بشرى شعبان
أمهات وآباء واخوان وأخوات، أجداد، جميعهم في خريف العمر أعطوا من ربيع حياتهم الكثير والكثير لكن غدر الزمان والعقوق في بعض الأحيان، أو ان الحياة سرقت أعمارهم دون ان تكون لهم أسر وينجبوا الأبناء، هذا ما جعلهم داخل جدار دار لرعاية المسنين والمسنات في دور الرعاية الاجتماعية وان وجدوا الأيادي الحنون التي تمسح دموعهم وتحاول تعويضهم جزءا مما افتقدوه من حنان ودفء الأسرة وإن كانت أعدادهم قليلة جدا فهي لا تتجاوز الـ 50 مسنا ومسنة داخل الدور، الا ان ذلك لا يمنع وجود ظاهرة التخلي عن كبار السن.
وبالرغم من صدور قانون رعاية المسنين عام 2007 واللائحة التنفيذية له واصدار القرارات الوزارية المتشددة في ضرورة رعاية المسن في بيئته الطبيعية والتوسع في الخدمة التي تقدمها وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل ممثلة في إدارة رعاية المسنين عبر الرعاية المنزلية للمسن والرعاية النهارية، فإن بعض المسنين يعيشون حالة توصف بالعزلة عن المجتمع داخل دور الرعاية الاجتماعية.
«الأنباء» زارت الدار في أيام عيد الفطر السعيد آملة ان تسلط الضوء على أمهاتنا وآبائنا ممن أوصلتهم الحياة الى هذا المكان.
المكان جميل ومرتب ونظيف ويتلقى به المسن كل أنواع العناية والخدمة المتميزة، مشرفات ومشرفون، اخصائيون أطباء وممرضون، عمالة خدمة النزيل، جميعها متوافرة لهم لكن تجد الحزن في عيونهم لغياب الأحبة وابتعادهم عنهم، ولسان حال معظمهم يقول: متى يأتي ولدي لزيارتي، اللقاء الأول كان مع سيدة يزيد عمرها على الـ 70 عاما استهلت كلامها بالقول «آه يا بنيتي» ماذا أقول «الزمن غدار» لم أعمل حسابا للشيخوخة عندما كنت في الشباب عملت وتعبت وكنت والحمد لله من البارين بوالدي، لم أتزوج وتفرغت لخدمتهما وعندما توفاهما الله عز وجل كان قطار الحياة سبقني، وهنا أنا اليوم وحيدة داخل الدار، والحمد لله المشرفات هنا هن بناتي لا يبخلن علينا بشيء ويعاملنني مثل والدتهم ولا ينقصني شيء وهذا العيد غير فلم نجد زوارا كثيرين وهذا يؤلم لا نعلم لماذا وحتى لم نخرج كما كنا في الاعياد السابقة الى المطاعم والمقاهي ولكن المسؤولين غير مقصرين فقد عملوا لنا جلسات سمر ونحن نغني ونفرح وأول من امس حضر الوزير والمسؤولون بالوزارة لزيارتنا، لكن صراحة يا بنيتي البيت والعائلة غير اتمنى لو كان لي ولد اقضي بقية عمري معه، لكن ماذا نفعل هذه مشيئة الله والحمد لله وبالنهاية هذه هي الحياة ستستمر، وعند السؤال عن اخوانها قالت لا ادري عنهم شيئا وغيرت الكلام لتقول العيد زين الكويت زينة احب الامير احب الكويت. ومسنة اخرى بادرت بالقول ما في هدية حق العيد، الوزير اعطاني هدية، وعندما عرفت اننا صحافة قالت المكان زين والكل هنا ابنائي وبناتي واحبهم كلهم ويعاملونني بشكل جيد لم اتزوج بل تزوجت ولكن طلقت لانني لم انجب اولادا ولا يوجد لي احد يرعاني في البيت، الحمد لله، ان الكويت غير مقصرة معنا وفي هذا المكان الذي يرعونني فيه ويحترمون عمري وانا سعيدة هنا لكن لو كان لي ولد يحملني في شيخوختي كان احسن، الحمد لله على كل شيء.
وحيد
أما احد المسنين الرجال فقال ماذا افعل في المنزل لدي منزل لكن عيالي كلهم ملتهون بالحياة والشغل وعيالهم وانا وحيد اتيت وحدي الى هنا لاني اريد ان اتكلم واتسلى في البيت ما في أحد اولادي بالبداية اعترضوا على وجودي لكني انا قلت لهم هذا ما اريده لا اريد ان اكون عبئا على احد هنا الجميع يخدمونني ويعطونني الدواء، و«يسبحونني» كل يوم ويهتمون بنا ونذهب معهم الى المقهى الشعبي نجلس مع بعض نتسلى ونتحدث وكل واحد في الدار هو اخ لي والمشرفون والاخصائيون ابناؤنا لا ينقصني شيء والحمد لله.
