- دليهي: هناك توجه لدى الحكومة لإزالة المنطقة
- زنيفر: غاب الهواء النقي والمنطقة لم تعد صالحة للسكن
عبد الهادي العجمي
استهلت الندوة الجماهيرية التي نظمتها اللجنة البيئية التطوعية لضاحية علي صباح السالم، مساء أمس الأول تحت عنوان «أم الهيمان بدون عنوان»، بكلمة أمين سر مجلس الأمة دليهي الهاجري الذي أكد ان الندوات التي عقدت من أجل حل قضية أهالي المنطقة لم تجد نفعا رغم كثرتها، داعيا الى ضرورة عقدها شهريا في أماكن عامة ولتكن أمام ميناء عبدالله بين شارعي الملك فهد والملك عبدالعزيز.
وأكد الهاجري دعمه المادي والمعنوي لأهالي ضاحية علي صباح السالم في سبيل القضاء على مشكلة الغازات السامة المنبثقة عن المصانع التي عانوا منها طوال 9 سنوات، آخذا بالاعتبار أهمية وجود جهات مختلفة من أصحاب القرار والإعلام والصحافة في الندوات التي ستنظم.
وقال: «التمس ان يكون هناك توجه من قبل الحكومة بأنها مستعدة لإزالة المنطقة بأكملها والإبقاء على هذه المصانع وأصحابها المتنفذين، معربا عن موافقته لهذا الحل ما دام يسهم في القضاء على معاناة أهالي أم الهيمان جراء السموم المنبثقة عن المصانع، الا انه اشترط تعويض سكانها بأراض أخرى في أماكن جديدة، مشيرا الى ان الغازات السامة امتدت الى المناطق المجاورة لمنطقة أم الهيمان المنكوبة، موضحا انه بدأ يسمع عن الأمراض المسرطنة التي أصابت الكثير من الأهالي والأطفال، وشدد الهاجري بصوت مرتفع على ضرورة عقد ندوة عاجلة بين المصانع التي تطلق غازاتها السامة على أطفالنا وأهالينا، وتسليط الضوء من جميع الجوانب على المعاناة الحقيقية التي يقاسيها قاطنو هذه المناطق.
الاشتراطات البيئية
من جانبه أكد مراقب مجلس الأمة د.محمد الحويلة ان لجنة البيئة البرلمانية تسعى من خلال عملها الى ان تجعل هذه المأساة قضية الكويت، لافتا الى ان المتضرر المباشر هم أهالي أم الهيمان لاسيما ان الأغلب منهم فقد أفرادا من أسرته وغيرهم أصيب بأمراض مختلفة منها الأمراض السرطانية.
واستنكر الحويلة قائلا: ان «الأدهى والأمر ان بعض تلك المصانع لا تلتزم بأبسط الاشتراطات البيئية ولا تحترم مساعيها، خصوصا ان التجار همهم الأكبر جني الأرباح دون الاكتراث للأرواح، مشددا على ضرورة محاسبة كل من تخاذل وساهم في تمرير التجاوزات التي يقوم بها هولاء المتنفذون والمفسدون، الأمر الذي سبب في الكارثة البيئية.
وووعد بأن يبقى ملف تمرير التجاوزات على رأس أولوياته في دور الانعقاد المقبل، معرجا على قضية ردم المياه الجوفية التي ألحقت الضرر بالبيئة والبشر، مشيرا الى انه سيفعل هذا الأمر ويتبناه من خلال العمل البرلماني في سبيل معالجة الأضرار.
من جهته اعتبر النائب د.بادي الدوسري ان الحكومة هي من جنت على 40 ألف نسمة متضررة إثر الغازات السامة، معلقا ورغم ذلك الحكم عليها براءة، لافتا الى ان الدول المتحضرة تعتبر ثروتها الحقيقية هي الانسان بخلاف النظرة السائدة للمتنفذين في الكويت.
وقال: «العطور والبلاستيك أصبحا أغلى من الانسان ذاته، ملقيا باللوم على الحكومة بدءا من وزارة الصحة التي لم تكلف نفسها عناء التبليغ عن الحالات المحصاة لديهم نتيجة هذا التلوث، بالرغم من ان الكارثة ليست وليدة اللحظة وانما ممتدة جذورها منذ 9 سنوات أضرت ما فوق الأرض وما تحتها.
