- كنت «أقصقص» الكتب القديمة وأغلفها بالقماش لأصنع حقائب في الأعياد لفتيات الفريج
- ثقفت نفسي بنفسي وساعدني حبي للقراءة والحصول على عدة دورات في تنمية القدرة على استيعاب من حولي
- أود تقديم كتاب يفيد المرأة في كل جوانب حياتها ويتناول المشاكل التي تواجهها
- تفسير الأحلام ليس وليد لحظة وإنما علم واسع يحتاج إلى إلمام وبصيرة وخبرة وهو ما اكتسبته بنفسي
اجرت اللقاء: حنان عبد المعبود
قالت عنها الكاتبة أميرة عزام «عائشة بين الناس تحاول رسم ابتسامة للجميع منذ طفولتها وبين أهلها، صديقة تحتوي من يطلبها، وفي بيتها أم حانية مستعدة للتضحية بأي شيء من أجل أولادها وبيتها»، ولكن اذا كانت هذه هي حياتها البسيطة، فكيف تطورت لتصبح في حياة الكثيرين كنزا غاليا لا يمكنهم وصف محتواه إلا بتلقيبها «أم الخير».. انها عائشة محمد علي الجمعة التي وصفت بأم الخير كونها ومنذ نعومة أظفارها أصبحت لديها خبرة بالحياة تماثل خبرة الراشدين، لأنها حملت هموم من شعرت بأنهن في حاجة لمن يمد لهن يد العون سواء بالاهتمام أو حل مشكلة ما، بل امتدت مساعدتها لتفسر لهن ما يحلمن به. «أم الخير» هي امرأة كويتية بسيطة جدا في طبيعتها، حينما تتكلم معها تشعر بدفء المكان كونها تذيب بكلماتها جليد الغربة بينها وبين أي شخص تجالسه مهما كان الفارق الاجتماعي أو العمري بينهما. هي امرأة بالفعل عبرت الكثير من الحواجز بابتسامتها فقط، وبصبر وبصيرة حلت الكثير من المشاكل التي كان يمكن أن تتفاقم وتنهي حياة الكثير من الأسر. هي صاحبة مسيرة امتدت لعشرات السنوات، حاولت الكاتبة أميرة عزام جمع جزء من خبرتها خلال تلك المسيرة في كتاب حمل اسم «أم الخير» ضم عددا من القصص الواقعية التي مرت بها. ومع «أم الخير» كان لـ«الأنباء» هذا اللقاء:
كيف كانت بداية «أم الخير»؟ وكيف راودتك فكرة عمل الكتاب؟
٭ لم أخـــــطط أو أفــــكر بعمل كتاب أجمع فيه القصص التي مررت بها، ولم أكن أفكر يوما ما أن أعمل كتابا، لكن كثرة إلحاح الكاتبة أميرة، وقبلها الكثيرون ممن ألحوا بأهمية توثيق سيرتي في كتاب، هذا ما دفعني بالفعل لأن أقوم بعمل الكتاب مع أميرة بعد جهد جهيد لمدة عام ونصف العام من العمل. فحياتي كلها خلف الكواليس، ولا أحد يعلم عني أي شيء. وينطبق ذلك على كل ما أقوم به من أعمال سواء مساعدة الفقراء أو السعي في الاصلاح وغيرها من الأمور، حتى ان كانت مجرد فضفضة لإراحة القلب، أو مساعدة البنات في حل مشاكلهن خاصة فئة الفتيات في المرحلة الجامعية، وهي فترة عمرية حرجة تتميز بالكثير من المشاكل والتي قد تخجل الفتاة من مجرد سردها، الا أنني اعتدت على طريقة معينة في التعاطي مع الفتاة حتى أستطيع أن أخرج ما في قلبها، فلم أعتد أن ألوم على تصرف ما، أو أصدم من تقص مشكلة برد فعل شديد، وانما استوعبها، وأحاول أن احتويها حتى تشعر بالراحة الشديدة، وبعدها أبدأ معها بتفنيد المشكلة حتى نصل الى ان تبدأ هي بالإحساس بالوضع من حولها، وهنا أبدأ بإعطائها فكرة عن المستقبل المقبل وتأثير ما تقوم به الآن عليها، والكثير من الأمور التي أتناولها معهن.
