- حلول شهر رمضان في منتصف العطلة الصيفية جعل موسم السفر أكثر ازدحاماً وأدى إلى ارتفاع أسعار التذاكر
- معظم المرافق الترفيهية تصبح شبه خالية من روادها خلال الصيف وهو ما يعطينا فرصة أكبر للاستمتاع بها
أميرة عزام
على الرغم من أن صيف هذا العام هو الأكبر في اعداد المسافرين الكويتيين الى الخارج مقارنة بالسنوات الثلاث الماضية، إلا أن المقاهي والمجمعات والأسواق قد شهدت تجمعات العديد من المواطنين من الشباب والكبار، الذين قرروا قضاء الاجازة الصيفية في الكويت سواء طوعا او كرها، وقد استطلعت «الأنباء» آراء مجموعة منهم لمعرفة أسباب عدم سفرهم للسياحة هذا العام وتفضيلهم قضاء الصيف داخل البلاد، وما برامجهم لقضاء العطلة في الكويت، حيث اكد عدد كبير منهم ان ظروفهم المادية وكثرة الالتزامات الملقاة على عاتقهم بالاضافة الى ارتفاع أسعار التذاكر وحجوزات الفنادق في الدول السياحية، فضلا عن ما تشهده معظم البلدان من اضطرابات وعدم استقرار سياسي، وظهور تنظيمات متطرفة مثل «داعش» كانت من اهم أسباب قضائهم للاجازة الصيفية داخل الكويت، مؤكدين ان السفر لا يرتبط بموسم معين سواء في الصيف او الشتاء، وانما يأتي حسب «المزاج»، موضحين انه خلال فترة الصيف تكون البلاد شبه خالية وبالتالي تختفي الزحمة من الشوارع وتسهل حركة السير في الشوارع مما يسهل عليهم التنقل وبالتالي القيام بزيارات الى المرافق السياحية مثل الأماكن الترفيهية والمجمعات الراقية وعمل جولات بحرية الى الجزر مثل جزيرة فيلكا وغيرها في جو من الهدوء والراحة، معتبرين ان ذلك يعد بديلا عن السفر للخارج، وفيما يلي التفاصيل:
في البداية، يقول طلال الرميضي ان التكاليف المادية قد تكون احد الأسباب المعوقة للسياحة خارج الكويت ولقيامهم بعمل زيارات للمرافق السياحية داخل الكويت كتعويض عن عدم السفر خاصة ان في الكويت اماكن مناسبة للترفيه كالشاليهات والمجمعات الكبيرة الراقـــية ودور العرض «السينما»، مضيفا ان شهر رمضان المبارك جاء في منتصف العطـلة الصيفية مما جعل موسم السفر مقتصرا على شهر أغسطس، ما سبب ازدحاما كبيرا في الرحلات وغلاء الاسعار، وهو ما دفع البعض الى تأجيل فكرة السفر الى وقت آخر كعطلة عيد الأضحى مثلا او اجازة بداية السنة الميلادية.
من جانبها تؤيد سارة الدوسري هذا الرأي وترى ان السبب الذي منع اكثر الناس من السفر هذا الصيف ارتباط اغلب العائلات بالمدارس التي انتهت امتحاناتها قبيل رمضان فلم يعد هناك وقت للسفر.
أما الفنان عبدالله الفريح فيقول: «بالرغم من حرارة الجو، توجد معوقات كثيرة للسفر كوقوع شهر رمضان في بداية العطلة وارتفاع الأسعار من تذاكر سفر وغيره في بعض الدول وكذلك لعدم وجود امان في بعض الدول سواء الدول العربية او الاجنبية.
فقدان الأمان
بدورها تؤكد عائشة الحميدي ان فئات من الدول المهجرة في الأوطان يصدر منها أحيانا بعض العنف الذي يخشاه الزائرون وهو ما يسبب الشعور بالخوف من فقدان الأمان موضحة أنها اعتادت السفر الى تركيا ولكن لعدم الاستقرار نسبيا هذه الايام تفضل عدم المجازفة.
أما داود الكندري فيتوقع أن سبب عدم سفر الكثيرين هو غلاء الاسعار وعدم القدرة للذهاب الى مصر، سورية، لبنان بسبب الاحداث، وتعتبر منال السويدي أن الخوف من السفر هو بسبب الظروف السياسية المحيطة، ويؤكد خالد الهاجري أن الاسعار مرتفعة من ناحية التذاكر وعدم الامان في الدول السياحية من ناحية اخرى.
وعلى الصعيد ذاته تقول رولا يوسف ان الوضع في بعض من الدول السياحية غير آمن، بالاضافة الى ظهور تنظيم «داعش» ما اصاب العديد من الناس بالخوف والقلق، وهو سبب كاف لبقاء الشعب بالديرة لوجود الامن والامان فيها.
