ضاري المطيري
أكد وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية د.عادل الفلاح ان ترميم المساجد يأتي ضمن سياسة الوزارة التي تبنتها منذ 4 سنوات، والتي تقضي بمراجعة أوضاع المساجد القديمة وإعادة بنائها من جديد وفقا لمتطلبات المرحلة الحالية، خصوصا مع قدم بعضها وما يصاحب ذلك من مشاكل. جاء ذلك خلال رعاية د.الفلاح لافتتاح مسجد عبد الوهاب الفارس بمنطقة الفيحاء بعد إعادة بنائه في رمضان من هذا العام على نفقة أحد فاعلي الخير مساء أول من أمس، وبين د.الفلاح أن الوزارة ترى في ترميم تلك المساجد تكلفة مالية قد تكون في أحيان كثيرة قريبة جدا من تكلفة هدم المساجد وإعادة بنائها، الأمر الذي يحول دون استمرارية ترميمها بين فترة وأخرى، لاسيما ان طبيعة المباني القديمة تحتاج إلى صيانة دائمة، خصوصا تلك التي مر على بنائها 50 عاما فأكثر، مشيرا إلى أن ذلك يتم وفق تقارير اللجنة الفنية مع استشارة مكتبين من خارج الوزارة لدراسة أوضاع المساجد من ناحية التآكل وما شابه ذلك، ثم يتم عرض هذه التقارير على الاخوة المتبرعين.
وأوضح أن التوسعة أصبحت ملحة وضرورية للمساجد، وذلك للتنوع العمراني في المناطق وزيادة الكثافة السكانية، وبخاصة المناطق التي يكون فيها كثرة في الإيجارات الأمر الذي يتطلب من الوزارة توسعة المساجد واستثمار المساحات الموجودة في المساجد القديمة، وهي قابلة للتوسعة مع الاحتياج الجديد والمضاف.
وأشار إلى إن التوسعة الحالية في المساجد اعتمدت على عدم بناء أعمدة بداخل المساجد، وذلك لتوسيع المساحات واستغلال اكبر حيز ممكن، ولعدم وجود عائق بين الخطيب والمتلقي، مبينا أننا نحيا صحوة إسلامية كبيرة تتمثل في أيام الجمع ورمضان وصلاة التراويح وقيام الليل. وقال د.الفلاح: مع الزمن المسجد أيضا يحتاج إلى توسعة ومساحة اكبر للمرافق مثل المكتبات أو أماكن الاعتكاف أو الفطور الجماعي في صيام الخميس والاثنين ورمضان بدلا من أن يكون داخل المسجد تكون هناك أماكن مخصصة، كذلك غرف المؤذنين والأئمة، إضافة إلى توسيع دورات المياه وأماكن الوضوء بالشكل المطلوب وما يصاحب ذلك من تقنية جديدة تستخدم في توفير المياه.
وبين أن الخطط الحالية التي أقدمت عليها الوزارة من الأعوام الماضية كانت مقننه فقط في المسجد الكبير ومسجد جابر العلي، ولكن هذا العام كانت من خلال 8 مساجد مركزية تحتوي على كل الخدمات بما فيها إحضار المشايخ المتميزين ذوي الأصوات الجميلة والمؤثرة وغير ذلك، مؤكدا أن الأيام المقبلة ستكشف عن خطة لتوفير مكان عبادة للناس، الأمر الذي سيعمل على تخفيف الضغط على المسجد الكبير لشدة الازدحام الذي يحدث خصوصا في العشر الأواخر.
وذكر د.الفلاح إن فترات الصيف في الكويت تشهد ارتفاعا في درجات الحرارة والرطوبة، مؤكدا أن الـ 10 سنوات المقبلة لن تشهد ازدحاما في المساجد، خاصة المسجد الكبير، لأننا نعمل على توسعة اكبر عدد من المساجد المنتشرة في الكويت، ومن ثم ترتيب الأمور على أن تكون الصلاة في داخل المسجد لتجنب تأثير الأحوال الجوية السيئة على المصلين.
وأردف ان مسجد عبدالوهاب الفارس اليوم غير الذي كان في السابق، لأنه اتخذ مظهرا حضاريا جميلا، وبمساحة اكبر وإمكانات أفضل، واليوم نرى فرحة المصلين بهذه التوسعة والحداثة، ونقول للمتبرع جزاك الله كل خير على هذه المساهمة الطيبة وعسى الله يتقبل أعمالك.
