- افتقار المنطقة للتيار الكهربائي ونقطة أمنية سبب العديد من السرقات
- توفير مستوصف أو عيادة إسعافات أولية لتلبية حاجة أصحاب الكراجات
- أسعار قطع الغيار انخفضت بسبب كثرة المعروض وقلة الطلب
- الطريق إلى السكراب يعرض الزبائن للخطر والسيارات للضرر
عبدالله صاهود
في البداية، قال عبدالرحمن الحريري وهو صاحب احد كراجات السكراب الخاصة لبيع قطع الغيار إن من أبرز المتطلبات التي يحتاجون إليها هي توصيل التيار الكهربائي بالوقت الحالي الذي لا غنى عنه في استعمالاتهم المتعددة.
واضاف أننا مقبلون على فصل الصيف، ونحتاج الكهرباء للإنارة وتشغيل المعدات وبعض مكيفات التبريد، لافتا إلى أن المنطقة تفتقر أيضا إلى الأمن والأمان لعدم وجود مركز أمني او مركز شرطة للسيطرة على بعض المشاكل التي تقع أحيانا بين بعض الزبائن وغيرهم، اضافة الى ضرورة توفير مستوصف أو عيادة إسعافات أولية لتلبية حاجة أصحاب الكراجات، نظرا إلى تعرضهم للإصابات والجروح أثناء ممارستهم لأعمال الفك والتركيب وغيرها، الى جانب وجود المعدات الثقيلة فيها.
ولفت الى أن الموقع يحتاج إلى توفير سوق مركزي لتلبية احتياجات العمالة ورواد السوق من الزبائن وذلك لتفادي استغلال البقالات لحاجة عمال المنطقة، إضافة إلى ضرورة توفير مركز إطفاء بالمنطقة فهذه أشياء ضرورية.
تأثر الحركة السوقية
من جهته، قال عبدالخالق هيكل صاحب أحد الكراجات، ان بعد المسافة التي تقدر بنحو 65 كيلومترا عن موقع السكراب السابق بمنطقة امغرة اثر على الحركة السوقية بدرجة كبيرة، لأن القدوم الى السكراب في موقعه الحالي اقتصر على فئة الشباب والمضطرين الى توفير قطع غير موجودة في الشركات، اضافة الى من يحتاجون إلى قطع باهظة الثمن في الشركات للبحث عنها بأسعار اقل.
وأشار هيكل إلى أن السكراب فقد فئات كثيرة أخرى كانت تتجه إليه لشراء بعض حاجاتهم، اضافة الى بعض الزبائن الذين كانوا يحتاجون الى القطع ذات الكلفة البسيطة، علاوة على افتقاده لأصحاب الكراجات الذين يعملون في تصليح بعض سيارات الزبائن باستبدال قطع منها بمستعملة أو تصليح بعض القطع التي تحتاج الى تبديل جزئي منها، كل هذا لا شك له انعكاس على زبائن الكراجات مما يجعلهم يضطرون الى شراء القطع من محلات قطع الغيار.
وأقسم بانه سيقوم بالسفر الى مصر خلال أيام لجلب ايجار القسيمة نظرا للركود في عملية البيع الخاصة بقطع الغيار.
تنافس في خفض الأسعار
ويقول علي مراد صاحب احد الكراجات ان الكراجات أصبحت تتنافس فيما بينها على خفض الأسعار لكثرة السلع وقلة الطلب، ما يدفع أصحاب الكراجات إلى البيع بأي ثمن، لأن صاحب الكراج على يقين بأن الزبون الذي يخرج من كراجه دون ان يشتري منه لن يعود اليه مرة أخرى، لأنه سيحصل على طلبه من مكان آخر، مما يدفع اصحاب الكراجات إلى عدم فقد الزبون ليتمكنوا في نهاية المطاف من تحصيل ما يستطيعون لتغطية التزاماتهم حتى وإن باعوا السلعة بربح هامشي أو صرفوها بدون ربحية.
