أسامة أبوالسعود
أكد رئيس مجلس أمناء مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين انه غير نادم أبدا على ما قدمه من دعم مادي وأدبي للثقافة العربية والمحافظة على التراث العربي من خلال مؤسسة جائزة عبدالعزيز البابطين وروافدها المختلفة، معربا عن أسفه انه بدأ متأخرا جدا في هذا المجال مضيفا «وليتنا بدأنا قبل ذلك بكثير».
وقال البابطين خلال مؤتمر صحافي عقده مساء امس الاول بمقر مكتبه بمنطقة شرق للاعلان عن احتفال المؤسسة بمناسبة مرور 20 عاما على ميلادها والذي سيقام في بلد الميلاد وبذات الفندق وهو ماريوت القاهرة 1 و2 نوفمبر المقبل بينما ستعقد الندوات بدار الأوبرا بحضور حشد من المثقفين والشعراء العرب والغرب يتقدمهم الرئيس البوسني د.حارث سيلازيتش «ان نجاح المؤسسة واستمرارها لـ 20 عاما هو ثمرة تعاون المثقفين العرب الذين لم يبخلوا على المؤسسة بأي أفكار او اقتراحات ساعدت على ارتقاء الفكر والثقافة العربية».
وقال البابطين «انه على الرغم من المتاعب الكبيرة التي واجهت المؤسسة طيلة الـ 20 عاما الماضية إلا ان الانجازات التي يستشعرون بها من خلالها رضا المثقف العربي عن هذه المؤسسة يريحهم وينسيهم تلك المشقة.
واضاف انه في هذا الاحتفال سيتم تكريم شخصين لهما الأثر الواضح في قيام واستمرار هذه المؤسسة مشيرا الى تسمية هذا الاحتفال باسم «ملتقى عبدالمنعم خفاجي وعدنان الشايجي» تكريما لهما على ما قدماه من جهد ووقت لهذه الجائزة.
وأشاد البابطين بالدور الأساسي الذي تقدمه المؤسسات الصحافية بإيصال رسالة المؤسسة الى المتلقي، معربا عن شكره لصحافيي الوطن العربي ايضا «الذين عرضوا نتائج نشاطات هذه المؤسسة الى المتلقي العربي».
وتقدم بجزيل الشكر لمصر التي احتضنت المؤسسة من ميلادها تحت رعاية وزير الثقافة الفنان فاروق حسني، مشيرا الى ان الاحتفال الاول الذي عقد بفندق الماريوت في 17 مايو 1990 كان متواضعا جدا ولم يحضره أكثر من 15 ضيفا 6 منهم الآن في ذمة الله، وسيحضر الباقون ليكونوا شهودا على نمو المؤسسة وتطورها منذ بدايتها وحتى الآن.
وأشار الى ان المؤسسة اختارت قاعة عايدة بفندق ماريوت في القاهرة مكانا للاحتفال وهو المكان الذي شهد أول حفل للمؤسسة عند تأسيسها عام 1990 وبحضور وزير الثقافة فاروق حسني.
وأضاف البابطين انه ستكون هناك أنشطة أدبية ومحاضرات وأمسيات شعرية وفنية تمتد الى 3 ايام وسيدلي عدد من الأدباء والمفكرين يمثلون الأقاليم العربية بشهادات حول مسيرة المؤسسة وتجربتها في الحركة الإبداعية العربية.
وذكر ان المؤسسة استطاعت الوصول الى العالمية من خلال حوار الحضارات وخروج المؤسسة خارج الوطن العربي من اجل إعطاء الوجه الحقيقي للعربي والمسلم بعد تشويه ذلك الوجه بعد احداث 11 سبتمبر.
وقال البابطين انه «بلا شك ان اي عمل ناجح هو فرحة كبيرة لصاحب هذا العمل»، موضحا ان نجاح المؤسسة لم يأت بجهد القائمين على المؤسسة فحسب انما بتعاون كل مهتم ومحب للثقافة والآداب والفنون.
وأشار الى ان المؤسسة نجحت في انشاء مركز البابطين للترجمة والذي أنشئ عام 2004 ويهدف الى إسهام المؤسسة في دعم حركة الترجمة من اللغات الأجنبية الى اللغة العربية وبالعكس كما نظمت المؤسسة دورات للمرشدين السياحيين الاسبان في منطقة الأندلس بهدف تصويب معلومات المرشدين عن الآثار والمواقع التاريخية في اقليم الأندلس بإشراف نخبة من الأساتذة المتخصصين وردا على سؤال حول جهود المؤسسة لدعم فلسطين قال البابطين «انا مع فلسطين والقضية الفلسطينية منذ بداياتي، فعندما حدثت انتفاضة الأقصى الاولى في عام 1986 بثورة الحجارة قمنا بإعطاء السفارة الفلسطينية في الكويت 1000 دولار يوميا حتى في أيام الجمع والعطلات الرسمية كان الشيك يصل الى السفير في بيته، مشيرا الى ان هذا المبلغ كان مساهمة في ثمن الحجارة التي يقذفها الشعب الفلسطيني في وجه الغطرسة الصهيونية». واضاف البابطين «مع تكوّن الدولة قمنا بتقديم مساعدات ضخمة للسلطة الفلسطينية بقيادة ياسر عرفات الذي أرسل لنا العديد من خطابات الشكر، اضافة الى إنشاء العديد من المشروعات المهمة في فلسطين». وشدد البابطين على ان ما يجري حاليا في فلسطين من تناحر بين القوى الفلسطينية امر يدمي القلب واصفا الوضع الحالي بان «الاخوة الفلسطينيين يعملون ضد فلسطين اكثر مما يفعله اليهود في فلسطين».