فيما يعد رؤية متكاملة للنهوض بالبحث العلمي في العالم العربي، صدر كتاب جديد يقدم تحليلا لأسباب التعثر، وجداول زمنية لسبل النهوض بالبحث العلمي والتعليم والصحة وهي العوامل الرئيسية للتنمية البشرية وفق معايير الأمم المتحدة.
ويقول مؤلف الكتاب د.أحمد فرج ان الكتاب يطرح نظرية يمكن تسميتها المنهجية الشعبية لكي يتبناها المثقفون والبسطاء على قدم المساواة كثورة ثقافية توائم بين جميع الاتجاهات داخل عالمنا العربي المعاصر للانطلاق في سياق البحث العلمي، مبينا ان العمل بهذا المشروع سيكون بمثابة التنظير والتطبيق العلمي المضاد لنظرية صدام الحضارات.
وتكمن الأهمية الكبيرة لهذا الكتاب في قلة المطبوعات التي تتناول هذه القضية المهمة بأسلوب علمي وتحليل دقيق، رغم يقيننا الكامل أن البحث العملي هو السلاح الأكثر تأثيرا والأقوى فاعلية في حل المعضلات الكثيرة التي تواجه شعوبنا العربية.
يقع كتاب المنهجية في 164 صفحة من القطع المتوسط، وقد قسمه المؤلف الى 4 أبواب انطلق فيها من ضرورة منظمة عربية للبحث العلمي مستعرضا الأهداف وكيفية العمل منتقلا الى منهجية التعليم والتنمية البشرية بما فيها كيفية تنمية الابداع ثم ينتقل الى المنهجية ومشاكل الخدمات الصحية ليختتم كتابه مع باب المنهجية وتجديد الخطاب الديني.
ومن واقعنا الاجتماعي والاقتصادي والسياسي ومشاكل الانتماء داخل مجتمعنا أطلق د.أحمد فرج تساؤلات محيرة عن السبيل للخروج من هذه الأزمات بمشروع قومي لعمل دولة كبيرة حديثة في العالمين العربي والإسلامي تتناغم مع المجتمع الدولي، وكان الجواب بالطبع يكمن في ضرورة احداث ثورة ثقافية جديدة تعتمد على العمل وتنظيم الخدمات بدلا من الفوضى والعشوائية.
الباب الأول للكتاب طرح مشروعا عظيما ينطلق تحت إطار جامعة الدول العربية وهو مشروع إنشاء المنظمة العربية للبحث العلمي والتكنولوجيا، وبمساعدة كبير الخبراء في وزارة العدل المصرية السيدة سامية سعد زغلول قدم المؤلف رؤية متكاملة للمشروع تضمنت الأهداف وكيفية العمل وكذلك سبل التمويل، كما قدم آليات معالجة المشكلات التي تعاني منها ليكون الناتج المؤكد هو مشاركة الدول العربية إثراء المعرفة البشرية والانطلاق نحو الابتكار والعمل على حل مشاكل قلة الدخل والبطاقة، وفي الوقت ذاته توجيه طاقات الشباب نحو البحث العلمي وتعزيز الشعور بالانتماء والأمل والثقة لدى الشباب، وبالتالي إنعاش دور جامعة الدول العربية وتفعيل عملها بعيدا عن العوائق السياسية والاقتصادية والتقليدية.
وفي الخاتمة يؤكد د.فرج ان المنهجية والبعد عن العشوائية هما الطريق الى آفاق الدولة الحديثة مع الحفاظ على الهوية الاقليمية والدينية.