- أرشدي: ضرورة الاقتداء بالإمام الحسين الذي ضحى بالنفس والنفيس من أجل أن تكون كلمة الله هي العليا
- المالكي: أبرز ما تتميز به ثورة الإمام الحسين «ع» أن هدفها الأول كان إحقاق الحق الإنساني على سطح الأرض
محمود الموسوي
عقدت المستشارية الثقافية لجمهورية إيران الإسلامية في الكويت ندوة فكرية تحت عنوان «عاشوراء.. امتداد للرسالة النبوية»، بمشاركة عدد من المتخصصين.
بداية، قال عريف الندوة عضو المستشارية الثقافية د.سمير أرشدي إن نهضة الإمام الحسين «ع» هي محور وحدة المذاهب الإسلامية ومبادئه ومدرسة للتلاحم والتواصل العالمي ومقارعة الظلم والاستبداد في كل زمان ومكان، مشددا على أهمية الاقتداء بالإمام الحسين الذي ضحى بالنفس والنفيس من أجل أن تكون كلمة الله هي العليا، وكلمة الذين كفروا هي السفلى.
من جهته، قال الشيخ د. فاضل المالكي إن أبرز ما تتميز به ثورة الإمام الحسين «ع» أن هدفها الأول كان يتمثل في إحقاق الحق الإنساني على سطح الأرض.
وأشار المالكي إلى وجود وجهين ربطا بين الثورة الحسينية ورسالات الأنبياء، حيث نجد أن هناك قاسما مشتركا بين رسالة الإمام ورسالات الأنبياء وهي تحرير الإنسان من كل أنواع الظلم والعبودية وتحقيق العدالة الاجتماعية وإعلاء كرامة الإنسان وبناء دولة قادرة على تأمين الحكم بمقاصد الشريعة، مبينا أن الامام كان يهدف من وراء رسالته لإصلاح المشاكل الاجتماعية والسياسية ومقارعة الظالمين في جهاز الدولة الذي كان سائدا في تلك الفترة من خلال اعتماده على الكلمة الحقة.
ولفت المالكي إلى أن الإمام الحسين لم يفرض نفسه على الناس فرضا لمبايعته اقتداء بجده رسول الله «ص»، مضيفا ان الخلاف نشب بين الحسين «ع» ويزيد بسبب رفض الإمام مبايعة الأخير لأسباب قام بتفنيدها.
وأردف: «يمكننا الاستفادة من ثورة الإمام في إعلاء مبدأ التعايش السلمي مع الجميع وعدم الاستجابة للاستفزازات والتحلي بالحلم والحكمة، مشيرا الى ان الثورة الحسينية يجب ان توظف لتكريس هذه الحقيقة، خصوصا في ظل هذه الفترة التي تعيش فيها البشرية أتونا ملتهبا، متمنيا على العقلاء تدارك هذا الأمر».
من جانبه، خصص وزير الدولة لشؤون مجلس الأمة السابق د.عبدالهادي الصالح حديثه في الندوة حول محور «الحوار والفوائد التي يمكن ان تترتب عليه»، لافتا إلى ان ثورة الإمام لم تكن ثورة ضد الظلم والطغيان قط وإنما دعوة إلى الإصلاح وتكريس المفاهيم الإنسانية.
وقال الصالح: «من المتعارف عليه أن الحوار عادة يكون بين الأشخاص الذين لديهم اختلاف في وجهات النظر إلا أن الإمام الحسين حاور أعداءه لإقناعهم بمبادئ ثورته».
وضرب الصالح أمثلة عديدة من القرآن الكريم والأحاديث النبوية التي تتحدث مضامينها عن الحوار والجدال، مبينا ان الحسين رضوان الله عليه حاجج في بيت والي المدينة قبل خروجه إلى مكة الأشخاص الذين دعوه لمبايعة يزيد، وأوضح لهم الأسباب التي تدعوه إلى رفض البيعة «أنا أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة، ومختلف الملائكة، ومحل الرحمة، بنا فتح الله وبنا يختم.
وتابع: «ان الحسين وفي خضم الحرب طلب من أعدائه الاستماع إليه لمحاورتهم، حيث دعاهم إلى اتباعه نحو سبيل الرشاد، مؤكدا ان حوار الامام لم يكن حوار استضعاف أو استجداء وإنما كان حوار عزة «ألا وان الدعي بن الدعي قد ركز بين اثنتين السلة والذلة، وهيهات منا الذلة».
وتساءل الصالح عن مدى مشروعية الحوار مع أعدائنا في واقعنا المعاصر؟ مبينا أن الحوار جائز مثلما فعلت الجمهورية الإسلامية الإيرانية مع أميركا التي دائما ما يردد الشعب الإيراني شعاره «الموت لأميركا» وذلك للحصول على مكتسبات تعود بالنفع على بلادها، مثلما فعلت في الملف النووي.
وذكر أن الكويت معروفة بنهجها الذي يدعو دائما إلى الحوار كسبيل أفضل من حمل السلاح، مثلما فعلت في الملفين السوري واليمني.
من ناحيته، قال الإعلامي أنطوان بارا ان ملحمة كربلاء لا يمكن النظر إليها كما ينظر لبقية الملاحم الأخرى، مضيفا أن الحسينية هي ملحمة إنسانية عقائدية بامتياز استمدت وجودها من عترة الرسول صلى الله عليه وسلم ودفع مقابلها ثمنا باهظا.
وأضاف بارا ان الامام كان يقصد من وراء خروجه الإصلاح وتقويم الانحرافات التي كانت سائدة في تلك الفترة، مبينا ان خروج الحسين كان مسيرا وليس مخيرا، فالعناية الالهية هي التي اختارته للقيام بهذه المهمة، لافتا إلى ان حركة الامام تذكرنا بحركة خروج المسيح عليه السلام إلى بني اسرائيل.
وفي الختام، قال الإعلامي حسن الأنصاري «إنه من الصعب ان نجد في تاريخ البشرية كله يوما مثل هذا اليوم الفريد وابطالا كأولئك الأبطال الشاهقين، مشيرا الى أن تاريخ الإسلام مترع بالمشاهد الزاخرة بقداسة الحق وشرف التضحية، لافتا إلى ان يوم كربلاء كان فريدا في تاريخ الآلام والبطولات وتاريخ التضحية والمجد وتاريخ المأساة والعظمة وفي تاريخ الحق الذي شهد في ذلك اليوم»..
وأضاف الانصاري: «ان أعظم ما صنع الحسين وأهله وصحبه في يوم كربلاء هو جعلهم الحق قيمة ذاته ومثوبة نفسه فلم يعد النصر مزية له ولم تعد الهزيمة إزراء به».