صفية البكري: الطفولة أجمل سنوات العمرلقاء مع أديب
|
|
صفية البكري |
صفية وحب جارف للطفولة |
حاورها: د.طارق البكري
صفية طارق البكري فتاة أردنية متخصصة في الكتابة للطفل، وبرعت في فن القصة وفي المسرح، ويأتي ذلك من خبرة مهنية ودراسة جامعية، وتطبيقات عملية، واسمها يتشابه مع محاورها، فهي تتشابه معه بالاسم كما تتشابه معه في اهتمامها بالطفولة.. التقيناها في الاردن اخيرا.
وكان هذا الحوار:
|
صفية البكري مع الزميل طارق البكري |
باختصار.. كيف تصفين نفسك؟
٭ أنا إنسانة بسيطة، تحمل في طياتها طفلة تعيش مع أحلامها وخيالها، أعي معنى الحياة ضمن مفاهيم ربما مختلفة، أحمل من البساطة والقسوة الكثير في آن واحد، امزجهما عبر قلمي «رفيق دربي»، وأصور من خلال حبره الأزرق قصصا وحكايا أحاكي بها الأطفال والكبار والجمادات من حولي. أحب عالم الأطفال والطفولة، وأول شكري وامتناني بنماء موهبتي للكتابة في أدب الطفل وحتى للكبار هو للطفل.
متى بدأت الكتابة للطفل؟
٭ بدأت الكتابة للأطفال مبكرة جداً، كنت أقص الحكايا قبل أن أتقنها، فالأحلام والخيال جعلا من عالمي صندوقاً مليئاً بحكايا لم أكن اكتفي بالحديث عنها، كنت امسك قلمي واكتب الجمل الأولى من قصصي خلف باب حديقة جارتنا الذي قلما يفتح، ثم أعاود قراءة ما كتبته في صباح كل جمعة لأطمئن على عباراتي وأعيد بناء القصة وأكملها ثم آتي بورقة من دفتري وأنقل ما كتبته من عبارات وأكمل قصتي خلال حلي لواجباتي المدرسية، واذكر أن أول قصة كتبتها كنت بالصف الرابع، وعنوانها (الأرنبان)، وتحكي عن أخوين أحدهما نشيط والآخر كسول وكيف كان جزاء كل منهما.
ومتى بدأت النشر لأول مرة؟
٭ بداية النشر والتعامل مع المجلات والجرائد كانت وأنا في سن الرابعة عشرة، ونشرت في جريدة الرأي الأردنية ومازلت حتى الآن، ثم كتبت بمجلة (وسام) الصادرة عن وزارة الثقافة الأردنية، ثم أخذت اكتب وارسم القصص والأشعار في مجلتي (براعم عمان) و(الشرطي الصغير)، وكانت انطلاقتي في مرحلة الدراسة الجامعية حيث بدأت النشر بشكل احترافي، وقمت فيما بعد بإعداد صفحة أسبوعية للأطفال في جريدة «الأنباط»، تشمل أعمال الأطفال الأدبية ، ثم أصدرت قصصا عديدة منها مجموعة قصصية للأطفال بعنوان «الصديقات» بدعم ونشر من أمانة عمان. ونشرت سلسلة الرحلات المفيدة المصورة للاطفال: حكاية الليل والنهار، رحلة مع علبة العصير، حكاية الطبيعة، رحلة مع الفصول الاربعة، سلسلة شهد للأطفال.. وغيرها من القصص والمسرحيات المتنوعة.
ماذا تعني لك الكتابة للطفل؟
٭ إنها تعكس بصورة واضحة تجربة الكاتب إلى حد ما، وتعلن عن حضوره، وتسد كل الفراغات التي طالما بدت في حياتنا الواقعية من تجارب وأحداث وأماكن وتفاصيل واقعية، فالكتابة تلميح مشع، ورسالة مقروءة مسموعة تنمو وتستمر كي تتحول إلى فعل يحقق التغيير والتطوير المطلوب.
