أسامة أبوالسعود
بقلوب مطمئنة بقضاء الله وقدره ووسط جموع المشيعين الذين توافدوا منذ ساعات الصباح الأولى وورى جثمان فقيد الكويت واحد ابنائها البررة العم يوسف ابراهيم الغانم الثرى في جنازة رسمية وشعبية حاشدة.
تقدم المشيعين سمو ولي العهد الشيخ نواف الاحمد ورئيس مجلس الأمة جاسم الخرافي والشيخ جابر العبدالله وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد وعدد من الشيوخ والوزراء والنواب وكبار المسؤولين في الدولة.
كما كان سمو رئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد في مقدمة مستقبلي العزاء في فقيد الكويت الغالي.
«الى جنة الخلد يا أبا ابراهيم» دعاء رددته جموع المشيعين وكان اولهم المستشار بديوان سمو رئيس الوزراء الوزير فيصل الحجي الذي قال لـ «الأنباء» «فقدت الكويت بفقدها العم يوسف ابراهيم الغانم احد دعائم بنائها ونهضتها اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا وقبل هذا وبعده انسانيا».
وتابع الحجي قائلا: «كان الفقيد انسانا بمعنى الكلمة، فقد تتلمذت على يده منذ فترة دراستي الجامعية حيث تعودت كلما عدت من القاهرة اثناء فترة الاجازة ان التقي به وبصحبه الكرام، منهم من توفاه الله برحمته ومنهم مازال على قيد الحياة نتمنى لهم الصحة والعافية».
واردف قائلا: «كنت طالبا في ذلك الوقت واستفدت منه كثيرا وتعلمت منه كثيرا الى آخر يوم قبل سفره لاجراء العملية الجراحية».
وتابع الحجي قائلا: «هذا الرجل كان كبيرا في علمه ودوره، ولكنه كان صغيرا جدا متواضعا امام اصغر الناس من الطفل والفقير، فالراحل الكبير كان انسانا يتمتع بمنتهى البساطة والتواضع وهي من شيم الرجال العظام فهم دائما يتواضعون والله يرفعهم».
وختم الحجي حديثه بالقول: «نتمنى للفقيد الرحمة والسلوان ولاهله الصبر ونتمنى للكويت ان تعطي مثل هؤلاء الرجال العظماء الذين قدموا لبلدهم ولوطنهم الكثير، وان تمنحهم حق التقدير، وانا على ثقة تامة بأن الدولة لن تتوانى في تكريس سمعة هذا الرجل وتكريمه، ولن ينسى الدور المميز للعم المغفور له يوسف ابراهيم الغانم، رحمه الله».
النائب محمد المطير قال: رحم الله فقيد الكويت الذي كانت له ايادي بيضاء في هذا البلد، فيرحمه الله من التجار الذين يشهد لهم تاريخ هذا البلد بالكفاءة والامانة، وكان قدوة للكثير من شباب هذا البلد، نسأل الله ان يسكن الفقيد فسيح جناته ويسكنه الفردوس الاعلى، باذن الله.
ومن ناحيته قال د.يوسف الابراهيم ان العم ابوابراهيم، يرحمه الله، كان فارسا من كوكبة نقلت الكويت الى ما هي عليه الآن، وكان يحمل العز والتواضع في نفس الوقت، وكان يحمل العلم وحسن الخلق والوصل.
وتابع د.يوسف الابراهيم الكلمات تعجز عن وصف هذا الانسان العظيم، ودعاؤنا له بان يكون في الجنة ويجازيه الله خير الجزاء على ما قام به للكويت وشعبها، وان يلهم اهله واهل الكويت الصبر والسلوان.
من ناحيته قال النائب السابق محمد الخليفة ان الراحل الكبير كان شخصية من شخصيات الكويت التي مارست دورها الايجابي في نهضة الكويت، واعماله الطيبة والخيرة كثيرة، ونسأل الله له الرحمة ولذويه الصبر والسلوان.
ومن جهته قال الاعلامي يوسف عبدالحميد الجاسم ان الكويت فقدت اليوم ركنا من اركانها الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، مشددا على ان العم ابو ابراهيم يوسف الغانم كان مرجعية اولى للشباب، مضيفا «ونحن لا نقول إلا لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، فهذا قدر الدنيا وحالها، ومن دون شك فقدنا رمزا من رموز الكويت».
ومن جهته قال النائب د.عادل الصرعاوي «عظم الله اجركم يا أهل الكويت في احد رجالات الكويت الذي ساهم بكل طاقاته وخبراته وما يملك في تأسيس هذه الدولة، وبناء كيانها السياسي والاقتصادي».
واضاف د.الصرعاوي قائلا: وانا بهذه المناسبة استذكر بكل اعتزاز وتقدير ما كان والدي، رحمه الله، يذكر عن مناقب الفقيد وتحديدا من واقع مزاملته للوفد الذي ارسل بناء على تكليف من الشيخ عبدالله السالم ابان ازمة الكويت مع العراق في عهد عبدالكريم قاسم، حينما توجهوا بوفود الى العديد من الدول لشرح قضية الكويت العادلة، وهذا يعطي بعدا سياسيا لدور الفقيد في تاريخ الكويت بالاضافة الى البعد الاقتصادي الذي لعبه في تركيز القواعد والاسس التي بني عليها الاقتصاد الكويتي، رحم الله الفقيد واسكنه فسيح جناته وألهم اهل الكويت واهل الفقيد الصبر والسلوان، ان شاء الله».