- خطبة «الأوقاف»: فرحة العيد تتجلى في اجتماع الأبدان وتصافح الأيدي والأعناق والفرحة لن تتم إلا باجتماع القلوب وتصافي النفوس
- من أقوال الخطباء: صمتم أيام رمضان وقمتم لياليه فهنيئاً لمن تقبل الله عمله والعزاء لمن رده الله عليه
- أمتنا تبلغ أوج عزها وتنال كمال قوتها كلما أزهقت روح الشقاق وتآلفت القلوب والأرواح
- أحسنوا إلى خدمكم ولا تبخسوهم حقوقهم وأدخلوا عليهم الفرح وخففوا عنهم التكاليف
أسامة أبوالسعود ـ محمد الخالدي سامح عبدالحفيظ ـ محمد راتب
مازالت «أحوال الأمة» تمثل الموضوع الرئيسي عند معظم الأئمة والخطباء في مختلف المناسبات، فقد تناول عدد من الأئمة في خطبة صلاة الجمعة في مختلف مصليات العيد ما تمر به كثير من البلدان الإسلامية والعربية من حروب ومآس، مشددين في أحاديثهم على ضرورة التآخي ومساعدة المنكوبين وبذل الجهد من أجل مساعدة المحتاجين منهم في ظل تزايد أعداد النازحين واللاجئين من مختلف البلدان الإسلامية والعربية، ومذكرين بما تعرض له الشعب الكويتي خلال الاحتلال العراقي ووقوف شعوب العالم مع الحق الكويتي ومساعدته له في وقت المحنة.
كما شدد الخطباء على ضرورة الاخلاص في الدعاء لإخواننا المسلمين المستضعفين في كل مكان، والدعاء بأن يحقن الله عز وجل دماء المسلمين ويصون أعراضهم ويجمع شملهم ويوحد كلمتهم على الخير والسلام.
وتحدث بعض الخطباء عن ضرورة التأمل في أحوال العالم والشعوب من حولنا، مؤكدين على أهمية الاعتبار من تجارب هذه الشعوب والتفكير في عواقب الفتن التي لا تبقي ولا تذر.
ورغم الحروب والمآسي الكبيرة التي تعصف بأهلنا المسلمين والعرب في مختلف البلدان، شدد الخطباء على ضرورة إظهار الفرح في هذه المناسبة السعيدة والتي تمثل عبادة لدى المسلمين، مؤكدين على أهمية إفشاء السلام والتهنئة بعيد الفطر السعيد والدعاء بالخير لجميع المسلمين وبذل الجهد في رسم البسمة والفرحة في وجوه الصغار والمكلومين بقدر الامكان.
وأكدوا كذلك على المعاني الاجتماعية الفاضلة والقيم الأخلاقية النبيلة التي تتضمنها هذه المناسبات الدينية وأهمها التواصل الاجتماعي وصلة الأرحام ونبذ الخلافات والمبادرة بالصلح بين المتخاصمين وتبادل الزيارات والتهنئة بين الأهل والأقارب والجيران والأصدقاء، امتثالا لسنة نبينا المصطفى عليه الصلاة والسلام.
