدرجة التي قد يتصورها احد فيبني عليها موقفا يدفعه الى الانطواء والنظر الى الناجحين وكأنهم من فضاء آخر، فالرجل، وكما عرفت منه اثناء حديثه لي، رسم كل خطوة من خطوات حياته ومشى وفق نظام معين، كل هذه العوامل أثمرت ثمارها اليانعة.
تعلم من والده العم عبدالحميد الجاسم، رحمه الله، الشيء الكثير فهو كثير الأيادي غزير الفواضل يقطر من شمائله ماء الكرم ويفوح من خلائقه عرف الكرم، هذه القيم تعلمها من الماضي ليعيشها في الحاضر والمستقبل، وربما يظن البعض اني ابالغ فيما ذكرت او اجامل فيما وصفت ولا حاجة لي بشيء من ذلك، لكنها الحقيقة، التي وقفت عليها بنفسي ورأيتها بعيني، فإن كان عمر اللقاء الذي جمعنا ساعة فإن عمر معرفتي بهذا الرجل أكبر بكثير.
له صداقات مع الإعلام ورحلة طويلة في هذا المجال، وله صداقة اخرى مع الاقتصاد كونه الأمين العام لاتحاد المصارف وله صداقة مع السياسة فهو الداعم الرئيسي لبعض اعضاء مجلس الامة الحاليين، هذه الصداقات تحمل بداخلها صداقات اخرى ولدت من رحم الفطنة والذكاء ولم تعط له هبة او بغير جزاء، سنحاول الكشف عن رحلة الإعلامي القدير يوسف الجاسم مع النجاح والتألق.
تفاصيل الحوار في ملف ( pdf )