- بهبهاني: الحمود يدعم إنشاء «هيئة السياحة» لتصبح رافداً من روافد الاقتصاد المحلي
- الخضري: السياحة في العالم صناعة هشة تتأثر بالأوضاع السياسية والأمنية والعوامل الطبيعية
- الأشقر: النصف الثاني من 2016 شهد نشاطاً لصناعة الضيافة المحلية واستقطاب الكويت عدداً كبيراً من رجال الأعمال
- العاصي: القطاع السياحي في الكويت ساهم بنسبة متوقعة تبلغ 1.5% من إجمالي الإنتاج المحلي في 2015
- مفتاح: الكويت وجهة سياحية عائلية من الدرجة الأولى والأوضاع الأمنية ساعدت السياحة الداخلية
لميس بلال ـ كريم طارق
مع العطلة الصيفية يبدأ المواطنون في تجهيز حقائبهم استعدادا للسفر لكسر روتين العمل الشاق والترفيه عن النفس، إلا أن هذا العام يختلف عن سابقه لما تشهده العديد من الدول السياحية من أوضاع أمنية غير مستقرة، ما دفع الكثير إلى البحث عن وجهات سياحية أكثر أمنا واستقرارا، بينما فضل البعض البقاء في «الديرة» وسط العائلة على الرغم من الارتفاع الشديد في درجات الحرارة التي فاقت 50 درجة في بعض الأيام.
التقت «الأنباء» عددا من الخبراء والمعنيين بمجال السياحة في الكويت للتعرف أكثر على العوامل التي تتدخل في اختيارات المواطن المتعلقة بتحديد وجهته السياحية، حيث أكدوا أن الأوضاع الأمنية التي يشهدها العالم أثرت بشكل كبير في قراراته، ودفع البعض إلى ترجيح كفة السياحة الداخلية عن السفر إلى الخارج، مؤكدين أن الكويت تمتلك العديد من المقومات السياحية التي من شأنها أن تجذب المواطنين والمقيمين على أرضها في قضاء عطلة الصيف بداخلها.
في البداية أشارت مدير إدارة السياحة بوزارة الإعلام ماجدة بهبهاني إلى أن موقع الكويت الجغرافي وإطلالته على الخليج العربي وعامل الاستقرار الأمني وتوافر المرافق بمختلف أنواعها، وتعدد الأنشطة والفعاليات الترفيهية والاجتماعية والثقافية والفنية التي تقوم المؤسسات الحكومية والأهلية بتقديمها على مدار العام تجعل الكويت من الدول التي تمتلك مقومات سياحية من شأنها أن تجذب المواطنين والمقيمين على أرضها.
ولفتت الى حرص وزير الإعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان الحمود على أن تلعب السياحة دورها في هذه المرحلة، مثمنة دعمه الكبير لتنمية السياحة بمفهوم جديد ومتطور يواكب رؤية الحكومة، إلى جانب دعمه للجهود الخاصة بإنشاء هيئة للسياحة وتفعيل دورها لتصبح رافد من روافد الاقتصاد المحلي، وفتح الآفاق لفئة الشباب للانخراط في المشاريع والوظائف التي تتعلق بالسياحة وجذب الاستثمار، لافتة الى تفعيل نظام الفيزا الإلكترونية السياحية التي من شأنها تسهيل الزيارة إلى الكويت.
وأضافت أن الشعور بالأمن والأمان يعتبر عاملا أساسيا في اتخاذ قرار السفر أو تحديد وجهة السفر، موضحة أن هناك من يفضل البقاء داخل الكويت بعيدا عن زحمة السفر في فترة الإجازات، مشيرة إلى أن الفعاليات والأنشطة المقامة حاليا في مختلف المحافظات في الكويت، غالبا ما تدفع بعض الأسر الى البقاء داخل الكويت من أجل المشاركة والاستمتاع بها، والتي عادة ما تكون مكيفة داخل المباني والمجمعات، أو على ساحل الخليج للتخفيف من وطأة الحر.
