- ما تشهده الأمة الإسلامية من متغيرات وأزمات يجعل من المهم جداً المشاركة في هذه اللقاءات للتشاور وتبادل الآراء وتنسيق المواقف
شاركت جمعية إحياء التراث الإسلامي في الاجتماع الثالث والعشرين للهيئة التأسيسية للمجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة والذي يقام برعاية كريمة من الأزهر الشريف في جمهورية مصر العربية.
ومثل جمعية إحياء التراث الإسلامي في هذا الاجتماع رئيس مجلس الإدارة بالجمعية الشيخ د.طارق العيسى الذي أعرب عن سعادته بالمشاركة في هذا الاجتماع الإسلامي العالمي لما له من أهمية كبيرة، خصوصا في هذه المرحلة المهمة من حياة الأمة الإسلامية، وقال: ان ما تشهده الأمة الإسلامية من متغيرات وأزمات يجعل من المهم جدا أن نسعى لمثل هذه اللقاءات للتشاور وتبادل الآراء وتنسيق المواقف، خصوصا في القضايا الإسلامية، والقضايا التي تهم العمل الخيري الإسلامي، مثل أعمال الإغاثة والدعوة والتعليم، والأنشطة الاجتماعية، وقضايا الأقليات الإسلامية، وحقوق الإنسان، وغير ذلك من القضايا المهمة.
وقال د.العيسى: ان الاجتماع قد حظي بمشاركة العديد من الوزارات والهيئات والمنظمات الإسلامية العالمية، والعديد من رواد العمل الخيري الإسلامي على مستوى العالم، وقد كان مما ناقشه الاجتماع الخطة المستقبلية للمجلس، مناقشة تقارير اللجان المتخصصة التي كان من أهمها لجنة الإغاثة العامة، ولجنة التعليم والدعوة، واللجنة الإسلامية العالمية للمرأة والطفل، واللجنة الإسلامية العالمية لحقوق الإنسان، ولجنة الأقليات الإسلامية.
وأضاف د.العيسى: اننا في جمعية إحياء التراث الإسلامي، وفي المؤسسات الخيرية الكويتية حريصون على المشاركة في مثل الاجتماعات دعما لارتباطنا بمؤسسات العمل الخيري على مستوى العالم العربي والإسلامي، خصوصا مع ما يمثله العمل الخيري الكويتي من تواجد قوي على الساحة المحلية والعالمية، وما يقوم به من دور فعال في كل القضايا والأحداث.
وأضاف: لقد تقدمت وباسم جمعية إحياء التراث الإسلامي بعدد من المقترحات التي لاقت القبول والاستحسان من قبل المجتمعين والتي كان من أبرزها اقتراح بإنشاء مدينة خيرية (مدينة العمل الخيري) في القاهرة على غرار العديد من المشاريع العملاقة التي احتضنتها جمهورية مصر العربية كالمدينة الإعلامية وغيرها، وستكون هذه المدينة الخيرية تحت إشراف الحكومة المصرية الهدف منها احتضان أكبر عدد من مؤسسات الإغاثة الإسلامية، ومؤسسات العمل الخيري على مستوى العالم، على أن تتضمن هذه المدينة مقرات لجميع الهيئات والمؤسسات الراغبة في الاشتراك، بالإضافة لمؤسسات ثقافية توفر القاعات والمواد اللازمة لإقامة الدورات والندوات، كما ستضم هذه المدينة مخازن عملاقة لتوفير وتخزين مواد الإغاثة العاجلة لتكون على أهبة الاستعداد لنقلها الى أي مكان في العالم تحدث فيه كارثة وحاجة ماسة وعاجلة لتوفير هذه المواد، ولا شك أن مثل هذا التواجد للمؤسسات الخيرية الإسلامية وفي مكان واحد سيعزز وبشكل كبير التنسيق بين هذه المؤسسات وتبادل الخبرات ليكون العمل بذلك أدق توجيها وأكثر فاعلية.
وتضمن الاقتراح كذلك إنشاء أكاديمية للعمل الخيري لتدريب وتخريج كوادر ذات تأهيل عال في تخصصات تخدم قطاع العمل الخيري، وتضمن الاقتراح أيضا إنشاء قناة فضائية للعمل الخيري، وإقامة مؤتمر سنوي للهيئات والمؤسسات المشاركة لمناقشة أعمالها ووضع خطة ذات خطوط عريضة لعملها المستقبلي.
