«البيوت أسرار» ..ولا يحق لأحد أن يدخل بيتا دون استئذان لكن إذا فتح البيت بابه وقلبه لأخيه الإنسان فقد يجد في ذلك راحة وتفهما
للتواصل
[email protected]
إعداد: محمود صلاح
عن زوجتي النكدية.. لا أتحدث!
لا أتحدث عن زوجتي.. ولا أقصدها بهذا الكلام!
لكنني فقط أسأل: ماذا يفعل الرجل إذا كانت زوجته نكدية تنغص عليه عيشته ليل نهار؟!
هل يطلقها؟
هل يقطع لسانها وهي نائمة؟
هل يتزوج عليها؟!
هل يضع لها السم في الطعام؟
إنسان كفران من حياته
وأنا.. لا أقصدك بكلامي هذا!
لكني أتفق معك ان هناك بعض الزوجات نكديات.. لكن لماذا؟
بعض الأزواج يعانون من هذه الزوجة النكدية، التي تحول البيت الى جحيم، يعود الرجل الى بيته من عمله مرهقا، فيطالعه وجه زوجته الغاضبة دائما، الصامتة دائما، لا شيء في البيت يدعو الى الضحك او السرور، الأيام كلها دسوداء.
ما بال هذه المرأة؟
لماذا هي نكدية دائما، لماذا اختفت الابتسامة من على وجهها؟ لماذا الغضب والوعيد؟ لماذا لا تتكلم؟ لماذا لا ترد؟
انت أيها الزوج لا تعرف ان هذه النكدية في الحقيقة انما تبعث اليك برسالة انها تدعوك انت الى الكلام لكن على طريقتها السلبية، هي تنكد عليك، وانت تغضب وتثور وتشتعل، لأن أكثر ما يوجع رجولة اي رجل التجاهل وعدم الاعتراف بوجوده واللامبالاة!
لكنك لا تعرف انها في الأصل غاضبة من شيء ما، لكنها لا تستطيع التكلم، ربما كبرياؤها يمنعها، ربما انت أخطأت في حقها ولا تدري ربما تكون قد عاملتها بطريقة غير إنسانية، ربما تجاهلتها عاطفيا ربما أصبحت تصرفاتك مريبة!
والمرأة بطبعها لا تفصح عن مشاعرها الغاضبة، ربما لأن ما يغضبها موضوع حساس، وربما لستم معتادين الحديث بصراحة معا.
والنكد هو وسيلتها هنا لمعاقبتك!
النكد وسيلتها للضغط عليك عصبيا حتى تتوصل بنفسك الى الحقيقة.
ومن الجائز ألا يفهم الزوج ذلك.
فيغضب بدوره، لأن زوجته أشاعت جو النكد في البيت وحرمته من الهدوء والسلام والاستقرار.
لكن للأسف فإن استمرار الزوجة النكدية وزوجها الغاضب منها في أسلوبهما يعني تراجع المودة بينهما، واستمرار كل منهما في العند ويزيد الاستفزاز والمشاكل، ويظل كل منهما يلقي بمسؤولية النكد على الآخر.
لكن على كل منهما ان يراجع نفسه وان يفهما انها علاقة مودة ورحمة وهذا هو معنى الزواج الحقيقي!
زوجي.. ملكية خاصة ممنوع الاقتراب منها!
كم أتمنى لو أغير من نفسي وشخصيتي وطباعي!
لكن دائما لا أستطيع السيطرة على انفعالاتي وحدة ردود أفعالي.
وبداية.. أعترف بأنني إنسانة غيورة جدا!
ورغم أنني متأكدة من أخلاق زوجي، وفي أنه يحبني. إلا أنني أغار عليه بدرجة هائلة وهذا رغما عن نفسي. وإذا شعرت بالغيرة فإنني أقيد عقلي. وأصبح كالمجنونة. أنقلب إلى وحش مفترس. أثور وأغضب. تشتعل النار في كل أعصابي.. ولا يهمني إذا كنا في البيت أو في الشارع أو مكان أحد من الناس.
وما أكثر ما سببه لي جنون غيرتي مواقف محرجة لي.. ولزوجي!
هل أنا مجنونة؟
وكيف أعود إنسانة عاقلة.. سوية؟!
ل.ع
٭ مشكلتك أنك لا تستطيعين كتم مشاعر الغيرة، حتى في وجود الآخرين، وتندفعين بالصراخ، والتفوه بكلمات جارحة وتفقدين السيطرة على نفسك.
وأنت تعتقدين أن زوجك إنسان سيئ لمجرد أن أحدا أعجب به رغم أنه لم يشجع على ذلك.
ولا بد أن تدربي نفسك على السيطرة على قوة المشاعر الجنونية. وتتعودي على كظم غيظك. لأن التعبير عن الغيرة بطريقتك الحادة الجنونية. لا بد أن تقود حتما إلى مشاكل أكبر قد يصعب حلها!