من جانبه، أكد اختصاصي التسويق السياحي ومدير معهد السياحة في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب د.نبيل الخضري أن الكويت تملك العديد من المقومات السياحية التي نستطيع من خلالها جذب شرائح كبيرة من السائحين إلى الكويت، ولكنها لا تضاهي الدول السياحية الأخرى، لافتا إلى أن أغلب مواطن الجذب السياحي والترفيهي في الكويت تتمثل في المناطق الساحلية والبحرية مثل الشاليهات التي أصبحت منتشرة وأصبح من السهل تأجيرها من قبل ملاكها، بالإضافة إلى عوامل سياحية أخرى مثل كثرة المجمعات التجارية المتنوعة والتي تجذب المواطنين والمقيمين والسائحين كونها تتناسب مع طبيعة الظروف المناخية ودرجات الحرارة المرتفعة، بالإضافة إلى كونها تسهم بشكل كبير في تنشيط حركة التسوق والتجارة.
صناعة هشة
وأوضح الخضري أن صناعة السياحة في العالم من الصناعات الهشة التي تتأثر بشكل سريع بمختلف الأوضاع الأمنية والسياسية أو الطبيعية أيضا مثل الزلازل والأعاصير والأوبئة، مشيرا الى أن الأوضاع الأمنية التي يشهدها العالم خلال الآونة الأخيرة أثرت بشكل لافت على قرارات ووجهات المواطن خلال عطلة الصيف، مؤكدا أنه ليس من الضروري أن يكون الحل في البقاء بالداخل، مدللا على ذلك بما تشهده تركيا وبعض الدول الأوروبية والعربية التي دفعت المواطن إلى البحث عن دول مستقرة مثل بعض الدول الآسيوية.
وشدد على ضرورة وجود توجه حكومي جاد لتشجيع صناعة السياحة في الكويت، وذلك من خلال إنشاء «هيئة عامة للسياحة» تهدف إلى التنسيق مع الجهات المختلفة المعنية بالسياحة في الكويت، بالإضافة إلى تشجيع الكوادر الوطنية وخلق فرص عمل جديدة للانخراط والعمل في القطاع السياحي، عبر الدعم الجاد للعاملين في القطاع برواتب مناسبة وصرف للبدلات.
وأكد أهمية زيادة المشاريع السياحية الترفيهية على الخط الساحلي، حتى لا يقتصر الأمر على إنشاء المجمعات التجارية والمطاعم فقط، إنما الاعتماد على تأسيس مشاريع سياحية ضخمة تواكب التطور والتجديد الدائم في هذا القطاع، مع تشجيع الاستثمار الأجنبي وتوظيف رؤوس الأموال المحلية، وتخفيض الدورات المستندية والقضاء على البيروقراطية الموجودة، والاهتمام بالتوجه الجاد في تطوير الجزر الكويتية وتطبيق هذا التوجه على أرض الواقع، إلى جانب الاهتمام بالهوايات البحرية والتراثية وزيادة المراسي البحرية بخدماته الترفيهية، وذلك لأن المواطن الكويتي ليس له ملجأ آخر سوى البحر في حالة قضاء عطلته في الكويت.
وفيما يتعلق بالأوضاع الاقتصادية للمواطن ومدى تأثيرها على وجهاته السياحية أوضح الخضري أن السياحة عادة ما تعتمد على المبالغ الزائدة التي يدخرها المواطن من أمواله، لافتا إلى أن هناك العديد من الشركات التي أصبحت توفر للسائح إمكانية دفع تلك المبالغ بالأقساط أيضا، ما جعل الأمر أكثر سهولة، مشيرا إلى أنه لا ينصح بتلك التجربة التي تجعل المواطن يدفع أموال رحلته على مدار عام بأكمله.
سياحة رجال الأعمال
وفي سياق متصل، أوضح المدير العام لفندق موفنبيك الكويت رشدي الأشقر أن النصف الثاني من العام الحالي شهد نشاطا محموما لصناعة الضيافة المحلية، نظرا لاستقطاب الكويت لعدد وافر من رجال الأعمال، وهو ما لعب دورا فاعلا في الاستحواذ على الحركة السياحية، بالإضافة إلى تواجد عدد كبير من العائلات الذين فضلوا البقاء في الكويت عن السفر هذا العام، إلى جانب توافد زوار الكويت من أهل الخليج مع بداية الصيف والأعياد.
ولفت الأشقر إلى وجود نسبة حجوزات جيدة لرجال الأعمال من دول مجلس التعاون الخليجي وكذلك المسافرون من رجال الأعمال من البلدان الأوروبية والهند، كما سجلت الحجوزات عبر الإنترنت معدلات جيدة في الشهور الماضية، حيث أصبحت تلك الحجوزات واحدة من العناصر الرئيسية التي تنمو بشكل مستمر.
