الكويت بلد القلب الكبير والعقل الكبير والشعب المضياف والروح السمحة.
انه البلد الذي لا يحقد.
انه البلد الذي يحترف وصلَ ما ينقطع ويمتلك ثقافة التقريب لا الابعاد.
انه بلد يشعر كل عربي فيه بانه في بلده، ليس الثاني بل الاول.
انه البلد الجامع.
ولأنه كذلك فإنه ليس من باب الاستغراب ان يستهدف من القريب قبل البعيد ومن الداخل قبل الخارج ومن الارهاب على الدوام.
الكويت بلد الديموقراطية، لذا فإن اعداء الديموقراطية يستهدفونها.
الكويت بلد مضياف، لذا فإن اعداء الصدور الرحبة يستهدفونها.
الكويت بلد الاعتدال، لذا فإن اعداء الاعتدال يستهدفونها.
ما حصل في احد المساجد في الكويت ليس تفجيرا لمسجد فحسب، بل محاولة لتفجير روح الكويت التي هي اعتدال وانفتاح وتقارب وتقريب.
لكن الكويت لا تفعل فيها مثل هذه العمليات اي ردة فعل انفعالية.
اجتاحوا الكويت واحرقوا حتى رمالها، لكنهم لم يؤثروا في عزم قيادتها وعزيمة مسؤوليها واصرار شعبها.
الانفجار، عدا كونه تسبب في ضحايا وجرحى، هو انفجار لئيم بكل ما في الكلمة من معنى، فهو استهدف مسجد الامام الصادق في منطقة الصوابر في مدينة الكويت، اثناء صلاة الجمعة وفي شهر رمضان المبارك، اي ان الانفجار استهدف ابناء الطائفة الشيعية الكريمة في الكويت حيث لا تمييز بين مواطن ومواطن، وهذا ما المح اليه سمو رئيس الوزراء الكويتي الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح، وهو الرجل الصلب والحازم والذي يفضل الا يجربه قادة الارهاب، من ان الهجوم يستهدف جبهتنا الداخلية ووحدتنا الوطنية ونحن اقوى بكثير من هذا التصرف السيئ ووعي المواطن فوق كل شيء وهو الذي سيخذلهم.
لكن امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح لا يستكين، وهو الحاكم الحكيم وبعيد النظر والذي عمل دائما على تضامن العرب وتفاهمهم، حيث نزل الى مكان التفجير الارهابي ليوجه رسالة في اكثر من اتجاه:
رسالة الى شعبه مفادها ان الكويت لا تستكين ولا تتراجع.
ورسالة الى الارهابيين والى من يقف وراءهم ان الكويت لا تخيفها مثل هذه الاعمال.
ورسالة الى الاشقاء العرب مفادها ان الارهاب سيبقي الكويت كما هي من دون تراجع.
وربما هذا ما قصده رئيس مجلس الامة الكويتي مرزوق علي الغانم من ان الارهاب الاسود سيتم وأده بسواعد الكويتيين.
وليتابع: نحن امام خيارين لا ثالث لهما، اما ان تنجح الفتنة ومخططات الارهاب في تفريق الكويتيين وشق صفهم او ينتصر الكويتيون في تلك المواجهة الحاسمة.
ويوضح انه عندما اشير الى الكويتيين فلن اقول: الكويتيون من كل اطيافهم، فاليوم ليس هناك الا طيف واحد ولون واحد وعنوان واحد هو الكويت.
انها الكويت، فلا تخطئوا الحساب: شهداء بالعشرات، جرحى بالمئات، لكن الكويت لا ترضخ للارهاب، يكفي ان يلاحظ المراقب الصفوف الطويلة من المتبرعين بالدم لإغاثة الجرحى ليعرف ان الكويت لا تفرق بين مواطن ومواطن وان الشعب واحد والدم واحد.