أصدر تجمع الميثاق الوطني بيانا حول تكرار الإساءة إلى النبي صلى الله عليه وسلم طالب فيه بضرورة إصدار قرار أممي من هيئة الأمم المتحدة لتجريم هذه الإساءات والفصل بينها وبين حرية الرأي، كما طالب المسلمين والعلماء بعدة نقاط، وفيما يلي نص البيان: رغم حركة الاحتجاج العنيفة التي عمت العالم الإسلامي تجاه الفيلم الأميركي المسيء لرسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، تجاسر الإعلام الفرنسي الآن عبر نشر رسوم كاريكاتورية ساخرة لهذه الذات المقدسة خاتم النبيين وإمام المرسلين، في تكرار لوقاحات سابقة تصاعدت فيها مشاعر الغضب والعداء للدول الغربية التي تحميها تحت مزاعم حرية الرأي وإطلاق العنان للإعلام الحر، دون مسؤولية لهذه الحرية عندما تتحول الى ازدراء المقدسات والاعلام الى فوضى تنتهك الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي تنص ديباجته على «الاعتراف بالكرامة المتأصلة في جميع أعضاء الأسرة البشرية» والذي حذر من المساس بها لأن «تناسي حقوق الإنسان وازدراءها قد أفضيا الى أعمال همجية آذت الضمير الإنساني».
وأضاف البيان: لعل في احتجاجات المسلمين لهذه الإساءات لنبيهم الكريم صلى الله عليه وسلم ووقوفهم صفا واحدا بكل مذاهبهم وطوائفهم ومستوياتهم الثقافية والسياسية رسالة لهذه الدول التي ما فتئت تسخر كل طاقاتها الإعلامية والفكرية في مناسبات الخلاف وفرص الصدام بينهم من اجل الاستحواذ على قرارات ومواقف أنظمتهم السياسية، ان هناك خطا مقدسا يجمعهم ويوحدهم لا يختلفون فيه وهو خط التوحيد والنبوة صنوان لا يفترقان، لا يشذ عن هذا إلا المتطرفون التكفيريون، والى ذلك نشير الى ما يلي:
٭ ان مثل هذا الخطاب الإعلامي الغربي المسيء لمقدسات المسلمين يعمق من روح الكراهية بين البشر والذي يمهد لمزيد من العنف العنصري البغيض.
فعلى هيئة الأمم المتحدة قراءة هذه التفاعلات التي تهدد السلام العالمي بين البشر وان تسارع الى إصدار قرار أممي يجرم مثل هذه الإساءات ويفصلها عن حرية الرأي والتعبير عنه بوصفها انتهاكا لكرامة الإنسان، لأن كرامة النبيين والرسل عامة والرسول صلى الله عليه وسلم خاصة هي من كرامة الإنسان المسلم والإنسان المسيحي والإنسان اليهودي وفقا للنصوص الدينية السماوية والتي تتعدى الأغلبية المطلقة لسكان الأرض.
٭ وفي هذا السياق نناشد المسلمين بكل طوائفهم ومذاهبهم ان يكونوا اول من يحترم النبي صلى الله عليه وسلم بحسن المعاملة وطيب الدعوة بالحسنى والتوادد والاعتدال فيما بينهم فإن خلق النبي صلى الله عليه وسلم كان القرآن الكريم، والذي يقول: (وإنك لعلى خلق عظيم).
٭ كما نناشد علماء الأمة الإسلامية بكل مذاهبهم وطوائفهم السعي نحو تشكيل هيئة تمثلهم جميعا من أجل تنقية التراث الإسلامي من الأحاديث الإسرائيلية والموضوعة والضعيفة والتي يستغلها ضعاف التقوى في الشرق والغرب للإساءة للإسلام والمسلمين دون فهم لخلفيات هذه الروايات ودواعيها، فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم: «فاعرضوا كلامنا على القرآن فإن وافق القرآن فخذوا به وإن خالف القرآن فاضربوا به عرض الحائط» وعن الإمام الصادق عليه السلام «كل شيء مردود الى الكتاب والسنة وكل حديث لا يوافق كتاب الله فهو زخرف».
٭ على الأنظمة السياسية في العالم الإسلامي ان تكف عن التطبيع مع الكيان الصهيوني الذي لايزال يدنس وينتهك حرمة المسلمين عبر استمرار احتلاله لأولى القبلتين للنبي صلى الله عليه وسلم، ومحل إسرائه ومعراجه الى السماء من المسجد الأقصى في القدس الشريف، فهذه أفظع إساءة في جبين هذه الأنظمة المتقاعسة عن نصرة مقدسات المسلمين.
٭ على إعلام الأمة الإسلامية من كتاب ومؤلفين وفنانين ومنتجين وممثلين القيام بمسؤولياتهم الإسلامية التبليغية بعرض مفاخر الشخوص الإسلامية المقدسة طبقا للاعتبارات الفقهية. وعلى المؤسسات الرسمية والأهلية دعمهم بالإمكانيات المالية والفنية اللازمة ولو بشيء يسير من الميزانيات العملاقة التي توظف لتخزين الأسلحة إلا ما خرج منها لفتك الشعوب! فاليوم يواجه الإسلام حربا إعلامية ضخمة وغير مسبوقة.
٭ وعلى السياسيين كذلك ان يكفوا عن ممارسة الأساليب المحرمة في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ومن ذلك التلويح دائما بخصومهم بالاتهامات الكاذبة، ومنها التي تشكك في انتمائهم الى أوطانهم فإن الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم قد بلغ آيات الله تعالى التي تتحدث عن «الذين أُخرجوا من ديارهم بغير الحق» و«كذلك الذين ظاهروا على إخراجكم» فهذا المنهج مخالف للرسول صلى الله عليه وسلم الذي يزعمون محبته واتباع سنته.
وختاما، فإنه مهما بلغت الاستهزاءات فإنها لن تمس نبينا بشيء بعد ان تعهد سبحانه وتعالى بحماية نبيه (إنا كفيناك المستهزئين) صدق الله العظيم، الحجر: 95.
وإن هذا المسلك الوضيع الوقح سيطوق الأمة التي رضيت به وشجعت عليه بحمايته (ولقد استهزئ برسل من قبلك فحاق بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزئون) صدق الله العظيم، الأنعام: 10.