أحمد يوسف
لم تتمكن الأزمة الاقتصادية من جيوب المواطنين والوافدين، فالأسواق مزدحمة، والمتاجر مكتظة وعربات التسوق من كل الخيرات ممتلئة بالفواكه والخضراوات والمأكولات والمشروبات هكذا هو حال شهر رمضان. ومع خلال متابعة «الأنباء» لبعض الأسواق تكشف ان الازمة المالية والتي نالت من كل القطاعات الاقتصادية تغلبت عليها عادات المواطنين الاستهلاكية في الشهر الفضيل. ولا خلاف على أن الأجواء الاحتفالية التي ترافق شهر رمضان عادة، من غبقات وعزومات سواء على مستوى الأفراد او المؤسسات والشركات لاتزال محتفظة الى حد ما بعاداتها، ولم تستطع الازمة التأثير فيها. فالمتسوقون في المتاجر الكبرى تسارعوا لافراغها من كل ما لذ وطاب من المأكولات والمشروبات التي تزين مائدة الإفطار بعد نهار طويل من الصوم والحر، تقول ذلك بلسان حالها. وعلى الرغم من الازمة الاقتصادية العالمية، فان شهر الصوم هو بالنسبة للكثيرين شهر الجود والبركات وبالتالي لا مكان فيه للاقتصاد والتوفير، فحزام التقشف لا يمكن شده بالنسبة الى هؤلاء الا بعد عيد الفطر. وفيما يلي تفاصيل جولة «الأنباء»:
بداية في احد «الهايبر ماركت» التي تواجدت بكثرة اخيرا في مختلف مناطق الكويت تحدث مدير المبيعات قائلا: «الاستهلاك في شهر رمضان يكون بزيادة قدرها من 10 الى 20% عن باقي الشهور، وذلك لما فيه من تجمعات كبرى من الأهل، والأحبة على موائد الإفطـــار او السحور، ولذلك فان شركات الأغذية تقدم فيه عروضا كبري، فهي تضمن تصريف معظم إنتاجها خلال هذا الشهر».
وتابع قائلا: «لا شك ان هناك تداعيات للازمة مازالت الى حد ما مستمرة، فإذا كان معدل متوسط الإنفاق خلال رمضان يكون بالعادة مصحوبا بزيادة تصل الى 20% فان الملاحظ ان النسبة للشهر الجاري انخفضت».
وفي تحليل لانخفاض النسبة قال: «ان هناك عدة أساب وراء ذلك، فالعديد من الأسر غادرت البلاد على خلفية الأزمة، بالإضافة الى ان هناك من الشركات من قلصت معاشات موظفيها مما اثر على عمليات الإنفاق لدى عامليها، أضف الى ذلك ان ثقافة الحذر التي اتبعتها العديد من الأسر في شرائها لاحتياجاتها الضرورية فقط، فبعد ان كانت على سبيل المثال احتياجات الأسر لاسيما الكويتية لكراتين او درازن، فانه من الملاحظ انه حاليا شراء القطع الفردية بات هو المفضل لدى الأغلبية».
وفي السياق ذاته قال مساعد مدير المبيعات بنفس «الهايبر»: «رغم التنافس الشديد من قبل شركات الأغذية، والتي تحرص فيه على بيع مخزوناتها خلال هذا الشهر الفضيل، التي قلت أسعارها عادة عن نفس الفترة من العام الماضي، الا ان هناك تحفظا في الشراء».
وتابع قائلا: «ان هناك ملاحظة تتلخص في تزامن شهر رمضان مع عودة الدخول للمدارس، وعودة المواطنين من موسم الأجازات الخارجية، كل هذه العوامل مجتمعة شكلت عوامل ضغط على ميزانية الأسر، ولاسيما الوافدون، وهذا ما يظهر جليا في تحليل فواتير شراء المستهلكين».
وعلى صعيد المستهلكين الافراد تحدث ابو محمد قائلا: «انه الشهر الوحيد الذي تجتمع فيه عائلات بأسرها حول موائد كبرى. الازمة ليست مهمة»، مؤكدا ان «الناس ينسون همومهم في هذه اللقاءات».
وأضاف: «في رمضان الجميع يدعو ويدعى الى موائد الإفطار والسحور. كما لو كان مناسبة لمن يشتري اكبر قدر من الطعام ويعد اكبر عدد من الأطباق».
بدوره أكد ابو مشعل ان الازمة الاقتصادية لم تؤثر على عادات رمضان، مشيرا الى أن الناس يشترون نفس الكميات التي كانوا يشترونها العام الماضي. انه رمضان:الناس جائعون».
اما بو حمد فيؤكد ان رمضان شهر «مميز» وان مجرد فكرة التوفير في هذا الشهر هي امر غير وارد حتى «مجرد التفكير به».
ويقول: «كل عام هناك سلع عليّ ان ابتاعها. ربما اقتصد بعد رمضان لأعوض العجز في ميزانيتي، لكننا لن نغير عاداتنا».
وفيما يخص الوافدين تحدث محمود البسيوني موظف باحدى الوزارات قائلا: «اقيم مع اسرتي في الكويت منذ 15 عاما، ولاحظت انخفاضا كبيرا في الاسعار خصوصا المواد الغذائية والتي احرص على شراء كميات كبيرة نظرا لكثـــرة اولادي».
وعن تأثير الأزمة الاقتصادية على شراء الاحتياجات خصوصا خلال شهر رمضان قال: «ان الأزمة قد أحدثت تغيرات جذرية في النمط الاستهلاكي للكثير من الأسر سواء أكانت على مستوى الوافدين ام المواطنين الذين يعملون معي في الوزارة، ومع هذا فإنني ألغيت سفري الى بلدي هذا العام والذي كنت احرص عليه كل عام، هذا من جانب ومن جانب آخر، فإن تزامن دخول الدراسة بعد شهر رمضان يحتم ترشيد الانفاق والتحكم في المصاريف، الا ان اغراء العروض يحول دون ذلك».
ويتفق معه في معظم ما تقدم به طارق البشبيشي وهو ايضا مقيم مضيفـــا ان الازمة جعلت العديد من الاسر الوافدة ترحل عن الكويت مما ادى الى تناقص كبير في شراء احتياجات الأفراد من الهايبر ماركت.
وقال ان ترك العديد من الاسر الكويت زاد من الشراء الفردي للافراد من فروع الجمعيات الصغيرة ومحلات البقالة.