- الفلاح: من أقوى الأسباب في دفع المكروه وحصول المطلوب
- المطيري: الدعاء عبادة شرط تحري الحلال والاستقامة
- النجدي: مفتاح لكل خير في الدنيا والآخرة ونجاة من الشرور
- السماوي: التمسك بالدعاء يجعل المسلم قريباً من الله مع ما يعطيه الله لعبده من عطايا
ليلى الشافعي
أكد الدعاة ان الدعاء هو سلاح المؤمن حين تشتد الأمور وتضيق السبل، والدعاء خير ما تصرف فيه الأوقات، وأعظم ما يكسب العبد الحسنات، وهو سبب شعور المؤمن بالراحة والطمأنينة، وهو من أقوى الأسباب في دفع المكروه وحصول المطلوب، شرط تحري الحلال والاستقامة وتقوى الله ومفتاح الخير في الدنيا والآخرة، كما أكدوا ان التمسك بالدعاء يجعل المسلم قريبا من الله تعالى مع ما يعطيه الله للعبد من هبات وعطايا وللدعاء آداب تحدث عنها الدعاة كي يتحلى بها المسلم.
يوضح الداعية احمد الفلاح ذلك بقوله: الدعاء هو العبادة قال تعالى: (ولا تَدْعُ من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك)، والاستعانة قال تعالى: (ادعوني أستجب لكم)، وهو السؤال قال تعالى: (ادعوني أستجب لكم)، وهو القول قال تعالى: (دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام)، وهو النداء قال تعالى: (يوم يدعوكم فتستجيبون بحمده)، وهو الثناء قال تعالى: (قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن).
ويرى الداعية الفلاح ان في اخفاء الدعاء فوائد عديدة تتمثل في: قول الله تعالى: (ادعو ربكم تضرعا وخفية ـ الأعراف: 55) يتناول نوعي الدعاء:
أ ـ دعاء العبادة والذكر والثناء.
ب ـ دعاء الطلب والمسألة، قال الحسن: سبب دعوة السر ودعوة العلانية سبعون ضعفا ولقد كان المسلمون يجتهدون في الدعاء ولا يسمع لهم صوت إن كان إلا همسا بينهم وبين ربهم كما قال تعالى عن عبده الصالح: (إذ نادى ربه نداء خفيا).
ويقول الفلاح ان فوائد اخفاء الدعاء تبدو في انه أعظم ايمانا، لأن صاحبه يعلم ان الله تعالى يسمع دعاءه الخفي.
انه أعظم من الأدب والتعظيم، ولهذا لا تخاطب الملوك ولا تسأل برفع الأصوات، وانما تخفض عندهم الأصوات، ويخف عندهم الكلام بمقدار ما يسمعونه، ومن رفع صوته لديهم مقتوه، ولله المثل الأعلى، فإذا كان يسمع الدعاء الخفي فلا يليق بالأدب بين يديه الا خفض الصوت.
وأيضا انه بلغ في التضرع والخشوع الذي هو روح الدعاء ولبه ومقصوده، فإن الخاشع الذليل الضارع انما يسأل مسألة مسكين ذليل قد انكسر قلبه، وذلت جوارحه، وخشع صوته.
بالإضافة الى انه أبلغ في الإخلاص.
وانه أبلغ في جمعية القلب على الله تعالى في الدعاء، فإن رفع الصوت يفرقه ويشتته، فكلما خفض صوته كان أبلغ في تجريده.
وأيضا انه دال على قرب صاحبه فيسأله مسألة مناجاة القريب للقريب لا مسألة البعيد للبعيد.
ولهذا أثنى سبحانه على عبده زكريا بقوله: (إذ نادى ربه نداء خفيا ـ مريم: 3).
وأكد انه أدعى الى دوام الطلب والسؤال، فإن اللسان لا يعمل والجوارح لا تتعب، بخلاف ما اذا رفع صوته فإنه قد يكل لسانه وتضعف بعض قواه، وهذا نظير من يقرأ ويكرر رافعا صوته، فإنه لا يطول له ذلك الخلاف من يخفض صوته.
كما ان اخفاء الدعاء أبعد له من القواطع والمشوشات والمضعفات، فإن الداعي اذا أخفى دعاءه لم يدر به أحد، فلا يحصل هناك تشويش ولا غيره، وإذا جهر به تفطنت له الأرواح الشريرة والخبيثة من الجن والانس فشوشت عليه ولابد، ومانعته وعارضته.
وان أعظم النعم الاقبال الى الله والتعبد له والانقطاع اليه والتبتل اليه، ولكل نعمة حاسد على قدرها، دقت أو جلت ولا نعمة أعظم من هذه النعمة.
