بداح العنزي
دعا وزير الاشغال العامة ووزير الدولة لشؤون البلدية د.فاضل صفر الباحثين والخبراء والمختصين والمهتمين بالشأن البيئي الى ضرورة المبادرة وطرح ما لديهم من افكار ومقترحات تساهم في تحسين البيئة الكويتية.
وقال الوزير صفر خلال افتتاحه المؤتمر البيئي الاول في البلدية والذي يستمر حتى يوم غد: ان البيئة اليوم من اساسيات الحياة ومتطلباتها ولذلك لم يعد الاهتمام بها ترفا بل واجبا، كما انها اصبحت حقا من حقوق الانسان لا ينبغي التعدي عليه او النيل منه، كما انها باتت مقياسا لتقدم الامم ورقي الشعوب، ولهذا فقد آليت على نفسي ومنذ ان شرفت بثقة القيادة السياسية كوزير للبلدية ان اوليها اهتماما خاصا خصوصا ان في البلدية رجالا صدقوا ما عاهدوا الله عليه في العمل من اجل رفع شأن البيئة، مشيرا الى ان هذا المؤتمر جاء ليكون الاول من نوعه الذي اردنا منه تدشين انطلاقة بيئية جادة تتسم بالعمل الجماعي والمؤسسي قناعة منا بأن مواجهة المشكلات والتحديات البيئية في بلدنا لن تنجح اذا ما كان العمل فرديا خصوصا وانه قد اصاب البيئة الكويتية خلال العقدين الآخرين ما اصابها سواء في البر او في البحر او في الجو.
واضاف: اود ان اؤكد على جملة من الحقائق والرغبات التي دائما تذكر في مثل هذه المناسبات.
ضرورة تناغم جهود الجهات المعنية بالبيئة لان في كل وزارة تقريبا «الاشغال، البيئة، الصحة، الكهرباء، الابحاث، الجامعة والنفط» هناك ادارة للبيئة ويجب ان تتناغم جهودها لبث الوعي ومعالجة المشكلات البيئية التي يعاني منها الانسان في شتى المجتمعات.
والتفكير في جعل النفايات مصدر دخل وان نوفر الاموال التي سنصرفها لتأهيل بيئتنا من التلوث.
وان نحافظ على اراضينا ومياهنا واجوائنا من التلوث الضار للصحة والسلامة وللبشر والبيئة. والتنسيق مع المنظمات الاقليمية والدولية وسن التشريعات ومضاعفة الرقابة.
ووضع المسؤولين وجميع الجهات الرسمية وغيرها امام مسؤولياتهم بعدم الاستهانة في تدمير البيئة.
ووجود مظلة رسمية تشرف وتنسق بين جميع الجهات المعنية بشؤون البيئة «ولتكن الهيئة العامة للبيئة».
وذكر اذا كانت مشاكل البيئة في الكويت كثيرة وكبيرة فإن ارادة وسواعد وعزيمة وتحدي الكويتيين اكبر بكثير، وهي ارادة قادرة على ان تنجز الصعب وتقهر المستحيل، ولعلنا لا ننسى عندما تعرضت الكويت لأسوأ أزمة بيئية مر بها بلد في العالم، وذلك حين اضرم الاحتلال النار في آبار نفطنا وعندها توقع اشد المتفائلين ان تستمر النار مشتعلة في آبار النفط لسنوات، ولكن ما هي الا شهور قليلة حتى استطاع الكويتيون بإرادتهم وسواعدهم وعزيمتهم وتحديهم اطفاء نار الحقد المشتعلة في آبار النفط في ملحمة وطنية عزف خلالها بعض منا سيمفونية رائعة أثارت اعجاب العالم كله شرقا وغربا.
هذه الروح هي التي نريد ان نتسلح بها ونحن نواجه مشاكلنا البيئية. من جانبه، قال مدير ادارة شؤون البيئة ومنسق عام المؤتمر في البلدية م.ناصر الشايجي: ان محاور المؤتمر انطلقت من خلال تطبيق اختصاصات البلدية بموجب القانون 5/2005 الذي نظم العمل البلدي من خلاله.
ولقد كان هناك دور بارز للتعاون الذي تم بين لجنة شؤون البيئة بالمجلس البلدي وادارة شؤون البيئة في البلدية طوال الفترة التي مضت في تحديد محاور المؤتمر وهي:
المحور الاول: سيناقش المحور الاول موضوع تدوير النفايات (السكانية والانشائية) وتطوير مواقع الردم العاملة ودراسة مواقع الردم المغلقة ووضع افضل السبل لمعالجتها، وكذلك معالجة النفايات السائلة، وتنوعت ورقات العمل التي ستبحث في مؤتمرنا كنماذج لوضع افضل الحلول والتوصيات لتدوير النفايات، كما اود ان اشكر علي ثنيان الغانم رئيس غرفة تجارة وصناعة الكويت على تفضله برعاية الورشة الخاصة بها في مقر الغرفة.
