- المذكور: اللجنة العلمية لمنتدى قضايا الوقف الفقهية مسؤولة عن لمّ شتات مسائل الوقف
- نظامي: «المركز» يتيح دراسة الإسلام والثقافة الإسلامية بكل مكوناتها وأبعادها التاريخية والاجتماعية والاقتصادية
قال الأمين العام للأمانة العامة للأوقاف بالكويت محمد الجلاهمة إن منهجية الأمانة العامة للأوقاف ترتكز على أساسين بينهما الشراكة مع المؤسسات الرسمية والأهلية.
جاء ذلك في كلمة ألقاها في افتتاح أعمال منتدى قضايا الوقف الفقهية الثامن الذي يعقد أعماله في مركز اكسفورد للدراسات الاسلامية تحت شعار «قضايا مستجدة وتأصيل شرعي».
وأوضح أن الأمانة العامة للأوقاف تركز كذلك على تحويل استراتيجية الدولة في مجال الوقف الى مشاريع عملية تحقق الأهداف التي وضعت من اجلها.
وأشار إلى أن إقامة منتدى قضايا الوقف الفقهية في دورته الثامنة تأتي ضمن سلسلة من مشاريع (الدولة المنسقة) التي وصل عددها الى 17 مشروعا تتكامل فيما بينها وتتعدد أشكالها لتكون حصيلتها نشر الفكرة الوقفية بما يخدم الانسانية.
وأضاف ان الأمانة العامة للأوقاف حرصت على توزيع عقد منتدى قضايا الوقف الفقهية على الأقاليم والقارات المختلفة وذلك ابتغاء تلمس القضايا الملحة في مجال الوقف في المناطق المختلفة حول العالم التي هي بحاجة لإبداء الرأي الشرعي المعاصر حولها بما يخدم سنة الوقف الشريفة.
وأعرب عن سعادته لانعقاد منتدى قضايا الوقف الفقهية الثامن في المملكة المتحدة، التي تربطها علاقات قوية ومتينة بالكويت منذ عشرات السنين.
وذكر ان المملكة المتحدة تمثل نموذجا حيا ومعاصرا لرعاية الدولة للأعمال الخيرية وفي مقدمتها نظام «ترست» الذي يتمازج مع نظام الوقف من خلال التواصل مع العالم الاسلامي في القرون الماضية.
وقال إن «ما شجعنا على اختيار مركز اكسفورد للدراسات الاسلامية للتعاون معه في تنظيم المنتدى الثامن كونه محل تقدير من قبل الكويت».
وأضاف في هذا السياق ان ذلك ظهر جليا من أعلى سلطة سياسية في الدولة من خلال تبرع صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد لمصلحة الأعمال العلمية في المركز ومكتبته.
وذكر ان الكويت تشارك في مجلس أمناء المركز من خلال اختيار بعض رجالاتها لعضوية المجلس وهما الشيخ د.محمد الصباح، ود.علي عبدالله الشملان.
وأعرب عن تطلعه لأن يسهم المركز في نشر الصورة الحقيقية للاسلام في بريطانيا وان يستمر التعاون المثمر بين التجربة الخيرية الغربية والتجربة الوقفية الاسلامية لما فيه صالح الانسانية.
وفي ختام الكلمة توجه الجلاهمة بالشكر الجزيل إلى راعي المنتدى الثامن وزير الاوقاف والشؤون الاسلامية ووزير الدولة لشؤون البلدية محمد الجبري وإلى مركز اكسفورد للدراسات الاسلامية على احتضان أعمال المنتدى.
ومن جهته، قال رئيس اللجنة العلمية لمنتدى قضايا الوقف الفقهية الشيخ د.خالد المذكور في كلمة له ان اللجنة قد انتهت من إعداد موسوعة «مدونة احكام الوقف» التي ستتناول كل ما كتبه فقهاء المذاهب الاسلامية حول الأحكام الشرعية الخاصة بالوقف.
وأضاف انه يجري حاليا اعتماد الإخراج النهائي لها لتخرج بأبهى حلة وصورة لتكون مرجعا معتمدا للجهات والهيئات المعنية بشؤون الوقف وقضاياه.
ولفت الى ان الوقف يعد احد أفضل سبل الخير حيث يتم من خلاله رصد مال معين لغرض مشروع يخرج عن ملك صاحبه ابتغاء الأجر من الله سبحانه وتعالى.
وأضاف المذكور انه انبثق عن الأمانة العامة للأوقاف بصفتها الجهة المسؤولة عن تنسيق جهود الدول الاسلامية في مجال العمل الوقفي «مشروع منتدى قضايا الوقف الفقهية» لمواكبة القضايا الوقفية المعاصرة الذي امتدت اجتماعاته ليعقد في دورته الثامنة في المملكة المتحدة.
وأوضح ان اللجنة العلمية لمنتدى قضايا الوقف الفقهية هي المسؤولة عن لم شتات مسائل الوقف ووضعها على طاولة البحث امام العلماء ليدلوا بآرائهم ويتوصلوا الى الحلول الشرعية الملائمة.
وذكر أن اللجنة العلمية رأت ضرورة التطرق في المنتدى الثامن الذي يحمل شعار «قضايا مستجدة وتأصيل شرعي» الى الرأي الشرعي في أمور ظهرت الحاجة الماسة لها فتناولت مواضيعه في وقف المال العام وتمويل الاوقاف عن طريق الاكتتاب العام.
من جانبه، ثمّن رئيس مركز «اوكسفورد» للدراسات الاسلامية د.فرحان نظامي دور الكويت وسمو الامير الشيخ صباح الأحمد في تأسيس وتمويل انشاء مركز «اوكسفورد» للدراسات الاسلامية، ودعا إلى ضرورة الاقتداء بتجربة الكويت في مجال الأوقاف.
وقال نظامي ان «مجلس ادارة المركز ينظر في تسمية منح دراسية او مقاعد بأسماء شخصيات ودول اعترافا وتقديرا لدورها الفعال في تأسيس ودعم المركز»، مشيرا الى أن سمو الأمير من الشخصيات المهمة التي ساهمت في تمويل المركز.
وأضاف ان «انشاء المركز انطلق من فكرة جسدها على ارض الواقع عطاء وسخاء الكويت لتصبح صرحا فريدا في قلب مدينة اوكسفورد العريقة». وأوضح ان المركز يعد الأول المتخصص في الدراسات الاسلامية بجامعة «اوكسفورد»، وهو اول مؤسسة متخصصة في دراسات الاسلام بالمملكة المتحدة تحصل على الميثاق الملكي من الملكة اليزابيث الثانية.
واكد ان مركز «اوكسفورد» يتيح لطلابه دراسة الاسلام والثقافة الاسلامية بكل مكوناتها وابعادها التاريخية والاجتماعية والاقتصادية.
وذكر ان المنح الدراسية المتخصصة ستسمح بتوفير فهم جيد وحقيقي للاسلام بما يعزز التفاهم بين الحضارات والمجتمعات والافراد على اختلافهم.
ورأى نظامي ان الأوضاع الراهنة اوجدت حاجة اكبر لتعزيز التفاهم والحوار بين الثقافات، معتبرا ان الدراسات الهادفة التي يوفرها مركز «اوكسفورد» تسمح بمد جسور التفاهم والاحترام المتبادل.