الاستجابة
وعمن هم مستجابو الدعاء بيّن الداعية الفلاح ان مستجابي الدعاء هم: المضطر، الوالد على ولده، الرجل الصالح، الصائم حتى يفطر، دعوة المسلم ما لم يدع بظلم او قطيعة، المسافر، المظلوم ولو كان كافرا او فاجرا، الإمام العادل، الولد البار بوالديه، دعوة المسلم لأخيه بظهر الغيب، التائب من الذنب.
ويقول د.محمد الحمود النجدي: الدعاء عبادة عظيمة، ومفتاح لكل خير في الدنيا والآخرة، ونجاته من شرورهما، وسبب لوصول العبد للمراتب العالية عاجلا وآجلا، من الإيمان الكامل والعمل الصالح.
وقد كثرت في فضله نصوص القرآن الكريم، والسنة النبوية الشريفة، وأمر الله تعالى به عباده فقال (وقال ربكم ادعوني أستجب لكم) غافر.
وقال (وادعوه خوفا وطمعا إن رحمة الله قريب من المحسنين) الأعراف.
وحصر النبي صلى الله عليه وسلم العبادة فيه فقال: «الدعاء هو العبادة» رواه أبو داود وصححه الألباني.
والدعاء من صفات المؤمنين والصالحين، قال الله تعالى مثنيا على أنبيائه ورسله عليهم الصلاة والسلام: (إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين) سورة الأنبياء: 90.
ومعنى الدعاء في اللغة: الطلب.
وأضاف: الدعاء ينقسم الى: دعاء عبادة، ودعاء مسألة، قال تعالى: (وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين) غافر: 60.
فأمرهم بدعائه، وهذا من لطفه سبحانه بعباده، ونعمته العظيمة عليهم، حيث دعاهم إلى ما فيه صلاح دينهم ودنياهم، وأمرهم بدعائه، دعاء العبادة، ودعاء المسألة، ووعدهم أن يستجيب لهم فقال (أستجب لكم).
كما توعد من استكبر عن الدعاء بالعذاب الأليم، فقال: (إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين) أي: يدخلون النار ذليلين حقيرين، فيجتمع عليهم العذاب والإهانة، جزاء على استكبارهم عن دعائه وسؤاله سبحانه وتعالى.
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا: «إنه من لم يسأل الله يغضب عليه» رواه الترمذي وحسنه الألباني.
والدعاء سبب لرعاية الله لعبده وعنايته به، وتوفيقه في سائر شؤون حياته، لقوله تعالى: (قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم) سورة الفرقان: 77.
وكان السلف يدعون الله تعالى في كل أحوالهم، صغيرها وكبيرها.
وما أحسن قول من قال:
إذا لم يكن عون من الله للفتى
فأول ما يجني عليه اجتهاده
شرور الدنيا
مؤكدا ان الدعاء أمره يسير وليس فيه مشقة، فلا ينبغي أن يعجز عنه الإنسان، أو يتثاقله، أو يغفل عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أعجز الناس من عجز عن الدعاء، وأبخل الناس من بخل بالسلام» رواه الطبراني وحسنه الألباني.
وفضل الدعاء ومنزلته عند الله عظيمة، إذ يستحي ربنا تعالى شأنه من رده، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن ربكم تبارك وتعالى حيي كريم، يستحيي من عبده إذا رفع يديه إليه، أن يردهما صفرا» رواه أبوداود وصححه الألباني.
والدعاء سبب عظيم تدفع به شرور الدنيا والآخرة، بل هو أعظم من كل الأسباب المادية والحسية التي يؤمن بها الناس، ويرونها بأعينهم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، فعليكم عباد الله بالدعاء» رواه الترمذي، وصححه الألباني.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يرد القدر إلا الدعاء» رواه ابن حبان، وحسنه الألباني.
الاقرار بالذنب: كما جاء في حديث ابي بكر الصديق رضي الله عنه انه قال للنبي صلى الله عليه وسلم : علمني دعاء ادعو به في صلاتي؟ قال: «قل اللهم اني ظلمت نفسي ظلما كثيرا، ولا يغفر الذنوب الا انت، فاعفر لي مغفرة من عندك وارحمني انك انت الغفور الرحيم» رواه البخاري.
استقبال القبلة، كما في حديث غزوة بدر.
ان يبدأ الداعي بنفسه: كما في حديث الحسن بن علي رضي الله عنهما، علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات اقولهن في الوتر: «اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما اعطيت، وقني شر ما قضيت، انك تقضي ولا يقضي عليك، وانه لا يذل من واليت، ولا يعز من عاديت، تباركت ربنا وتعاليت» رواه ابو داود.
العزم عند الطلب والسؤال: فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «اذا دعا احدكم فلا يقل: اللهم اغفر لي ان شئت، ولكن ليعزم المسألة، وليعظم الرغبة، فإن الله لا يتعاظمه شيء اعطاه» رواه مسلم.
