- تنظيم القاعدة استهدف السعودية لأنها دولة إسلامية معتدلة ومن أولوياته إسقاطها ثم باقي دول الخليج حتى يتمكنوا من السيطرة على جزيرة العرب
- «القاعدة» اعتمدت أسلوب الخوارج في الصدر الأول من الإسلام بالسيطرة الذهنية على الضحية وغسيل الدماغ ومن ثم تلويثه بالأفكار المتطرفة على أنها من الدين
- سليمان أبوغيث «صندوق أسود» للقاعدة ولو عاد إلى الكويت بعد محاكمته فلا بد أن يقوم بمراجعات تحت إشراف مختصين مثل مراجعات الجماعة الإسلامية بمصر
أجرى الحوار: يوسف عبدالرحمن ـ أسامة أبوالسعود
أكد أستاذ الفقه المساعد المنتدب في كلية التربية الأساسية د.فراج محمد الرداس أن مقتل أسامة بن لادن كان له أثر كبير على قيادة تنظيم القاعدة، حيث كانت القيادة المركزية في السابق لأسامة بن لادن، لافتا إلى انه وبعد تولي أيمن الظواهري زعامة التنظيم ضعفت القيادة المركزية، فصار لكل قائد إقليمي أو ميداني قراراته الخاصة في تحديد الأهداف وتنفيذها دون الرجوع إلى زعيم تنظيم القاعدة الحالي أيمن الظواهري المتواري عن الأنظار.
وكشف د.الرداس في حوار مع «الأنباء» عن تفاصيل الكثير من الأسس الفكرية والشبهات التي قام عليها هذا التنظيم والتي ضمنها في رسالته للدكتوراه التي حصل عليها من «كلية دار العلوم» جامعة المنيا في مصر، والذي كان الجزء المهم منها بعنوان «تنظيم القاعدة والخروج المسلح على الأنظمة الحاكمة (حكمه ـ أسبابه ـ أشكاله ـ شبهاته)».
ورصد الباحث الرداس أن الأسباب ذاتها المؤدية إلى الإرهاب والتطرف عند خوارج الصدر الأول في الإسلام هي نفسها عند تنظيم القاعدة ومنها: الجهل بأمور الدين، والغلو في التكفير وإنزال آيات الكفار بالمسلمين، ومن ثم استحلال دمائهم، وأيضا من تلك الأسباب السيطرة الذهنية على الضحية عن طريق تطبيق أساليب غسيل الدماغ، ومن ثم تلويثه بالأفكار المتطرفة على أنها من الدين، ومن ثم تطبيقها، إذن فكلا الفريقين وجدت عنده هذه الأسباب المؤدية إلى الإرهاب والتطرف.
وشدد الرداس على أن استهداف تنظيم القاعدة للمملكة العربية السعودية لأنها دولة إسلامية معتدلة تحارب هذا الفكر الإرهابي المتطرف هي وشقيقاتها دول الخليج، وإذا تضررت المملكة العربية السعودية من هذا الفكر المتطرف، فلا شك أن ذلك سينعكس على باقي دول الخليج، فقادة تنظيم القاعدة كثيرا ما يصرحون بأن جهادهم من أولوياته إسقاط المملكة العربية السعودية ثم باقي دول الخليج، حتى يتمكنوا من السيطرة على جزيرة العرب سيطرة كاملة.
وفيما يلي تفاصيل اللقاء:
بداية كم استغرقت دراستك لإعداد رسالة الدكتوراه، ومتى ناقشتها؟
٭ استغرقت دراستي لإعداد رسالة الدكتوراه 6 سنوات، حيث ناقشت رسالتي الدكتوراه في تاريخ 15/ 5/ 2012م، وحصلت على أعلى تقدير وهو امتياز مع مرتبة الشرف الأولى من قسم الشريعة الإسلامية بكلية دار العلوم في جمهورية مصر العربية.
لم اخترت في رسالتك العلمية لنيل درجة الدكتوراه فكر تنظيم القاعدة، وأنت تعلم صعوبة وخطورة هذا الاختيار؟ وما هي أبرز المخاطر والصعوبات التي واجهتك؟
٭ اخترت هذه الدراسة للوقوف على أسباب التطرف الحقيقية عند تنظيم القاعدة ومن سار على منهجهم نظريا وميدانيا، وأيضا لحصر أهم الشبهات التي يوردونها والرد عليها بما يحفظ ديننا وطننا منها، وثم محاولة إصلاح من وقع ضحية هذه الأفكار في بلدنا الغالي الكويت على أسس شرعية وعلمية.
الصعوبات التي واجهتني بعد جمع الشبهات، كانت عند الرد عليها، لأن هذه الشبهات كانت لا تعتمد على الأمانة العلمية في النقل من كتب الفقهاء، فكانت طريقة تنظيم القاعدة عند إيراد هذه الشبهات تعتمد على بتر نصوص الفقهاء وأخذ ما يوافق هواهم وباطلهم، وترك ما يكون حجة عليهم، أضف إلى ما يقومون به من لوي لأعناق نصوص القرآن والسنة حتى توافق باطلهم.