وطلبنا في نص الاقتراح كذلك أن تلتزم الحكومة المصرية بتوفير كل الدعم الأدبي والقانوني بإصدار القرارات والقوانين اللازمة والإعفاءات الجمركية لتسهيل آلية العمل لتشجيع المؤسسات على المشاركة في هذا المشروع العملاق، وفي المقابل تلتزم المؤسسات المشاركة في هذا العمل بإعطاء الأولوية لعمل المشاريع الخيرية على أراضي جمهورية مصر العربية من مساجد ودور للأيتام ومستشفيات وتوفير مشاريع اغاثية حسبما يتطلبه العمل هناك، وتدعو الحاجة إليه. ولاشك أن مثل هذا المشروع العملاق يمثل إثراء للعمل الخيري الإسلامي على مستوى العالم، وسيكون بمثابة ملتقى إسلامي خيري عالمي دائم على أرض الكنانة، ولا شك أن اختيار جمهورية مصر العربية لما لها من دور رائد ومكانة في قلب العالم العربي والإسلامي، سائلين الله أن يبعد عنهم الفتن والشرور، وأن تعود مصر كما عهدناها قائدة رائدة تصدر الخير والعلم للعالم أجمع.
وأضاف د.العيسى: إن الأحداث الجارية على الساحة الآن من تصعيد أعداء الإسلام لهجمتهم على شخص الرسول صلى الله عليه وسلم تفرض على الجميع التحرك كل في مجاله لمواجهة هذه الهجمة، وبناء على ذلك تقدمنا باقتراح آخر باسم جمعية إحياء التراث الإسلامي مطالبين الأخذ به كتوصية برفع طلب الى السلطات المصرية بالسماح للمجلس الإسلامي العالمي بإقامة متحف ثقافي عالمي ضخم بأحدث الوسائل يحكي سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، بحيث يكون هذا المتحف معلما من معالم القاهرة المدينة التاريخية العريقة التي تجتذب ملايين السياح إليها كل عام، مما يجعل ذلك فرصة لتعريفهم بسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء والمرسلين، خصوصا أن سيرته هي السيرة الوحيدة المحفوظة لنبي من أنبياء الله بأدق تفاصيلها ومنذ أكثر من 1400 سنة، وسيكون هذا الاقتراح في حال إقراره ردا عمليا على كل ما يثار حول شخص الرسول صلى الله عليه وسلم من شبهات أعداء الإسلام وفي مختلف الوسائل. وحول ما تضمنته فعاليات اجتماع الهيئة التأسيسية للمجلس العالمي للدعوة والإغاثة، قال رئيس جمعية إحياء التراث الإسلامي الشيخ د.طارق العيسى: إن الاجتماع الذي افتتح بحضور فضيلة شيخ الأزهر وتحدث فيه نائب رئيس المجلس المشير عبدالرحمن سوار الذهب، والأمين العام للمجلس د.عبدالله نصيف والذي استعرض بيان الأمانة العامة للمجلس وعرف بمنجزاته خلال الفترة الماضية، ومما تطرق له الاجتماع شجب التعرض للمقدسات الإسلامية، وخصوصا لشخص الرسول صلى الله عليه وسلم، وما يمثله هذا العمل من خطورة بالغة على العلاقات العربية والإسلامية مع الدول والشعوب الغربية، حيث طالب أعضاء المجلس بوضع حد للتعرض للأديان السماوية والحرص على عدم إثارة المشاعر الدينية، وما يؤدي إليه ذلك من استفزاز وردود فعل عنيفة، وأضاف د.العيسى أيضا: أن من القضايا التي حظيت باهتمام كبير في مناقشات المجلس مأساة الشعب العربي السوري وما يتعرض إليه من قتل وتشريد وجرائم مما لا يقبله دين ولا عقل، وأهاب المجلس بهيئاته المختلفة لتقديم الخدمات الصحية والاجتماعية والتعليمية للمهاجرين السوريين في الأقطار المجاورة. كما استعرض المجلس مأساة المسلمين في بورما وما يتعرضون له من إبادة وتهجير قسري دون مراعاة لأدنى حقوق الإنسان التي تطالب بها المنظمات الدولية، والتي لاتزال لم تقم بدورها المطلوب تجاه هذه المأساة الإنسانية.
كذلك ناقش المجلس قيام العدو الصهيوني باستغلال الأحداث التي تعصف بالمنطقة، وما يعيشه العالم العربي من ضعف شديد لتنفيذ مخططاتهم بترسيخ احتلالهم لأراضي فلسطين المحتلة واستمرارهم في سياسات الاستيطان والتهويد وتهجير السكان، مما يتطلب صحوة عربية إسلامية وإدراك ما يمكن إدراكه من حقوق العرب والمسلمين في أرض فلسطين المحتلة. وأوضح د.العيسى أن المجلس خرج بعدد من التوصيات كان من أبرزها: التأكيد على تنفيذ المشروعات المشتركة، ودعم أعمال الإغاثة في المناطق المنكوبة، والتأكيد على الاهتمام على مسألة الاهتمام بالطلاب الدارسين بالأزهر الشريف، ودعم وتنفيذ المشروعات والبرامج المتعلقة بقضية القدس، والتي تهدف لدعم صمود إخواننا في فلسطين، وخصوصا المقدسيين اقتصاديا واجتماعيا وتربويا لتمكينهم من البقاء في المدينة المقدسة للحفاظ على هويتها العربية والإسلامية.