أكد نائب الرئيس الأميركي جو بايدن ان بلاده ستستمر في دعم حكومة الوحدة الوطنية العراقية ومساعدة العراق للخروج من تبعات الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة.
وجدد بايدن في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي امس التزام واشنطن بتنفيذ الانسحاب الكامل للقوات الأميركية من العراق في مواعيدها المحددة والالتزام باتفاقية الإطار الاستراتيجي بين البلدين (اتفاقية التعاون متعدد الأوجه طويل الأمد بين البلدين).
وقال بايدن إنه يتفق مع رئيس الوزراء العراقي على أنه مازالت هناك خطوات سياسية يجب اتخاذها وأن العراقيين يجب أن يستفيدوا من العملية السياسية لحل الخلافات وتحقيق مصلحة البلاد مؤكدا استعداد واشنطن لتقديم المساعدة في هذا المجال إذا طلب منها ذلك.
من جانبه أكد المالكي أن بايدن عبر خلال المباحثات بينهما عن رغبة قوية في رؤية نجاح العملية السياسية والديموقراطية في العراق مؤكدا استعداد واشنطن لمساعدة الحكومة العراقية في إطار تقوية هذه العملية.
وجدد المالكي رفضه إشراك حزب البعث المنحل في العملية السياسية أو المصالحة الوطنية مضيفا أن الحزب المذكور «غير معني بالمصالحة الوطنية ومحظور بموجب الدستور لأنه المسؤول عن كل ما تعرض له العراق من دمار». ودعا الى ضرورة استمرار الشراكة بين العراق والولايات المتحدة بعد سحب القوات الأميركية من المدن العراقية وقال «اننا نتطلع إلى تنفيذ اتفاقية الإطار الاستراتيجي في المجالات السياسية والثقافية والعلمية والتجارية مع واشنطن». ووصف الانسحاب الأميركي من المدن العراقية في 30 يونيو الماضي بأنه «إشارة الى مدى صدقية الاتفاقية الأمنية».
وأضاف «لقد استطعنا من خلال تعاون القوات العراقية والأميركية مواجهة الإرهاب وتمكنت حكومة الوحدة الوطنية من التغلب على الكثير من المشاكل والتحديات الخطيرة وفي مقدمتها الفتنة الطائفية».
وألمح المالكي الى أنه سيبحث مع المسؤولين الأميركيين خلال زيارته المقبلة إلى الولايات المتحدة التي لم يفصح عن موعدها «دفع العلاقات الثنائية إلى الأمام في مختلف المجالات وتفعيل اتفاقية الإطار الاستراتيجي المبرمة بين البلدين».
وشارك بايدن القوات الأميركية في العراق الاحتفال بعيد الاستقلال الوطني الاميركي الذي تقيمه اميركا في 4 يوليو من كل عام.
وقال بايدن ان دور أميركا في العراق قد تحول من عسكري بحت الى «دعم ديبلوماسي» قبل استكمال الانسحاب الكامل للقوات في نهاية 2011. وأضاف خلال حفل اداء قسم الولاء لعدد من الجنود في الجيش الاميركي اثناء منحهم الجنسية الاميركية في بغداد، ان الولايات المتحدة قد وفت بالتزامها في سحب الجنود من المدن العراقية، والتركيز الان يصب على تقوية العلاقات الديبلوماسية.
وقال مخاطبا الجنود «لقد خسرتم 4322 من رفاقكم، واكثر من 30 الف جريح، بينهم 17 الف في حالة خطيرة، لكن بفضل خدمتكم وتضحياتكم، خرج العراق من تحدي العنف الطائفي».
وتابع «لايزال اماما الكثير من العمل الصعب لانجازه هنا، لكن الفضل يعود لكم في بدء تسلم العراقيين مسؤولية مصيرهم، وسنبدأ بالترحيب بكم بالعودة الى الوطن بشرف وتقدير تستحقونه». وجرى منح المواطنة الى 237 شخصا، غالبيتهم من المكسيك والفلبين الذين انضموا للجيش الاميركي بينما كانوا مقيمين في الولايات المتحدة، إضافة الى عدد من المترجمين العراقيين.
وقال بايدن ان «ديبلوماسيينا والموظفين المدنيين سيركزون على مساعدة العراقيين في التوصل الى أكثر التسويات الديبلوماسية الضرورية لإحلال السلام والأمن الدائمين».