بقلم: سفير الهند لدى البلاد - أجاي ملهوترا
بالمناسبة الميمونة للذكرى الثانية والستين لاستقلال الهند، أتقدم بتهنئتي الحارة وأطيب أمنياتي إلى جميع أعضاء الجالية الهندية في الكويت وأتوجه بالشكر الجزيل لأصدقائنا الكويتيين الأعزاء لأمنياتهم الطيبة.
في هذا اليوم الميمون فاننا نتقدم بالإجلال والتقدير ونستذكر وبكل الامتنان تضحيات أولئك الذين حاربوا لنيل حرية الهند تحت قيادة أبوالأمة المهاتما غاندي، اننا نتقدم بكل الثناء لأبناء بلادنا الذين قاموا بتقديم أرواحهم من أجل سلامة وأمن أمتنا. اننا نتذكر تعهد جميع مواطنينا العاملين من اجل بناء الهند الحديثة، ونعيد تكريس أنفسنا من اجل خدمة شعب الهند والقضية الأكبر للإنسانية.
ففي فترة تزيد على العقود الستة بقليل منذ استقلالنا، احرزت الهند مكانة متميزة كأكبر ديموقراطية وأكثرها تنوعا في العالم، مع سجل رائع للتسامح والالتزام والمساواة والعدالة، والحكم بسيادة القانون. انه لمن المثير ان نرى بلدا يبلغ عدد سكانه ما يزيد على المليار نسمة، ويتميز بتعدد لغاته ودياناته وأعراقه وتنوعه الثقافي، يمضي قدما بعزم وثقة كبلد واحد. قد جرى التأكيد مرة أخرى مؤخرا على مصداقية ديموقراطيتنا المتأصلة الجذور من خلال الانتخابات السلمية والحرة والنزيهة للبرلمان الهندي والتي شهدت قيام 460 مليون ناخب بممارسة حقهم الانتخابي في أكبر عملية انتخابية في التاريخ.
ان الهند المعاصرة هي اقتصاد ذو تريليون دولار، مع واحد من أعلى معدلات النمو في العالم. ومع وجود طبقة متوسطة كبيرة وقاعدة صناعية متنوعة، ووفرة المواد الخام، والامدادات الضخمة للأيدي العاملة ذوي المهارات الفنية والعلمية العالية، وأصحاب المشاريع الدينامكيين، فإن الهند هي وجهة جذابة للأعمال التجارية والاستثمارات الجديدة. علاوة على ذلك، فان لاقتصاد الهند أسسا قوية ويعتمد على مؤسسات متينة، بما فيها المصارف المنظمة بحصافة ورسملة حكيمة. وقد كفلت الهند ان تسليم الائتمان لايزال على الطريق الصحيح، في حين يتم تعزيز الانفاق العام فيه بشكل كبير لتنفيذ مشاريع البنية التحتية الكبيرة والجديدة في جميع أنحاء البلاد. ان مثل هذه التدابير قد مكنت الهند من المحافظة على معدل نمو قوي بنسبة 7% هذا العام، على الرغم من آثار الأزمة الاقتصادية العالمية الحالية. في المقابل، فإن الاقتصادات المتقدمة مرشحة للانكماش بنسبة 2% في عام 2009، ونتيجة لذلك تبرز الهند كواحدة من الدول القليلة التي يحدث بها نمو وحيث من المتوقع جني الأرباح فيها.
وعلى صعيد السياسة الخارجية، ستواصل الهند متابعة مصالحها الوطنية المتنورة، والمحافظة على الاستقلال الاستراتيجي وحرية صنع القرار المستقل الأمر الذي كان السمة المميزة لها. ان الهند تسعى الى بيئة خارجية تؤدي الى تنميتنا سلميا ولحماية نظام قيمنا، وبوصفها عضوا مسؤولا في المجتمع الدولي، ستعمل الهند مع الدول الأخرى لمعالجة القضايا ذات الاهتمام المشترك، مثل الارهاب الدولي، والأزمة الاقتصادية العالمية الحالية، وتغير المناخ وأمن الطاقة والأمن الغذائي وإصلاح المؤسسات المتعددة الأطراف لتعكس الحقائق المعاصرة.
ان سياسة الهند الخارجية لها تركيز خاص على منطقة الخليج، التي لنا معها تواصل وصداقة منذ زمن طويل، كما انه واحد من أهم شركائنا التجاريين، ومصدر مهم للطاقة بالنسبة لنا، وبلد لأكثر من أربعة ملايين ونصف المليون نسمة من المواطنين الهنود.
وحيث انهما تنتميان الى امتداد الجوار الممتد بينهما، فإن الهند والكويت لا تعتبران متقاربتين جغرافيا وحسب، بل ان شعبي البلدين وحضارتهما قد اختلطا على مر القرون. ان علاقاتنا الثنائية الممتازة تتجاوز الروابط التاريخية والثقافية والحضارية لتشمل المصالح السياسية والتجارية والاقتصادية المهمة. ان الكويت تقوم بتزويد 12% من واردات الهند من النفط، في حين ان حجم التجارة الثنائية غير النفطية يصل حاليا الى ما يقارب 2 مليار دولار سنويا. لقد تعززت علاقاتنا بشكل أكبر عبر السنين وتزداد توسعا باستمرار لتشمل نطاقا يتسع على الدوام. ولدينا رغبة ملحة لأن تزداد شراكتنا تنوعا وتعزيزا بشكل أكبر في السنوات القادمة لما فيه الصالح المشترك.
ان تواجد جالية هندية في الكويت يصل عددها الى ما يزيد على نصف المليون نسمة لهو أمر يضيف بعدا حيويا لعلاقاتنــا، انــه واحــد مــن أكبــر تجمعات الهنود خارج الهند، كما انهم يشكلون أكبر جالية مغتربة مقيمة هنا في الكويت.
وهم صورة مصغرة للهند الغنية المتعددة الأعراق والثقافات ومتعددة اللغات ومتعددة الديانات، وقد حازت الجالية سمعة حسنة كونها منضبطة والتي تعمل بجد وكفاءة وذات موهبة وتحترم القانون. كما ان مساهمة أفراد هذه الجالية وأسرهم في تطوير وازدهار الكويت، لهو أمر يستحق التقدير والثناء، وأغتنم هذه الفرصة لأعبر عن الامتنان والشكر للرعاية التي يتم تقديمها الى الجالية الهندية من قبل صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد.
وبينما نلزم أنفسنا من جديد لخدمة وطننا الأم في هذه المناسبة التي لا تنسى ليوم استقلال الهند، أود ان أعبر عن تهاني القلبية وأطيب أمنياتي بالصحة الجيدة والازدهار لكل مواطن هندي في الكويت. وبهذه المناسبة السعيدة، أود ان أعبر عن أطيب أمنياتي بالصحة الجيدة والازدهار لصاحب السمو الأمير وسمو ولي العهد وسمو رئيس مجلس الوزراء.