- الديبلوماسية الصينية تقوم على مبادئ التعاون والمنفعة المشتركة وندعو كل الدول إلى استبدال المواجهة بالتعاون والاحتكار بالكسب المشترك
- الناتج المحلي الصيني ارتفع بمعدل 6.7% في النصف الأول للعام الحالي
- 127.6 مليار دولار حجم الاستثمارات الصينية المباشرة بالخارج في عام 2015 وبزيادة قدرها 10% سنوياً
- 18.2 % زيادة في معدل الاستثمارات بالدول المطلة على «الحزام والطريق»
حوار: يوسف خالد المرزوق
أكد نائب وزير خارجية جمهورية الصين الشعبية تشانغ مينغ أن بلاده لا تستطيع أن تنمو بمعزل عن العالم، ولا يستطيع العالم أن يحقق الازدهار والاستقرار دونها، مشددا على أن الصين أصبحت ثاني أكبر اقتصاد وأكبر دولة نامية في العالم بعد انتهاج سياسة الإصلاح والانفتاح قبل أكثر من 30 عاما، لافتا إلى أن بلاده تتصدر الاقتصادات الرئيسية في العالم من حيث معدل النمو، فضلا عن ارتفاع ناتجها المحلي بمعدل 6.7% في النصف الأول للعام الحالي.
وكشف مينغ في لقاء خاص مع «الأنباء» أن الاقتصاد الصيني شكل نحو 15% من الحجم الإجمالي للاقتصاد العالمي في عام 2015، الذي يقدر بأكثر من 73 تريليون دولار، لافتا إلى أن حجم الاستثمارات الصينية المباشرة في الخارج عام 2015 بلغ 127.6 مليار دولار بزيادة تقدر بـ 10% سنويا، موضحا أن معدل الاستثمارات الصينية في الدول المطلة على «الحزام والطريق» زاد بمعدل 18.2%.
كما أوضح أن الحوار والمفاوضات يمثلان المخرج الأساسي الوحيد للأزمة السورية، خصوصا بعد الدرس العميق الذي أعطتنا إياه هذه الأزمة التي استمرت لأكثر من 5 سنوات، مشيرا إلى أن موقف الصين من قضية شبه الجزيرة الكورية واضح وثابت، وتلتزم بإخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية وحفظ السلام والاستقرار فيها وحل هذه القضية عبر الحوار والتشاور، معربا عن رفض بلاده القاطع قيام كوريا الديموقراطية بتطوير الأسلحة النووية.
المزيد من التفاصيل في السطور التالية:
استطاعت الصين وبجدارة أن تكون «رائد القرن الجديد» بعد النقلة النوعية الهائلة التي حققتها منذ سبعينيات القرن الماضي واستمرت الى اليوم، برأيكم ما أسس نجاح الديبلوماسية الصينية رغم النزاعات والتشعبات التي يشهدها العالم اليوم؟
٭ إن عبارة «رائد القرن الجديد» تختلف بعض الشيء عن السياسة الخارجية الصينية المعتادة، دائما نعتبر جميع الدول متساوية سواء كانت كبيرة أو صغيرة، ويجب أن يكون الشعب صاحب القرار في دولته، ويكون التشاور بين الدول السبيل المطلوب لحل القضايا العالمية، وإذا استطاعت جميع الدول الالتزام بمقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة فسيصبح العالم بالتأكيد أكثر أمنا وأمانا، وبالتالي ستحقق جميع الدول التنمية المشتركة، هذا هو هدفنا المنشود وفلسفتنا الديبلوماسية.
لقد أصبحت الصين ثاني أكبر اقتصاد وأكبر دولة نامية في العالم بعد انتهاج سياسة الإصلاح والانفتاح قبل اكثر من 30 عاما، في السنوات الأخيرة، ازدادت الصين نشاطا في المحافل الديبلوماسية، وطرحت سلسلة من المبادرات والحلول الصينية ذات الدلالات العميقة والواسعة في مجالات السياسة والاقتصاد والأمن العالمي، وأصبحت الصين دافعا مهما لا غنى عنه في مسيرة تطور العلاقات الدولية وتقوم بدور بناء في حفظ السلام العالمي ودفع التنمية العالمية.
ويكمن سر نجاح الديبلوماسية الصينية في ثقتنا بجدوى الاشتراكية ذات الخصائص الصينية ونظريتها ونظامها وثقافتها، والتزامنا بسياسة الخارجية السلمية المستقلة، واتباعنا طريق الديبلوماسية ذات الخصائص الصينية.