وهناك دراسات نفسية تؤكد أن الإنسان يستطيع أن يغير نفسه وبعض عاداته مثل الغضب والكآبة والغيرة الزائدة ويقولون في علم النفس إن الشيء الذي نتعلمه يمكن أيضا أن ننساه. فإذا تعلمنا مثلا شيئا خاطئا. فما دامت لنا القدرة على التعليم فلا بد أن تكون لنا القدرة على أن ننسى.
وقد تكوني قد تعلمتي أن تغاري أو تكوني أنانية. قد تكوني قد تعلمتي حب الامتلاك وإذا اقتنعتي بأن كل هذه مفاهيم خاطئة ونصائح غير سليمة. فبإمكانك أن تتعلمي كيف تتخلصي من هذه المشاعر وان تتغيري إلى الأفضل.
أنت لم تولدي غيورة.
ربما ظروف مرت بك في حياتك جعلتك هكذا. فلا تقولي هذه طبيعتي ولا أستطيع تغييرها والغيرة سلوك وعادة يمكن أن نخفف من حدتها.
ويجب أن تفهمي أشياء أساسية:
أولا: لا بد أن تقبلي نفسك وأن تحبيها فإذا فعلت فسوف تحمين نفسك من وهم أن الآخرين لا يعترفون بك ولا بد أن تفهمي أنه ليس من حق أي إنسان أن يمتلك إنسانا آخر حتى وإن كان مسؤولا عن طعامه وشرابه. وأنت تفهمي أن الحب والزواج اتفاق بين اثنين ليحقق كل منهما رغبات واحتياجات الآخر.
لا تتحولي إلى سجانة.. على زوجك.
اعرفي انه لا يوجد إنسان كامل.. والزوج بشر فيه ضعف أي إنسان.
ولا داعي للخوف أو الشكوى. كلما عبرت امرأة أمام ناظري زوجك. لأن من يخترع وهم العفريت.. قد يسقط من الخوف منه!
ولا تأخذي كل أمر على أنه شخصي وموجه ضدك. هذه حساسية شديدة لا مبرر لها وإذا كان زوجك شخصية اجتماعية.. فافهمي أنه لا بد أن يكون ودودا ولطيفا مع الناس.
واستمعي إلى زوجك.
وإذا قال لك إنه لا سبب ولا مبرر لغيرتك.. وأنك غير محقة في شكوكك، فلماذا لا تصدقيه.
وبدلا من أن تظهري لزوجك الغيرة، اظهري حبك له وثقتك فيه.
وانسي تماما أن زوجك ملكية خاصة لك.. وممنوع الاقتراب منه، لأن الحياة لا يمكن أن تمضي بهذا الفهم الخاطئ.
سألني: لماذا تريدين الطلاق؟.. وسوف أرد
الآن فقط..
وبعد كل هذه السنوات من العذاب سألني:
لماذا تطلبين الطلاق؟
نظرت اليه.. في عينيه.. ووجدته كما عرفته.. لم يفهم!
سألني: هل مازلت تحبينني؟
قلت بلا تردد: مازال في قلبي.. حب لك!
قال: ألا تعرفين انني أحبك؟
قلت: أعرف!
قال: وتعرفين انني دائما كنت مخلصا لك؟
قلت: أعرف!
سألني متعجبا: فلماذا تريدين الطلاق إذن؟
تنهدت..
ودارت في ذهني تفاصيل عمرنا معا كأنها شريط سينمائي درامي مؤلم.
نعم كان هناك في البداية حب..
وكان الزواج
لكن مع الأيام اكتشفت انني تزوجت رجلا لا أعرفه.. ولا يعرفني!
لم أعرف معه يوما من الاستقرار.. كأني تزوجت البحر.. كل يوم على حال.. يوم هادئ.. ويوم عاصف ثائر.. وبلا سبب واضح..
وجدته دائما لا يفكر إلا في نفسه، لم يسألني يوما ماذا أحب وماذا لا أحب، دائما كانت الكلمة كلمته، والقرار قراره، أنا أحب الموسيقى الهادئة، وهو لا يستمع إلا الموسيقى الصاخبة، أنا أميل الى الهدوء وهو يعشق الصخب والضجيج، هو يصر على تشغيل المكيف على أعلى درجاته الباردة.. وأنا أرتجف من أقل برودة، أنا أريد الأطفال وهو لا يريد ويكرههم.
ومع الأيام تغيرت..
غيرني بأسلوبه وأنانيته، وأفقدني الإحساس بأي متعة في الحياة، سلبني الفرحة وإحساس السعادة، أفقدني توازني ببروده وتفكيره الدائم في نفسه.
ووالله لقد حاولت كثيرا.