أما المحور الثاني، فسيناقش تطوير مفهوم التلوث البصري والمباني الخضراء وزيادة معايير الجودة لمدن بيئية جميلة، وكذلك التشريعات البيئية، وأخص بالشكر د.علي العمير عضو مجلس الامة، وأود ان اشير الى ان ديوان المحاسبة قد ساهم في تقديم ورقة عمل عن المبنى الذكي لمقر الديوان. كما ان المحور الثالث، سيناقش قضايا متنوعة من ضمنها كلمة لبرنامج الامم المتحدة الانمائي، وكذلك رصد التلوث النفطي في المنطقة البحرية، وأود ان اشكر السيد رئيس المنظمة الاقليمية لحماية البيئة البحرية د.عبدالرحمن العوضي للمساهمة في اثراء الموضوع وسيبحث المؤتمرون ورقة عمل حول المياه المعالجة كحل استراتيجي للمياه بالكويت والورقة مقدمة من وزارة الاشغال العامة.
من جهته قال نائب مدير المدينة للخدمات العامة بأمانة عمان الكبرى في الاردن م.مصطفى اللوزي اننا نعلم جميعا ان المشاكل البيئية المتفاقمة التي نواجهها اليوم تتعدى الحدود السياسية والاقاليم ويمتد اثرها الى اطراف المعمورة نتيجة للممارسات والنشاطات الاقتصادية والاجتماعية والتي من ضمنها ازدياد عدد السكان الذي يلقي بظلاله على كل المجالات ويزيد التحديات التي تواجه الحكومات في خدمة المجتمع المدني على اختلاف مستوياته، وحيث اننا نقترب من الخامس من يونيو اذ اعلنته الجمعية العمومية للامم المتحدة ان يكون يوما عالميا للبيئة وذلك في ذكرى افتتاح مؤتمر ستوكهولم (حول البيئة والانسان) عام 1972 ومنذ ذلك التاريخ اسمحوا لي ان اذكركم ببعض من الشعارات التي تم اطلاقها والتي تدعونا الى الوقوف والتأمل.
يأتي هذا المؤتمر الذي يضم نخبة من العلماء والمهتمين في مجال البيئة ليضيف لبنة من لبنات التعاون بين الدول وذلك بتبادل الخبرات والاطلاع على التجارب والاستفادة منها من خلال المحاور المهمة التي يطرحها هذا الجمع الكريم خلال الايام المقبلة، والتي هي في مجملها قضايا بيئية مهمة تؤثر على حياة المواطن بشكل مباشر بحيث تعتبر معالجة النفايات العصب الاهم في تقديم الخدمات البلدية للمواطنين، من اجل المحافظة على الموارد الطبيعية المهددة بخطر التلوث من تراكم النفايات وطرحها بشكل غير آمن وغير صحيح ولما له من اثر يهدد المجتمعات الحالية والاجيال المقبلة.
وهذا يحتم وضع الحلول المناسبة لمنع حدوث التلوث ومعالجة الممارسات السلبية السابقة وحماية المصادر الطبيعية والمحافظة عليها.
ومع زيادة النشاط العمراني في المدن والتوجه نحو ايجاد حلول الاسكان والتجمعات السكانية داخل المدن فإن النظر الى تطوير انظمة البناء جانب مهم لحماية البيئة من خلال التوجه نحو تشجيع اقامة المباني الخضراء لما له من اثر كبير في جعل المعيشة في المدن المزدحمة مدنا رفيقة بالبيئة والانسان من خلال تخفيف كل مصادر التلوث.
من جانبه قال ممثل جمعية المهندسين الكويتية د.جمال الحبيل اننا في جمعية المهندسين قد ضمنا بالفعل هذه الفلسفة في استراتيجيتنا فقد قمنا بمشاركة العديد من مؤسسات القطاع العام والخاص في تنفيذ عدة انشطة ومشاريع الخدمة لخدمة المواطن لاسيما المهندس.
تتبنى جمعية المهندسين المشاريع الحيوية والاستراتيجية حيث اعتبرنا المشاريع البيئية من ضمن المشاريع الخاصة التي تتطلب تضافر الجهود للوصول بالاهداف المنشودة. لذا فقد بادرنا برعاية انشطة مؤتمر ومعرض وورشة عمل متخصصة لاعمال البلدية وقد وافقت بلدية الكويت مشكورة على قبول هذه المبادرة.
كما اننا نعاهدكم على بذل كل ما نستطيع ليس في رعاية المؤتمرات فحسب بل في تقديم كل الخدمات الفنية والهندسية للمشاركة في التنمية ورفعة وطننا العزيز الكويت.