غيّب الموت أمس عضو مجلس الأمة السابق د.ناصر صرخوه بعد مسيرة برلمانية حافلة بالعطاءات الوطنية. والراحل عضو مجلس الأمة في مجالس 81، 85، و92، عرف خلالها برفعه الدائم لشعار كلمة التوحيد وتوحيد الكلمة في حملاته الانتخابية، رافضا طوال مسيرته الطروحات الطائفية. ود.صرخوه - رحمه الله - حصل على بكالوريوس علوم في قسم العلوم البيولوجية من كلية العلوم جامعة الكويت، كما نال دبلوم الكلية الملكية عام 1976 من المملكة المتحدة وكذلك نال الدكتوراه من جامعة لندن 1976 في التخصص العام الميكروبولوجي والتخصص الدقيق للتحلل الحياتي.
وتتقدم «الأنباء»، إلى أهل الفقيد بأحر التعازي، سائلين المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته ويلهم ذويه الصبر والسلوان.
(إنا لله وإنا إليه راجعون).
البرلماني الخلوق
هذا، وأعرب رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم عن الحزن والأسى لنبأ رحيل صرخوه، واصفا إياه بالسياسي والبرلماني «الحكيم والخلوق».
وقال الغانم: «لم نكد نستوعب اليوم صدمة رحيل عضو المجلس التأسيسي العم الفاضل يوسف المخلد حتى وافانا نبأ رحيل د.ناصر صرخوه ليضاعف من مشاعر الحزن والأسى بفقدان فارسين كبيرين من فرسان السياسة في الكويت». وأضاف: «إن كل من زامل وعمل مع المرحوم د.صرخوه شهد له بالمناقبية العالية والخصال الحميدة التي تليق بنماذج الساسة الكويتيين الذين عرفوا بالتفاني والعطاء والايثار في ميادين العمل الوطني». واختتم الغانم تصريحه قائلا: «بالأصالة عن نفسي، ونيابة عن اخواني أعضاء مجلس الأمة، أتقدم بصادق العزاء وخالص المواساة لأسرة الراحل د.ناصر صرخوه وللشعب الكويتي، سائلا الله جلت قدرته أن يتغمده بواسع رحمته وأن يلهم ذويه ومحبيه الصبر والسلوان».
إضاءة على مسيرة الراحل
الراحل من مواليد 1947 وعضو مجلس الامة لدورات عدة، حيث فاز في انتخابات مجلس الامة في العام 1981 عن الدائرة الثالثة عشرة، وحصل على المركز الاول برصيد 795 صوتا وفي انتخابات العام 1985 عن الدائرة الثالثة عشرة، وحصل على المركز الثاني برصيد 1213 صوتا، كما حل بالمركز الاول في انتخابات العام 1992 ونال 1722 صوتا.
وطوال مسيرته البرلمانية، رفع د.صرخوه شعار كلمة التوحيد وتوحيد الكلمة، معتبرا ان كلمة التوحيد هي كلمة تجمع جميع البشر (لا اله الا الله)، فعلى الرغم من الخلافات والتوجهات الا انه كان يتفق على هذه الكلمة وهذا الشعار الذي كان يمارسه ممارسة عملية من خلال اطروحاته.
وتوحيد الكلمة عند الراحل رحمه الله يعبر عن العدل المطلق وكل القيم السامية التي تشملها هذه الكلمة.
كما رفض طوال مسيرته الطرح الطائفي، مؤكدا ان مثل هذا الطرح يهدم المجتمع بأكمله، فالانتخابات هي عملية ديموقراطية بحتة لا مجال للتنازعات والصراعات.
الشأن العلمي
د.صرخوه ـ رحمه الله ـ خريج بكالوريوس علوم قسم العلوم البيولوجية من كلية العلوم بجامعة الكويت، كما نال دبلوم الكلية الملكية في العام 1976 من المملكة المتحدة، وكذلك دكتوراه من جامعة لندن في العام 1976 في تخصص العلم الميكروبيولوجي والتخصص الدقيق للتحلل الحياتي.
نال في حياته عددا من الجوائز التي كرسته باحثا مميزا، منها: جائزة افضل بحث محكم في مجلة علمية محلية العام 1992 ـ مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، وجائزة بحث مقدم عن آثار الغزو العراقي في العام 1995 ـ مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، وجائزة التميز في النشر العلمي العام 2000 ـ مؤسسة الكويت للتقدم العلمي.
وكان للراحل العديد من الاهتمامات البحثية منها دور الكائنات الدقيقة في تحلل النفط الخام والمواد الهيدروكربونية وايضا عن عزل وتعريف الكائنات الدقيقة المحللة للنفط واستخدام المواد الهيدروكربونية بواسطة الكائنات الدقيقة ودراسة البوليميرات الناتجة عن تحلل الكائنات الدقيقة للنفط ودراسة التأهيل البيولوجي للبيئات الملوثة باستخدام الكائنات الدقيقة وكذلك دراسة الترسبات البيولوجية الرقيقة على ذرات الحصى والزجاج (الناتجة عن التحلل النفطي).
وكان رحمه الله يرى ان التعليم في جميع دول العالم بحاجة الى اعادة نظر من وقت لآخر نظرا للتطور العلمي الهائل والمتسارع الذي يفرض ضرورة اعادة تقييم المناهج وتطويرها لمواكبة الاكتشافات الكثيرة، وهذا يصدق على التعليم في الكويت كذلك، حيث انه من المفترض اعادة تقييم وتطوير المناهج الدراسية من وقت لآخر لمواكبة هذا التطور العلمي.
وعن طلبته في قسم الميكروبيولوجي، فكان يؤكد ان باستطاعتهم العمل في قطاعات مختلفة في وزارة الصحة والمستشفيات الخاصة ومعهد الكويت للابحاث العلمية ومؤسسة الكويت للتقدم العلمي وجامعة الكويت والهيئة العامة للزراعة والثروة السمكية والهيئة العامة للبيئة ووزارة التربية والتعليم العالي ومصانع المنتجات الغذائية وقسم رقابة المواد الغذائية ببلدية الكويت ومحطات تنقية المياه والادارة العامة للادلة الجنائية والشركات النفطية.