تمر على الإنسان في حياته مواقف صعبة ومؤلمة، لكن قد يكون أشدها وطأة على النفس، وأعظمها إيلاما، فقدان أخ عزيز وصديق حميم.
وهكذا شاءت إرادة المولى جل وعلا أن نعيش هذا الحدث المؤلم، ونقاسي مرارته بفقد أخينا المغفور له بإذن الله تعالى مرزوق بشير فرج، الذي انتقل إلى جوار ربه، وليس لنا بعد الدعاء إلى الباري عز وجل والتضرع إليه بأن يتغمده بواسع رحمته ومغفرته ويسكنه فسيح جناته، إلا أن نستذكر بكل الفخر والاعتزاز مآثره المبينة، وسجاياه الحميدة، حيث عملنا معه فترة تجاوزت العقود الثلاثة، تعلمنا منه الكثير، واستفدنا من خبراته المتراكمة، كما تعلّم منه كل من تتلمذ على يديه من إخوانه الموظفين.
لقد كان متميزا في أداء المهام والمسؤوليات المنوطة به، والتفاني في القيام بها بكل اقتدار وعلى خير وجه حتى آخر سويعات عمره، حيث وافاه الأجل المحتوم، كان جلدا وصبورا على مواصلة العمل وإتقانه مهما اتسع وامتد، مخلصا وأمينا وواقفا على باب مسؤولياته، يعمل بكل جد وصبر، حيث استحق أن يطلق عليه بصدق «الحارس اليقظ».
كانت تجمعنا به أواصر الأخوة والمحبة والمودة، فلم يلمس منه الجميع إلا وجها بشوشا، وتعاملا راقيا، وعِشرة فاضلة، فأصبح محل تقدير ومحبة وثناء الجميع، ممثلا القدوة الحسنة التي يقتدى بها.
إن عزاءنا الوحيد بأخينا أبا خالد يرحمه الله، أنه يمثل نموذجا متميزا للذين عملوا بصمت وإخلاص وتفان، فبات أسوة حسنة ومشرفة حري أن يتأسى بها، وفي أبنائه وأحفاده الذين تربوا على يديه، ونهلوا من معين سيرته الفاضلة، ولنا وطيد الأمل إن شاء الله تعالى بأن يتمسكوا بنهج أبيهم ويُعلوا ذكراه، مبتهلين إلى الباري تعالى أن يعوضهم خيرا بالفقيد الغالي، وأن يجمعنا به في مستقر رحمته في جنات النعيم، والحمد لله على أمره وقضائه.
رثاء إخوانه وأخواته العاملون في إدارة مكتب حضرة صاحب السمو أمير البلاد حفظه الله ورعاه