التيار الكهربائي
بدوره، اوضح غلام محمد عامل في احد الكراجات أن هناك عددا من المتطلبات التي تحتاج إليها المنطقة لتكون متكاملة، من أبرزها إيصال التيار الكهربائي، الذي لا غنى عنه في عدة استعمالات سواء للإنارة او لتشغيل المعدات، خاصة أن احتياج المنطقة للكهرباء سيكون ضروريا خلال فترة الصيف، مطالبا وزارة الكهرباء والماء بالإسراع في ايصال التيار إلى المنطقة.
واضاف ان المنطقة تفتقد الناحية الأمنية خاصة في الفترة المسائية التي يخيم عليها الظلام في ظل عدم توافر التيار الكهربائي الذي ينير الشوارع، ما يعرض ممتلكاتنا للسرقة من قبل بعض ضعاف النفوس.
وأشار الى تعرّض بعض أصحاب المحلات لعمليات السرقة من بعض الزبائن الذين يلوذون بالفرار بعد تسلّم القطع الى جانب الاشكاليات والصدامات التي تحدث بين الزبائن واصحاب المحلات، مما يجعل المنطقة بحاجة الى توفير مركز امني للحدّ من المشاكل التي قد نتعرض لها.
مركز طبي
من جهته، قال عبدالله محمد صاحب احد الكراجات ان المنطقة ينقصها مستوصف إسعافات أولية نظرا لعدم وجود عيادة تلبي حاجة اصحاب الكراجات، كونهم يعملون في فك وتركيب القطع وقد يتعرضون للإصابات والجروح التي تحتاج الى تدخل طبي، ما يجعل اصحاب الكراجات في حال تعرض احدهم لإصابة يتوجه الى مستشفى الجهراء الذي يبعد عنا قرابة 55 كيلومترا.
وشدد على ضرورة توفير نقطة إسعاف في المنطقة لنقل الحالات التي تتعرض للإصابات الخطيرة التي تنجم عن القطع الحاد او البتر او سقوط معدّة على احد العمال او ما شابه من الحالات التي يتعرض لها العمال، وتتطلب اجراء الإسعافات الأولية او النقل السريع الى المستشفى ما يشكل خطرا على حياتهم.
آراء الزبائن
عرضنا القضية أيضا على زبائن السكراب الجديد لمعرفة آرائهم حول الموضوع، وفي ذلك قال حماد الغريب وهو يهم بشراء قطع الغيار لمركبته «العلة»، بحسب قوله، إن قطع غيارها لا تتوافر الا في سكراب النعايم! ونظرا لقدم الطراز فإن بعد موقع السكراب وصعوبة الوصول إليه والحالة السيئة للطريق إليه تجعله في قلق كلما همّ بشراء قطع لها، مشيرا الى أن أبرز العقبات التي تواجهه هي خطورة الطريق وعشوائية توزيع القسائم الخاصة ببيع قطع الغيار من خلال الطرق المؤدية الى المنطقة والتي تعتبر مثيرة للغبار مما يشكل خطرا على مرتادي الطريق، الى جانب ان الطريق من الخط السريع إلى موقع السكراب تالف ويعرض سياراتهم للضرر.
وأضاف أن الزبون كان في السابق يبحث عن فارق السعر بسبب قرب السكراب في أمغرة، اما الآن فأصبح يقارن قيمة القطعة في الشركة وكلفة شرائها من السكراب وما يعانيه من مشقة وتعب للذهاب والحصول على القطعة.
وأكد الغريب ان الناس الآن لا يأتون الى السكراب الحالي للبحث عن القطع الرخيصة، لأنها لا تستحق العناء، مشيرا إلى أن بعد المسافة تسبب في رفع الأسعار بكراجات الميكانيكا وتصليح السيارات في منطقة الشويخ خاصة السيارات التي تحتاج الى قطع غيار من السكراب.