كم كان عمرك حينما بدأت بالتواصل لفعل الخير؟
٭ انا تربية أهل خير، فوالدي رحمه الله كان رجلا خيرا، فكان يجلب شاحنة التمور من الاحساء ويقف يوزع ما بها، لدرجة أن والدتي كانت تعترض لأن ما تبقى لصديقاتها قليل، الا أنه كان يبتسم ويقول «الخير بيجيك»، وما هي الا أيام قلائل إلا ويكون الخير قدم بالفعل ويناديها لتأخذ ما تريد، وتقوم بدورها بإهدائه للأهل والأصدقاء، فلم يكن الأمر طمعا أو رغبة في التملك، وإنما نزوع إلى العطاء.
وكيف كانت البداية؟
٭ بدأت من الفريج ونحن بنيات صغيرات في مساعدة البنات، لقد عشت مع أهل قبلة والمرقاب، ولكن لأن والدي كان يمتلك مزارع انتقلنا الى المنطقة العاشرة والتي يكون غالبية أهلها من البدو، والذين يحضرون يريدون الخير، وحين يدخلون أجد الفتيات لديهن مشاكل مثل المصابة بالقراع، فأساعدها وأقوم بقص شعرها وأضع الدواء وأتابعها حتى تبرأ، ولهذا كان أغلبهم يلقبني بالدكتورة وكان عمري آنذاك لم يتجاوز 14 عاما.
كما كنت أقوم بأعمال يدوية من أجل الفتيات الصغيرات غير القادرات لإدخال البهجة على قلوبهن، حيث اعتدت الاستفادة من الأشياء القديمة، مثل الدفاتر والكتب فأقوم بقصقصتها وعمل غلاف قماشي من الخارج ويد لتكون حقيبة جميلة تأخذها البنات في العيد، كما أقوم بعمل تاج للرأس وربطة شعر يتزين به، والتي كانت تدخل الفرحة على قلوبهن بشكل لا يمكن تخيله، وكانت هذه طريقة سهلة لتكوين صداقات واسعة جعلت الكثير من القلوب تفتح لي.
أصبح لديك شهرة واسعة، فالى أي مدى وصلت؟
٭ أحمد الله على أن معرفتي بالناس جاءت في هذا الجانب الإنساني ومع توالي السنين وصل ما أقوم به هنا الى عدة دول مجاورة لدرجة أنني أجد اتصالات من الامارات والبحرين وقطر والمملكة العربية السعودية يتصلون لأخذ المشورة، وأنا لست اخصائية أو استشارية وإنما انسانة عادية وربة منزل، إلا أنني أحب القراءة جدا كما أنني ثقفت نفسي بنفسي، وساعدني الحصول على عدة دورات في منحي قدرة أوسع على استيعاب من حولي، وكذلك فان جانب تفسير الأحلام الذي أتقنه أدخلني الى حل المشاكل.
وماذا عن تفسير الأحلام، كيف دخلت في هذا العالم الغامض؟
٭ تفسير الأحلام لا يمكن أن يكون وليد لحظة، ولكنه علم واسع يحتاج الى إلمام وبصيرة وخبرة، وهذا ما اكتسبته من خالي، فهو كان مفسرا للأحلام، وكنت أجالسه كثيرا وأرصد تفسيره للأحلام وأتعلم منه معاني كل شيء، وهو ما زادني شغفا بالأمر، فبدأت أقرأ الكتب الخاصة بتفسير الأحلام والتي استهوتني كثيرا ومعها بدأت في تفسير الأحلام.
هــناك بعــض الأحلام التي قد يكون من الصعوبة تفسيرها، فهل صادفت حلما من هذا النوع استوقفك لبعض الوقت حتى قمت بتفسيره؟
٭ بالفعل هناك أحلام تكون صعبة التفسير، ولكن أيضا البعض قد يغالي ويكثر في السرد بشكل مفتعل، ولهذا من المهم عندي أن أسمع الحلم من صاحبه وليس من شخص آخر، لأن نبرة الصوت لدى الشخص وطريقة إلقائه لما رآه تكشف الكثير حتى ما بداخل أحلامه.
فالبعض قد يتصنع الحلم، وقد يكون صادقا، وقد يكون متمردا، والصوت يظهر الكثير من هذه الجوانب، وتفسير الحلم من حديث النفس أو ضغوط مرّ بها الشخص، أو قد تكون رسالة من الله، وهي الرؤية الصالحة.
