-
منذ إنشاء الكويت بقيادة أسرة الصباح الكريمة والمجتمع يمارس عباداته في أجواء من الحرية والاستقرار بكل طمأنينة
-
أبوالحسن: رسالتنا قائمة على الوسطية والبعد عن التعصب والغلو وبث روح التآلف واحترام الآخرين
-
عدنان أبوالحسن: 1750 م2 مساحة المسجد ويتسع لـ 950 مصلياً ومصلية وسنعمل على توسعته إلى 2750 م2
أكد وزير العدل ووزير الأوقاف يعقوب الصانع أنه في مساجد الكويت كلها يمارس أبناؤنا عبادتهم وشعائرهم بأجواء من الحرية والاستقرار، داعيا إلى المحافظة على البيئة المتآلفة وتفويت الفرصة على المتربصين والأعداء الذين يدأبون لتمزيق الأمة وخلق بذور الفرقة بدواع عديدة، مبينا أن المساجد تمارس أدورا هادفة وإرشادية لترسيخ دعائم الوحدة الوطنية والتسامح التي تعتبر صمام أمان لجميع المجتمعات.
جاء ذلك خلال حضوره افتتاح مسجد العترة الطاهرة في منطقة المنقف بمشاركة واسعة وحاشدة تقدمهم وزير الإسكان ياسر أبل ورئيس هيئة كبار علماء العراق د.خالد الملا، ووكيل الأوقاف المساعد لقطاع المساجد د.وليد الشعيب ووكيل الداخلية المساعد لشؤون الأمن العام اللواء عبدالفتاح العلي، ومحافظ الفروانية الشيخ فيصل الحمود، وجمع كبير من المسؤولين ورجال الدين والنواب والوزراء والمحافظين وضيوف من خارج الكويت إلى جانب حضور نسائي.
وقال الصانع إنه يسعدني ويشرفني أن أشارك في افتتاح مسجد العترة الطاهرة، وسط هذا الجمع من المصلين، كما أنتهز هذه المناسبة الطيبة لأؤكد أن مساجد الكويت قاطبة ما زالت تمارس أدوارا هادفة مجتمعية مباركة سواء على صعيد العبادة أو التوعية والإرشاد أو التماسك الاجتماعي إلى جانب ترسيخ دعائم الوحدة الوطنية والتسامح.
وزاد أنه منذ إنشاء الكويت بقيادة أسرة الصباح الكريمة والمجتمع يمارس عباداته في أجواء من الحرية والاستقرار بكل طمأنينة، داعيا إلى الحفاظ على هذه البيئة المتآلفة، وتفويت الفرصة على المتربصين والأعداء، مشيرا إلى أن رسالة المسجد التعبدية والدعوية ستبقى قوة فاعلة متى استطعنا استثمارها بالطريقة الصحيحة بعيدا عن التطرف والغلو، إلى جانب استخدام المنابر بالطريقة الحسنة، فديننا دين سماحة وحكمة وأخوة.
وكان الافتتاح قد انطلق بتلاوة آيات من الذكر الحكيم تلتها كلمة لإمام مسجد العترة الطاهرة الشيخ سعد فوزان قال فيها: إن افتتاح المسجد يتزامن مع ميلاد الإمام المهدي، وهو اليوم الذي توجل فيه القلوب فنستمد من وجوده المبارك لنتعلم الكتاب والحكمة، ونزكي النفوس ونأمر بالمعروف الذي يصلح به الكون، وننهى عن المنكر الذي يفسد به الكون وننطلق بالإخوة التي تجمعنا لننجو من النار يوم القيامة.