وأيضا من الصعوبات هو ما يقومون به من التخفي بأكثر من اسم حركي للشخص الواحد، مما يجعل هذه الدراسة تحتاج إلى كثير من الدقة والانتباه.
كشف الشبهات
أخذت خمسة محاور في دراستك الدكتوراه عن تنظيم القاعدة من حيث النشأة والتكوين والانطلاقة وأشكال المواجهة والشبهات والرد عليها، لم حددت فكرهم في هذه المحاور؟
٭ لأن هذه المحاور هي التي لابد أن تطرق في هذه الدراسة، للوقوف على الأسباب الحقيقية المؤدية إلى هذا التطرف والإرهاب عند تنظيم القاعدة، ولكشف الشبهات والرد عليها ردا علميا مؤصلا بالأدلة الشرعية، ولكي نصل بعدها إلى حقيقة زيف تنظيم القاعدة وكشف باطلهم.
من خلال دراستك للفكر التكفيري المتطرف حدثنا متى بدأ فكر الخروج وتكفير المسلمين؟
٭ هذا الخروج وتكفير المسلمين أخذ شكلين، خروج قولي وخروج فعلي، حيث بدأ الخروج القولي في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، فالنبي صلى الله عليه وسلم أعطى أناسا من أهل نجد يتألفهم للدخول في الإسلام، فجاءه رجل فقال: اتق الله، يا محمد، فقال: «من يطع الله إذا عصيت؟ أيأمنني الله على أهل الأرض فلا تأمنوني؟ فلما ولى، قال: إن من ضئضئ هذا، أو: في عقب هذا قوما يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية، يقتلون أهل الإسلام، ويدعون أهل الأوثان، لئن أنا أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد» أخرجه البخاري ومسلم في صحيحهما.
فذكر العلماء: أن هذا أول خروج في الإسلام وكان خروجا بالقول على النبي صلى الله عليه وسلم.
وأما الخروج الفعلي والتكفير فبدأ في زمن عثمان بن عفان رضي الله عنه بعد توليه الخلافة، حيث قاموا بتكفيره أولا، ثم بعد ذلك قاموا بالخروج عليه وقتله والتمثيل فيه، وأيضا تكرر هذا المشهد في زمن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، حيث قاموا بتكفيره أيضا ثم الخروج عليه ثم قتله غدرا.
فعثمان بن عفان رضي الله عنه كان صحابيا من السابقين في الإسلام، وزوج ابنتي النبي صلى الله عليه وسلم، ومن المبشرين بالجنة، وخليفة المسلمين، ومع هذا كله لم يسلم رضي الله عنه من هذا الفكر التكفيري المتطرف.
وعلي بن أبي طالب رضي الله عنه كان من السابقين في الإسلام، وابن عم النبي صلى الله عليه وسلم وزوج ابنته صلى الله عليه وسلم، ومن المبشرين في الجنة، وخليفة المسلمين، ومع هذا كله لم يسلم رضي الله عنه أيضا من هذا الفكر التكفيري المتطرف.
إذن في صدر الإسلام لم يسلم من الفكر التكفيري خليفة المسلمين عثمان بن عفان ولا خليفة المسلمين علي بن أبي طالب رضي الله عنهما.
إذن ماذا نقول نحن في هذا الزمن الذي كثر فيه أرباب هذا الفكر التكفيري على اختلاف مسمياتهم؟ لا شك أن تكفير الحكام والخروج عليهم واستحلال قتلهم في هذا الزمان أشد.
خوارج العصر
وما وجه الشبه بين فكر خوارج الصدر الأول وتنظيم القاعدة؟
٭ عند البحث عن الأسباب المؤدية إلى الإرهاب والتطرف عند خوارج الصدر الأول، وجدت أنها هي نفسها عند تنظيم القاعدة، فهذه الأسباب هي: الجهل بأمور الدين، والغلو في التكفير وإنزال آيات الكفار بالمسلمين، ومن ثم استحلال دمائهم، وأيضا من هذه الأسباب المؤدية إلى الإرهاب والتطرف السيطرة الذهنية على الضحية عن طريق تطبيق أساليب غسيل الدماغ، ومن ثم تلويثه بالأفكار المتطرفة على أنها من الدين، ومن ثم تطبيقها، إذن فكلا الفريقين وجدت عنده هذه الأسباب المؤدية إلى الإرهاب والتطرف.
وأيضا فإن ما يقوم به تنظيم القاعدة من قتل للمسلمين والمعاهدين واستحلال دمائهم ما هو إلا طريقة الخوارج الذين وصفهم لنا النبي صلى الله عليه وسلم.