من جانبه تقدم النائب خالد الطاحوس لتسلم الملف الأخضر الذي تضمن محاور الاستجواب، وقال بدوره في الندوة اننا لا نريد التكلم عن معاناة المنطقة وانما العمل فعليا لحل القضية ورفع معاناة سكانها الذين ملّوا الأمر، مؤكدا ان أعضاء مجلس الأمة عليهم ان يتحملوا المسؤولية الملقاة على عاتقهم لحماية أرواح الناس والأهالي. وكشف الطاحوس عن ان المتنفذين استغلوا العطلة البرلمانية وأعلنوا عن توزيع قسائم صناعية في منطقة وشدد الطاحوس بصوت يملؤه الغضب على ضرورة ان يتحرك النواب ويدافعوا عن الشعب وعن حماية ارواحهم التي هي خط احمر، كما أقسموا تحت قبة البرلمان بالذود عن الشعب، داعيا النواب للتحرك بشكل فعلي تجاه الحكومة لحلحلة قضية اهالي ام الهيمان.
وخاطب الجمهور قائلا ان لم نتحرك فليس لكم «شرهة» على أحد الا على النواب الذين اختارهم الشعب في يوم الاقتراع، الامر الذي انفعل له الجمهور وقاطعوا حديثه بالتصفيق الحار، ثم عاد الطاحوس الى حديثه وقال: «وانا على هذا المنبر اعاهد أهالي ام الهيمان والدائرة الخامسة بأني سأمارس حقي الدستوري دفاعا عنهم كممثل للدائرة والشعب الكويتي.
وبدوره اوضح النائب سعدون حماد ان توزيع منطقة ام الهيمان منذ البداية كان خاطئا وكانت الاراضي آنذاك غير صالحة للسكن والدليل هو الدراسة التي قدمت، لافتا الى ان الحكومة اصرت على توزيع الاراضي وارغاب المواطنين بالتوزيع من غير دور او انتظار. وقال حماد ان المواطنين اخذوا هذه الاراضي تفاديا للطلبات المتكدسة دون العلم انه ستظهر هناك تلوثات بيئية في المنطقة بعد استكمال بنائها، مؤكدا انه الآن تعددت تقارير الضحايا والمصابين اثر الغازات المنبثقة من المصانع والأدلة موجودة في وزارة الصحة.
واما النائب سعد زنيفر فاكد ان المنطقة اصبحت غير صالحة للسكن وان الهواء النقي غاب عنها بعد وجود المصانع، بخلاف ما كانت تمتاز به بالسابق من هواء نقي، متمنيا من الحكومة والمسؤولين عن هذه المصانع ايجاد حل سريع وقلع المشكلة من جذورها.
وكان من ضمن الحضور رئيس المجلس البلدي زيد عايش الذي ذكر انه قابل اصحاب المصانع والبنك الصناعي ولكن كانت اللقاءات دون جدوى ولم تثمر شيئا، لاسميا ان اصحابها متنفذون، متعهدا بأنه سيفعل الامر ويصعده عن طريق المجلس البلدي الى ان تحل المشكلة. وتمنى عايش من اعضاء مجلس الامة الا يطالبوا بإزالة المنطقة مؤكدا ان هذا ليس حلا سليما، وانما السعي لوضع فلاتر خاصة لها تمنع تسرب الغازات السامة اسوة بدول العالم الاخرى لاسيما التي مصانعها في قلب العاصمة.
ومن جانبه اكد رئيس لجنة محافظة الاحمدي عضو المجلس البلدي مانع العجمي انه سيفعّل موضوع البيئة في المجلس البلدي، متمنيا ان يهتز الشارع الكويتي لكارثة ام الهيمان كما اهتز بالامس لكارثة مشرف.
وقال العجمي: «نحن جئنا فزاعة للحق وانتم اصحاب الحق»، مؤكدا أنهم يعيشون في كارثة من المفترض ان تنتفض لها الحكومة واعضاء مجلس الامة وكذلك المجلس البلدي والاسهام بالمشاركة مع الهيئة العامة لحماية البيئة، مشيرا الى ان هناك تقارير تؤكد التلوث البيئي الذي تشهده المنطقة. ميناء عبدالله بيضاء بين المنطقة الصناعة الموجودة، موضحا انهم تحركوا لوقف التوزيع، ولكن لا يعلم ما إن تكرر الأمر في المستقبل وتم اتخاذ قرارات وفوجئ الناس بمصانع صناعية أخرى.