وتابع أن للمسجد في الإسلام مساحة كبيرة من القداسة وذلك لما له من أهمية، حيث قال الله تعالى: (وأن المساجد لله فلا تدعو مع الله أحدا) وهذا يعني انه يستمد قداسته وشرفه وعظمته من قداسة المولى، كما أن الروايات التي تتحدث عن أهمية واحترام وتقديس المسجد وتنهى عن الاعراض عنه كثيرة حيث يقول المولى في القرآن الكريم: «إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر»، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من بنى لله مسجدا ولو كمفحص قطاة بنى الله له قصرا في الجنة»، وقال الإمام الصادق صلوات الله وسلامه عليه: «مكتوب في التوراة طوبى لمن تطهر في بيته وزارني وحق على المزور أن يكرم زائره».
وأضاف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أيضا: «من مشى إلى مسجد يحضر فيه الجماعة كان له بكل خطوة سبعون ألف حسنة ويرفع له من الدرجات كذلك وإن مات فهو على ذلك وكفل الله له سبعين ألف ملك يعودونه في قبره ويؤنسونه في وحدته ويستغفرون له حتى يبعث».
وأشار فوزان إلى أن للمسجد دورا حيويا في تربية الأبناء وإصلاح المجتمع، وفيه تربية روحية للفرد ورباط مع الخالق، فالمسلم عندما يأتي للمسجد يستشعر الخشوع والطمأنينة، إلى جانب اللذة الكبرى في صلاة الجماعة، فهو يمثل الأساس في صنع المجتمع الإسلامي والنهوض بأفراده.
من جهته، قال متولي مسجد العترة الطاهرة محمد عبدالله أبوالحسن لقد علمنا الله عز وجل أن من يعمر مساجد الله هم من آمنوا بالله واليوم الآخر وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة ولم يخشوا إلا الله، فوعدهم الله بالفوز والجنات، وهذا الشهر هو شهر رسول الله، والحضور الكريم يجسدون هذا المعنى من خلال المشاركة في الافتتاح والدعم السابق والحالي للمسجد والمساهمة الحقيقية في انطلاقته.
وأكد أن هذا الجمع يعكس ما جبل عليه الشعب الكويتي من أنه يشكل نسيجا موحدا عنوانه الوحدة الوطنية والترابط والانسجام وعدم التمييز بين مشاربه المتنوعة، وقد حفظ لنا الأجداد هذه الأمانة لننقلها لأحفادنا وما نقوم به الآن خير مثال على تسليم هذه الأمانة للجيل المقبل.
وتابع: ما أشبه اليوم بالبارحة، ففي عام 1966 تم افتتاح مسجد النقي في الدسمة وشارك في حفله المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ عبدالله الجابر الصباح ورهط من أصحابه، وكان في مقدمة الحضور الشيخ عبدالباسط عبد الصمد مقرئ القرآن الكريم المعروف، وها نحن هنا نفتتح المسجد بحضور ثلة مباركة وإخوة أعزاء بينهم رئيس هيئة كبار علماء العراق د.خالد الملا.
وأشار أبوالحسن إلى انه ورغم التطرف والتطورات التي عصفت بمنطقتنا والظواهر الغريبة التي حدثت، والعدوانية ورفض الآخر والعمليات الإرهابية الأخيرة والحوادث الأليمة التي تعرض لها منذ أسبوعين مسجدان في الدمام والقطيف في المملكة العربية السعودية الشقيقة، التي ندينها بأشد العبارات، ونحتسب الشهداء في أعلى درجات الفردوس ونتمنى للمصابين سرعة الشفاء ولذويهم الصبر والسلوان، رغم كل ذلك مستمرون في رسالتنا ومصرون على استقرار المنطقة والمحافظة على الثوابت.
وبين أن هذه الأمور فككت مجتمعات آمنة ومستقرة، ولكننا في الكويت وبفضل من الله وحكمة القيادة وتكاتف أبناء الشعب تمكنا من التقليل قدر الإمكان من الآثار والآفات السلبية على وحدة نسيجنا الاجتماعي والتي ستؤثر في ترابطنا، ولذلك علينا أن نبذل جهودا أكبر للمحافظة على هذه المكتسبات.