فإن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر بأن الخوارج مستمرون في الخروج إلى آخر الزمان، فكلمة الخوارج ليست محصورة فيمن خرج على عثمان أو علي بن أبي طالب رضي الله عنهما، فتنظيم القاعدة بأفعالهم هم من خوارج هذا العصر.
يقول النبي صلى الله عليه وسلم في وصف الخوارج وأنهم يخرجون في آخر الزمان: «سيخرج قوم في آخر الزمان، أحداث الأسنان، سفهاء الأحلام، يقولون من خير قول البرية، لا يجاوز إيمانهم حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، فأينما لقيتموهم فاقتلوهم، فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم يوم القيامة».
أخرجه البخاري في صحيحه.
ويقول صلى الله عليه وسلم أيضا في وصفهم وأنهم مستمرون في الخروج إلى زمن الدجال: «سيخرج أناس من أمتي من قبل المشرق، يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم، كلما خرج منهم قرن قطع، كلما خرج منهم قرن قطع ـ حتى عدها زيادة على عشر مرات ـ كلما خرج منهم قرن قطع، حتى يخرج الدجال في بقيتهم» أخرجه أحمد بن حنبل في مسنده.
السعودية ومحاربة التطرف
لماذا اتخذت المملكة العربية السعودية فقط من الدول المتضررة من هذا الفكر الإرهابي وأنت تعلم أن القاعدة أضرت بالكثير من الدول؟
٭ لأن المملكة العربية دولة إسلامية معتدلة تحارب هذا الفكر الإرهابي المتطرف التكفيري هي وشقيقاتها دول الخليج، فإذا تضررت المملكة العربية السعودية من هذا الفكر المتطرف، فلا شك أن ذلك سينعكس على باقي دول الخليج، فتنظيم القاعدة كثيرا ما يصرحون بأن جهادهم من أولوياته إسقاط المملكة العربية السعودية ثم باقي دول الخليج، حتى يتمكنوا من السيطرة على جزيرة العرب سيطرة كاملة.
الحرب مع أميركا
أشرت إلى أن تنظيم القاعدة لهم خطر على السعودية وبقية دول الخليج، هل لك أن توضح لنا ذلك؟
٭ من أخطر ما حاول تنظيم القاعدة تنفيذه في المملكة العربية السعودية هو محاولة تفجير معامل بقيق النفطي، والذي يعد من أكبر المعامل النفطية في العالم، وتفجير هذه المعامل سيؤدي إلى قتل آلاف المسلمين ممن يقطنون في المدن المجاورة لها.
وقد علل أحد كبار قيادات تنظيم القاعدة أن الهدف من هذه العملية هو جر القوات الأميركية لدخول المملكة العربية السعودية بذريعة حماية المصالح النفطية بعد إحراج المملكة العربية السعودية بهذا الانفجار الذي يوازي أحداث 11 سبتمبر، فيكون لتنظيم القاعدة الفرصة الكبيرة لقتال الأميركان بعد دخولهم في جزيرة العرب.
والسؤال: هل هذا التنظير الخطير والمبرر يبيح لتنظيم القاعدة قتل آلاف الأنفس المسلمة وغيرها بحجتهم الواهية؟ لا شك أن هذا جنون واستحلال لدماء المسلمين وهو مذهب الخوارج!
أيضا بعض عناصر تنظيم القاعدة ألفوا كتبا يكفرون فيها قوات درع الجزيرة ويحثون على قتالهم، وكتبا أخرى يقررون فيها الجهاد في جزيرة العرب بعد تكفير حكامها.
وما حدث في السعودية من تفجير وقتل كما أشرت آنفا هو من أولويات تنظيم القاعدة لإسقاط الدولة السعودية تمهيدا لإسقاط بقية دول الخليج، وما حدث في الكويت من قتل واستحلال لدماء رجال الأمن بعد كشف مخططهم لهو أكبر دليل على ذلك.
تفكك القيادة المركزية
بعد مقتل أسامة بن لادن وترؤس أيمن الظواهري، هل ترى هناك انقساما أم ائتلافا في التنظيم؟
٭ لاشك أن بعد مقتل أسامة بن لادن تأثرت قيادة هذا التنظيم تأثرا كبيرا، حيث كانت القيادة المركزية في السابق لأسامة بن لادن، وبعد تولي أيمن الظواهري زعامة التنظيم ضعفت القيادة المركزية، فصار لكل قائد إقليمي أو ميداني قراراته الخاصة في تحديد الأهداف وتنفيذها دون الرجوع إلى زعيم القاعدة الحالي أيمن الظواهري، مع العلم أن جميع القيادات الإقليمية والميدانية تعترف بأنها تابعة لتنظيم القاعدة وزعيمه أيمن الظواهري، ولكن كل يطبق أهدافه بحسب ما يراه مناسبا.