حاكمت نفسي وحاسبتها، ظللت أفكر في حسناتك فوجدتها قليلة قليلة، بحثت عن لحظات سعادة معك أتمسك بذكرياتها، فلم أجد، كل ما وجدته زواج من طرف واحد، زوج يراني جارية وليس إنسانة، مجرد وسيلة لإشباع رغبته وحاجاته!
كل ذلك رأيته في خيالي في لحظات.
وعاد يسألني: لماذا تريدين الطلاق؟
لم أرد..
لكني بالتأكيد وفي يوم قريب جدا..
سوف أرد!
«امرأة مكتوب عليها العذاب»
واحدة سمينة.. والثانية نحيلة!
عندي مشكلتان.. أقصد ابنتين!
الكبيرة تعاني من سمنة زائدة.. لقد أصبحت خلال سنوات قليلة ضخمة الجسد مترهلة، وهي دائما تأكل.. إذا كانت حزينة تأكل، وإذا فرحت تأكل، قبل نومها تأكل وأول ما تستيقظ تأكل!
أما أختها التي تصغرها بثلاثة أعوام، فمشكلتها على العكس تماما، وعلى الرغم من انها نحيفة، إلا انها فقدت الشهية للطعام، وتظل صائمة عنه معظم اليوم، وأصبحت مجنونة بالميزان وتضعه في حجرة نومها!
ماذا أفعل؟
أم حائرة
للسمنة والنحافة جوانب نفسية بالضرورة.
وهناك مرض معروف هو فقدان الشهية العصبي، الفتاة المصابة به ترفض الطعام حتى لا يزيد وزنها، وتحاول بشتى الطرق ان تخفض وزنها، هي ترى نفسها في عقلها سمينة ووزنها زائد عن الحدّ، وهذا يشوه جمالها، ويجعلها قبيحة، بينما من يراها يدرك من اللحظة الأولى انها نحيلة، لكن هكذا هي ترى نفسها، فهي تصاب بالذعر إذا زاد وزنها كيلوغرام واحد فوق المعدل الذي رسمته لنفسها، ولا تريد اي زيادة عنه، فتمتنع عن تناول الطعام، وقد تتناول الملينات او تستجلب القيء حتى تتخلص من اي طعام تناولته، مثل هذه الفتاة لو أعطيتيها ورقة وقلما وطلبت منها ان ترسم نفسها، سترسم انسانة سمينة للغاية، هذه هي صورتها النفسية عن نفسها.
وللأسف ان مثل هذه الفتاة قد تبدو كالشبح لانخفاض وزنها وتدخل في صراع مع أسرتها، هم يريدونها ان تأكل وهي ترفض، وهي في الحقيقة حالة مرضية نفسية ولابد من عرضها على الطبيب النفسي والعلاج لا يكون بدفعها للأكل وانما بتغيير الطريقة التي تفكر بها.
أما مريضة السمنة فهي شيء آخر..
والغريب ان الكثيرات من مريضات السمنة لا يكففن عن اللجوء الى الأطباء لتخفيف وزنهن، وبعد ان يضع لهن الطبيب نظاما للأكل، قد ينخفض وزنهن في البداية، لكنهن فجأة يرفضن النظام الغذائي ويعدن الى التهام كميات كبيرة من الأطعمة، ثم يعاودن الشكوى من جديد من زيادة وزنهن.
ومريضة السمنة ايضا مريضة نفسية.
وقد تكون السمنة هي وسيلتها لتحقيق التوازن النفسي.. هي تشعر أمام الطعام بأنها مسلوبة الإرادة، وقد تكون وهي تأكل بهذه الطريقة في أعماقها تريد إيذاء نفسها، وتضطرب علاقتها مع الآخرين في مكان عملها ومع صديقاتها وينتهي الأمر بها الى الهرب من الناس.
إذن.. فالسمنة ايضا هي مرض نفسي.
وهناك مراكز طبية متخصصة في علاجها.
وهناك شفاء.. بإذن الله.
هربت من الجني.. إلى العفريت؟!
هل يمكن أن يكون جمال المرأة «نقمة» قد تدفع ضريبة من حياتها وسعادتها، هل هو لعنة تزداد كلما زاد جمالها؟
أنا امرأة جميلة.. بكل المقاييس.
هكذا يقول كل الناس حولي.. هكذا تقول مرآتي كلما نظرت اليها، ولست جميلة فقط، انني فائقة الجمال، وهذه حقيقة وليست غرورا، لكني اعتبر نفسي أتعس امرأة على ظهر هذه الأرض، نعم أنا امرأة تعيسة ومنكوبة، ولا أعرف لماذا؟
ولدت في أسرة ميسورة الحال، أبي تاجر معروف، وأمي تنتمي لأسرة عريقة، منذ صغري كان جمالي واضحا وسط اخواتي الثلاث، وهن متوسطات الجمال، لكنهن تزوجن بسرعة وعاشت كل واحدة منهم في بيتها مع زوجها، أما أنا ورغم عشرات من الرجال الذين تقدموا للزواج مني، إلا انني كنت دائما أرفض وأتعلل بأسباب مختلفة، لم يقتنع بها أبدا أبي وأمي!