إن الهدف المنشود للديبلوماسية ذات الخصائص الصينية يتمثل في بناء مجتمع ذي مصير مشترك للبشرية، تقوم الصين بترويج مفهوم مجتمع ذي مصير مشترك للبشرية في كل المحافل الدولية، بما فيه منتدى بوآو الآسيوي وقمم الأمم المتحدة، وتقدم عرضا شاملا للخطة «الخماسية» لبناء مجتمع ذي مصير مشترك، والتي تشمل المجالات السياسية والأمنية والتنموية والحضارية والأيكولوجية، وترسم آفاقا مشرقة للعلاقات الدولية.
إن المبدأ المحوري للديبلوماسية ذات الخصائص الصينية يتمثل في التعاون والكسب المشترك، وتدعو الصين جميع الدول الى نبذ عقلية الحرب الباردة، واستبدال المواجهة بالتعاون، والاحتكار بالكسب المشترك، وتجسيد هذا المبدأ في التعاون الدولي في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والثقافية، وإقامة نمط جديد للعلاقات الدولية التي تتخذ التعاون والكسب المشترك كالمحور.
ان القيم الأساسية للديبلوماسية ذات الخصائص الصينية تتمثل في التمسك بالمفهوم الصحيح للمسؤولية الأخلاقية والمصالح، كما أن الصين تقف الى جانب العدالة وتحق الحق سياسيا، وتسعى وراء المنفعة المتبادلة والكسب المشترك والتنمية المشتركة اقتصاديا، وتهتم بمراعاة المسؤولية الأخلاقية والمصالح في آن واحد مع تفضيل الصداقة على المصالح.
يمكن ملاحظة الفرق النوعي بين الديبلوماسية ذات الخصائص الصينية وديبلوماسية الدول الكبرى التقليدية عبر التاريخ، إذ إن الديبلوماسية ذات الخصائص الصينية تغذت على الثقافة الصينية التقليدية، وورثت التقاليد الجيدة لديبلوماسية الصين الجديدة، واستقت التجارب والدروس للدول الكبيرة التي نهضت وأفلت في تاريخ البشرية.
انتعاش مترنح
اعتبر الرئيس الصيني في افتتاح قمة العشرين التي استضافتها الصين أن الاقتصاد العالمي في خطر في ظل تقلب أسواق المال، فما وضع الاقتصاد الصيني اليوم؟ وما تأثيراته على الاقتصاد العالمي؟
٭ في الوقت الراهن، يشهد الاقتصاد العالمي انتعاشا مترنحا في ظل عملية التعديل العميقة، ويمر بمرحلة حاسمة لإحلال الطاقة الحركية الجديدة محل الطاقة الحركية القديمة، لم يقم انتعاش الاقتصادات المتقدمة على أساس متين، بينما تزداد الصعوبات والتحديات التي تواجه الاقتصادات الناشئة، وتبقى التجارة العالمية في حال الركود المستمر، وتقلبت أسعار السلع الأساسية والأسواق المالية مرارا وتكرارا.
في السنوات الأخيرة، وفي ظل التأثيرات المزدوجة المتمثلة في تباطؤ انتعاش الاقتصاد العالمي والظهور التدريجي للتناقضات المتراكمة منذ فترة طويلة في التنمية الاقتصادية الصينية، بدأ النمو الاقتصادي في الصين يواجه ضغوطا نزولية كبيرة، وفي هذه الظروف لم تتخذ الصين إجراءات التحفيز القوي على غرار «الري بالغمر»، بل تعمل على دفع الإصلاح الهيكلي.
عليه، يحقق الاقتصاد الصيني نموا مستقرا في ظل التحول، إذ ازداد إجمالي الناتج المحلي بمعدل 6.7% في النصف الأول للعام الحالي، الأمر الذي يجعل الصين تتقدم الاقتصادات الرئيسية من حيث معدل النمو، ويجعل صندوق النقد الدولي وغيره من الوكالات الدولية ترفع توقعاتها للاقتصاد الصيني بشكل متتال، ترتفع نسبة قطاع الخدمات في إجمالي الناتج المحلي الصيني الى 54.1%، ويستقر معدل نمو مبيعات التجزئة للسلع الاستهلاكية بمعدل فوق 10%، وتشهد العلوم والتكنولوجيا وعملية الإبداع نموا مزدهرا وتزداد الطاقة الحركية باستمرار، إذا نظرنا إلى المستقبل، لم تتغير أساسيات الاقتصاد الصيني التي تتجه نحو الأفضل على المدى البعيد، ولم تتغير الخصائص الأساسية للاقتصاد الصيني المتمثلة في الصمود والإمكانات الكامنة الكبيرة وهامش التحرك الكبير، ولم تتغير الأسس والشروط المواتية التي تدعم النمو الاقتصادي المتسمر، ولم يتغير زخم التقدم لتعديل وتحسين الهيكل الاقتصادي.
