عبدالكريم العبدالله
رفع درجة الطوارئ بالمستشفيات.. ووصول سيارات الإسعاف خلال وقت قياسي لموقع التفجير الإرهابي في مسجد الإمام الصادق، وفتح أبواب بنك الدم للتبرع كانت من أهم الأمور لإنقاذ المصابين، وهي أمور «تحسب» لوزارة الصحة، فمع تلقي البلاغ في الساعة 12.52 ظهرا هرعت سيارات الإسعاف لتصل خلال 8 دقائق إلى موقع الحدث في الواحدة ظهرا، في الوقت الذي سارعت وزارة الصحة على اطلاق العنان من خلال رفع درجة الطوارئ بمستشفياتها، وفتح باب التبرع بالدم في يوم الحدث مباشرة بعد الإفطار لاستقبال العديد من المتبرعين.
الجهود التي بذلتها وزارة الصحة ساهمت بشكل كبير في إنقاذ المصابين مما يؤكد جاهزية الوزارة بطواقمها ومرافقها لحالات الطوارئ.
وفي هذا الخصوص تحدث كيل وزارة الصحة د.خالد السهلاوي لـ «الأنباء» قائلا إن الطوارئ الطبية سارعت إلى موقع «التفجير» بـ 35 سيارة إسعاف بعد أن تلقوا بلاغا في الساعة 12.52 ظهرا بالحادث، والتي وصلت في وقت قياسي «8 دقائق» في الساعة 1 ظهرا، وتعاملت مع الحدث بكل مهنية، وتم نقل المصابين إلى المستشفيات.
وأشار إلى أنه في الوقت الذي تلقت الطوارئ الطبية البلاغ بـ «التفجير» رفعت المستشفيات الطوارئ، واستعدت الكوادر الطبية والفنية والتمريضية، والذين بذلوا جهودا جبارة في إنقاذ المصابين، وتم احتواء المشكلة في المستشفيات بحدود الساعة والنصف واقل من ذلك.
وبين أن بنك الدم فتح أبوابه لاستقبال المتبرعين، وكانت الأعداد تتزايد حتى الساعة الواحدة فجرا، لافتا الى ان هذا ليس غريبا على ابناء الشعب الواحد وتلاحمهم في وقت الشدائد، مشيدا بالوقت ذاته بفتح الجمعية الطبية ابوابها لاستقبال المتبرعين بالدم.
وأوضح د.السهلاوي أن حالات الوفيات الـ 26 جراء الحادث، موزعة على 10 بالمستشفيات «3 مستشفى الأميري ـ 4 مبارك الكبير ـ 3 مستشفى الصباح»، و16 في موقع التفجير، وتم تحويل الذين توفوا في موقع التفجير إلى الطب الشرعي.
وعن الإصابات بالمستشفيات، يفيد د.السهلاوي بأن حالات جميع المصابين المتواجدين في المستشفيات مستقرة، ولله الحمد، وهم يتلقون العلاج اللازم، ما عدا 9 حالات غير مستقرة ترقد في العناية المركزة بمستشفيات الأميري ومبارك الكبير والفروانية، وأيضا يتلقون العناية اللازمة، علما بأنه حسب الإحصائية كان هناك 227 مصابا، موزعين على المستشفيات (الاميري ـ مبارك الكبير ـ الفروانية ـ العدان ـ الصباح» وتم خروج من تلقوا العلاج وتحسنت صحتهم، مؤكدا عدم وجود أي وفيات جديدة في المستشفيات، داعيا من الله ان يرحم الشهداء ويشفي المصابين ويحفظ الكويت واميرها وشعبها من كل مكروه.
وبالنسبة لبنك الدم فمشاركته في الحدث لا تقل عن المستشفيات، فقد كان له دور رئيسي في انقاذ المصابين واستقبال المتبرعين لتوفير الدم لجرحى تفجير مسجد الامام الصادق، كما ان للعاملين فيه دور وجهود كبيرة والذين بقيوا ليوم كامل في البنك دون العودة لمنازلهم وتناولوا فطورهم وسحورهم في عملهم في سبيل ايصال الدم للجرحى.