وذكر أبوالحسن أن مسجد العترة الطاهرة كان خيالا فخاطرا فاحتمالا ثم أضحى حقيقة، وهذه الكلمات تعكس المراحل التي مر بها هذا المسجد، فقد تضافرت الجهود وامتدت أذرع الخير بسعي دؤوب للحصول على قرار لتخصيص ارض للمسجد واختيار موقع ورسم مخططاته والحصول على رخصة بناء وكانت العقبات والمعوقات كثيرة ومتنوعة، ولكن بعزم تلك السواعد والإصرار على بلوغ الأهداف وقيادة ابن اخي وهو وكيل متولي المسجد، وتفهم ومساعدة الكثيرين من المسؤولين في الجهات الحكومية تمكنا من إنجاز هذا البيت المبارك بهذه الدرجة من الجمال الهندسي والتشطيبات الفنية الراقية.
ولفت أبوالحسن إلى انه منذ بدء استقبال المسجد للمصلين خلال الأشهر الثلاثة الماضية تأكد لنا كم كانت المنطقة بحاجة لهذا المسجد الذي يحتضن المصلين من أبناء الطائفة التي هي ركيزة من ركائز المجتمع الكويتي، فعدد الحضور كبير في الصلوات الخمس وخصوصا في الجمعة حيث يصل إلى 400 مصل، إلى جانب الأعداد المتزايدة من النساء في الدور الأول المخصص لهن والشباب ما دون الـ 15، مبينا أن هذا يعكس مدى الحاجة لتذليل المعوقات والصعوبات والمتطلبات الإدارية للحصول على الموافقات المطلوبة.
ودعا الوزارات والجهات المعنية للتجاوب مع الاحتياجات المتنوعة، فمسجد العترة الطاهرة يسعى للقيام بالدور المنوط بالمساجد عموما ليكون مركزا دينيا يقدم نشاطا ثقافيا وإسلاميا يعتمد على الوسطية والبعد عن التعصب والتحزب والغلو ويبث روح التآلف والمحبة عند اختلاف المعتقدات والاجتهادات مع الاحترام لجميع الأطراف.
من جهته، قال وكيل المتولي عدنان عبدالكريم أبوالحسن إننا نهنئ الجميع بمناسبتين كريمتين الأولى مولد الإمام الثاني عشر المهدي، والثانية ذكرى افتتاح مسجد العترة الطاهرة، حيث كانت فكرة إنشائه تراودني منذ صغري وقد أخذ عمي الفكرة على عاتقه، وسعى لتحقيقها، وقد تجاوزنا الصعاب خلال السنوات السابقة حتى اصبح الحلم حقيقة بمساحة 1750 مترا مربعا.
وبين أن المسجد يتكون من مصلى للرجال يتسع لـ 700 مصل، وآخر للنساء في الدور الأول لـ 250 مصلية، كاشفا النقاب عن انه ستتم توسعة المسجد قريبا بمساحة 1000 متر مربع، ليصبح 2750 مترا مربعا، 600 منها للتوسعة و400 لبيوت المؤذن والإمام والخادم، وهذا بفضل الله تعالى ثم بمساعيكم البيضاء ودعواتكم الكريمة.
بدوره، ألقى فيصل خلف كلمة بالنيابة عن أهالي المنقف ذكر فيها انه منذ أن سكنا في هذه المنطقة ونحن نتطلع لمسجد نعبد الله ونجتمع فيه، ونعلم أبناءنا ونحميهم من المظاهر السلبية، فتفضل الله علينا ببناء هذا المسجد وكان الوقت يمر ببطء، ونراقبه خطوة خطوة ونرى ان هناك تأخيرا رغم الجهد الكبير من المتولي والوكيل والقائمين على المسجد، فالحمد لله أن اكتمل البناء وبدأت الصلاة، التي ندعو الجميع للمحافظة عليها والتواجد في المسجد لنكون قدوة حسنة للجميع.