وماذا عن نشاطاتك الأخيرة؟
٭ كتبت قصصاً قصيرة للاطفال وللكبار، ولدي الآن مجموعتان قصصيتان الأولى: بدعم من وزارة الثقافة بعنوان «قلاع الصمت» والثانية: بدعم من أمانة عمان بعنوان «دم برتقالي»، وما زال عندي مخطوطات لم تنشر بعد، واكتب وارسم في عدد من المجلات، وأداوم على عمل ملحق ثقافي وملحق أسري أسبوعي في جريدة «الأنباط»، وكذلك أجري تحقيقات صحافية اجتماعية وسياسية وأدبية.
نشاطاتك متنوعة، لكن اهتمامك كما نعرف مركز على الطفل؟
٭ ربما لأنني أتعامل مع الأطفال، وبشكل يومي، كوني مدرسة ومربية فضلاً عن ميولي الطفولية، أمور عززت موهبتي الكتابية للأطفال، فأنا احب الأطفال كثيرا... هناك طفلة في داخلي ترفض أن تكبر، احب عملي في التدريس لأنه يقربني من الطفل الذي أحنو عليه وارتسم فيه نظرات المستقبل الدافئ، هناك قاموس خاص للطفل، يتضمن ألفاظا معينة، ووسائل تعبير تختلف عن الكبار، فكل مرحلة عمرية لها أساليبها ولغتها الخاصة التي تأتي للكاتب من خلال الخبرة، والتعامل الدائم مع القراء، لذلك فأنا أدعو نفسي دائما إلى الاختلاط اكثر بعالم الطفل، والاقتراب إلى كل ما يحتاجونه لمحاولة سد حاجاتهم المعرفية وتنمية خيالهم لابتكارهم فيما بعد بالجديد والمفيد.
من خلال تجربتك الطويلة في الكتابة للطفل كيف تجدين هذا النوع من الكتابة؟
٭ الكتابة للطفل هي من أصعب فنون الكتابة لأنها مسؤولية كبيرة، أمر لا يستهان به، والاهتمام به يحقق الأدب الصادق، وأنا أرى أن من يكتب للطفل يحتاج إلى نوع من التخصصية، بعيدا عن الاستهتار وانعدام المرجعية والمجازفة.
وفي أي الأوقات تفضلين الكتابة؟
٭ بصراحة، أنا اكتب في كل الأوقات، وأنظم وقتي بالعمل والفكر، والدقيقة لها قيمة في عالمي الإبداعي.
وأخيراً، ماذا تقولين لأطفال الكويت عبر صفحة الطفل من جريدة «الأنباء»؟
٭ في الحقيقة أنا أحب الكويت كثيراً واسمع عنها الكثير وأتابع الكثير من صحفها، كما اشاهد مسرحيات الأطفال الكويتية وبرامج التلفزيون الكويتي، والتقيت الكثير من اطفال الكويت الذين زاروا الأردن، وأتمنى أن أزور الكويت قريبا، وأتمنى لأطفال الكويت أجمل الأيام ومستقبلا سعيدا مشرقا.
قصة وعبرة
القطة العطشانة
رأى سليم قطة تسير قرب حديقة قريبة من بيته.. كان اليوم حارا والقطة تبدو مرهقة.. عطشانة... جائعة..
سليم كان يحمل كأس ماء بارد.. ويشرب من خلف زجاج النافذة حينما لفت انتباهه منظر القطة التي تمشي وكأنها تزحف على الأرض الحارة الجافة..
لم يقدر على الوقوف مكتوف اليدين أمام هذا المشهد المؤلم.. استأذن أمه للخروج ومساعدة القطة..
قالت أمه: انتبه يا سليم.. الجو حار جدا والشمس قوية..
قال لها: ما أروعك يا أمي.. من أجل هذا أخرج الآن..
شجعته أمه على مساعدة القطة المسكينة، لأنها تعرف قصة المرأة التي عذبها الله بقطة لم تطعمها ولم تتركها تأكل وتبحث عن طعامها بنفسها بعد أن حبستها في غرفة ضيقة.. كما تذكرت قصة الرجل الذي احضر الماء للكلب العطشان بأن حمل له الماء من البئر بحذائه..
راحت الأم تتأمل ماذا يفعل ابنها عبر النافذة..
