أعلنت جمعية النجاة الخيرية ولجانها طرحها مشروع «الأمل» لتعليم الطلاب السوريين من أبناء اللاجئين في تركيا، بهدف جمع التبرعات وتقديم المساعدات المالية للطلبة المتضررين والمنكوبين جراء الكارثة التي حلت ببلادهم منذ 6 سنوات والتي شردت ملايين الاطفال.
وقال مدير مشروع تعليم الطلبة السوريين بالجمعية ابراهيم البدر ان هذا المشروع يقوم على كفالة الطلبة بواقع 60 دينارا في العام للطالب الواحد نظير المصروفات الدراسية ولوازم الدراسة من حقيبة وملابس، ومواصلات طوال العام الدراسي، موضحا ان هذه الكفالة تخفف من معاناة الطلبة السوريين الذين تم تهجيرهم، وتركوا منازلهم وأصبحوا يقيمون في المخيمات على الحدود التركية وبالتحديد في مدينة «أورفا»، مشيرا إلى أن المشروع هدفه إعادة البسمة للطلبة اللاجئين من أبناء الشعب السوري وتخفيف المعاناة عنهم، موضحا انه يمكن التبرع للمشروع عبر الاتصال على رقم: 51357357 أو عبر موقع الجمعية الالكتروني.
وتناول البدر بمشاعر الإنسانية نماذج وصورا متعددة لواقع اللاجئين وأبنائهم من خلال ابتسامة الطفلة البريئة التي تخفي وراءها معاناة الأسرة، والتي جعلتها تنسى ذكريات الطفولة التي لم تعشها كسائر الأطفال ممن هم في عمرها، وهذه الفتاة التي باتت وقلبها منكسر من واقع ما تشاهده وتعيشه كل يوم، وهذا الشاب الذي أصبح مبتور القدمين قد أصبح عالة على أسرته، بعد أن كان هو عائلها، وهذه الخيمة التي تؤوي امرأة وأطفالها لا معيل لهم، وأيتام كانوا ينعمون بالأحضان الدافئة بين أبويهم، ونماذج أخرى كثيرة لا يمكن لقلب بشر استيعابها.
واستطرد: ان معاناة السوريين اللاجئين لا تقف عند حد تأمين المسكن والملبس والعلاج والطعام، بل تطول مسألة تعليم الأبناء، وتوفير المحضن الاجتماعي لهذه الأسر وبخاصة أن هذه المشكلة بحاجة إلى بذل جهد لا يقتصر على الجمعيات الخيرية وحدها وسط تنامي أعداد اللاجئين، كما يجسد أطفال اللاجئين السوريين حجم المأساة التي تعيشها بلادهم ببراءة الطفولة الممزوجة بالحزن والأسى، فهذه ابنة الـ 4 سنوات تتجاوز في كلامها حدود الطفولة لتصل إلى حد الحديث عن «الانتقام» ممن تسببوا في قطع يد والدها، وهذا الطفل الذي لا يعرف لماذا تناثرت دفاتره المدرسية بين حطام منزله ولطختها دماء الجروح النازفة من أشقائه.
ولفت البدر إلى أن رسالة المشروع تنطلق من مبدأ الأخوة والتكافل الاجتماعي بين المسلمين، تطبيقا للحديث النبوي الشريف الذي يقول «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى»، مناشدا أهل الخير المساهمة في هذه الحملة، مؤكدا ان اهل الكويت كانوا دائما عند حسن الظن في الأعمال الإنسانية التي شهد لها العالم.