مراقب خدمات بنك الدم في ادارة خدمات نقل الدم د.رنا عبدالرزاق تشير لـ«الأنباء» إلى أن بنك الدم تزامنا مع حادث التفجير فعل خطة الطوارئ، وقام بإيصال كميات من أكياس وصفائح الدم والبلازما الى الجرحى بجميع المستشفيات، والتي بلغت في الساعات الأولى ما يقارب 300 كيس من مخزون الطوارئ، مع فتح باب استقبال المتبرعين للجرحى نظرا للاقبال الشديد من اهل الكويت لمساعدة المرضى، حيث تم التنسيق مع الجمعية الطبية الكويتية لفتح صالاتها، بالإضافة الى صالات بنك الدم لاستقبال المتبرعين، والذي زاد من مخزون الدم في البنك وتعويض الاكياس التي تم ارسالها.
وذهبت «الأنباء» الى مستشفى الاميري لتفقد اوضاع المرضى لتجد مديرة المستشفى د.افراح الصراف في مقدمة المتواجدين للاشراف على خطة تلقي المصابين للعلاج اللازم، والاطمئنان عليهم.
وتقول مدير مستشفى الاميري د.افراح الصراف لـ «الانباء»: انه بعد ان تلقينا البلاغ بالتفجير، وبناء على تعلميات وزير الصحة د.علي العبيدي، ووكيل وزارة الصحة د.خالد السهلاوي طبق مستشفى الاميري «خطة الطوارئ» بحذافيرها في المستشفى واعلن حالة الاستنفار لانقاذ المصابين، مضيفة أن المستشفى الاميري استقبل 169 مصابا من حادث التفجير، تم عمل دخول للمستشفى لـ40 منهم، وكانت جميع الحالات مستقرة ماعدا ٤ حالات تتلقى العناية اللازمة، ووجود 3 وفيات سابقة.
وفي تصريح له حول الحادث أكد رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للغذاء والتغذية عيسى الكندري أن الحادث الإرهابي الغادر الشنيع لن ينال من وحدتنا الوطنية بل سيزيد من لحمتنا، وتآزرنا كما سيزيد من تماسك مجتمعنا الكويتي بكل أطيافه، داعيا الله سبحانه ان يرحم شهداء مسجد الامام الصادق بالصوابر ويلهم ذويهم الصبر والسلوان، وان يحفظ الكويت وقيادتها الحكيمة وشعبها الوفي من كل شر ومكروه.. أمين يا رب العالمين.
لا صحة لوجود حالة وفاة جديدة بين مصابي التفجير الإرهابي
أكد وزير الصحة د. علي العبيدي عدم وجود حالة وفاة جديدة بين مصابي حادث التفجير الإرهابي لمسجد (الامام الصادق).
وقال ان عدد الجرحى الذين يتلقون العلاج حاليا في مستشفيات الأميري ومبارك والفروانية والصباح 36 حالة سبع منهم في العناية المركزية.
«شتوتغارت» تعرض علاج مصابي الحادث في ألمانيا مجاناً
علمت «الأنباء» من مصادر صحية مطلعة أن مستشفى جامعة «شتوتغارت» الألمانية خاطب وزارة الصحة الكويتية لعلاج مصابي وجرحى تفجير مسجد الامام الصادق مجانا في ألمانيا.
وذكرت المصادر ذاتها أن وزارة الصحة ستنسق مع مستشفى جامعة «شتوتغارت» الألمانية لإرسال الجرحى المصابين الذين تستدعي حالتهم العلاج خلال ثلاثة ايام، علما بأن تأشيرة الدخول ستكون جاهزه لهم بمطار شتوتغارت في حال وصولهم عبر طائرات خاصة، لافتة الى ان الوزارة ستطلب تقارير المصابين الذين يحتاجون للعلاج لإرسالهم بأسرع وقت.
وأفادت المصادر بأن فريق «شتوتغارت» الطبي الذي تم التعاقد معه في مستشفى الرازي انضم الى الفريق الطبي بمستشفى مبارك الكبير لعلاج المصابين هناك.