وأضاف أن الامكانيات بالفندق تتيح للمواطن الكويتي الادخار والاستمتاع بالخدمات الموجوده بدلا من السفر اثناء الاجازات والعطلات الرسمية، حيث يقدم فندق موفنبيك الكويت لرجال الأعمال والعائلات بموقعه الفريد 100 غرفة منها المطل على حمام السباحة ومنها على الحديقة التي تتميز بالرقي في تصميمها المعماري والأناقة العربية الأصيلة.
من جانب آخر، توقع مدير العلاقات العامة والتسويق بفندق موفنبيك الكويت السيد العاصي أن القطاع السياحي بالكويت سيصبح أحد المصادر التي تضخ الدماء في شرايين الاقتصاد الكويتي، ما ينتج عنه تنشيط الصناعات الأخرى وخلق فرص عمل جديدة، ليبث بذلك روح الإبداع والممارسة في المشروعات الحرفية الصغيرة كذكرى لزوار البلد، بالإضافة إلى رواج المطاعم ذات المأكولات المتنوعة، لافتا إلى أن القطاع السياحي يعد بمنزلة فرصة لاستقبال رواد الكويت بعد انشاء المركز المالي العالمي في ظل وجود فنادق ومنتجعات وخدمات سياحية تقدم خدمات عالية الجودة.
وأضاف أن القطاع السياحي في الكويت ساهم بنسبة متوقعة تبلغ 1.5% من اجمالي الإنتاج المحلي في 2015 ومن المتوقع أن تنمو مساهمته إلى 3% سنويا حتى عام 2025، مؤكدا أن أن فنادق الكويت تتوافر لديها جميع وسائل الترفيه والمطاعم العالمية.
وجهة عائلية
من جهتها، أشارت مديرة إدارة العلاقات العامة والتسويق بفنادق ماريوت الكويت خديجة مفتاح إلى أن الكويت تمتك العديد من المقومات التي تشجع المواطنين والمقيمين لقضاء عطلة الصيف في الكويت، حيث تتوافر العديد من الفنادق ومنتجعات الخمس نجوم، بالإضافة إلى مراكز تسوق رفيعة المستوى ووجهات ترفيهية متنوعة للأطفال، ما يجعل من الكويت وجهة سياحية عائلية من الدرجة الأولى.
وأضافت أن الأوضاع الأمنية غير المستقرة في العديد من البلدان ساعدت السياحة الداخلية نوعا ما ولكن ليس بشكل كبير، ما دفع بعض المواطنين إلى قضاء فترة طويلة من عطلتهم الصيفية في الكويت، موضحة أن البعض أيضا فضل بعض الوجهات الأوروبية والأمريكية لما تتمتع به من أوضاع مستقرة وآمنة في الوقت الحالي.
وأضافت مفتاح أن الكويت تدرس حاليا ترتيبات جديدة خاصة بالقطاع السياحي لتطويره، خاصة بعد إلحاق القطاع بوزارة الإعلام ضمن إدارة جديدة تهدف لإطلاق مشاريع مختلفة لتشجيع السياحة وتنشيطها، لافتة إلى أنه تم عقد مؤتمر بهذا الخصوص في فندق جي دبليو ماريوت الكويت برعاية وزير الإعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان الحمود على مدار ثلاثة أيام بهدف تشجيع السياحة في الكويت، حيث تم التداول خلاله بخصوص الخطط والاقتراحات التي سيتم تسويق سياحة الكويت على أساسها مستقبلا.
وأعلنت مفتاح أن كلا من فندق «جي دبليو ماريوت» الكويت، وفندق «كورت يارد ماريوت» الكويت و«ريزيدانس إن ماريوت» الكويت تقدم باقات متميزة خاصة بالمواطنين والمقيمين، والأسر الزائرة من دول مجلس التعاون الخليجي، لتشمل العروض خصومات كبيرة على الغرف تصل إلى 30% في عطلة نهاية الأسبوع، بالإضافة إلى تشكيلة من العروض المتنوعة على المطاعم.
