عبدالله قنيص ـ عبدالهادي العجمي ـ محمد الجلاهمة ـ هاني الظفيري
قطعت وزارة الداخلية وخلال الساعات القليلة الماضية شوطا مهما في إطار سعيها لكشف جميع الملابسات المرتبطة بالحادث الإرهابي الخسيس الذي أدى، وبحسب أحدث بيان لوزارة الداخلية صدر أمس الأول، الى مصرع 26 شخصا وبحسب مصدر رفيع المستوى في وزارة الداخلية فإن الوزارة توصلت الى السيارة التي أقلت الإرهابي الانتحاري، كما توصلت الى مالك السيارة وهو من غير محددي الجنسية.
وقال المصدر ان التحقيقات التي اجريت مع مالك السيارة انتهت الى انه أرشد أجهزة وزارة الداخلية عن الشخص الذي استعار منه المركبة وهو «بدون» لتوصيل الإرهابي القاتل.
وأكد المصدر ان البدون الذي أوصل الإرهابي بذل جهودا كبيرة للتوصل الى مكان تواجده، كما تم تعميم اسمه وأوصافه على عموم المنافذ البحرية والجوية والبرية، مشيرا الى ان من شأن ضبط مرافق الانتحاري أو من أوصله ان تحل الكثير من المعلومات التي تحتاج اليها الداخلية المتعلقة بالارهابي ومن يقف وراءه، وكذلك من سهل له الحصول على المتفجرات أو أعدها له، يشار الى ان صاحب السيارة يبلغ من العمر 27 عاما ويقيم في الصليبية، ق8، وتمت مداهمة مسكنه فجر أمس.
وبشأن المعلومات المتوافرة بشأن الارهابي الانتحاري قال المصدر: حتى هذه اللحظة «عصر أمس» السبت، لم تكن هناك أي معلومات متوافرة عنه واذا ما كان كويتيا أو عربيا أو خليجيا، وزاد المصدر بالقول: لم يتبين من خلال الحامض النووي للإرهابي الذي رفعت أشلاؤه من المسجد أي معلومات عن جنسيته. ومضى المصدر بالقول: هذا يعني ان الارهابي الانتحاري ربما يكون قد دخل البلاد بطريقة غير مشروعة أو ان يكون دخل زائرا.
وكشف المصدر عن ان أجهزة وزارة الداخلية أرسلت عينة من أشلاء الانتحاري الى كل من الإمارات والسعودية والعراق.
يذكر ان وزارة الداخلية قالت في بيان رسمي صدر عنها انها ضبطت المركبة التي أقلت الإرهابي الانتحاري الى محيط مسجد الإمام الصادق وألقت القبض على مالكها فيما لم يوضح البيان هوية من أوصل القاتل وهو ما كشف عنه المصدر.
وفي سياق آخر، حذرت وزارة الداخلية من ترويج الشائعات، وذلك في البحث عن امكانية التعرف على شخصية الانتحاري. وفي شأن آخر، كشف المصدر الأمني ان أجهزة وزارة الداخلية خاصة أجهزة أمن الدولة والأمن الجنائي نفذت منذ يوم أمس الأول الجمعة وحتى ظهر امس السبت حملة من المداهمات التي استهدفت أشخاصا لديهم ميول غير سوية ولديهم تعاطف مع تنظيم وفكر داعش الإرهابي وذلك في محافظتي الجهراء والأحمدي، وأغلب من تم توقيفهم هم من غير محددي الجنسية ومنهم 3 أشقاء ألقي القبض عليهم وبلغ عدد من تم توقيفهم 18.
ومن بين هؤلاء ايضا ضبط مواطن في الرقة بعد معلومات عن تبنيه الفكر المتطرف، وضبط بحوزته سلاح ناري.
وأكد المصدر ان الداخلية بصدد شن المزيد من حملات الدهم لأشخاص يحملون الفكر المتشدد والبعيد عن الإسلام السمح على ان يتزامن ذلك مع تشديد الحراسة على دور العبادة سواء كانت إسلامية أو غير إسلامية وكذلك التجمعات المختلفة والمنشآت النفطية والإستراتيجية. وشدد المصدر على ضرورة ان يتعاون المواطنون والمقيمون مع أجهزة الوزارة والإبلاغ عن أي مشتبه به.