عبادة الأنبياء
وقال الداعية عبدالرحمن السماوي: ان عبادة الدعاء والتمسك بها تجعل المسلم قريبا من الله سبحانه وتعالى مع ما يعطيه الله للعبد من هبات وعطايا والله سبحانه قد امرنا بان ندعوه (وقال ربكم ادعوني استجب لكم ان الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين) ولهذه العبادة العظيمة فضل كبير.
وقال صلى الله عليه وسلم: «الدعاء هو العبادة» ثم قرأ (وقال ربكم ادعوني استجب لكم) فقال صلى الله عليه وسلم: «افضل العبادة الدعاء».
وقال صلى الله عليه وسلم: «ان ربكم تبارك وتعالى حيي كريم يستحيي من عبده اذا رفع يديه اليه ان يردهما صفرا خائبتين».
وقال صلى الله عليه وسلم: «لا يرد القضاء إلا الدعاء ولا يزيد في العمر الا البر».
ان المسلم لما ان يدعو الله سبحانه اما ان يستجيب الله له او يدخرها له الى يوم القيامة فيلقاها هناك اجورا وحسنات فيتمنى انه لم تستجب له ولا دعوة لما يرى من فضل الله عليه بسبب ادخار الله دعواته.
الدعاء هو عبادة النبيين صلوات الله عليهم كما قال ربنا (انهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين).
يقول الداعية سعود المطيري: يقول ربنا تبارك وتعالى: (وقال ربكم ادعوني أستجب لكم ـ غافر: 60)، ويقول سبحانه: (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون ـ البقرة: 186)، فمن استجاب لله تعالى في أمره ونهيه، وصدق بوعده وآمن به، فقد تحققت له شروط استجابة الدعاء وانتفت عنه موانع الاجابة، فلن يخلف الله تعالى وعده، لكن هذه الاستجابة قد تتم بإعطاء العبد ما يريده الآن، وقد يختار الله تعالى له ـ رحمة به ومراعاة للأصلح له ـ غير ذلك من أنواع الاجابة، فقد يدفع عنه البلاء، وقد يدخر له في الآخرة، فهو سبحانه وتعالى أعلم بمصالح العباد، وأرحم بهم من أنفسهم وأهلهم، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن يعجل له دعوته، وإما أن يدخرها في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها»، قالوا: إذن نكثر، قال: «الله أكثر» رواه احمد والحاكم وصححه الألباني.
شروط الإجابة
وحول شروط اجابة الدعاء، قال: أما شروط اجابة الدعاء فثلاثة: الأول: دعاء الله وحده لا شريك له بصدق وإخلاص، لأن الدعاء عبادة.
الثاني: ألا يدعو المرء بإثم أو قطيعة رحم، وألا يستعجل، لما رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم، ما لم يستعجل» قيل: يا رسول الله ما الاستعجال؟ قال: «يقول: قد دعوت، وقد دعوت فلم أر يستجاب لي، فيستحسر عند ذلك ويدع الدعاء».
الثالث: ان يدعو بقلب حاضر، موقن بالإجابة، ويحسن ظنه بربه، لما رواه الترمذي والحاكم وحسنه الألباني عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا ان الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه».
وبيّن المطيري ان من آداب الدعاء: افتتاحه بحمد الله والثناء عليه، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وختمه بذلك، ورفع اليدين، وعدم التردد، بل ينبغي للداعي ان يعزم على الله ويلح عليه، وكذلك تحري أوقات الاجابة كالثلث الأخير من الليل وبين الأذان والاقامة وعند الافطار من الصيام وغير ذلك.
الحلال
وأكد ان أهم اسباب إجابة الدعاء تحري الحلال في المأكل والمشرب، ففي صحيح مسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أيها الناس ان الله طيب لا يقبل الا طيبا، وان الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال: (يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم)، وقال: (يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم)، ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه الى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام، فأنى يستجاب لذلك».
وتابع قائلا: فاحرص على الاستقامة بطاعة الله وتقواه والإكثار من سؤاله، واسأله باسمه الأعظم، ففي المسند والسنن عن بريدة قال: سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يقول: اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الذي الذي لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤا أحد، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «والذي نفس محمد بيده لقد سأل الله باسمه الأعظم الذي إذا سئل به أعطى، وإذا دعي به أجاب.