خرج سليم ومعه بعض الماء في إناء صغير.. وفي صحن وضع بعض الطعام..
اقترب من القطة التي حاولت أن تموء فما استطاعت من شدة التعب والعطش..
حملها بقطعة قماش بيديه حتى لا تصيبه جراثيم قد تحملها القطة.. ووضعها في زاوية البيت حيث الظل ورطوبة الماء المرشوش على أرض الحديقة..
فرحت القطة بهذا العطف..
تذكرت الأم أن الكلب الذي سقاه الرجل من حذائه دعا للرجل فدخل الجنة بدعاء الكلب بعدما رواه من الماء..
في هذه اللحظة.. وضع سليم إناء الماء قرب القطة ووجه فم الإناء نحوها وكان الماء البارد يلمع مع شعاع الشمس اللاهبة..
شربت القطة.. شربت وشربت وشربت..
ثم قدم لها الطعام وتركها ومضى عائدا داخل البيت ليراقب المشهد من خلف النافذة.
حزايتنا
بَاضَتْ دَجاجةٌ بَيضةً على الطَّريق.. وَرأى البَيضةَ عُصفورٌ صَغيرٌ فأصَابَه العَجَب! «ما أكبرُ هذه البَيضة؟ أظنّ أنّها تسَعْنِي أنَا وَإخوتِي الصِّغَار..!»، قَالَهَا باسْتِغْراب.
كانَ يَعرفُ شَكْلَ بَيضِ الطُّيورِ.. وَلأوَّلِ مرَّةٍ يُشَاهِدُ بَيضةَ دَجَاجَةٍ.. فَعَادَ إلى أمِّهِ خَائِفاً.. وَأخْبَرَهَا بِمَا رَأى.
ضَحِكَتْ الأمُّ وَقَالَتْ: هَذِهِ بَيضةُ صَدِيقِتنا الدَّجَاجة.. فأولادُها الكَتَاكيتُ أكبرُ مِنَ العَصَافير.. والدَّجَاجَة تَكبَرُ بَسِرعةٍ.. وَعشّها أكبرُ بِكثيرٍ من عشِّ طائرٍ صَغيرٍ.
قالَ العُصفورُ لأمِّهِ: لكنّك حديثتِنا سَابقاً ـ أنَا وإخوتي ـ عَنِ النُّسورِ وأعْشاشها.. والطيور الجَارحةِ وأحْجَامها.. فَخِفتُ أنْ تكونَ بيضةَ طيرٍ جَارحٍ.
قالتِ الأمُّ: يَا بُنيَّ، إنَّ الطُّيورَ الجَارحَةَ تَبنِي أعشَاشَها فوقَ الجِبالِ وَفي أعَالي الشَّجَرِ.. أمّا الدّجَاجَةُ فتبيضُ على الأرضِ فِي عشٍّ تَصنعهُ بِعِنايةٍ. وَمثلها صَديقُتنا البَّطةِ.. وَعمتُنا النعامة.. لكنّ بيضةَ النَّعامة كبيرةٌ جِداً.. وَهي مِثلُ كلِّ مَخلُوقَاتِ الله تُحِبُّ أطفَالَهَا وَتَخْشَى علَى بَيضِهَا مِنَ الأخْطَار... وَيبدُو أنَّ الدَّجَاجَةَ بَاضتْ وَهِيَ في الطَّريق.. ورُبَّمَا حَاوَلتْ نَقْلَ البيضة فلم تستطع وأبْقَتْهَا فِي مَكانِها ثمَّ تَعودُ لتَرْقٌدَ عَلَيها وَتَحْرِسَها حتَّى تَفقُصَ وَيَخرجَ مِنْهَا كتكوتٌ صَغيرٌ..
قالَ العُصْفُورً لأمِّه:
مَا رَأيكِ يَا أمي أنْ نُسَاعِدَ الدَّجَاجَة وَنُوصِلَ البيضةَ إلى بَيتِها؟
قالتْ الأمُّ: فِكرةٌ جَميلةٌ.. هيَّا بِنا يَا بُني..
فَطَار العُصْفورُ وأمُّه..