غسيل الأدمغة
لفت انتباهي إشارتكم في رسالتكم الدكتوراه لقضية أساليب غسيل الدماغ على أنها من أسباب الخروج عند تنظيم القاعدة، من وجهة نظرك كيف يوقعون بالضحية؟ وما أساليبهم لكسب الشباب؟
٭ يقوم تنظيم القاعدة بأساليب غسيل الدماغ للسيطرة على الضحية، فأول ما يبدأون به هو رفع النشاط المخي ألفا، وذلك عن طريق التعب الجسدي أو النفسي أو كليهما، كتخفيض ساعات النوم، أو التدريبات القاسية، وبذلك يجبرون الدماغ على تبني النشاط المخي ألفا بدلا من بيتا، حتى يحافظ العقل على سلامته الفسيولوجية.
وموجات «ألفا»: هي موجات منتظمة تظهر على الإنسان عندما يكون في حالة من الاسترخاء الذهني، أو بعد تعرضه للتعب الذهني أو الجسدي، وهذه الموجات لها آثار إيجابية، فهي تظهر وقت الاسترخاء، أو أنها تمثل ميل الدماغ لخفض النشاط الفكري لغرض الاسترخاء.
لذلك يستغل تنظيم القاعدة هذا الوضع عندما يخفض الدماغ من نشاطه الفكري، فيقومون بزرع الشبهات التكفيرية، ثم بعد ذلك يقومون بإكمال بقية أساليب غسيل الدماغ من (العزلة الفكرية) والتي بها يحرصون على عدم مناقشة المخالفين لهذه الأفكار التي قاموا بتبنيها، وأيضا من هذه الأساليب: «العزلة البيئية» والتي تكون خارج بلد الضحية كما في أفغانستان واليمن وغيرهما، و«العزلة الاجتماعية» هي أن يعتزل أهله وأقاربه وكل من له صله اجتماعية معه، و«تغيير الهوية» وهذا يشمل: تغيير اللباس الشعبي واستبداله باللباس الأفغاني الذي صار رمزا على تنظيم القاعدة، وأيضا يكون تغيير الهوية: بتغيير الأسماء الحقيقية واستبدالها بأسماء حركية، حتى ينسى الضحية كل ما يذكره بماضيه الاجتماعي، ويبدو وكأنه شخص آخر، فهنا تحكم السيطرة على الشخص سيطرة تامة.
يذكر علماء النفس: أن في التاريخ البشري كله لم تسجل حالة واحدة لفرد مغسول دماغه وكان على وعي بذلك، ولكن على العكس من ذلك يعتقد بأنه وصل إلى الهداية والطريق السليم.
العزلة البيئية
من خلال دراستك، هل خوارج الصدر الأول كانوا يعرفون أساليب غسيل الدماغ كالعزلة البيئية والعزلة الاجتماعية والعزلة الفكرية التي يطبقها تنظيم القاعدة؟
٭ نعم، كان خوارج الصدر الأول يقومون بتطبيق أساليب غسيل الدماغ، حيث أثبت بالدلائل على ذلك وفصلت القول فيها في مباحث خاصة في رسالتي الدكتوراه، فأكدت أن خوارج الصدر الأول كانت لديهم العزلة البيئية، حيث كانوا يجتمعون في حروراء ويعتزلون الناس، وسموا حرورية بسبب ذلك بسبب العزلة البيئية.
وأيضا يذكر المؤرخون: ان الخوارج فارقوا آباءهم وأمهاتهم وأقاربهم، وهذا فيه دلالة على أنهم مارسوا العزلة الاجتماعية التي هي من أساليب غسيل الدماغ.
وأيضا يذكر المؤرخون: ان الخوارج كانوا يوصون أتباعهم بعدم الأخذ من أهل العلم الشرعي بعد التشكيك فيهم، وهذا فيه دلالة واضحة على العزلة الفكرية التي كانوا يفرضونها على أتباعهم.
اللباس الأفغاني رمز القاعدة
ذكرت في دراستك أن من أساليب غسيل الدماغ تغيير الهوية وبينت أن من أساليب ذلك تغيير اللباس الشعبي واستبداله باللباس الأفغاني كرمز لتنظيم القاعدة، وهل هذا الرمز نفسه كان موجودا عند خوارج الصدر الأول؟
نعم اللباس الأفغاني صار رمزا على تنظيم القاعدة، فتجد أن عناصر تنظيم القاعدة في كل مكان يلبسونه، في اليمن والعراق والكويت وسورية والجزائر والمغرب وغيرها من البلدان، فهذا اللباس الأفغاني هو رمز لهم الآن، وهو من أساليب غسيل الدماغ التي يمارسونها على أتباعهم، لكي ينسوهم لباسهم الشعبي الذي يذكرهم بماضيهم وبلدهم.
أما عند خوارج الصدر الأول فالرمز كان مختلفا عن ذلك، حيث كان الرمز هو حلق الرؤوس، والنبي صلى الله عليه وسلم أخبر عن ذلك عندما وصفهم بقوله: «يخرج ناس من قبل المشرق، ويقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، ثم لا يعودون فيه حتى يعود السهم إلى فوقه، قيل: ما سيماهم؟ قال: سيماهم التحليق ـ أو قال: التسبيد» أخرجه البخاري في صحيحه.
