- العيسى: اتخاذ أقصى العقوبات لردع المعتدين على أهم ركن من أركان التعليم وهو المعلم
- الأثري: حفظ حقوق المعلمين من أول واجباتنا في «التربية»
- الخالدي: ضرورة زرع الأسر والمجتمع ثقافة الاحترام بين الأبناء
- الغيث: على المجتمع بكامله توفير البيئة المناسبة الآمنة للمعلم ليؤدي رسالته السامية
- الديحاني: لا بد من تفعيل دور الإعلام تجاه أهمية المعلم والدور الكبير الذي يؤديه
- الحساوي: تأمين السبل الكفيلة لحماية المعلم وتهيئة الأجواء المناسبة له
محمود الموسوي عبدالعزيز الفضلي
استنكر عدد من المسؤولين والأوساط التربوية حادثة الاعتداء على المعلمين من الطلبة وبعض أولياء الأمور، في الوقت الذي يحتفل العالم بيوم المعلم في الخامس من أكتوبر، مطالبين بضرورة الإسراع في إقرار قانون حماية المعلم، نظرا لدوره الكبير في تعليم وتربية الأجيال وتنشئتها.
وشدد المتحدثون في أحاديثهم لـ «الأنباء» على أهمية زرع ثقافة الاحترام بين الأبناء لخلق وازع أخلاقي وديني لديهم، مع تبيان دور المعلم ورسالته السامية التي يؤديها في المجتمع، وبما يمكنه من القيام بواجباته على اكمل وجه، وليكون قدوة ومثلا للأبناء من الطلبة، حيث أجمعوا على فكرة أساسية تقوم على أهمية غرس المثل والقيم العليا في نفوس الأبناء تجاه معلميهم الذين يؤدون رسالتهم ويبذلون الجهود المشهودة في سبيل النهوض بالأبناء وبمستوياتهم العلمية.
الركن الأهم
وفي البداية، استنكر وزير التربية ووزير التعليم العالي د.بدر العيسى الاعتداء على المعلمين من قبل الطلبة وأولياء أمورهم، مشددا على أن الوزارة ستتخذ أقصى العقوبات لردع المعتدين على أهم ركن من أركان التعليم وهو المعلم الذي يكن له الجميع حق التقدير والمودة، وعلينا حفظ المكانة اللائقة له.
وأكد العيسى أنه سيعمل على دعم كل ما يحقق للمعلم من حماية ضد أي اعتداء يتعرض له، لافتا إلى أن الوزارة ستعمل على الإسراع في إقرار قانون حماية المعلم بالتعاون مع مجلس الأمة.
حفظ الحقوق
من جانبه، أكد وكيل وزارة التربية د.هيثم الأثري أن أي اعتداء على المعلمين هو بمنزلة الاعتداء علينا كمسؤولين في الوزارة، لأننا نعتبر أن حفظ حقوقهم هو من اول واجباتنا، نظرا لإيماننا بدورهم في إعداد الأجيال وتسليحهم بالعلم والمعرفة.
وأضاف الأثري: أن الوزارة ترفض الإساءة إلى الهيئة التعليمية وستطبق اللوائح والإجراءات على الجمي.
رسالة المعلم
من جهتها، استنكرت مديرة منطقة العاصمة التعليمية بدرية الخالدي ما تعرض له احد المعلمين من اعتداء جسدي من قبل طالب بالمدرسة، داعية الى ضرورة احترام رسالة المعلم ودوره ومكانته في المجتمع لأنه كما يقال «من علمني حرفا صرت له عبدا».
وقالت الخالدي: ان وزارة التربية من خلال اللوائح «النظام المدرسي» تتخذ بحق الطالب المعتدي او المخالف اجراءات تصل الى الفصل النهائي، ولكن رغم ذلك اعتقد انها غير كافية، ولابد من اقرار قانون حماية المعلم لأنه يؤدي رسالة عظيمة وسامية.
وأشارت الى ان الكويت تقدر مكانة المعلم ودوره من خلال التكريم السنوي الذي يكون من قبل صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، لذلك يتطلب الأمر دعم السلطة التنفيذية والتشريعية لتحقيق مطالب المعلمين لتعزيز دورهم في المجتمع.
وشددت الخالدي على ضرورة زرع الأسر والمجتمع ثقافة الاحترام بين الابناء، حيث اننا في السابق كنا لا نسير في الطريق الذي يتواجد فيها المعلم من شدة الاحترام.
