- التجربة المغربية لم تتأثر بحملة التشويش لأنها أكثر رسوخاً والحكومة تعمل بجميع أعضائها وتتابع عملها على أكمل ما يجب
- ناقشنا وضع اللمسات النهائية للاتفاقيات مع الكويت لبدء تنفيذ المشاريع التنموية ووزير المالية إلى المغرب الأسبوع المقبل للتوقيع على هذه الاتفاقيات
- القمة المغاربية لم تلغ وإنما أجلت والمغرب مستعد لحضور القمة في أي وقت تقترحه تونس
بيان عاكوم
تمنى وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي د.سعد الدين العثماني إحداث تغيير في السياسة الخارجية الإيرانية، مشيرا الى انه عندما يقع التغيير «بطبيعة الحال سنقدره». واستدرك في إطار رده على سؤال عن إمكانية عودة العلاقات الإيرانية ـ المغربية بعد فوز الرئيس حسن روحاني «سندرس نتائج الانتخابات وسنتخذ قرارا مناسبا في الوقت المناسب».
وبخصوص زيارته المرتقبة الى روسيا قال العثماني في لقاء جمعه بثلاث صحف محلية خلال زيارته للمشاركة في اعمال الدورة السابعة للجنة العليا المشتركة «ان الملف السوري سيكون من بين الملفات التي سيناقش باستفاضة»، مبينا «انها ليست المرة الأولى التي يتم فيها مناقشة هذه القضية مع الروس»، وموضحا انه «سيرى أولا ما الجديد في الموقف الروسي وما التحولات التي وقعت وكيف استقبل الروس ردود الفعل والتطورات التي وقعت في المنطقة ومن قبل الدول الغربية وما نتائج قمة الدول الثماني»؟ لافتا الى انها «كلها احداث جديدة وتحتاج الى تقييم، ونحن سعيدون ان نقوم بهذا التقييم مع روسيا»، مشددا على اهمية العلاقات التي تربط بلاده بروسيا، معتبرا اياها علاقات «مهمة جدا وتقليدية واستراتيجية ونحرص على ان نبقى باستمرار في تبادل لوجهات النظر فيما بيننا خصوصا في مثل هذه الموضوعات الشائكة».
وتحدث العثماني عن الدور الانساني الذي تلعبه المغرب تجاه الأزمة السورية، مذكرا «بمبادرة العاهل المغربي الملك محمد السادس بإقامة مستشفى ميداني قرب مخيم الزعتزي» الى جانب إشارته لما تقوم به بلاده من اعمال انسانية ان في دول الجوار أو بالتنسيق مع المفوضية العليا لشؤون اللاجئين.
وعن التحركات العربية وخصوصا المملكة العربية السعودية بعد قطع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد بن عبد العزيز إجازته وما اذا كان يحضر العرب لتحرك ما، ذكر العثماني «ان هناك رغبة لدول المنطقة وخصوصا المملكة السعودية لإنهاء المأساة السورية»، لافتا الى انه «لا يوجد أي طرف عربي يريد للسوريين ان يبقوا في هذا الوضع»، موضحا ان «هذه التحركات تعكس اهتماما كبيرا لضرورة إيقاف نزيف الدم». مشيرا الى انهم يتشاورون مع الكويت والخليج وفي الوطن العربي لكيفية تبلور موقف عربي تجاه التطورات الخطيرة في سورية.
وعن عقد القمة العربية الطارئة ذكر «وجود مشاورات من قبل المصريين للتلمس لعقد القمة»، لافتا الى انه تم تبادل وجهات النظر «وسنبقى في تواصل مع العرب لنرى وجهات النظر حولها»، مبينا ان التشاور لا يزال في بداياته.
وردا على سؤال عن لقائه بالاخضر الإبراهيمي قال انه خلال لقائه معه كان الابراهيمي «متشائما ولم يجد المفتاح الحقيقي لحل الازمة»، مشيرا الى ان «المقترح القريب المطروح هو جنيف 2 ولكنه يحتاج الى توافق بين الدول وهذا التوافق غير موجود بعد اجتماع قمة الـ 8 حيث يوجد تباعد بين الاطراف».