هذا وعممت وزارة الأوقاف ممثلة بلجنة إعداد الخطبة النموذجية لصلاة الجمعة ودروس الإمام بقطاع المساجد خطبة عيد الفطر السعيد على مختلف مساجد البلاد والتي اكدت ان فرحة العيد تتجلى في اجتماع الأبدان، وتصافح الأيدي والأعناق، لكن الفرحة لن تتم، والعيد لن يزدان إلا باجتماع القلوب، وتصافي النفوس، ألا فليكن شعارنا في هذا اليوم المبارك (إنما المؤمنون إخوة)، فيا لها من فرصة للتواصل والتسامح، فنعفو عمن أساء إلينا، وننبذ عن قلوبنا الحسد والبغضاء، ونعيد لوجوهنا البهجة والصفاء، فإن لم يكن هذا في العيد، فمتى يكون؟
وبينت خطبة العيد ان من رحمة الله تعالى بعباده، وتفضله على هذه الأمة الفاضلة المباركة أن شرع لها العيدين الكبيرين: عيد الفطر وعيد الأضحى، وجعل عيدها الأسبوعي الجمعة، وهداها لهذه الأعياد المباركة بعد أن ضلت عنها الأمم الضالة، وجعل العيدين الحوليين عوضا وبدلا عن أيام الجاهلية وأعيادها،
وشددت الخطبة على ان اليوم هو يوم الجوائز، فاليوم يفرح من صام فصان الصيام، وصلى فأحسن الصلاة والقيام، وأدى سائر الطاعات بصدق واتباع ويقين، فهنيئا لمن كان من المقبولين، فكتب في المرحومين وفيما يلي جزء من خطبة الأوقاف:
الحمد لله العلي الكبير، المتعالي عن المثيل والنظير (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) [الشوري:11]، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، البشير النذير، والداعي إلى الله بإذنه، والسراج المنير، صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه أجمعين.
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر.
الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلا.
أيها المسلمون:
إن اليوم يوم الجوائز، فاليوم يفرح من صام فصان الصيام، وصلى فأحسن الصلاة والقيام، وأدى سائر الطاعات بصدق واتباع ويقين، فهنيئا لمن كان من المقبولين، فكتب في المرحومين، ويالتعاسة المطرودين، السائرين في ركاب المحرومين، يقول الله تعالى: (إنما يتقبل الله من المتقين)[المائدة:27]، دخل رجل على علي بن أبي طالب رضي الله عنه يوم عيد، فوجده يأكل خبزا فيه خشونة، فقال: يا أمير المؤمنين، يوم عيد وخبز خشن؟ فقال رضي الله عنه: «اليوم عيد من قُبل بالأمس صيامه وقيامه، عيد من غفر ذنبه، وشكر سعيه، وقُبل عمله، اليوم لنا عيد، وغدا لنا عيد، وكل يوم لا نعصي الله فيه فهو لنا عيد».
الخطبة الثانية
أما بعد:
عباد الله:
حق لكم أن تفرحوا بعيدكم بعد أن منّ الله تعالى عليكم بتمام شهركم، وأداء ما أوجب عليكم، فالعيد عيد المسلمين الصائمين. بروا والديكم، وصلوا أرحامكم، وتعاهدوا جيرانكم، وأحسنوا إلى خدمكم، ولا تبخسوهم حقوقهم، وأدخلوا عليهم الفرح في أيام العيد، وخففوا عنهم التكاليف، وأعينوهم إذا كلفتموهم، وأزيلوا الشحناء من قلوبكم، وأصلحوا بين المتخاصمين فيكم، وكونوا كما أمركم الله تعالى إخوانا متآلفين متعاونين على البر والتقوى، ولا تنسوا إخوانكم المستضعفين في مشارق الأرض ومغاربها، أدوا لهم شيئا من أموالكم، وخصوهم بصالح دعائكم، فإنهم إخوانكم، ابتلاهم الله تعالى وعافاكم، فاعرفوا لهم حقهم، واشكروا الله تعالى على عافيته. واعبدوا الله في رمضان وبعد رمضان، وراقبوه سبحانه في كل الأحوال والأحيان، فما أشد حاجتكم إليه وهو الغني سبحانه عنكم.
وأتبعوا رمضان بصيام ستة أيام من شوال: تكونوا كمن صام الدهر كله، فعن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من صام رمضان ثم اتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر» (رواه مسلم)، ومن عليه قضاء من رمضان قدم القضاء على ستة من شوال، أعاده الله علينا وعليكم وعلى المسلمين باليمن والإيمان، والسلامة والإسلام، وتقبل الله منا ومنكم ومن جميع المسلمين صالح الأعمال.