الأوضاع الأمنية تدخلت في اختياراتهم لوجهاتهم السياحية
مواطنون لـ «الأنباء»: صيف الكويت رائع لمن يعرف كيف يستمتع به
- السجاري: الوطن أجمل مكان في الوجود
- حسن: الكويت لديها جميع مقومات السياحة والمتعة
- الغضبان: يمكننا ان نقضي يوماً سياحياً متكاملا بين التسوق والبحر والسينما
التقت «الأنباء» بعض المواطنين لاستطلاع آرائهم حول وجهاتهم السياحية هذا الصيف ام سيفضلون البقاء في الكويت، حيث أكد أغلبهم ان الوطن هو الأمان، والأفضل البقاء في مكان آمن بعيدا عما يحدث في العالم من أحداث ومخاطر.
في البداية، قالت أريج راشد السجاري ان الوطن أجمل مكان في الوجود، ورغم أشعة الشمس الحارقة فإنها أفضل لي من الجو في البلدان الأوروبية، فما أبحث عنه موجود في بلدي الجميل من أماكن ترفيهية ومسارح وسينما ومجمعات تجارية، والأهم من ذلك كله فأنا لا أشعر بالدفء والأمن في مكان غير الكويت.
وتضيف: ان جميع فصول السنة في الكويت غير، فكل فصل له طقوسه الخاصة، ففي الصيف مثلا يكون البحر والأماكن البحرية هو ما نبحث عنه والحمد لله توجد منتجعات جميلة في الديرة ولجميع طبقات المجتمع والكل يستطيع ان يستمتع بالأجواء الصيفية الجميلة دون استثناء، خصوصا في ظل الظروف الاقتصادية التي يمر بها العالم كله، فالعزوف عن السفر هذه السنة له أسباب عدة إلا انها لن تمنعنا من الاستمتاع بديرتنا الحبيبة.
من جانبه، قال محمد حسن انني لا أشعر بالملل أبدا وأنا بالكويت فهي الديرة ما بعدها ديرة والحمد لله فأنا أستمتع بقضاء وقتي مع الأهل والأصدقاء وخصوصا ان الكويت والحمد لله لديها جميع مقومات السياحة والمتعة لمن يعرف ان يستغلها ولو سافرنا فسنجد كل شيء بالكويت من تسوق الى منتجعات الى مجمعات تجارية ونواد للسيارات ونواد رياضية، وغير ذلك، وانا أستغرب ممن يقولون اننا نسافر لنغير جوا، كيف ذلك وكل شيء موجود في الكويت، ربما ينقصنا القليل لكن ليس الكثير، والأهم من ذلك كله ان جو الصيف يحلو بالبحر وهذا العامل متوافر لدى الجميع ممن يرغبون في قضاء صيف جميل وأنشطة متنوعة في بلدنا الجميل.
بدوره، يؤكد علي الغضبان ان الصيف بالكويت غير ورغم ان درجة الحرارة عالية الا اننا في الكويت من مقيمين ووافدين باتت هذه الحرارة عادية لنا خاصة ان الديرة مكيفة في جميع الأماكن التي نرتادها ولا نشعر بها إلا حين نسافر، حيث نشعر بها في البلدان التي لا توفر التكييف في معظم الأماكن التي يرتادها السياح.
ويضيف ان الكويت جميلة لمن يعرف كيف يستمتع بها فهي لا تخلو من اي مقوم من مقومات السياحة وهو ما يبحث عنها كل سائح، بالإضافة الى أن الوضع الاقتصادي جعل الأغلبية تعدل عن فكرة السفر، كما ان الأوضاع غير المستقرة في أغلب البلدان جعلت الأغلبية يفكرون في البحث عن السياحة الداخلية، وهي الأفضل برأيي، فهنا يمكننا ان نقضي يوما سياحيا متكاملا بين التسوق والبحر والسينما او حتى حضور معرض فني.
ويقول محمود حسين إن «في السفر متعة وفي السياحة الداخلية كذلك متعة فمع الدراسة والضغوط الدراسية لا يسعنا خلال السنة التعرف على ما هو جديد في بلدنا الحبيب ولكن في الصيف يمكن ان نتعرف على مقومات السياحة وزيارة الأماكن الجديدة».
البحث عن المتعة
من جهته، يؤكد علي بلوشي ان فكرة السفر جميلة ولكن إذا لم نستطع السفر فالمتعة والسياحة موجودتان في بلدنا الحبيب، وربما تمنعنا درجة الحرارة من القيام بعدة أنشطة نهارية إلا انه من وقت المغرب ونحن نعمل كل يوم على وضع خطة للخروج والاستمتاع مع الأصدقاء ولدينا خطة أسبوعية للتعرف على أماكن ترفيهية جديدة وهنا تكمن المتعة.