- الحراك السياسي والديموقراطي وارتفاع مستوى المعيشة وما يبينه مؤشر الرفاهية أمور تؤكد أن مطالبات الشعوب في دول الربيع العربي لا تنطبق على الكويت
- الاضطرابات السياسية في أي بلد بالعالم تؤثر على المستثمر المحلي والأجنبي لكننا نركز على التنمية والإنجاز ضمن إطار الحراك الديناميكي والسياسي
- يالتشن: بإمكان تركيا استيعاب أكثر من 100 ألف لاجئ سوري وتقديم الدعم لهم إلا أن صرخاتنا للمجتمع الدولي بهدف لفت الأنظار لهم
- الحدود التركية مع سورية تصل إلى 900 كيلومتر ما يخلق مشاكل إنسانية وإرهابية وأمنية وأعتقد أنه في المستقبل القريب سيفهم المجتمع الدولي الحل الحقيقي للمشكلة
بيان عاكوم
اعلنت وزيرة التنمية ووزيرة الدولة لشؤون مجلس الامة د.رولا دشتي انها لن تترشح للانتخابات، لافتة الى انها ستخدم الكويت من خلال التزاماتها مع الحكومة الحالية، والتي ستستمر فيها حتى نهايتها.
وقالت ـ خلال مشاركتها في الاحتفال الذي نظمته السفارة التركية بمناسبة مرور 82 عاما على تأسيس الجمهورية التركية والذي اقيم مساء اول من امس في مقر السفارة في الدعية بحضور حشد كبير من اعضاء السلك الديبلوماسي ـ انها «لن تقطع مسيرتها في الوزارة تنفيذا لتعليمات صاحب السمو الامير والتي هي تاج على رأسنا»، مؤكدة انها ستطبق تعليمات وتوجيهات سموه على جميع المستويات، مؤكدة «نحن اتينا لخدمة الكويت».
وعن الاحتجاجات التي تحدث في البلاد، قالت د.دشتي انه «لا شك ان المسيرات الموجودة تفوق التيارات السياسية العادية، وتفوق الحراك الشبابي وهناك اجراءات تتخذ»، وشددت على ان «حرية التعبير مكفولة للجميع، لكن تحت مظلة القانون، وضمن الاطر الدستورية»، لافتة الى ان الحكومة تريد تعزيز الديموقراطية ومشاركة الشباب في الشأن العام، داعية الشباب الكويتي لأن يشارك بفاعلية في العملية الانتخابية ويتقدموا للترشح، وذلك للمشاركة في صنع القرار السياسي للبلاد مستقبلا.
ندفع لتعزيز المشاركة في الانتخابات
وعن اعلان الكثير من التكتلات مقاطعتها للانتخابات والتخوف من تدني نسبة التصويت، تمنت د.دشتي على جميع المواطنين المشاركة في العملية الانتخابية «لأنها احد مضامين البنود التي تضمنها خطاب رئيس مجلس الوزراء في بداية انعقاد الحكومة الحالية»، لافتة الى انهم كحكومة يدفعون لتعزيز المشاركة الشعبية في الانتخابات، لأنها جزء من التعبير عن الرأي سواء بالقبول او الاعتراض، مشددة على ان التعبير عن الرأي «لا يمكن ان يكون الا من خلال الاطر الدستورية، والديموقراطية، والبرلمان الجزء الذي تعبر من خلاله الشعوب عن اي اصلاحات سواء كانت سياسية او اقتصادية او اجتماعية».
واضافت «من لديه وجهة نظر بموضوع قانون الانتخابات وتعديله الذي صدر بمرسوم ضرورة لديه الحق ان يشارك ويصل الى مجلس الامة ويصوت ضده» مدللة على ذلك بوجود مراسيم اقرها مجلس الامة واخرى لم يقرها قائلة «يوجد اكثر من 1025 مرسوما للضرورة في تاريخ العمل السياسي جزء منها اقر والجزء الآخر لم يقر وهذه العملية الديموقراطية»، متمنية التمسك بها والعمل ضمن هذا الاطار.
انتقاد الخارجية الأميركية لاستخدام العنف
وردا على سؤال عن انتقاد وزارة الخارجية الاميركية استخدام العنف ضد المتظاهرين، ذكرت د.دشتي انه «في اي دولة في العالم الحفاظ على الامن العام حق مكفول»، وقالت «الكل الآن يستطيع ان ينتقد، ولكن كلنا رأى كيف تعاملت الحكومة هناك مع الوول ستريت»، وكيف تعامل الجهاز الامني مع المتظاهرين في اليونان ولندن وفرنسا قبل اعوام للحفاظ على الامن العام.
