القاهرة - هناء السيد
تسلم الرئيس المصري حسني مبارك رسالة خطية من أخيه صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد تتعلق بالعلاقات الثنائية بين البلدين.
صرح بذلك سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد عقب استقبال الرئيس مبارك له ظهر أمس بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة والتي استغرقت نحو الساعتين.
وقال سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد انه جدد خلال اللقاء شكره وتقدير بلاده البالغ للمواقف المشرفة لمصر الشقيقة وللرئيس حسني مبارك خاصة إبان الاحتلال الصدامي للكويت، مضيفا «أننا نتذكر دائما مواقف الرئيس مبارك الشجاعة والحكيمة خلال تلك الفترة عندما وقف مع الحق ومع الكويت، مؤكدا أن ذلك كله يتسق مع مواقف مصر أرض الكنانة العريقة على مدى التاريخ.
تبادل الرؤى
وأضاف سمو رئيس مجلس الوزراء أن اللقاء مع الرئيس مبارك تناول العلاقات المصرية - الكويتية وكذلك العلاقات العربية والإسلامية والدولية، موضحا انه استمع إلى رؤية الرئيس مبارك حول مختلف القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وأشاد بتميز العلاقات المصرية - الكويتية خاصة على المستوى الاقتصادي وزيادة حجم الاستثمارات الكويتية الحكومية والخاصة في مصر، وأكد على عمق العلاقات المصرية - الكويتية كذلك في المجالات الثقافية والديبلوماسية والتجارية، مؤكدا اعتزازه بقوة هذه العلاقات وسعي بلاده المستمر لدفع هذه العلاقات إلى الإمام.
وأضاف سمو رئيس مجلس الوزراء أن هناك الآن نحو 14 ألف طالب كويتي يدرسون في مصر ويتخرجون من مؤسساتها التعليمية العريقة قائلا: إن الكويت تفخر بذلك وتسعى لأن يتخرج المزيد من أبنائها الطلبة من الجامعات والمعاهد المصرية.
وردا على سؤال عما إذا كان قد تم خلال اللقاء مع الرئيس مبارك بحث الأزمة النووية الإيرانية، أكد سمو رئيس الوزراء أن إيران بلد صديق للجميع ودولة جارة للكويت ودول الخليج، مؤكدا رفض بلاده لأي عمل عسكري ضد إيران وأنه يجب التمسك بالحوار والتجاوب مع المقترحات التي يقدمها د.محمد البرادعي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية لأنه شخصية مقبولة دوليا، مطالبا باستمرار الحلول السلمية لحل الأزمة حتى يتم التوصل في النهاية إلى اتفاق، وردا على سؤال حول زيارة سمو رئيس الوزراء لسورية وإمكانية عقد القمة العربية المقبلة في حضور عدد كبير من القادة العرب في ظل الظروف الحالية الخاصة بلبنان، قال سمو رئيس الوزراء إن زيارته لسورية جاءت ضمن جولة تشمل كذلك مصر والأردن، موضحا «لقد التقيت الرئيس السوري بشار الأسد خلال تلك الزيارة وكانت المحادثات مع الاخوة في سورية ناجحة وذات طابع ثنائي».
قمة دمشق
وأضاف ان الكويت ستحضر مؤتمر القمة العربية الذي سيعقد في سورية بوفد يرأسه صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد وأضاف أنه أبلغ الجانب السوري بذلك. وردا على سؤال حول ما يمكن للكويت أن تقدمه لدعم الأمن والاستقرار في العراق ومساعدته على الخروج من الوضع الصعب الحالي في ضوء استضافة الكويت للاجتماع المقبل لدول جوار العراق، قال سمو رئيس الوزراء: إن اجتماعا لدول الجوار سيعقد في الكويت في الشهر المقبل، وان العراق جار عزيز وغال على الجميع ونأمل أن ينعم بالاستقرار وأن يتم حل أزمته الداخلية. وأضاف أن الكويت تدعم الحكومة العراقية وهو موقف خليجي بشكل عام وانها تنظر إلى العراق كعراق واحد.
وردا على سؤال حول الاتصال الهاتفي بين رئيس مجلس الأمة جاسم الخرافي ونبيه بري رئيس مجلس النواب اللبناني وإمكانية وجود وساطة كويتية لتنفيذ الاستحقاق الرئاسي، قال سمو رئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد: إنه ليس لديه علم بهذا الاتصال الهاتفي ولكن هناك اتصالات مستمرة وعلاقات شخصية بين الخرافي وبرى. وحول إمكانية توقيع اتفاقيات جديدة بين مصر والكويت لتعزيز مجمل التعاون الثنائي فيما بينهما، قال سموه: إن اللجنة المشتركة المصرية - الكويتية ستجتمع في شرم الشيخ الشهر المقبل لبحث سبل زيادة التعاون الثنائي بين البلدين في العديد من المجالات.
اهداف اقتصادية
وحول توقعه لمسيرة التكامل والاندماج الاقتصادي بين دول مجلس التعاون الخليجي، قال سمو رئيس الوزراء: إن دول المجلس تسير بشكل تدريجي على عدة مسارات لتحقيق هذه الأهداف الاقتصادية المرجوة على غرار ما كان قد حدث بالنسبة للاتحاد الأوروبي الذي سار في مسيرة متدرجة، مشيرا إلى أن مثل هذه الأمور دائما تأخذ وقتا، ونحن نقطع خطوات بالفعل على هذا الطريق.
وحول رؤية الكويت لمستويات إنتاج منظمة أوپيك من البترول الخام، قال سمو رئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد: إننا في الكويت نرجو أن تتم المحافظة على مستوى الإنتاج الحالي للأوپيك، أما فيما يتعلق بمستويات أسعار البترول فقد أعرب عن اعتقاده بأنه يجب ترك مسألة تحديد مستويات الأسعار لآليات السوق الدولية. وفيما يتعلق بتأثر الاقتصاد الكويتي بالانخفاض الواضح في قيمة الدولار الأميركي، قال رئيس الوزراء إن بلاده تعتمد منذ نحو 8 أشهر على سلة من العملات الأجنبية وليس الدولار، وتعمل دائما على الحفاظ على التوازن من خلال هذه السلة.
وكان سمو رئيس الوزراء قد قدم التهنئة العربية للرئيس مبارك بالفوز الكبير الذي حققه المنتخب المصري لكرة القدم في البطولة الأفريقية الأخيرة، واصفا هذا الفوز بأنه فوز لكل العرب والمسلمين قبل أن يكون فوزا مصريا، وقال: إننا نشعر بكل الفخر تجاه ما أنجزه الفريق المصري ونتمنى له المزيد من الانتصارات.
الصفحة في ملف ( pdf )