صيف الكويت
من جهتها، تؤكد حصة البالول انها زارت وتجولت في كل قارات العالم ما عدا استراليا ولكنها تعشق صيف الكويت وتستمتع به، فتقول: «في البدايه أرغمتني الظروف لقضاء الصيف في الكويت لوجود ابن معاق في الاسرة يصعب التنقل به او السفر به وكلما كبر زادت الاعباء، ومن هنا جعلت للصيف متعة، خاصة ان الكويت تصبح خالية من الازدحام في معظم مرافقها الترفيهية، كما يمكن القيام بجولات بحرية مثل زيارة جزيرة فيلكا وكذلك المجمعات والسينما والتجول والشراء، بالاضافة للتأمل والصيد والمسابقات»، مؤكدة أنه مهما كانت درجة الحرارة فهي تقضي على الملل وهي صحية ويمكن خلق متعة من خلالها.
وتؤيدها د.عيدة العازمي التي ترجع عدم السفر تجنبا لمشاقه وتكاليفه الباهظة والركون للراحة والاجواء الهادئة في الكويت.
صديقات الخليج
وتعتبر نجوى عودة أن أرض الكويت هي المكان المفضل لها لقضاء جميع سنوات صيفها وشتاها، مشيرة الى انها تبكي وتحزن عندما تغادر الوطن وتفارقه ولو ليوم واحد، فهي لا ترتاح في سواه ، على عكس فجر الهاجري التي تعتبر السفر راحة واستجمام وان الغياب فترة عن جو العائلة ثم العودة اليها أفضل، مضيفة ان سفرها مرتبط بصديقاتها حيث كونت العديد من العلاقات بين دول مجلس التعاون الخليجي خاصة البحرين والامارات خلال سفرها شهريا طيلة 9 أعوام وبذلك يتم صرف معظم راتبها على السفر.
العمل والتجارة
من جانبه، يؤكد حافظ رسولي انشغاله بمحلاته وتجارته ولذلك فالسفر عنده قليل جدا كما أنه لا يهواه كثيرا، بخلاف سعاد جعفر التي سافرت للسعودية والبحرين والامارات هذا الصيف كما ستزور الاردن وفيينا خـــلال الأشـهر المقبلة، متوقعة أن سبب عدم السفر هو مديونية بعض المواطنين بالقروض والاقساط وغيرها في ظل وجود العديد من الالتزامات الأسرية الأخرى، أما فيصل الراوي فيرى ارتفاعا في أسعار التذاكر والحجوزات، موضحا انه مرتبط فنيا بالعيد بعروض مسرحية زين البحار، وتؤيده الفنانة فوزية محمد التي ترى ان الغلاء وعدم توافر المال الكافي من أهم المعوقات عن السفر، وكذلك يؤكد جمال الشيخ أن سبب عدم السفر هو الظروف المادية وعدم استعداد المواطن للاقتراض من أجل بضعة أيام.
ارتفاع الأسعار
وتؤكد بدرية الربيعة أن ظروفها الخاصة مثل تأثيث الشقة وعلاج الأسنان وغيرها من الظروف الصحية هي السبب في عدم سفرها هذا العام، مبينة رفضها للقروض من اجل السفر السياحي، كما انها ضد هذه الفكرة التي أودت باقتصاد الكثير من الأسر للدمار، أما صالح الغريب فيرى أن كل شيء أصبح باهظ الثمن من تذاكر وفنادق مبالغ في سعرها ما يجعله يفضل أولويات أخرى كثيرة على السفر، من جهتها، ترى روينا ان عدم سفر اغلب الناس هذا العام يعود الى محاولتهم للادخار وتوفير بعض المال فالسفر حاليا يكلف الكثير من الأسعار في المسكن والمأكل والتسوق وخلافه.
الميزانية السنوية
وتوضح طيبة خالد بأنها تقوم بعمل دراسة سنوية كتخطيط للحاجات ومدى تغطية الميزانيات لها لمعرفة الامكانية المتاحة للسفر في كل عام دون ان يكون السفر هو هدفا أساسيا بل التعليم والصحة والعائلة هي الاهداف الأساسية، وتؤيدها منى المطيري المنشغلة في تغيير السكن والالتزام بشراء الاثاث وصرف الكثير من المال.