ترأس اجتماعاً أمنياً وتلقى اتصالات من مسؤولين خليجيين تدين التفجير
الخالد: لن يرتاح بالنا حتى نتوصل إلى مرتكبي الانفجار
تلقى نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الشيخ محمد الخالد امس عدة اتصالات هاتفية من عدد من كبار المسؤولين الخليجيين أعربوا خلالها عن إدانتهم للعمل الارهابي الذي استهدف المصلين في مسجد الامام الصادق في تجسيد لروح الاسرة الخليجية الواحدة التي تجمع الدول الخليجية الشقيقة.
حيث تلقى الخالد اتصالا هاتفيا من ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية في المملكة العربية السعودية الشقيقة الامير محمد بن نايف بن عبدالعزيز أعرب خلاله عن ادانته للعمل الاجرامي الذي استهدف مسجد الامام الصادق.
وأعرب الامير محمد بن نايف خلال الاتصال عن ادانة المملكة العربية السعودية للعمل الارهابي الجبان واستنكارها لحادث الانفجار الذي راح ضحيته عشرات القتلى والمصابين، مؤكدا تضامن المملكة وشعبها الشقيق مع الكويت وشعبها ووقوفها الى جانبها في هذا المصاب الجلل ومساندتها في وجه الاعمال الارهابية.
وتلقى الخالد اتصالا من رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية بدولة قطر الشقيقة الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني أعرب فيه عن «ادانة دولة قطر للعمل الارهابي الخسيس ومساندتها للكويت الشقيقة في كل الاجراءات التي يتعين عليها اتخاذها في هذا الشأن».
كما تلقى اتصالا من نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية بدولة الامارات العربية المتحدة الشقيقة الشيخ سيف بن زايد بن سلطان آل نهيان أعرب فيه عن خالص عزائه ومواساته للشهداء الابرار والمصابين الابرياء، مشددا على دعم الامارات لشقيقتها الكويت في المصاب الجلل.
ومن مملكة البحرين تلقى الشيخ محمد الخالد اتصالا هاتفيا من وزير داخليتها الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وصف فيه العمل الغادر بأنه «انتهاك لأبسط معاني الانسانية ومبادئ ديننا الحنيف».
كما تلقى اتصالا من الامين العام لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية د. عبداللطيف بن راشد الزياني اكد خلاله وقوف دول مجلس التعاون الى جانب الكويت في مواجهتها للإرهاب.
وتلقى الخالد اتصالا هاتفيا من وزير الداخلية العراقي محمد سالم الغبان اعرب خلاله عن ادانته للعمل الاجرامي الذي استهدف مسجد الامام الصادق.
وأعرب الغبان خلال الاتصال عن ادانة العراق للعمل الارهابي الجبان واستنكاره لحادث التفجير، مؤكدا تضامن بلاده وشعبها مع الكويت وشعبها ووقوفها الى جانبها في هذا المصاب الجلل.
كما تلقى الخالد اتصالا هاتفيا من وزير الداخلية العماني حمود بن فيصل البوسعيدي اعرب خلاله عن ادانته للعمل الاجرامي الذي استهدف مسجد الامام الصادق.
وكان الخالد ترأس اول من امس اجتماعا أمنيا موسعا في أعقاب الحادث الإرهابي.
وقالت ادارة الاعلام الامني بالوزارة ان الشيخ محمد الخالد اعرب في بداية الاجتماع الذي حضره وكيل وزارة الداخلية الفريق سليمان الفهد ووكلاء وزارة الداخلية المساعدون وكبار القيادات الأمنية الميدانية عن خالص العزاء وعميق المواساة لذوي الشهداء الأبرار والمصابين الأبرياء.
وأكد أن توقيت الحادث الإجرامي في شهر رمضان المبارك ووقوعه ساعة صلاة الجمعة في أحد بيوت الله يجسد الوجه القبيح للإرهاب، مشددا على عزم المؤسسة الأمنية ملاحقتهم حتى يتم تقديمهم للعدالة في أسرع وقت ممكن.
واستمع الشيخ محمد الخالد الى إيجاز من وكيل وزارة الداخلية الفريق سليمان الفهد عن تفاصيل العملية الإرهابية كما قدم عدد من القيادات الأمنية الميدانية المعنية تقارير في ذات الشأن.
واستعرض مع القيادات الأمنية الميدانية كيفية وقوع هذا العمل الجبان وما توصلت إليه من جمع أدلة والمعلومات وحثهم على تقديم تقرير متكامل في أسرع وقت ممكن وعلى ضرورة تكثيف جهود التحريات وجمع المعلومات حتى يقع هؤلاء المجرمون في قبضة القانون والعدالة وينالوا جزاءهم الرادع.