الأمن والأمان
من جانبه، أكد مدير منطقة الجهراء التعليمية وليد الغيث ان المعلم يعد الركن الرئيسي في المنظومة التعليمية ومن ثم وجب على المجتمع بكامله توفير البيئة المناسبة الآمنة التي تمكنه من تأدية رسالته السامية على الوجه الأكمل، مشيرا الى انه قد يتعرض المعلم أثناء تأدية وظيفته أو بسببها إلى بعض الاعتداءات سواء كانت اعتداءات معنوية أو مادية تطول سلامة جسده أو ممتلكاته ومن ثم وجب على الدولة أن تسن من القوانين ما يكفل توفير الأمن والأمان للمعلم بصفة خاصة.
وأضاف الغيث: وإيمانا من وزارة التربية بهذا الدور العظيم للمعلم فقد سعت الوزارة ومنذ فترة طويلة إلى إصدار قانون خاص بحماية المعلم وجار استكمال الإجراءات القانونية اللازمة لإصداره.
ولفت الى انه في حال إصدار هذا القانون ودخوله حيز التنفيذ سيكون ذلك بمنزلة خطوة كبيرة لصالح المعلم لما يحققه من حماية فعليه قانونية، متمنيا ان يتم ذلك في أسرع وقت.
التسامح والاحترام
بدوره، رفض مدير منطقة مبارك الكبير التعليمية منصور الديحاني أي إساءة يتعرض لها المعلم أيا كان نوعها، كما نستنكر هذه الاعتداءات تقديرا للدور الذي يلعبه هذا المعلم في العملية التعليمية واحتراما لمكانته ورسالته التربوية الهادفة، منوها الى اننا نأمل بأن يكون هنالك خطوات إجرائية للحد من ذلك.
وذكر الديحاني انه لابد من تفعيل دور الإعلام تجاه اهمية المعلم والدور الكبير الذي يؤديه والحث على احترام مكانته، ناهيك عن تعزيز وتطبيق القيم التربوية في المدارس التي تحث على التسامح واحترام الآخرين، كما اننا ندفع باتجاه اقرار كل قانون يحفظ حقوق المعلم بكل الجوانب.
واقع مؤلم
من جهتها، استنكرت جمعية المعلمين الكويتية حادثة الاعتداء المؤسف الذي تعرض له احد المعلمين في ثانوية سالم المبارك من قبل احد الطلبة وولي أمره، مجددة تأكيدها أن هذا الاعتداء يعكس حقيقة الواقع المؤلم الذي يعيشه المعلمون والادارات المدرسية بشكل عام في ظل غياب قانون يحميهم من الممارسات الدخيلة لبعض الطلبة وأولياء الأمور.
وأكد رئيس الجمعية وليد الحساوي ان الجمعية كانت وما زالت تطالب بوضع حد لمثل هذه الاعتداءات من خلال اقرار قانون حماية المعلم ومن خلال تأمين السبل الكفيلة لحماية المعلم وتهيئة الأجواء المناسبة له لممارسة رسالته ومسؤولياته الجسيمة على اكمل وجه وبما يتوافق مع مكانته الرفيعة.
ظاهرة خطيرة
من جهته، اكد المستشار النفسي والتربوي د.أحمد الخالدي ان الاعتداء على المعلمين أخذ في التنامي حتى أصبح ظاهرة خطيرة لم يعهد المجتمع الكويتي عليها، موضحا ان الحد من هذه الظاهرة ليس مناطا بجهة محددة بعينها بل هو مسؤولية مجتمعية مشتركة.
وبين الخالدي ان اقرار قانون لحماية المعلمين ليس هو الحل الكافي والكفيل بالقضاء على هذه الظاهرة، بل لابد من تحرك على جميع المستويات وبالذات على المستوى الاعلامي بمختلف وسائله المرئية والمسموعة والمقروءة حتى نساهم في عودة هيبة ومكانة المعلم لسالف عصرها الذهبي.
من ناحيته، قال مدير مدرسة عبدالمجيد الخنفر المتوسطة عبدالعزيز اسماعيل ان عملية الاعتداء على اعضاء الهيئة التعليمية في وزارة التربية امر مرفوض، ولا يقبل به أحد، مطالبا بضرورة توفير حماية للمعلمين، من خلال تشديد العقوبات عبر إقرار قانون لحماية المعلم، ولكي يشعر المعلمون بالأمان اثناء أداء رسالتهم التربوية.