- مختار: ذكرياتنا عن العيد في الماضي لاتزال محفورة بالذاكرة
- حسين: طرأت أمور كثيرة غيرت شكل العيد وطرق الاحتفال به
- الأطرم: كنا نتأهب للعيد وننتظره بشوق واليوم الشباب ينامون نهاره
- العنزي: اعتدنا أن نستمتع ونستلذ بالاحتفال بعد أن ننعم بأيام رمضان
أيام العيد لها نكهة خاصة لدى مختلف الفئات العمرية كل حسب منظوره الخاص، غير أن هذه النظرة اختلفت في الحاضر عنها في الماضي وطرق استقبال العيد وتعايشه تغيرت طقوسها على مر الزمان.
من أجل ذلك، التقت «الأنباء» عددا من المواطنين الذين عايشوا الزمن الماضي ببساطته والزمن الحديث بتطوره ودخول التكنولوجيا عليه لمعرفة ما الفرق بين أجواء العيد وطقوسه وعاداته وتقاليده في الماضي والحاضر.
عادل الشنان
في البداية، قال محمود مختار ان ذكريات العيد في الماضي لاتزال محفورة في الذاكرة في كل تفاصيلها لأن البيئة في الزمن القديم كانت تفرض عادات وتقاليد خاصة بالعيد لابد ان يقوم بها الفرد ويمارسها بطبيعته من خلال الاستعداد لقدوم العيد بشراء الملبس وتجهيز الدواوين لاستقبال الضيوف وإعداد المشروبات مثل الشاي والقهوة والعصائر والحرص على تواجد كل أفراد الأسرة الواحدة في بيت واحد منذ ساعات الصباح الأولى وتوزيع العيادي على الصغار وعمل الزيارات الى جميع الجيران والأقارب والاصدقاء والالتقاء بهم وتهنئتهم شخصيا بهذه الأيام المباركة والسعيدة، حتى نجد ان عدد ايام العيد لا تكفي لإنهاء واجبات العيد كلها ونحاول ان نسابق الوقت لإنجازها.
واضاف: لكن اليوم اصبح العيد لبضع سويعات ومن ثم ينتهي دون لون او طعم ودون ان نشعر بوجوده بسبب التكنولوجيا التي طغت على العادات الاجتماعية الجميلة والحميدة وبات العيد «عيد المسچات»، حيث اصبح السواد الأعظم من المجتمع يعتمد على عمل رسالة جماعية لقائمة الاسماء في هاتفه النقال ومن ثم يضغط زر الإرسال لمعايدة الجميع برسالة والأدهى من ذلك ان معظم من تصلهم رسائل التهنئة بمناسبة العيد لا يكلفون نفسهم حتى قراءتها او فتحها من الأساس بل يعمل لها «حذف» مباشرة حتى لا تأخذ حيزا في ذاكرة الهاتف.
وتابع مختار: في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها عالمنا الاسلامي والعربي وكمية سفك الدماء الفظيعة التي تحدث وآخرها ما حدث عند بعض الدول الشقيقة والمجاورة وراح ضحيتها آلاف الابرياء من مختلف الفئات العمرية نتيجة الارهاب وأعماله أطفئت فرحة العيد في نفوس المسلمين في شتى بقاع الأرض، متمنيا ان يعم السلام على ارجاء الوطن العربي والإسلامي قاطبة ويفرح المسلمون في أعيادهم وهم يصلون صلاة العيد في المسجد الأقصى بعد دحر الصهاينة وإعادة فلسطين الى اهلها واستعادة أولى القبلتين وثالث الحرمين للمسلمين.
واشار مختار إلى ان العيد في السابق كان أكثر بساطة من الوقت الحالي حيث كانت الفرحة باللقاء والاجتماعات والزيارات لا بالمناظر وعرض الملبوسات والاكسسوارات او الكماليات كما هو الحال لدى البعض الآن وكانت الفرحة عارمة في الصدور تخرج من قلوب صافية وكان المجتمع يستشعر بالسعادة والفرح ويحرص على بعض العادات الحميدة والقيم والاحترام والتواصل الأخوي ومراعاة الآخرين والفرح لفرح الأطفال بهذه الأيام وطرق ألعابهم وبهجتهم وتنقلهم بين المنازل للزيارات والتهنئة لبعضهم.
من جهته، قال محمد حسين طرأ الكثير من التطورات التي غيرت شكل العيد وطرق الاحتفال به عن الماضي، وفي كل عام تظهر فروقات جديدة أدت الى اندثار العديد من العادات القيمة والحميدة التي كانت بالسابق من ركائز العيد وأساسياته وكان الناس في الماضي ينتظرون العيد بفارغ الصبر وبلهفة الشوق، ونجد ان البسمة ارتسمت على وجوه الجميع والأهازيج المعتادة تعلو من كل بيت والزيارات لا تقف حتى بعد انتهاء ايام العيد الاساسية وأواصر التكافل الاجتماعي والتواصل الأسري كانت حاضرة بشكل قوي جدا، قوية في اجواء يسودها الحب والوئام والمحبة وحب الخير للجميع، اما الآن الوضع عكس ذلك تماما وأصبحنا كالغرباء في ظل معالم الأجيال الحالية للعيد وطرق معايدتهم به حيث أثقلتهم الحياة الحديثة وأبعدتهم عن بعضهم البعض.