مؤتمر موسكو
وأكد الفلاح أن الكلمة التي ألقاها في موسكو نيابة عن صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد كان لها صدى كبير لدى المؤتمرين في موسكو، وخصوصا القيادات العليا في روسيا ومجرد مشاركة صاحب السمو الأمير بالكلمة يعتبر محل اعتزاز، لما تحتويه هذه الكلمة من معان وقيم نابعة من الوجدان، خص بها اخوانه من المسلمين في تجمعهم، مطالبا إياهم يأن يكونوا أداة من أدوات الخير في تحقيق التواصل العميق بين روسيا والعالم الإسلامي، لاسيما أنها ركزت على ضرورة التواصل بين مسلمي روسيا ومسلمي العالم الإسلامي، مشيرا الى أنه تم تشكيل لجنة من مجلس المفتين في روسيا لتفعيل توجيهات صاحب السمو الأمير لواقع عملي.
وأردف أن من ابرز توصيات المؤتمر التأكيد على نشر الوسطية والاعتدال والتوازن وبيان سماحة الإسلام وبراءته من الإرهاب والتطرف والأعمال المشينة وان الإرهاب لا جنس له ولا دين له ولا عرق له، إضافة إلى ضرورة أن يتكاتف المسلمون وان يتعاونوا على ما فيه الخير وان يعطوا صورة ايجابية مشرقة معبرة عن الإسلام بأعمالهم وسلوكهم، وان تتعاون المنظمات الإسلامية في الداخل والخارج لتتكامل الجهود لتفعيل الوسطية التي تبنتها الكويت وأشاد بها صاحب السمو، وان تكون الكويت مركز إشعاع للوسطية عالميا ان شاء الله.
حملات الحج
وأشار د.الفلاح إلى أن الوزارة تدرس دراسة تفصيلية ودقيقة ظروف الحملات وما قد يصيبها من خلل أو خسائر وتورط مع أصحاب العمارات في السعودية، وهي تبذل قصارى جهدها لترتيب أمور الحج من الناحية الإدارية والإجرائية إلى ابعد الحدود وأدقها وأفضلها، مبينا أنها وعلى مدى تاريخها متعاونة مع حملات الحج في تحقيق هذا الأمر من الدقة والنظام حتى الفوز بالمرتبة الأولى على مستوى العالم الإسلامي من خلال معهد خادم الحرمين الشريفين لدراسات الحج كإجراءات عملية.
وبين أن الوزارة بصدد تخفيف الضمان المالي الذي يدفعه أصحاب الحملات إلى النصف وتأجيله، كذلك تسعى في تقديم طلب لمجلس الوزراء بتحمل تكلفة رسوم أراضي منى عن الحملات وذلك مساهمة منها لتخفيف الأعباء عن كاهل الحملات وأصحابها الذين كان لهم دور كبير في رفع شان الكويت «وبيضوا الوجه»، كما يأتي ذلك لتدارك أي مشاكل ربما تنعكس سلبا على الحجاج، مؤكدا أن الوزارة لن تتخلى عنهم في هذه الظروف الاستثنائية وسنكون الى جانبهم باتخاذ كل إجراءاتنا الاحترازية ما استطعنا إلى ذلك سبيلا.
وتمنى الفلاح من وزارة الصحة أن تعمل على توفير الأمصال المضادة لمرض انفلونزا الخنازير، بصفتها الشريك الأساسي للأوقاف، مشيرا إلى أن عدد الحجاج لهذا العام قد يصل إلى 14 ألف حاج.
مكانة المسجد
من جانبه، قال إمام وخطيب المسجد محمد عبدالله ان للمسجد مكانة كبيرة، وان الرسول الأكرم عندما وصل إلى المدينة بعد أن آخى بين المهاجرين والأنصار بنى مسجده، وذلك لتبيان ما للمسجد من مكانة كبيرة، وبين عبدالله أن المسجد كان مكانا لانطلاق الجيوش الإسلامية إلى الفتوحات، وكان مكان صلح بين المسلمين، وذا أهمية في مجالس العلم والذكر وقراءة القرآن، مشيرا إلى حرص المسلمين عند دخول أي مدينة بعد افتتاحها على تشييد المسجد بها ومن ثم يشرعون في بناء الأسواق حول المسجد حتى لا يلهى التجار عن الصلاة.