شباب لـ «الأنباء»: الدعاء يتحقق بالاجتهاد في العمل وعلينا الاعتراف بالذنب وشكر النعمة
آلاء خليفة
يتعرض الإنسان لمشاكل سواء كانت بسيطة او معقدة ومطالب بحلها بكافة السبل المتاحة واهمها الدعاء الخالص لوجه الله، حيث قال لنا الله عزوجل (ادعوني استجب لكم ) وقوله تعالى(وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع اذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون). ولكن هناك بعض الأشخاص يكتفون بالدعاء لله ولا يقومون بأي عمل او جهد ويدعون الله ان يوفقهم وهذا الأمر خطأ، فعلى الإنسان ان يجتهد ويبذل قصارى جهده في العمل ومن ثم يدعو الله ان يوفقه حتى لا يقولون في نهاية المطاف ان الله لم يوفقهم على الرغم من انهم اكثروا من الدعاء فالدعاء لابد ان يكون مصاحبا بالتخطيط والاجتهاد في العمل والاعتراف بالذنب حين نخطئ وكذلك الاعتراف بنعم الله عز وجل، وتعددت آراء الشباب واختلفت حول الدعاء والتقرب الى الله.
أكد طارق بورسلي ان المسلم مطالب دوما بالاستخارة والاستشارة ومن ثم التوكل على الله وبذل الأسباب لتحقيق اي شيء يريد القيام به والعمل المخلص وبالتالي الدعاء والطلب من الله عز وجل له بالتوفيق وعدم الجزع لعدم تمام الأمر او تأخره فالخيرة فيما يختاره الله، والله سبحانه يقول في الحديث القدسي «انا عند ظن عبدي بي فليظن ما شاء».
وأردف بورسلي قائلا: والاجتهاد مطلوب فإن تحقق الأمر فله أجران وان لم يتحقق فله أجر ولا يكفي الدعاء وحده، فالله تعالى المنزه في كماله وصفاته لن يقوم بالعمل بدل العبد لمجرد أن العبد دعاه لاتمام حاجته، فها نحن نصوم ونقوم ونفعل ما يقدر لنا الله من عمله وندعوه ان يتقبل ذلك فكيف بالأعمال الأخرى ولا انسى ان اقول انه لا يجوز الدعاء ايضا لإتمام عمل غير مشروع والله تعالى أعلى واعلم.
من ناحيته، أوضح فهد الرفاعي ان الأعمال مبنية على النيات فارتباطهم مشترك لتحقيق المراد، واضاف قائلا: ان الإنسان المؤمن بالله هو الذي يحقق مراده بتفاؤله بالله فيشترط العمل والاجتهاد مع الدعاء فلا يتحقق دعاء دون عمل ولا عمل دون دعاء لأن هناك من لا يصلي ولا يلتزم بعبادة الله فيدعو الله فيستغرب عدم قبول الدعاء وهناك من يعبد الله دون احضار الخشوع بالعبادة لله وحده فيستغرب ذلك، فالله سبحانه وتعالى كريم عطوف غفار لمن تاب وآمن به، والله عز وجل يستجيب دعاء من دعاه كما في قوله (ادعوني أستجب لكم)، سواء في إجابة الدعاء في الدنيا أو دفع عنه بلاء أو يبرد عليه في قبره أو يدخره له في الآخرة ويعفو عنه سبحانه الكريم.
وأوضحت ايمان الهاشم ان الله عز وجل منّ علينا بالكثير من النعم والخيرات التي تستجوب شكره وحمده، موضحة ان على الإنسان الدعاء الخالص لله عز وجل في السراء والضراء وليس عند الحاجة فقط. وأفادت الهاشم بأن الإنسان مطالب ببذل الجهد والإخلاص في العمل من اجل ان يوفقه الله عز وجل وان يتوكل عليه بالدعاء حتى يستجيب له الله.
ونصحت بعدم التواكل وهو يعني ان الإنسان لا يدعو الله ولا يبذل اي جهد ومن ثم يستغرب ان الله لم يستجب له الدعاء، مؤكدة ان الله كريم ولا يبخل باستجابة الدعاء من عباده المخلصين الذين يدعونه ليلا ونهارا.
وذكر عمر فرج ان رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم قال: «لا يرد القضاء الى الدعاء ولا يزيد في العمر الا البر وان افضل العبادة الدعاء»، لافتا الى ان على الإنسان ان يخلص في الدعاء لله عز وجل ويبدأ بحمد الله والثناء عليه ثم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وايضا الإلحاح في الدعاء وعدم الاستعجال.
واضاف قائلا: هناك بعض الأشخاص يدعون الله عز وجل ابتغاء لتحقيق مصلحة معينة وهذا الأمر خطأ، فعلى الإنسان ان يدعو الله عز وجل في السراء والضراء بحيث يكون في الدعاء لله جزء من حمد الله وشكره على نعمه الكثيرة
وأكد فرج على أهمية الاعتراف بالذنب والاستغفار منه والاعتراف بالنعمة وشكر الله عليها، مشددا على أهمية التضرع والخشوع والرغبة والرهبة.