هل رفع النشاط المخي ألفا لتعطيل المخ يكون فقط بإحداث التعب الجسدي أم أن هناك أساليب أخرى لرفع هذا النشاط وتعطيل المخ؟
٭ نعم هناك طرق أخرى لرفع النشاط المخي ألفا وتعطيل المخ، ويكون ذلك بالإنشاد، فلو تتبعنا عمليات تنظيم القاعدة الانتحارية، لوجدنا أن الشخص منفذ العملية الانتحارية يقوم بالإنشاد عند البدء في تنفيذها، لذا هم يحثون أتباعهم على ذلك، لكي يعطلوا المخ أثناء هذه اللحظة الحساسة.
استهداف الحكام
ذكرت في دراستك أن تنظيم القاعدة يستهدفون الشخصيات القيادية ويحاولون قتلهم، فالسؤال: من هم الشخصيات القيادية من وجهة نظر تنظيم القاعدة؟
٭ الشخصيات القيادية من وجهة نظر تنظيم القاعدة: هم الشخصيات ذات المناصب العليا في الدولة: من الحاكم، والوزراء خاصة وزراء الداخلية والدفاع، وبعض القياديين الأمنيين ممن لهم وظيفة مكافحة هذا الفكر الإرهابي.
فلو تتبعنا التاريخ في صدر الإسلام، لوجدنا أن الخوارج قاموا بقتل عثمان بن عفان خليفة المسلمين رضي الله عنه والتمثيل به، وقتلوا أيضا علي بن أبي طالب رضي الله عنه غدرا بعدما صار خليفة للمسلمين.
ولو نظرنا إلى التاريخ المعاصر لوجدنا أن أكبر مثال على ذلك وهو اغتيال الرئيس المصري أنور السادات على يد الجماعة الإسلامية بعدما تغلغل هذا الفكر ووصل لبعض أفراد الجيش، ومن ثم سهل تنفيذ هذا الاغتيال.
والجماعة الإسلامية منفذة هذا الاغتيال انضم كثير منهم بعد ذلك إلى تنظيم القاعدة.
وأيضا من الاغتيالات التي حاول تنظيم القاعدة تنفيذها هو محاولة اغتيال الأمير محمد بن نايف وزير الداخلية السعودي عدة مرات.
لذا فإن هذا الفكر خطير جدا، وخاصة إذا تغلغل وتمكن من بعض أفراد الشرطة والجيش، فعندها يسهل اغتيال من يريدون من الشخصيات القيادية في الدولة.
دلائل شرعية
ذكرت أن تنظيم القاعدة يقتلون المسلمين تترسا أثناء عملياتهم الإرهابية، ماذا تقصد بالتترس؟ وكيف تطبق القاعدة هذا القتل؟ وهل لهم دليل شرعي على ما يفعلونه؟
٭ التترس: هو أن يقوم أعداء المسلمين بأخذ بعض المسلمين دروعا بشرية، لكي يوقفوا بهم تقدم المسلمين عليهم أو يوقفوا ضرب المسلمين لهم.
لهذا وقع المسلمون قديما في إشكالات أثناء حروبهم مع أعدائهم.
إن تترس الأعداء بالمسلمين بعد أسرهم يوقف تقدم جيوش المسلمين، مما يتيح الفرصة لأعدائهم بالتقدم والانتصار عليهم.
ولذلك اشترط الفقهاء لجواز ضرب الأعداء المتترسين بالمسلمين شروط هي:
أ ـ أن تكون الحرب قائمة بين مسلمين وأعدائهم.
ب ـ أن تكون هناك ضرورة لضرب أعداء المسلمين في حربهم القائمة، وإلا كان النصر لأعدائهم.
ج ـ أن تتحاشى جيوش المسلمين ضرب المتترس بهم قدر الاستطاعة.
ولكن تنظيم القاعدة يزعم أن من يسقط من الضحايا من المسلمين بسبب تفجيراتهم التي يقومون بها هو قياس على مسألة التترس، حيث يقوم القاعدة بتفجير مكان فيه معاهدون من غير المسلمين ممن دخل بلاد المسلمين بأمان منهم، ولا يتورع هذا التنظيم في قتل المسلمين المتواجدين في نفس مكان التفجير، مما يؤدي ذلك إلى قتل المسلمين وغير المسلمين، ثم نجد أن تنظيم القاعدة يبررون لأنفسهم أن من مات من المسلمين في هذه العمليات هم شهداء قياسا على مسألة التترس التي ذكرها الفقهاء قديما، فلو رجعنا إلى الشروط التي ذكرها الفقهاء قديما في مسألة التترس، لوجدنا أن قياس تنظيم القاعدة على مسألة التترس وتبرير قتل المسلمين مع من استهدفوهم هو قياس باطل ولا دليل لهم عليه، لأن هذا القياس لم يتحقق فيه شرط واحد من الشروط التي ذكرها الفقهاء قديما، إذن فكيف يقيس تنظيم القاعدة إرهابهم هذا على مسألة التترس؟ .