وتابعت «حكم المحكمة الدستورية الذي ألغى بعض مواد التجمعات اقر أن حرية التعبير ليست مطلقة، وانما تخضع للنظام العام للدولة، ونحن يجب أن نحفظه لأننا نتكلم عن دولة مؤسسات وقانون، والكل مطالب بالالتزام بالقانون واحترامه «متمنية من الشعب الكويتي ان ينتقل الى مرحلة تعزيز سيادة القانون وان نكون نموذجا، ولا نخترق القانون باسم حرية التعبير».
مستوى معيشة مرتفع
وعما يتردد عن وجود من يسعى لربيع عربي في الكويت، اكدت د.دشتي ان الحراك السياسي والديموقراطي الى جانب ارتفاع مستوى المعيشة وما بينه مؤشر الرفاهية من ان الكويت من ضمن اوائل 30 دولة في العالم تتمتع بمستوى مرتفع للدخل الفردي، يبين ان مطالبات الشعوب في دول الربيع العربي لا تنطبق على الوضع الحالي في الكويت، موضحة أن «ربيع الكويت حدث منذ اكثر من خمسين سنة».
وعن العلاقات بين الكويت وتركيا، وصفتها د.دشتي «بالوطيدة والقائمة على اسس متينة»، مشيرة الى وجود العديد من النشاطات بين الجانبين ليس على المستوى السياسي فقط، وانما في المجالات الاقتصادية، والتبادل التجاري، لافتة الى ان الكويت تريد تعزيز هذا التبادل الى جانب مشاركة تركيا في العملية التنموية.
وعن مدى تأثر المشاريع التنموية بالاحتجاجات قالت «لا شك ان الاضطرابات السياسية في اي بلد كان ستؤثر على المستثمر المحلي والاجنبي، لكن نحن نركز على التنمية، وعلى الانجاز
في ظل المعطيات والتحديات التي تواجه الكويت اليوم» لافتة الى أنهم سيعملون ضمن إطار الحراك الديناميكي والسياسي الموجود في البلاد.
توجيه الأنظار نحو الشعب السوري
من جهته أكد سفير تركيا لدى البلاد اوميت يالتشن إمكان تركيا استقبال واستيعاب المزيد من اللاجئين السوريين بالرغم من تخطي عدد اللاجئين السوريين الى 100 ألف لاجئ وتقديم الدعم لهم، إلا انه لفت الى أنهم يطلقون صرخاتهم ودعواتهم لإشعار المجتمع الدولي بمعاناة هؤلاء «لأنه إذا عملنا وحدنا فلن يعرف العالم ما يجري داخل المخيمات، ولن يعي حجم المأساة»، مستدركا «المهم هو إيجاد حل لمأساة هؤلاء وتوجيه انظار المجتمع الدولي نحوهم».
وذكر يالتشن المبادرات التي قامت بها تركيا منذ بداية الأزمة واستضافتها لبعض الاجتماعات الدولية ومشاركتهم في الاجتماعات التي أقيمت تحت إطار جامعة الدول العربية والأمم المتحدة، مشيرا الى انهم كانوا دائما يدافعون ويؤيدون الطرق السلمية لحل المشكلة ومجددا دعم بلاده لمهمة مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية الأخضر الابراهيمي، لافتا الى ان الحدود الطويلة بين تركيا وسورية والتي تصل لـ 900 كيلومتر تخلق مشاكل إنسانية وإرهابية وأمنية، ولهذا السبب ترفع تركيا صوتها وتدعو لبعض المبادرات وتطالب المجتمع الدولي ببذل المزيد من الجهود المتضافرة وألا يكون متخاملا وإنما أكثر اتحادا من اجل حل هذه المشكلة.
يجب أن نكون متفائلين
وعن مستقبل الأزمة السورية قال «يجب أن نكون متفائلين، وإلا إذا كنا متشائمين فسنكون غير قادرين على حل المشكلة، إذا كنا نريد أن نجد بعض الإجابات الجديدة وأسبابا جديدة ينبغي أن نكون متفائلين، وأعتقد انه في المستقبل القريب سيفهم المجتمع الدولي الحل الحقيقي لهذه المشكلة».
أما عن التوقعات بفشل مهمة الابراهيمي فقال «لا أعتقد، وأنا لا أتوقع الفشل لأن هذا يجعلنا متشائمين، ويعني أننا عجزنا ولا يوجد حلول للازمة» لافتا الى انه «يوجد مأساة انسانية مستمرة، وبالتالي علينا ان ننسى جدول اعمالنا السياسية واتباع المنظور الانساني والاستفادة من الدروس الماضية».
روسيا تفهم تدريجياً الأجواء في سورية
وبخصوص الموقف الروسي والصيني، أشار الى ان تركيا فتحت قنوات مع روسيا والصين منذ بداية الأزمة متحدثا عن وجود علاقات جيدة وتاريخية مع هاتين الدولتين، كما لفت الى تطور العلاقات خلال الـ 15 سنة الماضية مع روسيا في مجال الاعمال التجارية والاقتصادية الى جانب رفع التأشيرة المتبادلة معها، موضحا انهم مع هذه القنوات المفتوحة مع الروس يحاولون تقديم الشرح الحقيقي للمشكلة السورية، ويحاولون إفهامهم لفهم مأساة الشعب السوري وقال «اعتقد انهم أيضا فهموا تدريجيا الأجواء في سورية».