انحدار المبيعات
من جانبه، قال بشار العدواني إن «وضع السكراب في الوقت الحالي عقب انتقاله من منطقة امغرة الى منطقة النعايم أشبه بمنطقة اشباح بسبب قلة الزبائن فيه، لافتا الى ان بعد مشوار السكراب عليه يجعله يخصص اليوم بالكامل للذهاب الى هناك، رغم ان الأجواء في الوقت الحالي تساعد الزبون على قطع مسافة الطريق الا ان في فصل الصيف ستكون اكثر صعوبة نظرا لارتفاع درجات الحرارة وسوء الأجواء.
توزيع عشوائي
من جهته، لفت علي الفضلي الى أن المنطقة تفتقد وجود بعض الخدمات التي يحتاجها الزبون، كالتوزيع العشوائي للقسائم، ولا يوجد تقسيم اداري للكراجات، وعدم وجود سوق مركزي يلبي احتياجاتنا عقب قطع مسافة الوصول الى هنا، ولا يوجد سوى البقالات التي لا تفي بالغرض.
وأوضح ان الطريق المؤدي الى المنطقة يعتبر مثيرا للغبار في فصل الصيف، ويتعرض للدفان، ما يشكل خطرا على مرتادي الطريق، الى جانب ان الطريق الواصل من الخط السريع الى موقع السكراب تالف ويعرض سياراتنا للضرر.
استغلال الشركات
من ناحيته، ذكر فهد الشنان وهو احد الزبائن في كراج الحريري انه جاء الى هنا للبحث عن قطعة نفجيشن، لعدم وجودها في الوكالة، وتستغرق فترة توفيرها ثلاثة اشهر رغم ان قيمتها في الوكالة تعادل 680 دينارا، فاتيت لأبحث عنها هنا كونها لا تتجاوز 150 دينارا في السكراب.
والمح الى انه لا يأتي للبحث عن القطع الزهيدة كونها لا تستحق العناء للقدوم الى السكراب وقطع كل هذه المسافة، ما يجعلنا نشتريها من الوكالة او موزعي قطع الغيار الذين استغلوا رحيل السكراب من موقعه السابق الى هذا المكان البعيد برفع اسعار السلع لديهم.
وأضاف في الموقع السابق كان بإمكان الزبون معرفة أماكن القطع التي يبحث عنها، كون المنطقة مرتبة وموزعة بنظام البلوكات، ويمكننا الوصول الى نوع السيارة التي نبحث عن قطع الغيار لها اما الآن فغير ذلك.
بعد الموقع
وقال أحمد الهويدي وهو يهم بشراء قطع غيار لمركبته انه اختلف علينا بعد المسافة فقد اصبح يرهق الزبون الذي يبحث عن احتياجه من القطع في السكراب وخطورة الطريق، كما ان بعد المسافة لا يحفز المشتري على التوجه الى السكراب للبحث عن بعض القطع التي كان يبحث عنها في السابق.
وبين ان المشكلة التي تواجه الزبائن هي ان الطريق الرئيسي المؤدي الى السكراب غير آمن اضافة الى ان الطريق الاسفلتي المتفرع من الطريق الرئيسي والمؤدي الى السكراب وضع بطريقة تضر بسيارات الزبائن، ولا يمكن لسيارات الصالون استخدامه للدخول الى منطقة السكراب، الى جانب عدم توافر طرق داخلية تخدم الرواد، ما يعرض سياراتهم للضرر.
لا يشجع
وقال الزبون أحمد العنزي انني قطعت 75 كيلومترا من موقع سكني بالعارضية الى سكراب النعايم، ما يجعلني اعيد التفكير حينما أرغب في التوجه إلى السكراب مجددا، حيث سأضع في اعتباري مسافة الطريق وكلفته وضياع اليوم في المشوار الذي سأقضيه مقارنة بسعر القطعة في الشركة التي توفر ما احتاجه، الأمر الذي سيجعلني ارضخ للواقع واتجه للشركات التي تفرض علي سعر القطعة، حتى لا اتكبد قطع مسافة الطريق وعدم ضمان فعالية القطعة التي قد تكون لا تعمل ما يضطرني للرجوع مرة اخرى لقطع تلك المسافة لاستبدالها.