زيادة الاستثمارات الكويتية في المغرب
ووصف العثماني انعقاد الدورة السابعة للجنة العليا المشتركة في البلاد «بالناجحة والمهمة لأنه تم خلالها تبادل وجهات النظر في القضايا الأساسية التي تهم البلدين سواء على المستوى الاقليمي أو الدولي وخصوصا في قضية سورية التي حظيت بمساحة كبيرة من المناقشات نظرا لتأثيرها على دول المنطقة المحيطة بها نتيجة للتطورات الاخيرة التي شهدتها ونتيجة لاستعجالية التحرك العربي والدولي لحقن الدماء السورية».
كما أشار العثماني الى انه تم الحديث خلالها «عن مجالات الاستثمار في المغرب والعلاقات التجارية بين البلدين والدعم التنموي الكويتي للمغرب الذي تقرر في اطار مجلس التعاون»، لافتا الى انه كان «هناك نقاش بين الطرفين لوضع اللمسات الاخيره للاتفاقيات لبدء تنفيذ المشاريع التنموية في إطار هذا الدعم التنموي» موضحا انه «تم الاتفاق على كل شيء ووزير المالية مصطفى الشمالي سيزور المغرب الاسبوع المقبل لتوقيع الاتفاقيات».
وأضاف «صحيح هناك عزم على زيادة الاستثمارات الكويتية في المغرب وهناك تركيز على المجالين السياحي والصناعي ولكن هناك عروضا اخرى كالاستثمار في المجال الزراعي وكذلك اتفاق على تطوير التعاون في مجال الطاقة المتجددة»، معتبرا هذه الميادين مهمة للشعبين والبلدين.
وأشار الى انهم تحدثوا أيضا «عن العلاقات المغربية الافريقية والعلاقات الكويتية ـ الافريقية»، مبينا انهم اتفقوا على التعاون لخدمة افريقيا وعلى إنجاح القمة العربية ـ الافريقية. مقدما شكره للكويت ولصاحب السمو الأمير على الموقف الواضح تجاه وحدة تراب المغرب والسيادة المغربية على كامل الاراضي.
التجربة المغربية أكثر رسوخا
ولدى سؤاله عن وجود أزمة حكومية في المغرب، أكد العثماني ان «الحكومة تعمل بجميع أعضائها وتتابع نشاطها على أكمل ما يجب»، معتبرا الشد والجذب بين الاحزاب «أمرا طبيعيا ولا يهدد التوازنات الداخلية، كما ان المؤسسات التشريعية والتنفيذية تعمل في إطار الصلاحيات المخولة لها»، معتبرا الحراك والنقاش السياسي «ليس سلبيا».
وعما اذا نفذ حزبهم جميع وعوده الانتخابية، قال العثماني «برنامجنا مطروح لـ 5 سنوات، ونحن الآن امضينا سنة ونصف السنة فقط والعمل السياسي والتدبير الحكومي كله تحديات، ونحن نعيش اليوم على مرحلة أزمة اقتصادية خصوصا مع اكبر شريك لنا هو الاتحاد الاوروبي»، معتبرا انه من الطبيعي ان يتأثر المغرب، ولكنه بيّن في الوقت نفسه ان بلده «استطاع ان يتأقلم مع الأزمة ويخفف من تأثيراتها بشكل كبير»، موضحا ان «المغرب يشهد نسبة نمو افضل من الدول القريبة منه حيث وصلت هذا العام الى 4%»، معتبرا ذلك نجاحا لأن بلاده استطاعت الصمود أمام الأزمة الموجودة لدى اكبر شريك اقتصادي واستراتيجي لهم وهو الاتحاد الاوروبي.
وأضاف «هذا لا يعني ان الحكومة تستطيع ان تطبق جميع ما في برنامجها»، مشيرا الى ان «أي حكومة أمامها مدة معينة من السنوات لتطبيق البرامج الاقتصادية، خصوصا على المدى المتوسط وليس تطبق في الصباح وتحصد نتائجها في المساء».