كم كان عمرك حينما قمت بتفسير الأحلام للمرة الأولى؟
٭ كان عمري 16 عاما، وكان اول حلم قمت بتفسيره لامرأة توفي أخوها حديثا، وكانت تراه في منامها يأتيها وكل جسده مليء بالجراح، فسألتها عن رد فعلها حينما شاهدته بهذه الصورة، وهل تعاطفت معه؟ وكذلك سألتها عن طباعه، هل كانت حميدة أم سيئة؟ فقالت: إنه كان يشرب الخمر وذا طباع سيئة، هنا أكدت لها أن الحلم ناتج عن تعاطفها معه، ولهذا تراه بهذه الصورة، وأكدت عليها ضرورة أن تحاول ألا تتذكره، لأن عقلها اللاواعي ترجم لها هذه الصورة ووضعها على مسرح الذاكرة.
ما أهم الدورات التي حصلت عليها؟
٭ العديد من الدورات حرصت على تحصيلها، ومن أهمها دورة متكاملة في البرمجة اللغوية العصبية وتطوير الذات، حيث كنت حريصة على تحصيل دورات متقدمة المستوى، الى جانب التزود بعلوم الشريعة لتساند الجوانب الأخرى في اهتماماتي.
كتاب «أم الخير» هو الأول، فهل هناك نية لعمل جزء آخر له؟ وما الذي تتمنين تحقيقه مستقبلا؟
٭ الكتاب أكتـــفي بـــه فقط، ولكنــــني أتمنى أن أقــــوم بعمل كتاب متخصص عن المرأة، حيث ان كل الـضـــغوط الحياتية منصبة عليـــها، انني أتعاطف معها بشكل كبير لكثرة ما تلاقيه في حياتها اليومية، فالرجل حملها أكثر من طاقتها ومارس عليها الكثير من الضغوط.
انني أرغب في تقديم وصف للمرأة من كل الجوانب التي تختص بحياتها، وكذلك أغلب المشاكل التي تواجهها، وهذا ما ساعدني فيه أنني أُلم بأغلب المشاكل والضغوط التي تواجهها من تجاربي مع الكثيرات، ومن ثم طرح حلول لأغلب المشكلات التي تواجهها.
ومع تشجيعي واهتمامي الشديد بالمرأة الا أنني لا أتعاطف معها في مواجهة مشاكلها لأن هذا قد يحبط من عزيمتها، ولكن من الأفضل مؤازرتها وعدم اشعارها بأنها كائن ضعيف.
مآثر الوالد
ما أهم أمانيكِ؟
٭ كذلك أتمنى أن أنشر كتابا عن والدي رحمه الله ـ وكل ما قام به من أعمال الخير، والتي منها الكثير الذي لم ندركه أو نعلمه إلا بعد وفاته، فبعد وفاته ولأكثر من شهرين وسائقه الخاص يبكيه وحينما نهدئه ونشد من أزره يقص علينا ما كان الوالد يقوم به من أعمال خير، وكذلك نساء حضرن الى المنزل للعزاء وذكرن أشياء لم نكن نعلمها وصلت الى اصلاحات في الكثير من المنازل قام بها على نفقته لوجه الله.
هذه أمنياتك، فما الحلم الذي تطمحين إلى تحقيقه؟
أتمنى أن أوصل الناس لبر الأمان بالكلمة الطيبة والمعاملة الحسنة، وأن تنتهي النزاعات والأمور التي لا تعنى الا ببناء ضغينة بالقلوب.
المجتمع الكويتي ذكوري
في سياق حديثها خلال اللقاء أكدت الجمعة ان: المجتمع الكويتي مجتمع ذكوري نال فيه الرجل جميع حقوقه بل وأكثر وفي المقابل فان المرأة ينقصها الكثير والكثير من الحقوق، فالظاهر اجتماعيا ومحليا وإقليميا أن المرأة وصلت وحصلت علـــى حقـوقها، إلا أننا في واقع حياتنا نجد أن المرأة مهــضومة الحق، ولكنني لا أنكر أن الدولة قامت ببعــض المبادرات التغييرية، والتي نجد منها بعض بوادر الأمل في حصول النساء على بعض الحقوق.
اننا نريد ما يضمن كرامة المرأة ومساواتها بالرجل، لقد تربيت في منزل الأخ لا يأمر أخته ونفس الشيء نقلته الى أبنائي، وهو ما اتفقت فيه مع زوجي، ولكنني أسمع الناس فأتعلم.