وأبدى بعض الملاحظات والتوجيهات استكمالا لما استمع إليه من شرح وعرض للتقارير والخطط التفصيلية من وكلاء الوزارة المساعدين الميدانيين بما ينعكس إيجابا على زيادة مستوى اليقظة والجاهزية للتصدي لأي فرضيات ودعم الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية.
وقال الخالد في ختام الاجتماع «اننا سنقطع أي يد تمتد لنا بشر أو تعبث بأمن الوطن وأن الكويت رغم ما حدث ستظل دائما واحة أمن وأمان لكل من يقيم على أرضها الطيبة في ظل قيادتها العليا الحكيمة وذلك بفضل الله ورعايته».
وقد اكد الخالد الصباح ان الوزارة بكل اجهزتها «لن يرتاح لها بال ولن تألو جهدا حتى تتوصل الى الجناة في حادث انفجار مسجد الامام الصادق ومن يقف وراءهم وملاحقتهم وضبطهم وتقديمهم للعدالة لينالوا جزاءهم الرادع جراء ما ارتكبته ايديهم الآثمة من عمل ارهابي خسيس وجبان».
وقال الخالد في تصريح للصحافيين خلال زيارته للمستشفى الاميري للاطمئنان على صحة المصابين في الانفجار ان زيارة صاحب السمو الامير في وقت مبكر لموقع الحدث «ما هي الا دليل واضح على لحمتنا الوطنية» و«اننا بلحمتنا الوطنية وبتكاتفنا سنفوت الفرص لمن يريد العبث بأمننا» مضيفا ان رجال الامن يعملون على مدار الساعة للحفاظ على امن الوطن وسلامة مواطنيه.
وأشاد بالجهود المبذولة التي تقوم بها وزارة الصحة في خدمة ومعالجة المرضى والمصابين، داعيا الجميع الى عدم الانسياق وراء الشائعات.
«الإطفاء»: عملية إجرامية شنيعة أدت إلى استشهاد مصلين آمنين خاشعين في شهر رمضان المبارك
أدانت الإدارة العامة للإطفاء الحادث الإرهابي وأصدرت بيانا قالت فيه:
(ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون) صدق الله العظيم
تعلن الإدارة العامة للإطفاء عن ادانتها واستنكارها للعمل الإجرامي الجبان والذي استهدف أرواح عدد من المصلين الأبرياء بمسجد الصادق عليه السلام في منطقة الصوابر اثناء صلاة الجمعة يوم أمس في عملية اجرامية شنيعة أدت الى استشهاد وإصابة عدد من المصلين الآمنين الخاشعين في شهر رمضان المبارك.
والإدارة العامة للإطفاء تتقدم بخالص العزاء وصادق المواساة لأهالي الشهداء الأبرار، سائلة الله العلي القدير ان يمن بالشفاء العاجل على جميع المصابين الأبرياء.
وأعلنت الإدارة العامة للإطفاء انها تعاملت مع الحادث الأليم فور ورود البلاغ بإرسال فرق الإطفاء والإنقاذ من مراكز الهلالي والمدينة والإنقاذ الفني ومبارك الكبير للمواد الخطرة والإسناد تحت إشراف وتواجد وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الشيخ محمد العبدالله والمدير العام الفريق يوسف الأنصاري، ليعمل رجال الإطفاء جنبا الى جنب مع باقي الأجهزة الحكومية المختصة في هذا المصاب الجلل، سائلين المولى عز وجل ان يحفظ وطننا الكويت وشعبها الأبي المخلص والمقيمين الأوفياء تحت ظل وقيادة سيدي صاحب السمو الأمير وسيدي سمو ولي عهده الأمين وسيدي سمو رئيس مجلس الوزراء حفظهم الله جميعا وعلى درب الحق سدد خطاهم.
«الإعلام الأمني»: المقطع الصوتي للفريق الفهد مفبرك
نفت الإدارة العامة للعلاقات والإعلام الأمني نفيا قاطعا ما تناولته بعض وسائل التواصل الاجتماعي على شبكة الانترنت لمقطع صوتي زعمت انه لوكيل وزارة الداخلية الفريق سليمان فهد الفهد ويتضمن معلومات كاذبة ومغلوطة.
وأكدت ان وكيل وزارة الداخلية لا علاقة له بهذا المقطع الصوتي المفبرك والمزور جملة وتفصيلا.
وأهابت الإدارة العامة للعلاقات والإعلام الأمني بمستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي الى الالتزام بالحقيقة منعا لأي بلبلة، وعدم الانسياق وراء ما يتردد عبر مواقع التواصل الاجتماعي من شائعات مغرضة وأقاويل غير صحيحة.