قتل المعاهدين
ألفاظ ظهرت في دراستكم القيمة من فكر القاعدة، فهل يمكن تبسيط هذه المفردات، وهي: قتل المعاهدين؟
٭ المعاهدون: هم من غير المسلمين ممن دخل بلاد المسلمين وأقام فيها بأمان منهم، وهؤلاء يحرم قتلهم، كما حذر النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك في قوله: «من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها يوجد من مسيرة أربعين عاما» أخرجه البخاري في صحيحه.
أشهر عمليات القاعدة
برأيك ما أشهر العمليات التي نجحت بها القاعدة ومثبتة بالأدلة والبراهين أنها نتاج فكرهم المتطرف؟
٭ من أشهر العمليات الإرهابية التي نفذتها القاعدة:
هي سلسلة تفجيرات وقعت في مجمعات سكنية بالرياض يقطنها أجانب، وأدى ذلك إلى مقتل خمسة وثلاثين شخصا، منهم تسعة أمريكيين على الأقل، بالإضافة إلى أجانب وسعوديين، في 12 مايو 2003م.
وفي 6 سبتمبر 2004م: انفجار سيارة مفخخة يقودها انتحاري بالقرب من مبنى وزارة الداخلية بالرياض.
وفي 5 ديسمبر 2013م: قام مسلحون من عناصر تنظيم القاعدة باقتحام مستشفى العرضي بمجمع وزارة الدفاع اليمنية متنكرين بالزي العسكري، فقاموا بقتل من هم في المستشفى بالرصاص والقنابل.
والآن نشاهد ما يفعلونه في سورية من إرهاب واستحلال لدماء المسلمين باسم الجهاد.
فتاوى القتل
ذكرت في دراستك شبهة أن الأصل في الكفار أنهم أهل حرب، وهل هذه قاعدة شرعية فقهية تستند بها القاعدة لضرب خصومها؟
٭ القاعدة تتخذ من الآيات في القرآن ذريعة لعملياتهم مثل الآية الكريمة:
(فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم) ـ التوبة: 5.
(وقاتلوا المشركين كافة) ـ التوبة: 36، وقوله تعالى (يأيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة) ـ التوبة: 123.
ولكن هذه الآيات غاية ما تدل عليه هو قتال المحاربين من الكفار ومن نقض عهده من المعاهدين، فهي لا تدل على قتال المعاهدين الذين لم ينقضوا العهد كما ذكر ذلك أهل العلم.
والدليل على ذلك: أن الله عز وجل قبل الأمر بقتال المحاربين ومن نقض عهده من المعاهدين، تبرأ جلا وعلا منهم كما جاء صريحا في قوله سبحانه: (وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر أن الله بريء من المشركين ورسوله..)، ثم جاء الاستثناء في الآية التي بعدها لمن بقي على العهد بعدم قتاله والأمر بإتمام عهده، كما في قوله تعالى: (إلا الذين عاهدتم من المشركين ثم لم ينقصوكم شيئا ولم يظاهروا عليكم أحدا فأتموا إليهم عهدهم إلى مدتهم إن الله يحب المتقين) ـ التوبة: 3 ـ 4.
وأيضا الأمر بعدم قتل المعاهدين جاء صريحا في قوله النبي صلى الله عليه وسلم: «من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها توجد من مسيرة أربعين عاما» أخرجه البخاري في صحيحه.
تناقضات خطيرة
ما تناقض أولويات الجهاد عند عناصر تنظيم القاعدة؟
٭ من خلال دراستي للدكتوراه وجدت أن هناك تناقضات كبيرة جدا وخطيرة، وهي: أن بعض من ينتسب لتنظيم القاعدة من الفلسطينيين وممن ولد بعضهم في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين عندما يسأل أو يقوم بتأليف كتاب، يتطرق إلى أن الجهاد يكون ضد المملكة العربية السعودية وباقي دول الخليج، ويصفهم بأنهم من أهل الكفر، ويدعو إلى تحرير جزيرة العرب منهم، وهم بذلك قد وقعوا في تناقض كبير وخطير، حيث تركوا الجهاد العيني عليهم في بلدهم المحتل واتجهوا إلى تكفير المسلمين وقتالهم باسم الجهاد.
وهؤلاء يصدق عليهم قول النبي صلى الله عليه وسلم عندما وصف الخوارج فقال: «يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية، يقتلون أهل الإسلام، ويدعون أهل الأوثان، لئن أنا أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد» أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما.