وجدد ما اشار اليه سابقا ان «هناك جهات خارجية لا تريد للتجربة المغربية ان تنجح»، وقال: «من الطبيعي ان المغرب باستقراره وهدوئه وتحولاته السلسة وإصلاحاته في ظل الاستقرار البعض لا يريد لهذه التجربة ان تنجح»، لافتا الى ان «هناك من يحاول إما ان ينشر أخبارا زائفة وإما ان يشوش عليها» مشددا على ان «التجربة المغربية لم تتأثر بحملة التشويش لأنها اكثر رسوخا من ان تتأثر بذلك».
وبخصوص الحديث عن ان المغرب قد يفقد مبلغ 6 مليارات دولار من صندوق النقد الدولي بسبب عرقلة الإصلاحات، رأى الوزير المغربي ان «الاصلاحات لن تعرقل وإنما مستمرة ولكن تحتاج الى وقت»، موضحا ان «مبلغ الـ 6 مليارات من الصندوق مبلغ ائتماني تقرر منذ فترة وان الصندوق يريد ان يقيم مجمل التعامل الموجود في المغرب مع الازمة الاقتصادية وهو تقييم سنوي»، مبينا انهم «ينتظرون نتائج التقييم حتى يتعامل الخبراء المغاربة مع الملاحظات التي يبديها الصندوق على الأرض».
وعن الاتحاد المغاربي ذكر ان المشاورات مستمرة بشأنه ولن تتوقف الاجتماعات الوزارية لافتا الى ان القمة لم تلغ وإنما اجلت مبديا استعداد بلاده لحضور القمة في أي وقت تقترحه تونس.
وبالحديث عن مالي رأى ان «المدخل لحل الأزمة سياسي»، لافتا الى انه «إذا نجحت خريطة الطريق السياسية التي وضعتها الحكومة المالية فسيؤدي الى استقرار الاوضاع في مالي كتنظيم الانتخابات وفتح حوار وطني موسع»، معتبرا الاتفاق الذي وقع بين الحكومة وحركة ازواد انه «يبشر بالخير». مبينا ان بلاده تبذل جهدها على المستوى الاقتصادي والتنموي والانساني لدعم الشعب المالي لتجاوز الازمة الحالية.
وردا على سؤال عن متى ستصفى القلوب بينهم والجزائر، قال «نبذل الجهود في هذا الاتجاه ويصعب تحديد موعد نهائي لإنهاء كل المشاكل».
أما بخصوص العلاقات مع اسبانيا فذكر انها «تطورت» ومدينتي سبتة ومللي «لا جديد حتى الان »، موضحا انهم يطالبون الطرف الاسباني بالحوار متمنيا الوصول الى هذه النقطة بمجمل النقاط التي تعالج بين البلدين.
العلاقات مع مصر لن تتأثر بالتحولات
وعن انتقادات شخصيات مصرية لدور لجنة القدس، ذكر العثماني ان من «انتقد شخص واحد وقال لنا ان تصريحاته حرفت ووضعت في غير موضعها»، لافتا الى «ان برلمانيين مصريين خلال زيارتهم الى المغرب ذكروا انه لم يكن انتقادا موجها لأداء المغرب في لجنة القدس وإنما لمنظمة التعاون الاسلامي»، مشيرا الى ان 8% من ميزانية بيتنا للقدس من المغرب وان منظمة التعاون الاسلامي قصرت في دعم بيتنا للقدس بالامكانيات الضرورية لتنفذ جميع مشاريعها على الارض.
ووصف العلاقات بين بلاده ومصر «بالتاريخية والقوية ولن تتأثر بالتحولات التي وقعت»، لافتا الى ان «أي حكومة تأتي ستجد المغرب مستعدا للبقاء بنفس المستوى الجيد للعلاقات الثنائية بصرف النظر عمن هو في الحكومة لان العلاقات تتجاوز الحكومات والاحزاب التي تدخل فيها».
ربيع عربي- أمازيغي
ردا على سؤال عما اذا كان يسمي ما يحصل بربيع عربي، قال العثماني «ربيع موافق عليه ولكن عربي متحفظ» وأضاف «أقول عربي - امازيغي لأن الامازيغ شاركوا بفاعلية في جميع التحولات التي وقعت في ليبيا وتونس».