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، اللهم احم حوزة الدين، اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك وعبادك المؤمنين، اللهم آت نفوسنا تقواها، وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها، اللهم إنا نسألك من الخير كله، عاجله وآجله، ما علمنا منه وما لم نعلم، ونعوذ بك من الشر كله، عاجله وآجله، ما علمنا منه وما لم نعلم، اللهم تقبل منا صلاتنا وصيامنا وزكاتنا، ووفق ـ اللهم ـ أميرنا وولي عهده لهداك، واجعل أعمالهما في طاعتك ورضاك، واجعل هذا البلد آمنا مطمئنا سخاء رخاء دار أمن وإيمان وسائر بلاد المسلمين.
اللهم اجعل هذا العيد عيد نصر وتمكين، وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال، وجعل أعيادكم مباركة، وأسعد الله أيامكم بالخيرات والبركات وأعادكم على أمثاله، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
من جهته، أكد الداعية الشيخ منير الحلياني أهمية تصافي الأرواح وتعانق النفوس، وصلة الأرحام التي قصرنا في وصلها، وتعاهد الجيران الذين غفلنا عنهم، وتخليص النفوس من أسباب الشحناء بكلمة لينة وابتسامة تشرق بالإخاء، مبينا أنه لا مكان للتخاصم بين المسلمين في أي وقت من الأوقات.
ودعا خلال خطبة عيد الفطر السعيد في مسجد الإمام الجويني في منطقة العدان إلى جعل الأعياد مقابر التشاحن والحقد الدفين، ففرحة العيد تتجلى في اجتماع الأبدان، وتصافح الأيدي والأعناق، لكن الفرحة لن تتم، والعيد لن يزدان إلا باجتماع القلوب، وتصافي النفوس، وليكن شعارنا في هذا اليوم المبارك (إنما المؤمنون إخوة).
وفيما يلي جزء من خطبتي العيد اللتين حملتا عنوان «العيد لمن شكر المزيد»:
اتقوا الله ربكم وأطيعوه ـ أيها المسلمون ـ وأسلموا له وجوهكم ولا تعصوه، وخذوا حظكم من الأعمال الصالحة قبل أن يحال بينكم وبينها، واعلموا أن كل عيد جديد يبعدكم عن دنياكم ويقربكم من أخراكم، فتزودوا من دار فنائكم ما يكون سببا لفوزكم في دار بقائكم: (يا قوم إنما هذه الحياة الدنيا متاع وإن الآخرة هي دار القرار) (غافر:39).
أيها المسلمون
إن اليوم يوم الجوائز، فاليوم يفرح من صام فصان الصيام، وصلى فأحسن الصلاة والقيام، وأدى سائر الطاعات بصدق واتباع ويقين، فهنيئا لمن كان من المقبولين، فكتب في المرحومين، ويا لتعاسة المطرودين، السائرين في ركاب المحرومين، يقول الله تعالى: (إنما يتقبل الله من المتقين) [المائدة:27].
دخل رجل على علي بن أبي طالب رضي الله عنه يوم عيد، فوجده يأكل خبزا فيه خشونة، فقال: يا أمير المؤمنين، يوم عيد وخبز خشن؟ فقال: «اليوم عيد من قبل بالأمس صيامه وقيامه، عيد من غفر ذنبه، وشكر سعيه، وقبل عمله، اليوم لنا عيد، وغدا لنا عيد، وكل يوم لا نعصي الله فيه فهو لنا عيد».
عباد الله
ومن مثلكم في مثل هذا اليوم العظيم والصباح الجميل؟ مدت أعماركم وأفسح لكم في آجالكم، فختمتم الشهر وأكملتم العدة، وأتممتم الصيام وفزتم بالقيام، واعتمر منكم من اعتمر، واعتكف من اعتكف، وقرأتم القرآن، وتصدقتم وبررتم، وفطرتم الصائمين، وأطعمتم الفقراء والمساكين، وساهمتم في مشروعات الخير، ودعمتم برامج الدعوة، فحق بذلك أن يتم فرحكم، وأن يكتمل سروركم، وأن تظهر بهجتكم، فتلبسوا الجديد وتسعدوا بالعيد، (قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون)[يونس:58]، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه» [رواه الشيخان]، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه» [رواه البخاري ومسلم]، وقد صمتم أيام رمضان، وقمتم لياليه، فهنيئا لمن تقبل الله عمله، والعزاء لمن رده الله عليه.