من خلال دراستك لفكر تنظيم القاعدة، برأيك من يستطيع التعامل مع هذا الفكر بمحاولة تأهيلهم ونزع هذه الشبهات التي علقت في عقولهم؟
٭ أصحاب هذا الفكر هم ضحايا غسيل دماغ، وزرع شبهات بطريقة شائكة جدا، لا يستطيع نزع هذه الشبهات بعد كسر غسيل الدماغ إلا المتخصصون في معالجة هذه الانحرافات الفكرية وإبطال هذه الشبهات بالطرق والأسس العلمية والشرعية، فهؤلاء المعتقلون إن لم تتم معالجتهم وتأهيلهم بالطريقة الصحيحة على أيدي المختصين ربما يكون مصيرهم في الأغلب بعد خروجهم من المعتقلات هو العودة لنشاطهم الفكري المتطرف، بسبب أن الشبهات مازالت مسيطرة على عقولهم ولم يتم تأهيلهم بالطريقة الصحيحة.
عودة بوغيث
أخيرا: من خلال دراستك ما الأمر المؤثر على فكر عناصر تنظيم القاعدة ويمكن به إرجاعهم إلى صوابهم؟
٭ من أهم ما يؤثر على عناصر تنظيم القاعدة هو استغلال رجوع وتوبة أحد قيادييهم، وتوثيق هذه المراجعات بعد كشف الحقائق والأسرار المخفية عن هذا التنظيم، كالذي فعله د.فضل في مراجعاته التي أثرت على كثير من عناصر تنظيم القاعدة خاصة من هم في الأصل من الجماعة الإسلامية.
واعتقد ان واحدا مثل سليمان أبوغيث المتحدث الرسمي لتنظيم القاعدة هو «صندوق اسود» ولو عاد إلى الكويت بعد محاكمته، فلابد من جعله يعمل مراجعات تحت إشراف مختصين، بحيث يكشف في مراجعاته كل أسرار تنظيم القاعدة المخفية، وتناقضاتهم الجلية، ولاشك أن هذا العمل لو تحقق فإنه سيقلب عناصر تنظيم القاعدة رأسا على عقب.
القاعدة والإنترنت
خلال اللقاء تحدث الرداس عن جوانب عديدة شملتها رسالته للدكتوراه وأهمها عن دور الإعلام لتنظيم القاعدة ومن يحمل الفكر التكفيري المتطرف على الشبكة العنكبوتية «الإنترنت».
وتابع قائلا «عند حصر الشبهات الخاصة بالتكفير والتطرف لتنظيم القاعدة ومن سار على منهجهم، وثقت ذلك توثيقا كاملا من مواقعهم على الإنترنت، فكانت ركيزة هذا العمل الأساسية هي حصر كل ما يقومون بنشره إعلاميا من كتب وإصدارات صوتية ومرئية عن طريق الشبكة العنكبوتية الإنترنت».
أما الفيسبوك وتويتر وانستغرام ما هي إلا وسائل مساعدة للوصول للمراجع التي ذكرتها وروابطها، كما تتطلبه الصنعة الأكاديمية من توثيق لهذه الشبهات توثيقا كاملا والرجوع إلى مصادر نشرها على الشبكة العنكبوتية الإنترنت.
تكفير الحكام
خلال اللقاء سألت د.الرداس أن الدراسة تعرضت للعديد من الشبهات في تكفير الحكام والدعوة للخروج عليهم وإخراج المشركين من جزيرة العرب باستباحة قتلهم هم والشخصيات القيادية ورجال الأمن والجنود بحجة حماية الكفار وجواز قتل المسلمين تترسا أثناء العمليات الإرهابية، وهي قضية شائكة كيف تناولتها؟
فرد قائلا:
أولا: قمت بحصر الشبهات التكفيرية من المواقع المتطرفة لتنظيم القاعدة ومن سار على منهجهم الإرهابي والمتطرف.
ثانيا: وثقت هذه الشبهات من كتبهم وإصداراتهم والتأكد من اشتهارها عندهم.
ثالثا: قمت بمراجعة كل ما أوردوه في الشبهة من نصوص الفقهاء والأحاديث النبوية والرجوع بها إلى مصادرها الأصلية لتأكد من نقولاتهم، فوجدت أن منهجيتهم هي بتر النصوص بما يوافق باطلهم.
رابعا: قمت بالرد بعد ذلك عليها ردا علميا مدعما بالأدلة من القرآن والسنة وأقوال الفقهاء بما يبطل هذه الشبهات.
الجهل والتكفير، وإنزال الآيات الخاصة بالكفار في المسلمين، واستحلال قتلهم وغسيل الأدمغة وتوجيههم نحو الإرهاب بكل أنواعه أهم توصيات رسالة الدكتوراه التي حصل عليها الرداس هي:
خلال اللقاء تحدث د.الرداس عن أهم النتائج والتوصيات التي خلصت لها رسالته والتي تكشف بجلاء حقيقة فكر القاعدة وما يستند إليه من أدلة شرعية وتجنيد الشباب الأقل علما بأمور الدين حيث جاءت التوصيات كالتالي:
٭ أولا: أن من أسباب الإرهاب والتطرف والتكفير هو ما يلي:
أ - الجهل، وعدم التواصل مع أهل العلم.