مازال الاقتصاد الصيني قوة الدفع الرئيسية لنمو الاقتصاد العالمي، تجاوز الحجم الإجمالي للاقتصاد العالمي 73 تريليون دولار في عام 2015، ويشكل الاقتصاد الصيني نحو 15% منه. وفي العام الماضي، ازداد الاقتصاد الصيني بمعدل 6.9%، ما يشكل 25% لنمو الاقتصاد العالمي الذي يترنح في حالة الركود.
وفي عام 2015، بلغ حجم الاستثمارات الصينية المباشرة في الخارج 127.6 مليار دولار، بزيادة قدرها 10% على أساس سنوي، بينما يزداد الاستثمار في الدول المطلة على «الحزام والطريق» بمعدل 18.2%، الأمر الذي ساهم في دفع التنمية الاقتصادية في هذه المنطقة.
تستحوذ الصين اليوم على الحصة الكبرى من الصادرات العالمية، كيف وصلت الصين لذلك؟ وهل يمكن أن تستمر في قيادة التجارة العالمية؟
٭ إن تقدم التجارة الخارجية الصينية وتنميتها يرتبط ارتباطا وثيقا بتطورات وتغيرات الأوضاع الدولية والمحلية. في ثمانينيات القرن الماضي، أصبح السلام والتنمية عنوانين رئيسيين للعصر. ومع تطور العولمة الاقتصادية، اصبح التنقل والتوزع لرؤوس الأموال والتقنيات والمنتجات والأسواق والموارد والأيدي العاملة وغيرها من العناصر أكثر نشاطا في العالم، وارتفع معدل الإنتاجية بشكل ملموس نتيجة لتقدم العلوم والتكنولوجيا الذي يتمثل بشكل خاص في مجال المعلومات والاتصالات، وازدادت عملية نقل القطاعات عمقا واتساعا بين دول العالم، فإن العولمة الاقتصادية وتقدم العلوم والتكنولوجيا ونقل القطاعات بين دول العالم والتعاون الدولي المتنامي وغيرها من العناصر وفرت فرصة تاريخية لاندماج الاقتصاد الصيني في الاقتصاد العالمي.
كانت الحكومة الصينية تواكب تيار العصر وتقوم بتركيز جهودها على التنمية الاقتصادية وتطبيق سياسة الإصلاح والانفتاح وتعزيز التعاون الاقتصادي والتقني مع دول العالم والاستفادة الفعالة من الاستثمارات الأجنبية والتوظيف الكامل للمزايا النسبية، الأمر الذي ساهم في تعميق السلسلة الصناعية الدولية وتهيئة الظروف المواتية لتنمية التجارة الخارجية.
ويمكن القول بأن تنمية التجارة الخارجية الصينية يعود فضلها الى الإصلاح والانفتاح والعولمة الاقتصادية والالتزام بالطريق القائم على التعاون المتبادل والمنفعة والكسب المشترك.
لا تستطيع الصين أن تنمو بمعزل عن العالم ولا يستطيع العالم أن يحقق الازدهار والاستقرار دون الصين، بعد اندلاع الأزمة المالية العالمية في عام 2008، كانت الصين من أولى الدول التي تمكنت من تثبيت التجارة الخارجية، ما ساهمت في دعم الانتعاش الاقتصادي في العالم بأسره.
في الوقت الراهن، مازال انتعاش الاقتصاد العالمي متباطئا، وتزداد عوامل عدم اليقين وغير المؤكدة باستمرار، وتواجه التجارة العالمية مخاطر وتحديات من كل حدب وصوب.
في هذا السياق، ستبادر الصين الى تعديل الهيكل الاقتصادي ورفع جودة النمو، وتحويله من الاعتماد على الاستثمار والتصدير الى الاعتماد على «الترويكا» المتمثلة في الاستثمار والتصدير والاستهلاك، سعيا للحفاظ على المعدل فوق المتوسط للنمو الاقتصادي في السنوات الخمس المقبلة وفقا لمفهوم التنمية القائم على «الابداع والتناسق والنظافة والانفتاح والتقاسم»، كما سيواصل الجانب الصيني الالتزام الثابت باستراتيجية الانفتاح القائمة على المنفعة المتبادلة والكسب المشترك.