السفر في الشتاء
وبخلاف عادة الكثيرين، تفضل هنادي ناصر ومشاري الكريباني السفر في الشتاء بسبب «الزحمة» ويتم استبدال السفر بـ«الشاليه» في الصيف، وتوافقها الرأي سعاد الشاهين التي تعتقد أن السفر يأتي حسب «المزاج» أي لا يرتبط بموسم معين بل على العكس، يفضل أن يكون في مواسم مغايرة لتجنب الازدحام لأنه حين يسافر الناس يكونون بالخارج كذلك في نفس المكان ونفس الفندق والطائرة غالبا.
السفر السياحي.. إيجابيات وسلبيات
يوضح المدرب والخبير في التطوير الذاتي د.أحمد مجدي النقاط العامة والخطوط العريضة لفوائد ومضار السفر والسياحة قائلا: «ما ان تطل علينا شمس الصيف إلا وتجد عروض وتخفيضات رحلات السفر تنهال علينا لتملأ الشوارع والجرائد والإنترنت واعلانات التلفاز، انها لذة السفر التي تحمل في طياتها اعظم اشباع للعديد من احتياجاتنا النفسية، فالسفر يشبع الحاجة للتغيير والتجديد وكسر الرتابة، ويشبع ايضا الرغبة في اكتشاف المجهول وخوض المغامرات الشيقة والممتعة ومن الناحية التنموية الذاتية فللسفر العديد من الفوائد العظيمة» تتلخص في الاتي:
٭ الابتعاد عن حياتنا الروتينية حيث يتيح لنا السفر فترة هدنة بيننا وبين مشاكل والحياة، انها فترة تأمل وهدوء ذاتي جميل يشحذ الهمم ويجدد الروح.
٭ يساعد على الاسترخاء والراحة، حيث تؤكد الدراسات دائما ان خير دواء للضغط النفسي والتوتر والشحن العصبي هو الراحة التامة بأن تعطي عقلك وروحك عطلة صيفية.
٭ يوسع الآفاق والمعارف ويجدد من طاقتنا الإبداعية بحيث ننظر الى العالم من منظور مختلف بعد كل رحلة، فلكل شعب حكاية وعادات وتقاليد وما اجمل ان نورث الرائع منها.
٭ يعد فرصة رائعة لخلق أصدقاء جدد وفتح آفاق علاقات جديدة جميلة وزيادة مهارات التواصل مع مختلف الشعوب.
٭ توطيد العلاقات الأسرية فأعرف العديد من الأسر التي لا تتجمع كاملة الى عند السفر نظرا لظروف الحياة ومشاغلها.
ولاشك ان للسفر فوائد عظيمة قد لا تحقق بغيره من الوسائل، ومن الاجمل ان يكون عادة سنوية طالما سمحت القدرة المادية والوقتية لذلك، ولكن شريطة أن يكون السفر في سياقه الإيجابي الفعال، ولذلك يحظر السفر إذا كان احد الاسباب المؤدية الى:
٭ تفكك الأسرة وقضاء اوقات طويلة بعيدا عن الأحبة والذين هم في أمس الحاجة إلينا بدافع الترفيه والسياحة.
- ارتكاب ما ينهاه الشرع وتحمل الذنوب والآثام.
٭ الإسراف المادي في شراء الزوائد والكماليات الفارغة التي لا تزيد مشتريها الا خسارة المال.
٭ هدر الصحة بالسهر الطويل وقلة النوم وعدم اتباع نظام يومي صحي.
مدربة أميركية: الاستجمام واليوغا لقضاء صيف أجمل
تنصح المدربة الأميركية كريستي براتيليد من لم يقرروا السفر هذا الصيف بالتوجه إلى الشاطئ بعد الفجر أو في المساء للاستجمام وممارسة اليوجا الرياضية، كمـا يمكن للجميع ممارسة الرياضة الهامة جدا للصحة داخل المنزل أو من خلال النوادي الرياضية المتعددة، مبينة وجود العديد من مقاطع الفيديو على «اليوتيوب» تشرح هذه البرامج الرياضية التي من شأنها شد الجلد وإطالة العنق وتخفيف الوزن وإذابة الدهون وتقوية العضلات، مضيفة أن الرياضة يمكن أن تتحقق كذلك من خلال المشي داخل المجمعات والألعاب الأخرى مثل التنس والبيسبول ويمكن أن تكون بشكل فردي أو بصحبة الأصدقاء أو العائلة.
وتوضح براتيليد أنه لفقدان الدهون وتقوية العضلات بشكل أسرع، يمكن التوجه للشاطئ في أوقات الحر الشديدة وارتداء العديد من الملابس خاصة المحملة بالثقل كما يمكن ربط رسغي القدمين بالاثقال والمشي بهما لضمان بذل جهد أكبر مع المحافظة على التمرين ببعض الأثقال يوميا لتدريب العضلات وبالتالي الوصول إلى نتائج مرضية.