منع السيجارة
أحد المسنين قال لم اتزوج وغير نادم على ذلك، الحياة هنا زينة والجميع اخوان لا ينقصني شيء نلهو مع بعض ونتسلى لكن احيانا يمنعون عني «السيجارة» هذه تزعجني احب الدخان قضيت عمري اعمل واتعب واسافر وامرح والآن وقت الراحة وهي متوافرة هنا في الدار «ختامها مسك» الحمد لله، اصلي كل الاوقات واصوم كل رمضان والنوافل ايضا، الحمد لله.
«الأنباء» اجرت اتصالا هاتفيا مع مدير ادارة رعاية المسنين علي حسن لتوضيح سبب عدم السماح للصحافة بالدخول الى الدار، الأمر الذي دفعنا للاستعاضة عن التحقيق بمعلومات، استطعنا الحصول عليها بطرق خاصة وتمكنا من خرق الحصار المفروض على الدار.
قال ان التدابير المتخذة هي للحفاظ على سلامة النزلاء من أي عدوى وهي تأتي ضمن الاجراءات الوقائية المتبعة ضد عدوى الامراض المعدية في دور الرعاية الاجتماعية، ثم اقتصرنا الاحتفالات بالعيد هذا العام على الاحتفالات الداخلية كل دار على حدة وهذه اجراءات احترازية للحفاظ على سلامة النزلاء الذين هم امانة في اعناقنا وحقهم علينا الحفاظ على صحتهم وسلامتهم ولا شيء غير ذلك.
واضاف حسن: الحمد لله بعد صدور قرار رعاية المسنين ووضع ضوابط وشروط لاستقبال الحالات الايوائية والتركيز على التوسع في الخدمة المتنقلة والرعاية المنزلية تناقص العدد كثيرا في الحالات الايوائية، وحاليا لدينا حوالي 49 حالة فقط نساء ورجالا معظمهم بل نستطيع القول جميعهم لا توجد لديهم اسر ترعاهم.
وهناك شروط لقبول المسنين، وهي بعد صدور القانون مشددة ولا تقبل اي حالة الا اذا ثبت في البحث الاجتماعي حاجتها الفعلية للرعاية الايوائية وعدم وجود من يرعاها.
واكد مدير ادارة رعاية المسنين حرص الادارة على تنفيذ سياسة الوزارة في مجال رعاية وخدمة وتأهيل ودمج المسنين وذلك من خلال تطبيق اساليب الرعاية المختلفة لحالات المسنين الذين يثبت البحث الاجتماعي والدراسة الشاملة احتياجهم للخدمات ووفقا لاختصاصات الادارة، كما اكد على اهمية استمرار التواصل بين المسنين المستفيدين من نظم الخدمة والرعاية والتأهيل التي تقدمها ادارة رعاية المسنين بوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل وكذلك العاملون معهم مع جميع افراد ومؤسسات المجتمع المدني للعمل معا لتحقيق الاهداف والطموحات المستقبلية لجميع المسنين بل وتهيئة الفرصة لهم للانطلاق والتميز بقدراتهم وجهودهم الفاعلة في المجتمع في شتى المجالات.
وقال حسن ان المسنين والعاملين معهم استقبلوا ببالغ الفرحة والسرور في اول أيام عيد الفطر السعيد وزير الشؤون الاجتماعية والعمل الفريق د.محمد العفاسي ووكيل الوزارة والوكيل المساعد للرعاية الاجتماعية بمناسبة زيارتهم للمسنين في قسمي الخدمة الايوائية لتهنئتهم بمناسبة عيد الفطر السعيد اعاده الله على الجميع بالخير واليمن والبركات، حيث تؤكد هذه الزيارة حرص الوزير وقيادات الوزارة على التواصل مع كبار السن في شتى المناسبات، كما تؤكد حرصهم على ترجمة رسالة الوزارة وتحقيق اهدافها تجاه رعاية وخدمة وتأهيل المسنين، حيث تبادل الوزير ومرافقوه التهاني الرقيقة والمتميزة مع المسنين والعاملين معهم وقام بتوزيع الهدايا والعيادي على المسنين وتابع عن قرب جميع اوجه الخدمة والرعاية التي تقدمها الوزارة لكبار السن مما ترك بالغ الاثر الايجابي في نفوس كبار السن والعاملين معهم.
واشار حسن الى ان ما تم انجازه من اعمال وما تم تحقيقه من نتائج في مجال رعاية وخدمة وتأهيل المسنين وفقا لنظم واساليب العمل المختلفة لم يكن ليكتب له النجاح لولا تعاون العاملين بمختلف مسمياتهم ومستوياتهم الوظيفية في جميع الجهات العاملة في الوزارة والدولة دون استثناء، واكد حسن ان اهم ما يميز هذا الانجاز انه تحقق بالرعاية والتوجيه والدعم المتواصل للوزير واشراف جميع قيادات الوزارة وبتنفيذ رائع من العاملين في دار رعاية المسنين والاقسام التابعة لها.