أجمع عدد من أصحاب الكراجات في موقع السكراب بمنطقة «النعايم» على انخفاض مستوى المبيعات من قطع غيار السكراب بعد إزالته من موقعه السابق في منطقة أمغرة إلى موقعه الحالي، وعزوا ذلك الى أن الموقع الجديد قد أفقدهم العديد من الزبائن الذين كانوا يترددون على السوق في موقعه السابق وقربه من المناطق كافة، حيث اقتصر القدوم الى السكراب الآن على فئات الشباب وبعض المضطرين إلى توفير قطع الغيار غير المتوافرة في الشركات، والقطع باهظة الثمن في الشركات لشرائها بأسعار أقل.
وأشار أصحاب الكراجات في لقاءات خاصة مع «الأنباء» التي قطعت 80 كيلو مترا من العاصمة للوصول لهم إلى أن الأسعار انخفضت بنسبة كبيرة، مرجعين ذلك الانخفاض إلى عدة اسباب، منها بعد المسافة الكبيرة، وعدم استدلال غالبية الزبائن على مكان السكراب الحالي، ما جعلهم يدخلون في أجواء من التنافس فيما بينهم على خفض أسعار السلع، وأحيانا يضطرون للبيع والتصريف دون ربحية بسبب قلة الزبائن.
حاجة ماسة إلى سوق مركزي
كشف أصحاب الكراجات لـ «الأنباء» عن ان عدد الأيدي العاملة في المنطقة يقارب خمسة آلاف عامل، لافتين الى ان لهذه العمالة احتياجات تتطلب توافرها واهمها توفير السلع الغذائية رغم وجود ثلاثة مطاعم تخدم المنطقة وعدد من البقالات التي تستغل حاجة العمال برفع اسعار السلع مما يحتم ضرورة توفير فرع سوق مركزي كخدمة لتلبية احتياجات العاملين في الكراجات.
بعد المسافة أضاع غالبية الزبائن
أجمع كل البائعين في سكراب النعايم على ان بعد المنطقة أفقدنا غالبية الزبائن خصوصا الكويتيين كونهم توجهوا الى اخذ ما يحتاجونه من قطع غيار من الشويخ، بدلا من التوجه الى السكراب، واصبح يدفع عشرة أو عشرين دينارا قيمة الفرق في بعض القطع ولا يقطع المشوار الطويل للوصول الى السكراب وخطورة الطريق.
أوضاع سيئة تنتظر ساكني المنطقة بالصيف
بين الباعة ان وزارة الكهرباء تعمل على نصب أعمدة الانارة وتمديدات الكهرباء، ولا نعلم متى سيتم الانتهاء من ايصال التيار الكهربائي للشوارع والقسائم، ونحن الآن نعاني عدم وصول التيار الكهربائي وبرودة الاجواء خاصة في الفترة المسائية، وغالبية عمال السكراب يسكنون المنطقة، كما ان الوضع سيكون سيئا خلال فترة الصيف وموجات الحر التي تشهدها الكويت خلال الصيف المقبل.
ضرورة نقل مكتب التسقيط
أكد البائعون على ان الوضع الحالي ينفر الزبائن وليس كما كان سابقا، حيث ان موقع سكراب امغرة كان يعج بالزبائن الكثيرين، وكانت المنطقة تعتبر مركزية، وتتوافر فيها بعض الخدمات، مثل مركز الإطفاء ومراكز صحية، موضحا ان المنطقة الحالية بحاجة الى توفير مكتب الفحص الفني للتسقيط الذي مازال في موقع امغرة ويعتبر بعيدا على اصحاب الكراجات الذين يرغبون في شراء السيارات، ونتمنى ان يتم نقله الى المنطقة.