إخوة الإسلام والإيمان
إن من عظيم الأعمال في هذا اليوم: أن تتصافى الأرواح، وتتعانق النفوس، فنصل أرحاما قصرنا في وصلها، ونتعاهد جيرانا غفلنا عنهم، ونخلص نفوسا من أسباب الشحناء، بكلمة لينة وابتسامة تشرق بالإخاء، فلا مكان للتخاصم بين المسلمين، ولتكن أعيادنا مقابر التشاحن والحقد الدفين، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين ويوم الخميس، فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئا، إلا رجلا كانت بينه وبين أخيه شحناء، فيقال: أنظروا هذين حتى يصطلحا، أنظروا هذين حتى يصطلحا، أنظروا هذين حتى يصطلحا» (أخرجه مسلم).
إن فرحة العيد تتجلى في اجتماع الأبدان، وتصافح الأيدي والأعناق، لكن الفرحة لن تتم، والعيد لن يزدان إلا باجتماع القلوب، وتصافي النفوس، ألا فليكن شعارنا في هذا اليوم المبارك (إنما المؤمنون إخوة)[الحجرات:10]، فيا لها من فرصة للتواصل والتسامح، فنعفو عمن أساء إلينا، وننبذ عن قلوبنا الحسد والبغضاء، ونعيد لوجوهنا البهجة والصفاء، فإن لم يكن هذا في العيد، فمتى يكون؟
عباد الله
حق لكم أن تفرحوا بعيدكم بعد أن من الله تعالى عليكم بتمام شهركم، وأداء ما أوجب عليكم، فالعيد عيد المسلمين الصائمين، بروا والديكم، وصلوا أرحامكم، وتعاهدوا جيرانكم، وأحسنوا إلى خدمكم، ولا تبخسوهم حقوقهم، وأدخلوا عليهم الفرح في أيام العيد، وخففوا عنهم التكاليف، وأعينوهم إذا كلفتموهم، وأزيلوا الشحناء من قلوبكم، وأصلحوا بين المتخاصمين فيكم، وكونوا كما أمركم الله تعالى إخوانا متآلفين متعاونين على البر والتقوى، ولا تنسوا إخوانكم المستضعفين في مشارق الأرض ومغاربها، أدوا لهم شيئا من أموالكم، وخصوهم بصالح دعائكم، فإنهم إخوانكم، ابتلاهم الله تعالى وعافاكم، فاعرفوا لهم حقهم، واشكروا الله تعالى على عافيته، واعبدوا الله في رمضان وبعد رمضان، وراقبوه سبحانه في كل الأحوال والأحيان، فما أشد حاجتكم إليه وهو الغني سبحانه عنكم.
وفي إحدى الساحات المخصصة لصلاة العيد في الفروانية بجانب مسجد نوير الرشيدي خطب الإمام في المصلين قائلا: اتقوا الله الذي تساءلون به والارحام ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما، لقد ودعنا رمضان بعد ان كنا ندعو الله في ان يبلغنا رمضان ولكن رب رمضان رب كل الشهور كلها، فهناك قوم اذا انسلخ شهر رمضان عادوا الى طغيانهم يعمهون، هناك عبادات في كل الاوقات مثل الصلاة والصيام في الايام البيض وغيرها وصلة الارحام واعادة التواصل بين المتقاطعين، فإياكم ان تصحبوا قاطعي رحم فأولئك الذين لعنهم الله، فلا يدخل الجنة قاطع رحم وترفع اعمال بني ادم عشية الخميس ليلة الجمعة الا قاطع رحمه، ان الواصل ليس هو من يرد الزيارة بل الواصل هو من إذا قطعه الناس وصلهم.
وأضاف الإمام: قال الرسول صلى الله عليه وسلم والله لا يؤمن من لا يأمن جاره بوائقه، ومازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت انه سيورثه، فأحسنوا الجوار وصلوا الارحام، اللهم بلغنا رمضان أعواما عديدة وأزمنة مديدة واستغفر الله لي ولكم.