نتبع الطرق السلمية في سورية
وعما اذا كانت اللجنة الرباعية التي دعت اليها مصر فشلت في التوصل لحلول للمشكلة السورية، أوضح يالتشن ان هناك اختلافا في وجهات النظر بين إيران والمملكة العربية السعودية، مشيرا الى انه يجب المحاولة لجعل جميع الاطراف تعمل معا.
وأضاف: «تركيا لا تتجاهل أي خيار»، متمنيا ان تحل المشكلة ويتم التوصل الى وقف فوري لإطلاق النار، لافتا الى سعيهم لفترة انتقالية لتكون سورية دولة ديموقراطية مستقرة تنعم بالتقدم».
وردا على سؤال عما يراه البعض ان مفتاح الحل بيد تركيا من خلال تدخلها العسكري اكتفى بالقول: نحن نتبع الطرق السلمية ونؤيد المبادرات الاقليمية والدولية.
وعن المناسبة قال: نحن نحتفل بتأسيس الجمهورية التركية قبل 89 عاما من قبل اتاتورك والانتقال من الدولة العثمانية الى الجمهورية التركية، لافتا الى وجود علاقات مميزة واخوية بين البلدين، وأضاف وجدت الترحيب الحار وكرم الضيافة والصداقة لدى الشعب الكويتي.
وتابع: نحن نعتبر الكويت مرساة الاستقرار في منطقة الخليج، وهذا مهم جدا بالنسبة لتركيا ولمنطقتنا، «مبينا انه خلال السنوات الماضية الى اليوم يتبادل البلدان وجهات نظر في العديد من القضايا الدولية، لافتا الى انه كسفير لبلاده في الكويت يبذل قصارى جهده لمواصلة تطوير العلاقات الاجتماعية والاقتصادية، متمنيا ان يرى المزيد من الفنادق التركية والمحلات التجارية والعلامات التجارية والمصارف والمستشفيات والمطاعم التركية في البلاد، وذكر انه بعد افتتاح الجناح الجديد لمجمع الأفنيوز سيتضمن محلات تجارية تركية.
السفير التركي: نتوقع وصول عدد السياح الكويتيين إلى تركيا 60 ألف سائح
بالحديث عن السياحة الكويتية الى تركيا، ذكر السفير يالتشن ان عدد السياح الكويتيين الذين زاروا تركيا بلغ 20 الف سائح خلال السنوات الماضية وتضاعف العدد ليصبح 44 الف سائح العام الماضي متوقعا ان يزداد العدد ليصل الى 60 الف سائح مع نهاية العام الحالي. واشار يالتشن الى استمرار تبادل الزيارات، معربا عن اعتقاده ان يشهد العام الحالي والمقبل زيارات رفيعة المستوى وبين السفير التركي ان الاستثمارات الكويتية في تركيا تزداد عاما بعد عام، مشيرا الى انه يحاول ان تكون مثلها الاستثمارات التركية في الكويت «لأن مستوى الاستثمار الكويتي في تركيا اكبر من الاستثمار التركي في الكويت»، موضحا ان القانون التركي الجديد بشأن شراء العقارات في تركيا والذي وافق عليه البرلمان يسمح لأي مواطن كويتي بشراء العقارات والممتلكات سواء شقة او اراض او فيلا في تركيا باسمه، متوقعا ارتفاع عدد الاستثمارات الكويتية في تركيا بعد اقرار هذا القانون وسيساهم ايضا في تطوير العلاقات الثنائية.
لسنا نموذجاً وإنما مصدر إلهام لدول كثيرة
ذكر السفير التركي ان بلاده حققت انجازات كبيرة جدا ومختلفة ليس فقط على مستوى النظام البرلماني او المستوى الاقتصادي وحرية التعبير وحرية وسائل الاعلام، وانما ستكون تركيا مصدرا للطموح للعديد من البلدان في العالم»، لافتا الى انه اذا تمت مقارنة الوضع الاقتصادي في افريقيا وآسيا والشرق الاوسط سيتبين ان تركيا مستقرة تتمتع بنمو اقتصادي، مبينا ان العام الماضي احتلت تركيا المرتبة الثانية كثاني اكبر البلدان نموا في العالم بعد الصين، مؤكدا ان هذا الاستقرار والنمو الاقتصادي والجو السلمي الى جانب كونها قوة اقليمية، تعد اسبابا كافية لأن تكون تركيا مصدر الهام للكثير من الدول، وقال «نحن لا ندعي اننا نموذج ولكننا مصدر الهام».