وزاد حسين: لكل جيل طرقه وأساليبه في التعامل مع الحياة وتطورها واختلافها عن الماضي، وانا ارى ان كل شيء قديم كان اجمل وأفضل مما أراه الآن رغم الحداثة والتكنولوجيا والتقدم والتطور وتوفير سبل الراحة المختلفة لأن ما كان في السابق كنا نستشعره بالقلوب ونعيش به الروح، اما اليوم فكل شيء لا روح له ولا اشعر بفرحة العيد الا لدى الصغار حين يأخذون العيدية ويفرحون بها وأتحدث معهم عن خططهم ومشاريعهم التي سيستثمرون بها العيدية التي سيجمعونها لأجد لديهم الحماس للقيام ببعض الأمور او شراء بعض الألعاب.
السهر والنوم
بدوره، قال حميد الأطرم: كنا في السابق نتأهب لقرب العيد ونحضر لهذه المناسبة الحلوى ونقوم بذبح الذبائح وتجهيز أماكن الاجتماعات واللقاءات والزيارات والتنسيق فيما بيننا لإقامة الولائم بهذه المناسبة السعيدة وتبادل أطراف الحديث في الزيارات وسرد الحكايات، وحينما كنا شبابا صغار كنا نأتي لمجالس الكبار ونستغل فرصة اجتماعهم بالعيد لنستمع اليهم ونتعلم منهم وليس كشباب اليوم الذين باتوا يرون فرحة العيد فقط في السهر ليلة العيد والنوم نهار يوم العيد لبدء يومهم بعد مغيب الشمس ومعاودة السهر مرة أخرى دون ان يشعروا بفرحة هذا اليوم وعظمته.
وزاد الأطرم: ان الفاجعة التي ألمت بالكويت واهلها في شهر رمضان من العام الماضي نتيجة العمل الإرهابي القذر في مسجد الصادق عليه السلام والفواجع التي شهدها الوطن العربي والإسلامي في رمضان من هذا العام جعلت الكثير من العوائل تتمنى الا يأتي العيد لشدة ما يحملونه من حزن وحسرة. وهذا ايضا من المظاهر الجديدة التي افقدت للعيد خاصيته الجميلة في قلوب الكثيرين من الذين فجعوا في أعزائهم في الأيام القريبة من قدوم العيد.
من جانبه، قال فهد العنزي: كنا بالسابق نستلذ بفرحة العيد حيث كنا ننعم في شهر رمضان بضيافة الرحمن جل جلاله ومن ثم تأتي ايام عيد الفطر السعيد لتأخذنا بأجواء مليئة بالفرح والسرور والمحبة والإخاء وكان ان وجد من نعرفهم بينهم خصام لا يمكن ان نتركهم دون ان نستغل يوم العيد لإذابة الخلاف بينهم وإصلاحهم على بعضهم البعض، وكنا نحرص كل الحرص على زيارة من هم اكبر منا سنا ومباركتهم بيوم العيد ونجتمع في بيت العائلة نوزع العيادي على الأطفال ونأكل الوجبات الثلاث جميعا ونجلب الحلويات والمكسرات ونسهر في تبادل الأحاديث وكانت الضحكات تتعالى طوال ايام العيد أما في الوقت الحالي فبات أغلب الناس يهنئون بعضهم البعض عن طريق «الواتساب» دون ان يتزاوروا او يجتمعوا منذ زمن طويل واذا قدمنا الي بيت احد في اليوم العيد عند سؤالنا عن الأبناء نجدهم نائمين لا يعلمون عن العيد سوى انه يوم اجازة، هذا ان تواجدوا في البلاد ما لم يكونوا قد استغلوا فترة اجازة العيد للسفر.
واستذكر العنزي انه في احد ايام العيد في الماضي كان قد سها عند إشارة المرور قليلا فتحركت سيارته وصدمت السيارة التي أمامه وما كان من صاحبها الا ونزل من سيارته والابتسامة تعلو وجهه وبادر بالتحية والمعايدة وقول «اليوم عيد وما أزعل منك ولا انت تتضايق والله يعوده علينا بسلامة»، وفي عيد الأضحى الماضي ذهبت لزيارة احد الأقارب ولم اجد موقفا لسيارتي الا عند جيرانهم وعند وقوفي خرج شاب صغير بالعمر قائلا «لو سمحت شيل سيارتك من هني هذا بيت مو باركنج»، وهنا أيقنت ان هذا الشاب قد حرم من اللقاءات الاجتماعية التي اعتدنا عليها ونحن صغار وتعلمنا منها اللباقة بالحديث مع الكبار وابداء الاحترام لهم حتى وان أخطأوا وعدم التقليل من شأنهم بتاتا وهي من العادات التي كانت تحدث بالعيد وتجمع الصغار بالكبار ليستمعوا اليهم ويتعلموا منهم.