تبني الصين حاليا طرقات وسكك حديد وخطوط أنابيب جديدة من آسيا الوسطى الى أوروبا لتكون بمنزلة إنشاء «طريق حرير» نحو أوروبا، ما الفوائد المرجوة من ذلك؟ وكيف ستكون انعكاساته على العلاقات الأوروبية- الصينية؟ وهل صحيح انه سيكون اكبر برنامج اقتصادي تحفيزي منذ خط «مارشال»؟
٭ طرح الرئيس شي جينبينغ مبادرة التشارك في بناء «الحزام والطريق» أثناء جولته في آسيا الوسطى وجنوب آسيا في خريف عام 2013، وتعتبر المبادرة خطوة مهمة تتخذها الصين لتنفيذ الانفتاح الكامل الأبعاد في ظل ظروف تاريخية جديدة، ومشروعا مفعما بالحكمة الشرقية مطروحا أمام العالم من أجل تحقيق الازدهار والتنمية المشتركة.
إن بناء «الحزام والطريق» يتفق مع المصلحة المشتركة لجميع الدول لأنه يساعد على رفع مستوى التواصل والترابط في المنطقة الاوروآسيوية، ويساعد الدول غير الساحلية على تنويع الاقتصاد ومصادر الطاقة والممرات التجارية، ويساعد الدول المطلة عليه على خلق الطلب وفرص العمل وتحسين معيشة الشعب.
وستستمر الصين بالسير في هذا الطريق الذي يخدم التواصل والتبادل بين شعوب العالم وتعمل على تكريس روح طريق الحرير في العصر الجديد، وتكمن حداثة «الحزام والطريق» في ولادته في عصر العولمة وهو نتاج الانفتاح والتعاون وليس أداة جيوسياسية، فلا يمكن النظر اليها بعقلية الحرب الباردة التي عفا عليها الزمن.
أثناء عملية بناء «الحزام والطريق»، سيتمسك الجانب الصيني بمبدأ «التشاور والتشارك والتقاسم» ويتمسك بالتشاور على قدم المساواة، واحترام خيارات الدول بإرادتها المستقلة، مع مراعاة مدى الراحة للأطراف المختلفة والحفاظ على الشفافية والانفتاح، والحرص على الالتقاء بين الاستراتيجيات التنموية لمختلف الدول، والتكامل مع آليات التعاون الإقليمية القائمة.
إن مبادرة «الحزام والطريق» تتبنى مفهوم التنمية المشتركة وتهدف الى التعاون والكسب المشترك، وهي ليس «سولو» من الجانب الصيني وحده، بل «سيمفونية» يشارك فيها جميع الأطراف.
الشرق الأوسط
كيف ترى مستقبل الشرق الأوسط في ظل الاضطرابات المتتالية؟ وما الدور الصيني في تذليل العقبات وتقريب وجهات النظر خاصة في المحافل الدولية؟
٭ تقع دول الشرق الأوسط بين «البحار الخمسة والقارات الثلاث» وتتميز بالتنوع الديني والحضاري والتاريخ العريق والموارد الوافرة، الأمر الذي توفرها الإمكانية الكامنة الكبيرة للتنمية، في المرحلة الحالية، تعمل دول الشرق الأوسط على استكشاف طريق التنمية المتناسب مع ظروفها الوطنية وتعزيز السلام والاستقرار في المنطقة بخطوات حثيثة، وتلعب دورا مهما في الشؤون الإقليمية والدولية.
رغم أن دول «الشرق الأوسط» تواجه الآن بعض الصعوبات والتحديات، وطريق استعادة السلام والاستقرار ليس ممهدا وميسرا، لكننا نؤمن بما ورد في قصيدة صينية تقول إن السحاب لا يحجب العيون الثاقبة، ونثق بأن دول الشرق الأوسط وشعوبها تتميز بالقدرة والحكمة لتذليل الخلافات وإيجاد الأرضية المشتركة، بما يعود بالخير على الشعوب ويخلق مستقبلا مشرقا، يجب على المجتمع الدولي تحمل المسؤولية المطلوبة بهذا الصدد.
في هذا السياق، لم تكن الصين يوما «متفرجا»، بل تحرص دائما على أمن المنطقة واستقرارها وتنميتها وعلى مصلحة شعوب المنطقة ورفاهيتها، وتكون المشارك والمساهم الفعال لشؤون الشرق الأوسط، وتبذل جهودا دؤوبة لتحقيق الأمن والأمان والازدهار والتنمية في الشرق الأوسط.