القانون رقم «11» لسنة 2007 بشأن الرعاية الاجتماعية للمسنين
جاء في القانون رقم 11 لسنة 2007 بشأن الرعاية الاجتماعية للمسنين:
مادة 1: يقصد بالمسن في تطبيق أحكام هذا القانون كل كويتي بلغ الخامسة والستين من العمر غير قادر على ان يؤمن لنفسه كليا أو جزئيا ما يؤمنه الشخص العادي لنفسه من ضرورات الحياة الطبيعية بسبب سنه أو نتيجة قصور في قدراته البدنية أو العقلية.
مادة 2: يعين وزير الشؤون الاجتماعية والعمل المشرفين من ذوي الاختصاص الاجتماعي أو النفسي للإشراف على رعاية المسنين ويكون لهم حــق الحصــول من الجهات المعنية على المعلومات المتعلقة بمستحقي الرعاية اللازمة لأداء عملهم، واستدعاء الأقارب المكلفين بالرعاية وتوجيههم الى واجباتهم وضبط الوقائع التي تقع بالمخالفة لأحكام هذا القانون وتحرير المحاضر اللازمة بشأنها وإحالتها الى الجهات المختصة.
مادة 3: تكاتف الأسرة في رعاية مسنيها وتوفير احتياجاتهم الضرورية ويتولاها كل من الزوج والزوجة مادام قادرا على على أدائها فإذا تبين عدم توافر هذه الرعاية كان المكلف به قانونا أحد أقاربه المقيمين في الكويت ممن يقدر على القيام بمسؤولية رعاية المسن والمحافظة عليه والإشراف على شؤون حياته وذلك وفق الترتيب التالي: الأولاد ثم أولاد الأولاد ثم الأخوة وإذا تعدد أفراد الفئة اختاروا من بينهم من يتولى رعاية المسن مع إخطار المشرف بذلك.
أما إذا لم يتم الاتفاق بينهم ولم يتقدم أحد من الفئة التالية لتولي الرعاية ترفع وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل الأمر الى المحكمة المختصة لتكليف من يتولى من الأقارب المشار اليهم أو من غيرهم رعاية المسن أو تقرير إقامته في احدى دور الرعاية الاجتماعية بحسب كل حالة وظروفها الخاصة.
مادة 4: تكون نفقات الرعاية من أموال المسن إذا كان له مال يكفي ذلك فإن لم يتحقق ذلك وطلب المكلف بالرعاية الحصول على تكاليفها تحملها الأولاد ثم أولاد الأولاد ثم الأخوة وذلك وفقا لما يقدره لها ونصيب كل منهم فيها فإذا لم يتفقوا رفعت الوزارة الأمر الى المحكمة المختصة لتقدر قيمة هذه التكاليف ومن يلزم بها.
أما إذا كان من ورد ذكرهم في الفقرة السابقة غير قادرين عليها أو كان المكلف بالرعاية من غيرهم أقرت الوزارة مكافأة تدفعها له ويراعى في تقديرها الخدمات الطبية المطلوبة للمسن.
مادة 5: لوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل بناء على طلب المشرف المختص ان تطلب من المحكمة تغيير المكلف بالرعاية أو إحالة المسن الى احدى دور الرعاية التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل كلما دعت الحاجة الى ذلك.
مادة 6: على الشخص المكلف برعاية المسن إخبار المشرف المختص في حالة مرض المشمول بالرعاية أو تبديل مسكنه أو غيابه عن المسكن وعن كل طارئ آخر يطرأ عليه أو في حالة وفاته.
مادة 7: لا يخل تطبيق أحكام هذا القانون بالحقوق والامتيازات المقررة للمسن في قانون المساعدات العامة أو قانون المعاقين أو قانون الأحوال الشخصية المشار اليها أو أي قانون آخر ويراعى ذلك عند تقدير المكافأة المنصوص عليها في المادة 4 من هذا القانون.
مادة 8: مع عدم الإخلال بأي عقوبة أشد ينص عليها قانون آخر يعاقب كل مكلف بالرعاية قانونا امتنع عن القيام بالتزاماته المنصوص عليها في المادتين 3 و6 من هذا القانون أو وقع منه إهمال أو تفريط في ذلك بالحبس مدة لا تزيد على سنة وغرامة لا تقل عن ألف دينار ولا تزيد على خمسة آلاف دينار أو إحدى هاتين العقوبتين وتكون العقوبة الحبس مدة لا تزيد على سنتين وغرامة لا تقل عن ألفي دينار ولا تزيد على عشرة آلاف دينار أو احدى هاتين العقوبتين إذا كان المشمول بالرعاية أحد الوالدين.
مادة 9: يصدر وزير الشؤون الاجتماعية والعمل القرارات اللازمة في شأن ضوابط رعاية المسنين وجميع القرارات الأخرى اللازمة لتنفيذ هذا القانون.
مادة 10: على رئيس مجلس الوزراء والوزراء ـ كل فيما يخصه تنفيذ أحكام هذا القانون وينشر في الجريدة الرسمية.