نظّم كرسي عبدالعزيز سعود البابطين للدراسات العربية بجامعة مالقة في إسبانيا محاضرة بعنوان «مسجد قرطبة»، وألقى المحاضرة د.بيدرو مرفيل رويث، أستاذ علم الآثار في جامعة قرطبة والمتخصص في أعمال ترميم المسجد والدراسات المتعلقة به وذلك في قاعة المؤتمرات الكبرى في مبنى «الكورت انجليس» في قلب مدينة مالقة، وحضرها مئات من الأكاديميين والباحثين والمهتمين.
هذا، وقد تحدث المحاضر عن كيفية بناء مسجد قرطبة، وأهمية موقعه والتوسعات المتعاقبة فيه التي استمرت حتى عهد الخليفة المنصور الذي اشرف على آخر التوسعات التي اعطت للمسجد شكله الحالي، وتناول ايضا موضوع الحفريات الأخيرة في المسجد حيث وجدت اقواس تعود الى القرن الثامن والقرن العاشر الميلادي وغرفة وضوء ومصلى للنساء من عهد الخليفة هشام الأول وغرفة وضوء أخرى من عهد الخليفة المنصور وناقش المحاضر ايضا العديد من العناصر المعمارية الاسلامية في المسجد.
وتأتي هذه المحاضرة ضمن سلسلة محاضرات برنامج دورات المرشدين السياحيين التي ينظمها كرسي عبدالعزيز سعود البابطين للدراسات العربية في جامعة مالقة بإدارة د.نيقولاس روزير نيبوت، استاذ الدراسات العربية والاسلامية في قسم الترجمة في جامعة مالقة، وفي اليوم التالي للمحاضرة نظم الكرسي زيارة ميدانية لمسجد قرطبة بمشاركة اكثر من اربعين مرشدا سياحيا من مدينة مالقة.
ومسجد قرطبة من اهم ما انجز المسلمون من الاعمال المعمارية، ويقع بالقرب من نهر الوادي الكبير في قلب مدينة قرطبة، وهو بشهادة مؤرخي العمارة الأوروبية قمة من قمم الفن المعماري العالمي على مر العصور، ودليل قاطع على براعة الأمويين في فن الهندسة.