يصل البلاد صباح اليوم الاثنين نائب رئيس الجمهورية العربية السورية الشقيقة فاروق الشرع والوفد المرافق له في زيارة رسمية تستغرق يومين يجرى خلالها مباحثات رسمية مع القيادة السياسية تتعلق بالعلاقات الثنائية التي تربط البلدين الشقيقين وبحث آخر التطورات في المنطقة والمواضيع ذات الاهتمام المشترك وسبل تعزيزها وتوطيدها في جميع المجالات.
وقد تشكلت بعثة شرف مرافقه للضيف الكريم برئاسة وزير المواصلات ووزير الدولة لشؤون مجلس الأمة د.محمد البصيري.
هذا وأشاد نائب الرئيس السوري فاروق الشرع امس بجهود شيخ الديبلوماسية العربية صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الاحمد في تفعيل التضامن العربي خلال ترؤسه القمة الاقتصادية والاجتماعية والتنموية التي عقدت في الكويت في يناير الماضي.
وقال الشرع في تصريح لـ «كونا» ان ثمار جهود شيخ الديبلوماسية العربية قد ظهرت نتائجها في اجتماعات دمشق في اشارة الى الزيارة الاخيرة التي قام بها خادم الحرمين الشريفين الى دمشق.
واعرب عن الامل في ان تستمر ثمارها بجهود كل القادة العرب المخلصين مؤكدا ان زيارة خادم الحرمين الشريفين ولقاءاته في دمشق مع الرئيس السوري بشار الاسد شكلت حدثا بارزا لايزال موضع بحث وتكهنات في وسائل الاعلام العربية.
وقال الشرع ان سبب الاهتمام ينطلق من اهمية البلدين ومكانة قائديهما فضلا عن ان هذه الزيارة التي تعتبر سياسية بامتياز جاءت بعد فترة من شح التواصل لتفعيل بوصلة التضامن العربي «والعمل الجاد على ايقاف التراجع في الموقف العربي وليس فقط ايقاف المستوطنات».
وقال نائب الرئيس السوري في رده على سؤال حول زيارته للكويت «ازور دولة الكويت الشقيقة لأنقل رسالة الى صاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد من اخيه الرئيس بشار الاسد تتعلق بالعلاقات الثنائية والمستجدات في المنطقة وملبيا في الوقت نفسه دعوة كريمة من سمو ولي العهد الشيخ نواف الاحمد». واضاف «لا يخفى على احد ان الاتصالات بين بلدينا وعلى مختلف المستويات حافظت دائما على استمراريتها وقوتها في كل الظروف والازمات التي مرت بها اوضاع المنطقة» مشيرا الى ان هذا التميز والحيوية في علاقات الكويت مع سورية يرجع الى الرؤية الثاقبة والحكيمة التي يتمتع بها صاحب السمو الأمير والرئيس السوري في معالجة القضايا ذات الاهتمام المشترك والرغبة الصادقة في توثيق العلاقات الثنائية.
واوضح ان «سورية كانت سباقة في تفهم هواجس الكويت وخصوصا ما تعرضت له من اجتياح غير مبرر في الثاني من اغسطس عام 1990 والكويت كانت سباقة ايضا في تضامنها ومساندتها لسورية ضد الاحتلال الاسرائيلي وما حيك ضدها من اتهامات غير مبررة منذ غزو العراق عام 2003».
وقال «نحن في سورية لا يخالجنا ادنى شك بان هذا التضامن المتبادل في القول والفعل الذي شهدته العلاقات السورية ـ الكويتية شكل ارضية صلبة مشتركة لتعاون ثنائي في مختلف المجالات وسوف ينعكس ايجابا ليس على الكويت وسورية فحسب وانما على العمل العربي المشترك وعلى التضامن الصادق بين دولنا العربية والاسلامية التي هي بأمس الحاجة اليه في هذه الظروف الصعبة والمفصلية».
وعن عملية السلام في المنطقة قال الشرع ان الرؤية السورية تجاه رغبتها وارادتها في السلام لم تعد بحاجة لدليل او شواهد وخصوصا منذ مؤتمر مدريد عام 1991 وحتى المفاوضات غير المباشرة برعاية تركية والتي توقفت بحرب شنتها اسرائيل على قطاع غزة في نهاية عام 2008 ومطلع عام 2009 مرورا بقمة جنيڤ في مارس 2000 بين الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد والرئيس الأميركي الاسبق بيل كلينتون والتي شهد اقرب الناس لاسرائيل ان ايهود باراك كان مسؤولا اساسيا عن فشلها عندما كان رئيسا للوزراء كما كان احد المسؤولين الاساسيين عن حرب غزة وحصارها عندما كان ولايزال وزيرا للدفاع.
واضاف قائلا «الان لم يعد مطلوبا من الدول العربية ان يبرهنوا ويكرروا البرهان بانهم دعاة سلام لاسيما ان البراهين وخصوصا مبادرة السلام العربية قد وصلت حتى الان الى الولايات المتحدة والى كل بيت اسرائيلي».
وقال ان تكرار تقديم الدليل والبرهان من قبل العرب وخصوصا عندما يترافق مع تنازلات اجرائية او مؤشرات تطبيعية سوف يقنع الاسرائيليين في نهاية الامر بان الدول العربية بدأت تقبل «صيغة السلام مقابل السلام» بدلا من مبدأ الارض مقابل السلام.