ب - التكفير، وإنزال الآيات الخاصة بالكفار في المسلمين، ومن ثم استحلال قتلهم.
ج - غسيل الدماغ، وتطبيق أساليبه على صغار السن وتوجيههم نحو الإرهاب بكل أنواعه.
٭ ثانيا: من خلال تتبعي ورصدي للكتب والإصدارات التكفيرية في مواقع الإنترنت، وجدت أن هذه الكتب والإصدارات تزيد عن (أربعة آلاف) كتاب فيها من السموم الفكرية ما فيها.
لذا أتمنى من الجهات المعنية إغلاق مواقع الإنترنت التي تروج هذه الكتب والإصدارات المليئة بشبهات التكفير والتطرف والخروج المسلح على الأنظمة الحاكمة.
٭ ثالثا: لقد لاحظت من خلال دراستي للدكتوراه وترددي المستمر على المواقع التكفيرية والمتطرفة لحصر الشبهات، أن هذه المواقع يتم تغيير روابطها باستمرار لتضليل الجهات المختصة، وهذا يتطلب اليقظة ومحاصرة هذه المواقع عن طريق فريق مختص.
٭ رابعا: ومما يزيد من خطورة هذه الكتب والإصدارات التي تحمل الفكر التكفيري والمتطرف أن بعضها لا يحمل عناوين صريحة على غلاف هذه الكتب والإصدارات، حيث ان الهدف من ذلك هو سهولة ترويجها بين أوساط الشباب، وأيضا لإبعاد الرقابة عنها من الجهات المختصة.
٭ خامسا: ومما يزيد من خطورة هذا الفكر التكفيري وانتشاره بين أوساط الشباب، هو سهولة تحقيق العملية الأولى من أساليب غسيل الدماغ، عن طريق رفع النشاط المخي ألفا، مما يسهل بعدها السيطرة على الضحية وتغذيته بالأفكار التكفيرية والمتطرفة على أنها من المسلمات، ثم بعد هذه التغذية بالشبهات التكفيرية والمتطرفة، تأتي بقية أساليب غسيل الدماغ من العزلة البيئية والعزلة الاجتماعية والعزلة الفكرية وتغيير الهوية تبعا للعملية الأولى، لتثبيت هذه الشبهات ورسوخها عند الضحية، لذلك نلاحظ سهولة غسل الأدمغة واستخدام هؤلاء الشباب في العلميات الانتحارية، والتلبيس عليهم بأن هذا من الجهاد، فنجد أنهم يقتلون المسلمين من الشخصيات القيادية في الدول، ويقتلون رجال الشرطة والجيش على أنهم أعوان الحاكم الذي يقومون بتكفيره، ويستهدفون المصالح النفطية للإضرار بالدولة التي يكفرونها، أضف إلى ذلك أنهم لا يتورعون في قتل عامة المسلمين في عمليتهم التي يستهدفونها بحجة قياس ذلك على مسألة التترس، وهو لا شك قياس باطل.
وهؤلاء يصدق عليهم حديث النبي صلى الله عليه وسلم عندما وصف الخوارج فقال: «سيخرج قوم في آخر الزمان، أحداث الأسنان، سفهاء الأحلام، يقولون من خير قول البرية، لا يجاوز إيمانهم حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، فأينما لقيتموهم فاقتلوهم، فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم يوم القيامة» (رواة البخاري).
وأيضا وصفهم صلى الله عليه وسلم في رواية أخرى فقال: «يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية، يقتلون أهل الإسلام، ويدعون أهل الأوثان، لئن أنا أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد» (رواه البخاري ومسلم).
٭ سادسا: ومن خطورة عملية غسيل الدماغ التي تمارسها هذه الجماعات التكفيرية بكل سهولة ويسر، وبحسب دراستي الميدانية في مرحلة الدكتوراه في السجن المركزي لاحظت أن من هم في السجن ممن يحمل هذه الأفكار التكفيرية لايزالون تحت تأثير غسيل الدماغ، مما يجعل ذلك عائقا في إصلاحهم بالطريقة التقليدية التي تتبع مع النزلاء العاديين.
٭ سابعا: ومن خطورة هذه المواقع التكفيرية والمتطرفة أن في بعضها تعليما لكيفية صناعة المتفجر من مواد أولية وبسيطة ومتوافرة.
٭ ثامنا: وأخيرا كلي أمل في إقامة «جهاز لدراسة وتقييم الانحرافات الفكرية المتعلقة بالإرهاب والتكفير» حفاظا على مجتمعنا وأفراده من التعلق بهذه الشبهات التي تضر ببلدنا الغالي الكويت.
ولقد أعددت دراسة تفصيلية لهذا المشروع، ذكرت فيها المهام الأساسية وخطوات تطبيقها.