إخواني.. إن العمل هو الحياة، وهو الواجب الوطني الذي يقوم به كل فرد منا تجاه الكويت، وعلى كلِ واحدٍ منا وهو يقوم بهذا الواجب أن يُراعي الله في عمله وأداء واجبه بأمانةٍ وإخلاص، وذلك من أجل الكويت، الوطن الذي أعطاه الكثير ولا يطلب منه سوى الإخلاص والوفاء والولاء له.
لقد رزقنا الله سبحانه وتعالى بلداً طيباً ورزقاً وفيراً، وأفاء علينا من نعمهِ العديدة، وعلينا أن نحسن استغلالها تحسباً للقادم من الأيام، وتحقيقاً لمستقبلٍ أفضل لأجيالنا القادمة، فلنتوجه إليه سبحانه وتعالى بالحمد والشكر، امتثالاً لقوله تعالى: (فكلوا مما رزقكم الله حلالاً طيبا، واشكروا نعمة الله إن كنتم إياه تعبدون) صدق الله العظيم.
أهلي وأبناء وطني.. إن الكويت هي الوطن والوجود والبقاء والاستمرار، وعلينا أن نُكرّس حياتِنا من أجلها، وأن نكون قلباً واحداً في السرّاء والضرّاء، وأن نحميها ونصونها، وألا نجعل المنافع الذاتية والمصالح الشخصية تملأ تفكيرنا وتسيطر على عقولنا، وأن تغمر نفوسنا المحبة والتآلف، وأن نحسن الظن ببعضنا البعض، فديننا الإسلامي الحنيف دين وسطية ومحبة، وتآخ وتسامح، يحث على احترام الرأي، وسماع الرأي الآخر من أجل تلاقيهما لصالح خدمة الوطن والشعب، فكلنا على مختلف مسؤولياتنا وأعمالنا أبناء وطن واحد أبناء الكويت التي نعمل من أجلها.
وإنني لأدعو الله جلّت قدرته في هذه الأيام المباركة من شهر رمضان الكريم، أن يوفقنا ويسدد خُطانا ويقوّي أواصر المودة والمحبة بيننا، ويجعل قلوبنا مليئة بالخير والمحبة للجميع.
اللهم تقبّل صيامنا وقيامنا ودعاءنا واغفر لنا ولوالدينا وللمؤمنين يوم يقوم الحساب.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.