إن الصين عضو دائم في مجلس الأمن الدولي ودولة كبيرة مسؤولة، دائما تلتزم بالعدالة والصدق والأخلاق في شؤون الشرق الأوسط، ودائما تتخذ تعزيز السلام والاستقرار والتنمية في المنطقة كنقطة الانطلاق والهدف النهائي لسياستها تجاه المنطقة.
وندعو الأطراف المعنية الى الالتزام بمبادئ ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة والقواعد الأساسية للعلاقات الدولية، واحترام سيادة دول المنطقة واستقلالها وسلامة أراضيها، وندعم جهود دول المنطقة لتسوية النزاعات والخلافات عبر حوار شامل.
إن قضية فلسطين لب قضية الشرق الأوسط، والصين دائما تدعم بثبات القضية العادلة للشعب الفلسطيني، وطرحت المبادرات والاقتراحات لتسوية هذه القضية اكثر من مرة.
كما عملت الصين مع المجتمع الدولي على دفع الحل السياسي للقضايا الساخنة مثل قضية فلسطين وملف إيران النووي وجنوب السودان وسورية واليمن وليبيا، ونشط المبعوث الصيني الخاص لقضية الشرق الأوسط والمبعوث الخاص للمسألة السورية والممثل الصيني الخاص للشؤون الأفريقية في المحافل الديبلوماسية الإقليمية والدولية.
سنواصل تقديم الحكمة والحلول الصينية لاستعادة السلام والاستقرار في المنطقة في يوم مبكر.
الأزمة السورية
بماذا تفسر مساندة الصين لروسيا ورؤيتها في الملف السوري؟
٭ في السنة الأخيرة، تغير الوضع السوري بسرعة، وأدت روسيا دورا مهما في ذلك، في الوقت الراهن، تتعرض القوى الإرهابية المتطرفة في داخل سورية لضربات شديدة، ويحقق الحل السياسي لمسألة سورية قدرا من التقدم، خاصة في وقف إطلاق النار وأعمال العنف في سورية، كما تتوصل روسيا وأميركا الى الاتفاق بشأن وقف إطلاق النار وتعزيز التعاون في مكافحة الإرهاب في سورية، وتبذلان جهودا مشتركة مع مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الى سورية دي ميستورا في الدفع باستئناف المفاوضات.
تدل الحقائق على أن الحوار والمفاوضات يمثلان المخرج الأساسي الوحيد للأزمة السورية، ها هو الدرس العميق الذي تعطينا إياه مسألة سورية التي استمرت لأكثر من 5 سنوات.
إن الصين باعتبارها واحدة من الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن وأولى الدول التي تدعو إلى الحل السياسي لمسألة سورية، ستواصل جهودها في النصح بإحلال السلام والدفع بالمفاوضات، كما هي على استعداد للعمل مع روسية وغيرها من المجتمع الدولي والقيام بمزيد من الدور الإيجابي والبناء في الدفع بالحل السليم لمسألة سورية في يوم مبكر.
ما موقفكم من استمرار كوريا الشمالية في تجاربها النووية والصواريخ البالستية؟
٭ موقفنا من قضية شبه الجزيرة الكورية واضح وثابت، نلتزم بإخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية وحفظ السلام والاستقرار فيها وحل هذه القضية عبر الحوار والتشاور، ويرفض الجانب الصيني رفضا قاطعا قيام كوريا الديموقراطية بتطوير الأسلحة النووية.
أما بالنسبة إلى صواريخ كوريا الديموقراطية، فتوجد بنود واضحة في قرارات مجلس الأمن الدولي.
وإن إدارة الوضع والسيطرة عليه في شبه الجزيرة الكورية مسؤولية مشتركة على عاتق كل الأطراف والمجتمع الدولي، حيث لا يمكن إيجاد حل جذري لهذا الملف إلا من خلال اتخاذ إجراءات شاملة ومراعاة هموم مختلف الأطراف بشكل متوازن.
إن الجانب الصيني على استعداد للعمل مع المجتمع الدولي على التمسك بما ورد في بيان 19 سبتمبر المشترك الصادر عن المحادثات السداسية والدفع بعملية المحادثات السداسية الى الأمام وبذل جهود مشتركة لإدخال الملف النووي لشبه الجزيرة الكورية الى عملية الحوار المستدامة والفعالة وغير القابلة للتراجع في يوم مبكر.