وَرَاحا يُدَحْرِجَانِ البَيضةَ بريشِهما النَّاعم.. يَدفعُ العُصفورُ الصَّغيرُ البَيضةَ فتتلقاهَا أمُّه.. ثمَّ تَدفعُها بريشها فيسرع الصغير فيتلقاها.. واسْتمرا عَلَى هَذِه الحَالِ حتَّى أوصَلا البَيضةَ إلى عشِّ الدجاجة..
كانتْ الدَّجَاجَة تَجْلِسُ عَلَى بَيضِها.. ولمَّا رأتْ البيضة وَمَا فعلَ العُصفورُ وَأمُّه، رَكَضتْ نَحوَهُما تشْكُرُهُمَا على فِعلِهما.. ثمَّ عَاوَنَاها لتحملَ البَيضةَ إلى العش..
وَرَقَدَتِ الدَّجَاجَةُ فَوقَها تَمُدَّهَا بِالحَرَارَة وَالعَطفِ حَتَّى يَخرُجَ الكَتكُوتُ مِنْها.
قصة مصورة
من مجلة «كونا الصغير» .. وهي مجلة تصدرها وكالة الأنباء الكويتية «كونا» فصلياً .. ويتم توزيعها مجاناً في كل أنحاء الكويت ..واخترنا منها هذه القصة الجميلة والممتعة:
الاختلافات
بين الرسمين عشرة اختلافات حاول العثور عليها في أقل مدة ممكنة
لون
المتاهة
أبنائي الصغار
عيد سعيد
نعيش عيد الأضحى المبارك أيها الأحبة ونسعد بلقائكم في هذه الأيام المباركة، حيث يختتم الحجيج مناسكهم، ليبدأوا بالعودة إلى ديارهم بعد رحلتهم الإيمانية العظيمة التي رغم كل ما تتضمنها من مشاق، تظل أجمل وأروع رحلة يقوم بها إنسان في حياته.. العيد أيها الأحبة أيام بهجة وسعادة، بالرغم من كل الأحزان التي يعيشها العالم الإسلامي، وفي هذه الأيام نتذكر المرضى واليتامى والجرحى والمشردين حول العالم، وندعو الله لهم بالخير والأمن والأمان، وأن ينعم الله علينا جميعا بالسلم والسلام، بدلا من الحروب والدمار.. لقد كانت قلوبنا خلال الأيام الماضية تفيض شوقا الى رحلة الحج المباركة، في كل تفاصيلها، من الحرم الشريف إلى منى ومزلدفة وعرفة وكل بقعة مقدسة، حيث اجتمع المسلمون من كل بقاع الأرض يدعون الله ويرجون غفرانه وعفوه، وأن يمنح عالمنا الإسلامي الأمن والأمان.. دروس الحج أيها الأحبة لا تنتهي بنهاية الحج، وبانتهاء العيد السعيد، وبعودة الحجاج الى ديارهم بعد أن غفر الله لهم، وبعد أن أتموا حجهم بفضل من الله تعالى، بل إن هذه الدروس هي دروس خالدة، حيث يتعلم الإنسان قيما كثيرة، وأهمها أن لا فرق بين إنسان وإنسان، وبين غني وفقير، وبين خادم ومخدوم، وبين أبيض واسود.. لا فضل إلا بالتقوى.. فما أجمل دروس الحج، حيث الصبر والتحمل، والعيون التي تدمع، والقلوب التي تخشع وتخضع، واللسان الذي يذكر الله ويشكره.. فليس في الحج تكبر ولا حقد وكراهية، ولا جدال ولا غيبة ونميمة.. العيد يأتي يا أصدقاء حاملا كل معاني الحج، وكل أخلاق الحج.. وكل قيم الحج.. ليكن كل يوم عيد.. إذا كنا في كل أيامنا نتحلى بأخلاق الحج.. تقبل الله طاعتكم.. ونهنئي أصدقاءنا الصغار الذين كتب الله لهم أن يحجوا هذا العام.. ونرجو للجميع حجا مقبولاوعيدا سعيدا.. وكل عام وأنتم بخير.
للتواصل مع الصفحة يمكنكم مراسلتي على الإيميل: [email protected]