وحتى أنا لم أكد أعرف لماذا أرفض الرجال، الى ان اكتشفت الحقيقة المرعبة في أحد الأيام، إن جني ملعون قد لبسني، والمصيبة انه عشقني، وجعلني أسيرة له، وأرغمني على كراهية كل الرجال.
وعشت أياما سوداء وما زلت!
وكانت تنتابني حمى رهيبة تشعل جسدي بالنار، واحتار أهلي وعرضوني على عشرات من الأطباء، لكن أحدا لم يستطع تشخيص مرضي، وأخيرا اقترح بعض أقاربنا اللجوء الى شيخ معروف بعلاج مثل حالتي عن طريق القرآن، ورغم انني لم أصدق لكني وافقت في النهاية، وليتني لم أوافق!
جاء الشيخ وفوجئت من اللحظة الأولى برجفة شديدة تعصف بجسدي، لم يكن كما توقعت رجلا عجوزا بل كان في الأربعينيات من عمره، قوي البنية حاد النظرات، له ابتسامة هادئة حلوة، وتعجبت من نفسي وجلست مذهولة وهو يقرأ بعض آيات القرآن ويضع يده على رأسي، ومن شدة ذهولي فوجئت بنوع من الراحة والهدوء يسريان في نفسي، ونمت في تلك الليلة كطفلة صغيرة، أنا التي كنت أظل ساهرة مؤرقة بسبب الجني الذي لبسني!
لكن حدث في الأيام التالية ما لم أتوقعه!
بدأت صورة الشيخ الذي عالجني تطاردني في أحلامي وحتى في يقظتي.
وبدأت ارى فيه جمالا لم اعرفه من قبل، وكأنه الرجل الوحيد في هذه الدنيا.
وكان قد أعطاني رقم هاتفه، فبدأت أكلمه على استحياء وعرفت منه انه زوج وأب لثلاثة أولاد، ورغم ذلك قد امتلأ قلبي بالحب له، ولم أعد أتصور كيف تكون حياتي بدونه، لقد عدت شبه طبيعية، لكني لا أعرف ماذا أفعل بمشاعر الحب الجارفة التي أشعر بها نحو هذا الرجل!
لقد نجوت من الجني.. لأقع في قبضة عفريت!
بائسة
للأسف ما زال في مجتمعاتنا من يؤمن بخرافات السحر، ويقع ضحية سهلة في ايدي الدجالين وخرافاتهم، وهؤلاء ليسوا عددا قليلا من الناس بل غالبية، فهم من يقول ان السحر مذكور في القرآن، ومنهم من يتصور ان الجن قد لبسه او مسه، وفيهم من يعتقد في الأعمال والسحر، بينما معظم ما يعانونه سببه الجهل والتربية السيئة، والابتعاد عن الله وكلمة الإيمان!
ولقد رأيت في حياتي كثيرا من هذه النماذج البائسة فعلا، والتي علاجها الوحيد في عيادة الطبيب النفسي وليس عند الدجالين والمشعوذين.
وللأسف فإن هذه الخرافات لا تسيطر على البسطاء فقط، فقد عايشت نماذج اخرى من الناس منهم مشهورون ومسؤولون لا يتحركون إلا بمشورة شيوخ الدجل والشعوذة.
وما زلنا على شاشات التلفزيون نشاهد إعلانات هؤلاء الدجالين.
أحدهم يقول عن نفسه انه الشيخ الوحيد الصادق بشهادة الملايين، والمتخصص في علاج السحر، وفك الأعمال، ورد المطلقات، وإقناع الأهل بالشريك، وإعادة الحبيب في ثلاث ساعات، وعلاج الوسواس القهري والأمراض المستعصية، ويقول في نهاية الإعلان ان كل الحالات التي عالجها شفيت مائة في المائة!
وما أكثر المآسي الحقيقية التي وقعت ضحايا على أيدي هؤلاء الدجالين المشعوذين.
وليس عندي سوى نصيحة واحدة لصاحبة المشكلة، هي ان تلجأ الى الله، وان تكون الصلاة هي الراحة التي تحتمي فيها، ان تفكيرها مضطرب وخاطئ، وهي تعاني من أشياء نفسية واضحة، هي السبب في أفكارها المغلوطة، وقصتها يجب ان تكون عبرة لغيرها.
لقد خاب الساحر من حيث أتى..
والله خير حافظ من كل شر.
كوني مع الله!